أكتب اليك عن أختي الصغيرة البالغة خمسة وثلاثين عاما، فلقد مرت بتجربة قاسية مع أنها تزوجت من زميل لها بعد قصة حب أو هكذا تصورت، حين كان يدرسان بالجامعة هو فى كلية الحقوق ويعمل محاميا، وهي فى كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية وتعمل مدرسة، ولم يمر عامان علي زواجهما حتي ارتبط بزميلة فى العمل بحجة ان الزوجة الثانية لن تكلفه شيئا، وظهرت شخصيته الأنانية وتعاملاته اللا إنسانية من عنف وضرب، وحرمانها من زيارة أسرتها، والتردد علي الأندية الليلية، ومشاهدة الأفلام الإباحية علي الانترنت برغم وجود أمه فى نفس الشقة، وحاول أن يجمع أختي معها في شقة واحدة فرفضت، ورفعت عليه دعوي طلاق للضرر وحصلت عليه بعد ثلاث سنوات من المحاكم، وبدلا من أن تواجهه أمه بأخطائه أو ترشده إلي الصواب فإنها تجاريه في سلوكه المعوج.
وما يؤلمني أن أختي تعيش وحيدة وتحس بالفشل في اختيار شريك حياتها وأنا أتألم لحالها، وأني أسألك: هل أخطأت أختي فى الطلاق من هذا الشخص المهووس بنفسه، والذي لا يهتم إلا برغباته وشهواته وتناصره أمه ظالما أو مظلوما، وقد تناسيا أن الله موجود يقتص للمظلومين وينتقم من الظالمين؟.
> ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
لم تخطئ أختك فى الطلاق، فهذه الزيجة كان محكوما عليها بالفشل إن آجلا أو عاجلا، ومثل هذا الزوج الذي يجري وراء أهوائه غير أمين على زوجته ولا يهمه أولاده لأنه ينظر الي كل شىء بمقياسه الأناني الذي لا يعير غيره أى اهتمام.
وليس معني طلاقها منه أنها لن تتزوج ولن تنعم بحياتها، فلا تدرين لعل الله يدخر لها من هو أهل لها، ومن يريدها لذاتها ويرعي الله فيها، أما حب الجامعة فكثيرا ما ينتهي بالفشل لأنه يرتبط بالمراهقة وليست له جذور وأساس متين يمكن البناء عليه والحب الذي يأتي بعد الزواج يكون راسخا وقويا، والعشرة تولد الألفة والمحبة، فلتهدأ أختك بالا وسوف تسعد بمن يقدرها ويحتويها ويكمل معها مشوار الحياة.