السلام عليكم و رحمة الله

الأم القاسية نموذج موجود في المجتمع ... ما يلي ملف كامل تم تجميعه من عدة مصادر عن هذه الظاهرة و التعامل معها ...
لنقرأ :

---------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيل الشيخ من فضلك اريد ان اعرف ما هو حكم الشرع فى التعامل مع الام القاسية
حيث ان الام التى اسئل عنها تعامل ابنتها بقسوة و تفرق بينها و بين اختها
وايضا وضعت الضغينة فى قلوب ابنائها و اوقعت بينهم الفتن و جعلتهم لا يحبون بعض بكثرة توقيعها بينهم
و هذة البنت تعانى من ان امها تسبب لها اضرار نفسية كبيرة بسبب كرهها لها و الغريب انها تؤاكد على ان امها تغير منها و تحسدها و تستكثر عليها اى خير دائماتحطمها بالكلام و تقول انها لا تستطيع ان تبر امها و تخاف من الله و من عقوق الوالدين
و هى الان مبتعدة عن امها علما بانها متزوجة و لديها بنت و تخاف من المستقبل مع ابنتها وان تعاملها ابنتها معاملة سيئة ارجو الاهتمام لان هذا الموضوع يخص جارة لى و انا اشعر بالمسؤلية بنصحها
افيدونى افادكم الله
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله علية وسلم وبعدقال تعالى { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }
وقال تعالى "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا "
وسئل صلى الله علية وسلم من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك " وعلى ما تقدم من الأدلة وغيرة كثير فان بر الوالدين وخاصة الأم واجب ومن أعظم القربات عند الله تعالى ولكن لعظم أجر هذة العبادة يجب الصبر والمصابرة على الأذى الصادر من الوالدين تجاة الأبناء فما ذكرتة السائلة من أذى أمها لها ان كان حق فيجب الصبر عليها والدعاء لها بان يهديها الله تعالى ويغفر لها فمهما فعلت فهو أقل من الشرك ومع ذلك اذا أمرتك بالشرك لا تطعها ولكن تصاحبها فى الدنيا بالمعروف بالصلة والاحسان اليها مع تحمل أذاها وتحتسب ذلك عند الله تعالى فما هى الا أيام معدودات ونرد على رب العالمين ويفوز الفائز الصابر المحتسب ويخسر المفرط الذى لم يصبر لله ولا للدار الأخرة والله أعلم
-----------------------------


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أمي أطال الله عمرها قاسية علي منذ الصغر، وهي تضربني على أشياء تافهة، وهي لا تعرف التعامل معنا، مثلا التسبح, ومثلا إذا لعبت مع أولاد كانت تضربني ولا تنصحني، لدرجة أنه حصلت لي مشكلة في الصغر، وإلى الآن إذا قلت لها أني أعاني من ضغوطات نفسيه في الصغر قالت: لماذا أنت أكثر واحدة ربيتها! وأنا مهتمة بك منذ الصغر.


عندما كبرت جاءتني الدورة، وأمي إلى الآن ما عمري سمعتها تنصحني، صحيح أنها كانت لا تعرف هذه الأمور لكن يا ليتها على الأقل حست بي!


أصغر إخواني عمره سنة، دائما تصرخ عليه وتدعو عليه لأنه يصيح ويبكي عليها!
وذات مرة والله سمعتها تدعو على أختي التي عمرها 6 سنوات بالموت، وأنا كنت أصلي الجمعة، فجلست أبكي، ماذا أعمل؟ الآن صرت أتغافلها ولا أتحمل صوتها، قد يكون هذا ابتلاء من ربي، لكن لا أقدر! فلو تقول لي أنها تموت في لا أصدق.


مع العلم أنها تموت في أختي الكبيرة، وقد قالت ليتني ما ولدتك!! وتسمع كلامها ومستحيل تصرخ عليها أو تعصب، وإذا أختي موجودة تكون رائقة المزاج، وهي الحين متزوجة ومسافرة.


ذات مرة قالت أن سبب زواج أختي بسبب أننا ضايقانها !!


المشاكل كثيرة، فكيف أتعامل معها؟ وأنا الآن عصبية لا أتحمل أي كلمة منها، كل عمري 26 سنه ما عمري سمعت إلا الصراخ، مع العلم أنها تعامل بنات الناس بمعاملة حسنة، فمثلا بنت أختي تسبحها وهي تضحك معها، وإذا صار لها شيء تسكتها وأخي العكس!


آسفة على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنتــ الرياض حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،


فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُصلح ما بينكم وبين والدتكم، وأن يصلحها لكم، وأن يعينكم على التفاهم فيما بينكم، وأن يوفقكم لشيوع المودة والمحبة والتشاور والتناصح، وأن يُذهب عنكم هذه الحالة السيئة التي أدت إلى نفوركم من هذه الوالدة وبُعدكم قلبًا وقالبًا عنها.


وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة - من أن أمك قاسية وأنها شديدة وعنيفة، وأنها تتعامل معكم معاملة كلها عنف، ولا يوجد فيها أي أثر للمحبة أو الرحمة، رغم أنها تظن أنها على خلاف ذلك، وأدى ذلك إلى وجود نفرة وكراهية فيما بينكم، وعدم ارتياح لها، وهي لا تحبك كما ذكرت، لكن أختك الكبرى تعاملها معاملة خاصة، وتتهمكم بأنكم ضايقتموها حتى أدى ذلك إلى زواجها.


أنا أقول: إذا كانت المضايقة تؤدي إلى هذا فأتمنى أن يضايق بعضكم بعضًا حتى تتزوجن جميعًا! ولكن هذه رؤيتها - رؤية والدتك -، وكذلك أيضًا تدلل أبناء أختك وأبناء الناس.


أما عن إخوانك فإنها تتعامل معهم بقسوة وعنف، بل إنها تدعو حتى على إخوانك الصغار، إلى غير ذلك مما جعلك وصلت لدرجة أصبحت عصبية لا تتحملين أي كلمة منها، وأنك طول عمرك ما سمعت إلا الصراخ وغير ذلك من الأمور المزعجة التي تجعل البيت جحيمًا لا يطاق.


أقول لك أختي الكريمة الفاضلة: ما رأيك أن نعقد مزادًا علنيًا وأن نبيع أمك في السوق، هل توافقين على ذلك؟ أتمنى أن تجاوبي على هذا السؤال: هل توافقين أن تعقد الدولة وأن تعقدوا أنتم مزادًا علنيًا وأن تقوموا أنتم ببيع أمكم في السوق ليشتريها أحد الناس؟ قطعًا ستقولين لا وألف لا، لماذا؟ لأن هذه أمك.


يبقى سؤال آخر: هل من الممكن أن نتخلص منها بأي صورة أخرى؟ الجواب لا.


السؤال الثالث: هل نستطيع أن نغير أمنا بأم أخرى غير أمنا هذه، أم جميلة، رائعة، هادئة، بسيطة، ودودة، حنونة؟ الجواب أيضًا لا.


هناك أمور أختي الفاضلة (بنت الرياض) يصعب على الناس تغييرها، ومن هذه الأمور تغيير الصغار للكبار. أنا لا أقول يستحيل وإنما أقول يصعب، وأحيانًا يتعذر، لأن أمك ضحية تربية تلقتها منذ نعومة أظفارها عندما كانت في بيت والديها، نشأت على هذه النشأة وتلك التربية، وقد تكون لديها ميول فطرية أيضًا لأن تكون مستعدة لمثل هذه التصرفات، لأن بعض النفوس نجدها بطبيعتها تميل للعدوان، وبعض النفوس تميل للدعة والهدوء والرحمة واللطف والحنان، وبعض النفوس تميل إلى ركوب المخاطر، وبعض النفوس تؤثر السلامة، والله تبارك وتعالى جعل هذه أرزاقاً، كما جعل الأموال أرزاقًا والأولاد أرزاقًا أيضًا جعل الله الأخلاق أرزاقًا، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله قسم بينكم أخلاقكم).


فإذن هذه الأخلاق تتفاوت، فأمك مما لا شك فيه تتمتع بقدر كبير من الأخلاق المزعجة، سواء أكانت مكتسبة أو بعضها فطرية، وأدى ذلك إلى وجود هذه المشكلة، ولكن هل تظنين أن أمك لم تحاول أن تغير نفسها؟ أنا أعتقد أن هذا صعب، قطعًا حاولت ولكنها لم توفق، ولعلها فشلت في ذلك، أو لعلها تتصور بأن ما هي عليه إنما هو الأفضل.


ومن هنا فإني أقول: ليس أمامنا إلا أن نصبر، لأنه ليس هناك من حل، ماذا سأفعل؟ هل أنا أستطيع أن أغير أمي؟ هل أنت تستطيعين ذلك؟ قطعًا لا، ولذلك لا يوجد أمامنا حل إلا الأمور التالية:


أولاً: النصح قدر الاستطاعة، والتذكير بأن هذه التصرفات تؤدي إلى النفرة وإلى عدم المحبة وإلى عدم الاطمئنان النفسي والأسري في المنزل.


وثانيًا: عليك أنت وإخوانك الدعاء لها والإلحاح على الله أن يصلح الله حالها، لأنها لو أُصلح حالها فأنت أول المستفيدين من صلاح حالها، لأنها إذا تحسنت أخلاقها فقطعًا أنتم ستستفيدون من ذلك، ومن هنا فإني أتمنى بدلاً من أن نظل نحمل عليها ونظل نتهمها لماذا لا ندعو لها حتى نساعدها على أن تتخلص من ذلك. تقولين دعونا ولا توجد هناك فائدة؟
أقول لك مستحيل، لأن الله تبارك وتعالى ما أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة إلا لأن الدعاء ينفع، ولذلك ربنا تبارك وتعالى قال: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل) مما نزل: أي من البلاء.


فالمريض يدعو الله أن يشفيه، والعقيم يدعو الله أن يرزقه الذرية، والفتاة التي لم تتزوج تدعو الله تعالى الله يزوجها، هذا معنى مما نزل. ومعنى مما لم يُنزل: أي حتى في المستقبل، فنحن نسأل الله الجنة ونستعذ به من النار، فالله تعالى الله وعدنا بأن يستجيب لهذا كما ورد في كلام النبي عليه الصلاة والسلام.


فأنا أقول أختي الكريمة (بنت الرياض) لا يوجد هناك حل حقيقة إلا الصبر على هذه التصرفات، الصبر الجميل، وأن نعلم أن هذه أمنا، وأن منزلة الأم عظيمة، وأن الجنة تحت قدميها كما ورد في كلام النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، وأننا مطالبون بإكرامها والإحسان إليها غاية الإحسان، كما أمر الله تبارك وتعالى، ولذلك قال الله تبارك وتعالى: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} ونحن مطالبون بالإحسان غاية الإحسان للوالدين، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن حق الأم أولى من حق الاب عندما سُئل صلى الله عليه وسلم: (أي الناس أحق بحسن صحابتي يا رسول الله؟ فقال: أمك ثم أمك ثم أمك).


فإذاً أوصيك انت وإخوانك بالصبر الجميل وعدم إزعاجها وعدم الإنكار عليها، ولكن لفت نظرها إلى التصرفات التي قد تُزعج، وتنبيهها بلطف ورقة وحنان، ثم بعد ذلك الدعاء لها كما ذكرت بأن يصلح الله تبارك وتعالى حالها، وأن يحسن أخلاقها، واعلمي أن هذا ابتلاء وامتحان واختبار كما ذكرت في رسالتك، ولعل الله تبارك وتعالى أن يعافيها ببركة دعائك أنت وإخوانك، أو على الأقل يرزقكم الصبر و الحلم والأناة وسعة الصدر والتماس الأعذار لها.


وثقي وتأكدي أنها لو كانت قادرة على التغيير لغيّرت، ولكنها لعلها أصبحت عاجزة عن ذلك، إما لعدم قدرتها على ذلك أصلاً أو لاعتقادها أنها على صواب.


أسأل الله تعالى أن يصلح أخلاق أمكم وأخلاقكم وأخلاقنا جميعًا كما أحسن خلقنا، وأن يؤتي نفوسنا تقواها، وأن يزكها هو خير من زكاها، هو وليُّها ومولاها.


هذا وبالله التوفيق.
----------------------------------------



أنا فتاه والحمد لله متدينة، ولكن مشكلتي هي أمي، فهي غريبة الطباع فلا أشعر منها بأي حنان، فهي قاسية للغاية، دائماً ما تدعو علي أنا وإخوتي، وهي بجانب كل ذلك تسيء معاملة والدي جداً، ولا تحترم مشاعره أبداً، فأنا لا أتذكر لها أي ذكرى جميلة، وأنا –والله- أحاول كثيراً أن أمسك نفسي من الوقوع معها في مشاكل، ولكن أحيانا لا أستطيع أن أتحمل، وبالتالي أقول أشياء دون رغبتي. أحوالها غريبة جداً معنا ومع أهلها -وبالأخص والدتها- ومع كل الناس، فهي لا تحب أحداً ، أرجو منكم أن ترشدوني ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيراً.

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبي الهدى رسول الله، وبعد:
فمرحباً بك ـ فتاتنا الكريمة ـ على موقع " الإسلام اليوم" ونرجو أن يكون فيه ما يسرك ..نعم .. هناك ـ للأسف ـ من الأمهات من لا تعرف "فقه الأمومة"، ولا تقدر خطورة المسئولية الملقاة على عاتقها، ولا ترعاها حق رعايتها، فتدفع أبناءها بسوء تصرفاتها وعنفها وقسوتها معهم إلى عقوقها والتمرد عليها، فينهدم صرح الأمومة في البيت، ويتصدع جدار البر الواجب على الأبناء، فتعيش أسرة هذا حالها في جو مشحون بالعنف والغضب والكراهية والتربص وسوء الظن . وفي الحديث "والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها" صحيح البخاري (893) صحيح مسلم (1829).
ومشكلة أمك ـ يا بنيتي ـ أنها ربما تعاني من آثار قسوة ذاقت مرارتها في طفولتها أو صباها ـ والله أعلم ـ ، أو أنها لم تتشبع بمفهوم الأمومة السوية، فالأم في البيت هي الراعية، والحانية، والحادية، والحادبة، والبانية .. وقد تكون (الجانية) إن هي فقدت المكونات النفسية والاجتماعية للأمومة . ولذا فإن علماء الاجتماع يحللون نفسية الأم العنيفة القاسية على أولادها، فيرجعون قسوتها تلك إلى عدة أسباب فيقولون:" والأسباب ذات الجذور القديمة تكون نابعة من مشكلات سابقة أو عنف سابق، سواء من قبل الآباء أو أحد أفراد العائلة، أما الأثر الحاضر فتكون جذوره مشكلة حالية، على سبيل المثال خلاف الأم مع زوجها، قد يدفعها إلى ممارسة العنف على أولادها، وبالتالي فإن الشخص الذي ينحدر من أسرة مارس أحد أفرادها العنف عليه، ففي أغلب الأحيان أنه سيمارس الدور نفسه، لذا من الضروري معرفة شكل علاقة الأم المعتدية على أولادها بوالدتها في صغرها، وفي الغالب تكون تعرضت هي نفسها للعنف، لذا فبالنسبة لها تعتقد أن ما تقوم به من عنف تجاه أولادها هو أمر عادي كونه مورس عليها، ومن حقها اليوم أن تفعل الشيء نفسه رغم معاناتها منه سابقاً.
إن الوالدين الفاقدين للحنان والحب منذ الصغر غير قادرين على إمداد الحنان والرعاية لأطفالهما.
وفي بعض الحالات ينصب عنف الأم على ابنة محددة؛ نتيجة تدليل الأب أو الحماة لها أو تشبيهها بهم، وهذا يكون مع تردي العلاقة مع الزوج أو الحماة، ومن جهة أخرى تحفز غيرة الأم من ابنتها ممارسة العنف ضدها، فهناك أم تغار من نجاح ابنتها وتفوقها بالدراسة، لذا تلجأ إلى أساليب كثيرة كي تعيق تفوقها، أو تغار من جمال ابنتها، فتفتعل معها المشكلات وتضربها لدرجة الأذى كي تشوّه جمالها.
كما يرى البعض أن المشكلة تكمن في عدم وعي الأمهات لمتطلبات المراحل العمرية للأبناء والتي تتغير باستمرار، وبمدى أهمية توفير العاطفة قبل المادة للأولاد. وهذه الحالة تدفع الفتيات خاصة إلى البحث عن بديل يمدها بالعاطفة والحنان الذي تحتاجه، مما يؤدي إلى غيرة الأم، من هنا يبدأ الشرخ في العلاقة بين الأم وابنتها"
ولعل من آثار هذا الشرخ النفسي لدى الأم تفضيل بعض الأولاد على بعض، أو تفضيل الولد على البنت ـ كما في حالتكِ أنتِ ـ وهي مخالَفة شرعية يقع فيها بعض الآباء أو الأمهات دون أن يدروا، وفي هذا ورد في صحيح البخاري (2586)، وصحيح مسلم
(1623)عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- أن أمه سألت أباه بعض الموهوبة من ماله لابنها، فالتوى بها سنة، ثم بدا له، فقالت : لا أرضى حتى تُشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ما وهبت لابني، فأخذ أبي بيدي، وأنا غلام فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسول الله إن أم هذا -بنت رواحة- أعجبها أن أشهدك على الذي وهبت لابنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا بشير ألك ولد سوى هذا ؟". قال : نعم ، فقال : " أكلهم وهبت له مثل هذا ؟". قال : لا ، قال : " فلا تشهدني إذاً ، فإني لا أشهد على جور"
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- مرفوعاً : " سووا بين أولادكم في العطية ، فلو كنت مفضلاً أحداً لفضلت النساء" أخرجه البيهقي في السنن (6/177) وحسن إسناده الحافظ ابن حجر.
لكن ـ يا بنيتي ـ عليك أن تذكري بأن غداً ـ بإذن الله ـ ستكونين أمًّا، فإياك ثم إياك أن تعقي أمك، بل برّيها على ما فيها من قسوة، وذكريها بالله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأحسني صحبتها ولا تيأسي من روح الله فبيده قلوب الخلق ونفوسهم يقلبها كيف يشاء، ومهما يكن من أمرها معكم فعليك حسن صحبتها؛ ففي حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رجلاً سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- :يا رسول الله أي الناس أحق مني بحسن الصحبة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمك". قال: ثم من؟ قال صلى الله عليه وسلم:"ثم أمك" قال : ثم من؟ قال صلى الله عليه وسلم: "ثم أمك" قال: ثم من؟ قال صلى الله عليه وسلم:"ثم أبوك" صحيح البخاري (5971) وصحيح مسلم (2548).
وما كنت أود منك ـ غفر الله لك ـ أن تقولي عن أمك ـ رغم قسوتها عليك ـ !"لا أذكر لها أي ذكرى جميلة" !!
لماذا .. ألم تذكري أنها كانت سبباً في وجودك، وأن بطنها كانت لك وعاء، وثديها كان لك سقاء؟
ألم تسهر على رعايتك وتربيتك حتى صرتِ شابة تملئين السمع والبصر؟ مهما قلتِ .. فتلك منزلتها التي منحها الله إياها ووصى الأبناء ببرها، من أجل هذا قال تعالى:" ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن"[لقمان:14].
هوني على نفسك، واعلمي أن البر لا يبلى، وأن الصبر ضياء، وكوني قريبة من أبيك، وعوضيه بتدينك وحسن خلقك ما قصرت فيه أمك، وأكثري من الدعاء لوالديك بصلاح الحال والمآل .. وأسأل الله لك صلاح الحال وهدوء النفس وراحة البال .. والله أعلم
--------------------------------------------

السلام عليكم
لدي أم قاسية القلب تشتمني في رجولتي وتطردني من المنزل وأنا طالب حتى أني لا أذكر أنها احتضنتني منذ 10 سنوات, فهل هذا ابتلاء أم أني إنسان غير صالح يعذبني ربي بذنوبي؟ أفعل ما بوسعي لأطيع الله لكن هذه المشكلة حطمتني حتى إذا قمت لأصلي في الليل مرت بي أمي وأنا أصلي وقالت والله لن يتقبل الله منك؟
جزاك الله خيرا.


إجابة المفتي أ. د. أحمد الحجي الكردي:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:


فأرجو أن تحتمل وتصبر، فهو ابتلاء من الله تعالى، والواجب على الأولاد بر والدتهم والإحسان إليها وطاعتها، وعدم عقوقها أو معاملتها بالغلظة والشدة، قال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾ [الإسراء:23].
وقد حذر الشارع من عقوق الوالدين، وبين أن دعوتهم على أولادهم مستجابة، لذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الوالدان على ولدهما إلا بخير، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم) أخرجه مسلم.
لكن دعاء الوالدين على أولادهم أو غضبهم عليهم بغير حق لا يجوز، والدعاء بغير حق لا يستجيب الله له إن شاء الله تعالى كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم). أخرجه مسلم.


واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.
-----------------------------






كيفية التعامل مع الام القاسية
اخواتي كل الفتكات هو ممكن العنوان غريب شويه ازاي تجتمع كلمة ام مع قسوة بس هي ممكن تحصل ونحنا بشر معرضين لكل شئ






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ من فضلك اريد ان اعرف ما هو حكم الشرع فى التعامل مع الام القاسية
حيث ان الام التى اسئل عنها تعامل ابنتها بقسوة و تفرق بينها و بين اختها
وايضا وضعت الضغينة فى قلوب ابنائها و اوقعت بينهم الفتن و جعلتهم لا يحبون بعض بكثرة توقيعها بينهم
و هذة البنت تعانى من ان امها تسبب لها اضرار نفسية كبيرة بسبب كرهها لها و الغريب انها تؤاكد على ان امها تغير منها و تحسدها و تستكثر عليها اى خير دائماتحطمها بالكلام و تقول انها لا تستطيع ان تبر امها و تخاف من الله و من عقوق الوالدين
و هى الان مبتعدة عن امها علما بانها متزوجة و لديها بنت و تخاف من المستقبل مع ابنتها وان تعاملها ابنتها معاملة سيئة ارجو الاهتمام لان هذا الموضوع يخص جارة لى و انا اشعر بالمسؤلية بنصحها
الرد
من الشيخ احمد بن سامي (مصري الجنسيه )
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله علية وسلم وبعدقال تعالى { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }
وقال تعالى "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا "
وسئل صلى الله علية وسلم من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك " وعلى ما تقدم من الأدلة وغيرة كثير فان بر الوالدين وخاصة الأم واجب ومن أعظم القربات عند الله تعالى ولكن لعظم أجر هذة العبادة يجب الصبر والمصابرة على الأذى الصادر من الوالدين تجاة الأبناء فما ذكرتة السائلة من أذى أمها لها ان كان حق فيجب الصبر عليها والدعاء لها بان يهديها الله تعالى ويغفر لها فمهما فعلت فهو أقل من الشرك ومع ذلك اذا أمرتك بالشرك لا تطعها ولكن تصاحبها فى الدنيا بالمعروف بالصلة والاحسان اليها مع تحمل أذاها وتحتسب ذلك عند الله تعالى فما هى الا أيام معدودات ونرد على رب العالمين ويفوز الفائز الصابر المحتسب ويخسر المفرط الذى لم يصبر لله ولا للدار الأخرة والله أعلم
-----------------------------




أنا واجهت الكثير في طفولتي، وأفقدني شعور الأمان، أحمل ضغينةً ضد والدتي! منذ كنت صغيرةً كانت تقول: أنا لم أفرح بقدومك، علمًا أنا أول فتاة بعد عدة ذكور، كانت فترة المراهقة مؤلمةً، كنت لا أنام جيدًا، خوف، قلق، لأن هنالك أمي، كانت تعاملني باختلاف عن إخوتي وأخواتي، كان توقظني من النوم بضربي بسلك أو عصا، وكانت تجبرني على عمل الأشياء، وتضربني كثيرًا بدون رحمة، وقتها كرهتها، لا أعلم لماذا يقولون: الأم حنونة؟!.
عندما أتحدث ترغمني على الصمت، لم أُبد رأيي يومًا، كانت تقرر كل شيء عني، كانت تخبرني أن الناس يقولون كذا وكذا، تخبرني أشياء سلبية، مثلاً أنني عندما تحدثت عن موضوع قال الناس هذه غبية... الخ.
دائمًا تشحنني بالأشياء السلبية، لم تعلّمني أي شيء عندما بلغت، لم تعلمني كيف أتصرف، لم تعلمني كيف أصلي، كنت أواجه مشاكل في المدرسة من تنمّر الطالبات، وكانت تضحك على حالي ولم تعالج الأمر، تطوّر الأمر، كانت تهملني ولا تهتم، سواء أكلت أم لا.
كبرت وأكملت العشرين، تغيرت أمي للأفضل، ولكن شعوري لم يتغير، أحيانًا أودّ قتلها!.
الآن أنا ليس لديّ أصدقاء، لديّ رهاب اجتماعي، أحد الأيام قالت لي أمي أنني ولا فائدة مني الحياة، وقعُ الكلمة مؤلم، فقلت لأغير نظرتها، سهرت الليل، وكنت أعمل عشر ساعات متواصلة أَحِيك لها من الصوف شالاً، وعندما أنهيته أتيت لها فرحةً، ربما تسعد بي، أعطيتها قالت: أعطيها للخدامة! حزنت قليلاً وأجبرتها عليها، قالت لي: شكرًا، ومن الغد حصلته مهملاً ولا تريده! لا تعلمون مقدار الألم، كانت يداي تؤلمني من العمل، وألم قلبي أشد، وهذه الأيام أخبرتها أنني أريد إجراء عملية لعينيّ، لديّ قصر بالنظر، كنت أريد رأيها، قالت أنني لا أستحق ذلك، علمًا أبي حنون، لم يضربني يومًا، وعلاقتي معه جيدة.
أخبروني هل يحق أن أكرهه أمي؟ ولماذا تفعل ذلك لي وحدي؟.
علمًا أن أخواتي الصغار علاقتهم جيدة مع أمي.
المستشار: أ.أميمة صوالحة


بسم الله والحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وآله، وبعد،،،
وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته:
عزيزتي الغالية: يسعدنا تواصلك معنا في موقعنا، ونقدِّر لك ثقتك الثمينة بنا، لقد أحسنت واستطعتِ توضيح مشكلتك وأحطتِ بكل جوانبها، ونحن نقدر لك ألمك وحزنك ونعم أنت محقَّة بمشاعر الحزن والألم، ولكن بكل تأكيد أمك لا تقصد إيذاءك، وربما تعتقد بأن ذلك هو الطريق للتربيَّة، لكن بعض الأمهات يواجهن صعوبة بالغة في التعامل مع الأبناء، ولا يدركن ما هي احتياجات الأبناء العاطفية والنَّفسيَّة، فالتمسي لها العذر، أنت لا تعلمين مدى الألم الذي عانته وهي تحملك في أحشائها، ولا تعلمين قدر معاناتها عندما وضعتك، وكذلك الظروف النّفسيَّة التي استقبلتك بها عند ولادتك.
وبداية أودّ أن أوجه رسالة لقلبك النقي الطَّاهر، ألا يكفي أنها أمٌ قدَّرها الإسلام وهو أعظم الديانات، وفي القرآن الكريم نزل تعظيم مكانتها، ورفع الله قدرها في مواقع وآيات وسور كثيرة، وتكرَّر بكثرة في كتاب الله الأمر ببرِّ الوالدين، ورفع مكانتهما وقدرهما، قال تعالى: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) (مريم: 30-32).
كذلك قال سبحانه وتعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (الصافات: 102)، في الآية الكريمة أوشك سيِّدنا إبراهيم ذبح ولده إسماعيل عليهما السَّلام، وجبينه ملتصق بالأرض بلا حراك بكل انصياع وطاعة لأمره، حتى وهو يذبح، فسبحان الله ما أعظمها من طاعة اقترنت بطاعة الرَّحمن.
غاليتي: تأكَّدي بأنَّ ما مررت به من ألم إنَّما هو مرحلة، عَبَرت طريقها، وأنت الآن مَن بيدك الإصلاح والصفح والغفران، وابدئي بمشاعر جديدة تملؤها الرَّحمة اتجاه الأم التي يتسابق العالم بأسره طلبًا لرضاها، وفي أرجاء واسعة من هذا العالم مَن عاش في تربيته تجارب شبيهة بتجربتك نتيجة الجهل، فلا تجعلي قلبك يحمل ذرَّةً من قسوة اتجاه والدتك، واحتسبي ذلك طاعةً لله -عزَّ وجل- وبإذنه تعالى أنت مقبلة على أبواب الأمومة، وستشعرين ذات يوم مشاعر والدتك، وستعذرين أسبابها وتلمسين معاناتها، واعتبري تجربتك درسًا تعلمتِه في تربية أبنائك مستقبلاً، بحيث تصبحي مؤمنةً بحاجة أبنائك للاحتواء والحب والحنان.
أنت الآن بحاجة فقط لإعادة ترتيب أفكارك وتغيير صورتك عن العلاقة بوالدتك، والاستعانة بوالدك -حفظه الله- لتحسين العلاقة بينكما، والتَّخلّص من المشاعر السَّلبيَّة، وبادري في مدّ يد العون لها في جميع أعبائها، وكوني لها عونًا في رعاية الصغار من إخوتك، وأثبتي لها بذلك قدرتك على تحمُّل المسؤوليَّة، قبّلي وجنتيها، ضاحكيها، هاديها، ولا تنظري لردة فعلها بين يومٍ وليلة، بل اتركي الوقت الكافي يمر وأنت في كل لحظة تعبِّري فيها عن حبِّها وطاعتها، أصلحي في نفسك ما تتمنى الأم أن تراه في ابنتها من علمٍ وفكرٍ وخلق، واسعي في تحقيق أهداف عظيمة يسعدها أن تراها من خلالك، وستجدين منها القبول والحب بإذن الله.
حاولي أن تقتنصي الوقت المناسب بعد هدوء وفترة من المودة، وصارحي والدتك بحاجتك لعاطفتها وحنانها، وأخبريها عن آلامك دون مبالغة، واطلبي منها أن تقف بجانبك وتساعدك، وستجدين في داخلها الكثير من الحب الذي لم تستطع التَّعبير عنه بشكلٍ واضح، وأنت لم تستطيعي استخراجه، ربما لأنك جهلتِ الطريقة الصحيحة للوصول إلى المدخل المناسب لقلبها، فكِّري بذلك مليًّا وابدئي الآن.
أخيرًا: استعيني بالله والصبر والصلاة والدعاء، واجعلي تقوى الله هي الغاية، ثمَّ جاهدي نفسك على طاعة والدتك وحبها، وسيصلح الله لك سائر عملك، واجتهدي في إصلاح كل ما سبق، وتجاوزي كل الآثار السَّلبيَّة؛ من عزلة ورهبة وخوف من تكوين العلاقات والصَّداقات، فأنت تدركين جيدًا الأسباب، وأنت قادرة على البدء بتحقيق سعادة لنفسك، وفقك الله وحفظك وجعلك من البارَّات الصّالحات.
------------------------------

أم قاسية على بناتها وأب صامت
السؤال

أنا من أسرة مكونة من أربع فتيات وابن واحد, والوالدة قاسية وجبارة علينا - على الفتيات فقط - ولم يقف الأمر على قسوتها فقط, بل الشك بنا, والتعرض لنا وقذفنا بأبشع الكلمات والألقاب, نعيش كالسجناء, وكل ما سرَّنا وأبهجنا حرمتنا منه, تتصيد ما يسعدنا لتأخذه منا وتحرمنا منه, والوالد لم يقدم ولم يؤخر شيئًا, صامت, ومسلم للوالدة التصرف بكل ما يحلو لها, مع العلم أنها تتبلى علينا, وتقول ما لا نقوله, والله الشاهد؛ لكي تتمكن من بسط سيطرتها, ولا أحد يلومها في هذا, ماذا أفعل بعد إذن فضيلتكم؟ فحالتي النفسية متعبة ومهلكة من ظلمها.



الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم أن الغالب في الأم الشفقة على أولادها عمومًا، والإناث منهم خاصة, فإن كان الحال على ما ذكرت من قساوة هذه الأم في التعامل مع بناتها، بل وقذفهن ووصفهن بأبشع الأوصاف، فهو أمر غريب يحتاج إلى تلمس الأسباب, والعمل على إزالتها قدر الإمكان, ومن أهم ما نوصي به بعد الدعاء لها بالهداية والصلاح، الصبر عليها, ومقابلة إساءتها بالإحسان عسى أن يكون ذلك سببًا في تبدل الحال, ولين قلبها تجاه بناتها, وكف أذاها عنهن، قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
وينبغي أيضًا نصحها بالحكمة والموعظة الحسنة، والأولى أن يكون ذلك ممن لهم مكانة في نفسها من الأقارب أو غيرهم, ويجب الحذر من الوقوع في شيء من عقوقها، فمهما أساءت الأم فلا تجوز الإساءة إليها، ولا يسقط بذلك برها والإحسان إليها كما هو مبين بالفتوى رقم: 21916.
وما ذكر عن الأب من وقوفه عاجزًا أمام تصرفات هذه الأم أمر عجيب أيضًا، والواجب عليه بمقتضى القوامة التي جعلها الله له على أهل بيته أن يقيم حدود الله في بيته, قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ.... {النساء:34}، قال السعدي في تفسيره: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى من المحافظة على فرائضه، وكفهن عن المفاسد. اهـ, فينبغي مناصحة هذا الأب أيضًا بالحسنى ليعمل على إصلاح حال بيته.
نسأل الله للجميع السداد وسلوك سبيل الهدى والرشاد,

والله أعلم.
----------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من خلال قرأتي لمجلة ولدي استوقفني هذا الموضوع والذي يغيب عن بال الكثيرين في حق أبنائهم

ونظراً لأهميته نقلته لكم وعسى أن يستفيد الجميع من الموضوع

كيف يعق الآباء أبنائهم


ابن أراد أن يكمل تعليمه العالي ويتزوج ويحتاج الى المال ويطلب من والده الثري صاحب الأموال الكثيرة ليساعده في بناء حياته العلمية والإجتماعية إلا والده رفض ذلك لا بخلا ولكن تربية يقول ويبرر حجته بأنه بدأ حياته وهو صغير من الصفر فتعلم وكسب هذه الثروة العظيمة ةالآن لابد لابنه أن يعيد نفس المسيرة حتى يتعلم كيف يدير الحياة.

وأنا أتساءل هل هذا الموقف التربوي صحيح؟
أليس هذا المال هو مال الله ولكن استخلفنا عليه؟
هل من التربية أن أجعل ابني يطرق الأبواب ليحصل على الدعم المالي؟


لقد اختلط على الأب مفهوم التربية على ( تحل المسؤولية والاعتماد على النفس) وأن يكون هو سبب من أسباب نجاح ابنه ودعمه في مسيرة حياته بل اني اسمي هذا التصرف (عقوق الأبناء) لأن الأب يعق ابنه تربويا ويجعله يتمنى موته حتى يرثه ويحقق طموحه ثم نطالب الأبناء ببر والديهم فهل يستوي ذلك؟

ان العلاقة التربوية هي علاقة تبادلية بين حق وواجب على كل طرف ولهذا جاء رجل الى عمر بن الخطاب يشتكي ابنه فلما سأله عمر قال الابن: ما حق الولد على ابيه؟ قال عمر: أن يحسن اختيار أمه وأن يحسن تسنيته وأن يعلمه القرآن ثم تبين لعمر ان امه جارية وان اسمه قبيح وانه لم يعلمه القرآن فقال رضي الله عنه للأب ( عققت ابنك قبل ان يعقك)

ونحن نقول للأب في قصتينا ( عققت ابنك قبل ان يعقك) واننا لا نؤيد أن يبدأ ابنك من الصفر كما تريد كما اننا لا نؤيد تربويا أن يبدأ ابنك من حيث انتهيت ولكن الموضوع يحناج الى تدريب وتربية وتعاون.

وانني أستغرب من خطبائنا وعلمائنا انهم يركزون كثيرا على ( عقوق الأبناء لوالديهم) ولا يركزون على (عقوق الأباء لأبنائهم)


فمن أشكال عقوق الأبناء:


1-عدم الحرص على السمعة الطيبة والأخلاق الحسنة عند اختيار للزواج فلو تزوجت فتاة من زان أو لص أو قاتل ولو تزوج الشاب من راقصة أو عاهرة أو سارقة فان في ذلك عقوق للأبناء.

2-توريث الأبناء الحقد والكراهية فلو قاطع الأب أخاه ثم نقل هذه المقاطهة لأبنائه وأمرهم أن يقاطعوا عمهم.

3- اذا لم يسم الوالدين ابنهما تسمية حسنه واختاروا له اسما (كغضب أو حزن أو متعب أو مايكل ) .

4- اذا لم يشبع الوالدين ابنائهم عاطفيا ويغدقون عليهم من حنانهم وحبهم .

5- اذا لم ينفق الاب على ابنه في طعامه وشرابه وتعليمه وترفيهه ودوائه ويساعده في تامين العمل والزوجة

6- اذا لم يعدل الوالدين مع ابنائهم في المعاملة والحقوق

7- اذا لم يشرف الوالدين على تربية ابنائهم في العقيدة الصحيحة وتعليم الصلاة وفرضية الحجاب وقراءة القران ووضعهم في مدارس اسلامية واختيار اصدقائهم وملء فراغهم ومراقبة البرامج التلفزيونية وشبكة الانترنت

يا ترى كم من الآباء عاقوا أبنائهم

----------------------------

ربما يكون طرحا جديدا أن نتحدث عن عقوق الآباء والأمهات لأولادهم، وذلك انطلاقا من مسؤولية الآباء تجاه أبنائهم، والتي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: “كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته”، وليس من الحكمة أن يمرض الإنسان، ويخفي مرضه خشية منه، فذلك يعني أنه سيستمر المرض ويستشري في جسده، حتى يفتك به، ومثله السكوت عن أمراض المجتمع، فتركها يكاد يمزق بنية المجتمع ولحمته.
وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم إذا انتشر مرض في المجتمع، جمع الصحابة وخطبهم قائلا: “ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا”، حتى يلفت الانتباه إلى الخطر، ويقدم العلاج للناس.
وحتى نقف على الظاهرة من الناحية السلوكية في المجتمع يجب ألا نقف موقف المنظر الذي يقول: هذا واجب، وهذا حرام، وهذا حلال، وهذا خطأ، وهذا عيب، بل نحن في حاجة إلى الغوص في حالات المجتمع حتى تتكون لنا صورة قريبة إلى الصورة الشاملة لهذه الظاهرة.
صور عقوق الآباء للأبناء
ومن أهم صور عقوق الآباء للأبناء:
  • التفرقة في المعاملة : فبعض الآباء والأمهات يجد بعض الأبناء أقرب إلى قلوبهم، فيظهرون هذا في معاملتهم؛ وهو ما يولد حقدا وكرها من الولد للأم والأب والإخوة أيضا، ولا يمكن لنا أن نحجر على الحب الزائد، فقد كان يعقوب عليه السلام يحب ولده يوسف -عليه السلام- أكثر من إخوته؛ وهو ما حدا بهم إلى محاولة قتله والتخلص منه، فرموه في البئر، غير أن يعقوب كان يدرك هذا تماما، ولم يكن يظهره.

كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم إذا انتشر مرض في المجتمع، جمع الصحابة وخطبهم قائلا: “ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا”، حتى يلفت الانتباه إلى الخطر
ولما رأى يوسف عليه السلام الرؤيا {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}، قال له أبوه يعقوب عليه السلام {يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}، ثم فسر له الرؤيا، فقد أدرك خطر معرفة إخوته للرؤيا، وأن كيدهم سيزيد له، فقدم الأهم على المهم، ونصحه بإخفاء الأمر على إخوته أولا، ثم فسر له الأمر ثانيا.

وإن كنا لا نستطيع مصادرة القلوب، وأن نجعلها تقسم الحب بالتساوي، فيجب أن يظهر هذا في الأعمال المادية، من التسوية بين الأبناء في العطية، والابتسامة والقبلات وغيرها قدر الإمكان، وقد رفض الرسول أن يشهد على هبة والد لأحد أبنائه، وقال له: “إني لا أشهد على جور”. وهذا يعني أنه قد يكون في القلب حب زائد لولد دون آخر، بشرط أن يبقى شيئا قلبيا “اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك”.


  • طبيعة التعامل : وبعض الآباء يرون أن تشديدهم على أبنائهم في بعض مظاهر الدين هو الدين كله، مع أنهم يخطئون في حق أبنائهم، فيتهمون أبناءهم في بعض السلوكيات على أنهم “فسقة”، وأنهم “منحلون”، وأنهم يريدون العبث واللهو، وهذا حرام، مع أن هذا الشيء قد لا يكون حراما، فهذا التضييق والتشدد يجعل الأبناء في حالة تشتت؛ لأن التشدد من الآباء يلقي بظلاله عليه.


وعلى الآباء أن يدركوا طبيعة المرحلة التي يعيشها أبناؤهم، وأن يدركوا أيضا أن الأجيال مختلفة، وأن التأثيرات في البيئة المحيطة تحدث نوعا من التغيير. ولهذا ما أحسن ما كان يعالج به النبي صلى الله عليه وسلم خطأ الناس،.
ومثال ذلك الشاب الذي جاء يستأذنه في الزنى، وكاد الصحابة أن يجنوا من طلبه وأن يبطشوا به، ولكنه قربه منه، وكلمه بحوار العقل والقلب، وطرح عليه أسئلة تهدم، بالحوار البناء، رغبته الهدامة، فقال له:” أترضاه لأمك؟” قال: لا والله يا رسول الله. فقال له صلى الله عليه وسلم: “فإن الناس لا يرضونه لأمهاتهم”، أترضاه لأختك؟ قال: لا والله يا رسول الله؟ قال: فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم… وما زال به يذكر أقاربه من عمته وخالته، ثم وضع يده على قلبه، ودعا له بالهداية.
فخرج الشاب وهو يقول: والله يا رسول الله ما كان أحب إلى قلبي من الزنى، والآن ما أبغض إلى قلبي من الزنى. فإن رأى الآباء شيئا يكرهونه من أبنائهم، فليكن الحوار هو السبيل الأمثل للاقتناع لأجل ترك شيء، أو فعل شيء.


  • لا للاستبداد : ومن صور العقوق أيضا إظهار الآباء أنهم يملكون الحق الأوحد، وأن الأبناء دائما على خطأ، فيشعر الأبناء أن آباءهم وأمهاتهم لا يملكون القدرة على خطابهم، وأنهم يسيئون إليهم دائما؛ وهو ما يحدث فجوة كبيرة بين الآباء والأمهات.

رفض الرسول أن يشهد على هبة والد لأحد أبنائه، وقال له: “إني لا أشهد على جور”
إن احترام آراء الأبناء وسماعهم والتحاور معهم وإقناعهم هو السبيل للتربية الصالحة، أما أن يكون الآباء والأمهات ملائكة لا يخطئون، فهذا هو الخطأ بعينه، ولا يظن الآباء أنهم باعترافهم أنهم كانوا خاطئين في هذا الموقف أن صورتهم تهتز أمام أولادهم، إنها إن اهتزت لأول وهلة، ولكنها ما تعود لتثبت كالجبال الرواسي، كما أنه يولد في الأبناء الاعتراف بالخطأ، وما يتبع هذا من فوائد في حياة الأبناء.


  • ومن صور العقوق أيضا؛ الاستبداد في الرأي، وخاصة إذا كان هذا الرأي متعلقا بالأولاد، وأخطر هذا الاستبداد أخذ قرار بتزويج فتاة دون رضاها، فهذا من أشد العقوق، وقد جاءت فتاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه أن والدها أراد أن يزوجها قريبا لها ليرفع به خسيسته، فرد الرسول صلى الله عليه وسلم الزواج، فلما رأت الفتاة أن الأمر لها، قالت: يا رسول الله، قد أجزت ما أجاز أبي، غير أني أحببت أن أعلم من ورائي من النساء أن ليس للآباء في هذا الأمر شيء.


وهو درس للآباء أن من يتقدم قد توافق عليه الفتاة، وتراه مناسبا لها، غير أنها حين تشعر بالإجبار ترفضه، وموافقتها حق شرعي يسبق موافقة الأب نفسه؛ لأن هذه معيشتها وعشرتها لا معيشة أبيها ولا عشرته، ولكن يشترط موافقة أبيها لأنه الحارس الأمين عليها.


  • ومن مظاهر العقوق أن يدخل الوالد ولده -أو بنته- كلية لا يرغب فيها، أو أن يفرض عليه عملا معينا لا يحبه، أو مهنة لا يهواها، كل ذلك نوع من الاستبداد المرفوض، والذي يجب أن ينتهي الآباء عنه فورا.


عوامل خارجية
  • العلاقات المحرمة من أهم مظاهر العقوق، فعدد غير قليل من الآباء المتزوجين لهم علاقات حب وعشق مع نساء أخريات، وهذا -فضلا عن حرمته- فإنه يؤثر سلبا على تربية الأولاد، بل يكتشف الأبناء -في بعض الأحايين- هذه العلاقة، فتنهار كل المثل العليا التي يرونها في أبيهم، وتتحطم في عيونهم الصورة الجميلة للأب، وقد يؤثر هذا عليهم سلبا فينشئوا هم علاقات محرمة؛ لأنه عند غياب التربية قد يقع الأبناء في معاصي الآباء.

العقوق من أمراض المجتمع، والتي يجب الانتباه لها، وأن توظف لها الطاقات المتنوعة، من دور العلماء في الدعوة وخطب الجمعة ودروس العلم، ومن الإذاعة والتلفزيون
ومثل تلك العلاقات يجب أن تكون واضحة، إما أن تكون في إطار حلال أو ترفض، وما أبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال:” اتق المحارم؛ تكن أعبد الناس”.


  • ومن مظاهر العقوق الاهتمام بالمظهر دون المخبر، فكثير من الآباء يعتقدون، بالخطأ، أن دورهم محصور في توفير الطعام والشراب لأبنائهم، فيسعى للسفر حتى يعيش أبناؤه في معيشة أفضل، وهذا أمر لا بأس به لكن لا بد من دراسة الأمر جيدا من كل النواحي؛ فالسفر له موازناته، وقبل اتخاذ قرار بالسفر وترك الأولاد والزوجة يجب أن يقع حوار ومشورة بين الزوجين، كما لا بد من دراسة أثر ذلك على الأولاد، فمن الناس من سافر لجلب المال، فقامت الزوجة بدورها وحافظت على أبنائها، ومن الناس من أضاع أبناءه بسفره، بل ربما ضاعت زوجته مع أولاده أيضا.


ومن أشد الخطر في السفر غربة الروح والجسد، حين يسافر الوالد مع أبنائه إلى بلد غير بلده، فيبيع دينه لأجل دنياه.
ومن قصص الواقع أن والدا من إحدى الدول العربية سافر إلى بلد أوربي ليقضي هو وأسرته الصيف فيه، فإذا بهم يقضون الليل في أماكن لهو وعبث، ذهاب هنا وهناك، الحرية ممنوحة للجميع، مشاهدة كل الأفلام التي لا تتناسب مع مجتمعنا وقيمنا وديننا، وبينا البنت تشاهد إحدى القنوات العربية، فإذا بها تسمع شيئا لم تسمعه منذ زمن، إنه الأذان من الحرم، فهز كيانها، وصرخت في وجه أبيها: لماذا أتيت بنا إلى هنا؟ أردت أن تضيع ديننا؟ وبعد هذا المشهد الذي أخرجت فيه الفتاة كل ما في قلبها، قرر الوالد العودة فورا، بعدما أفاق من غفلته.

وإن كان من الناس من يستثمر في الأموال، ولكن هناك من العقلاء من يستثمر في أولاده، وكم تفوق أبناء الفقراء، بحسن رعايتهم واهتمامهم؛ فالتفوق وحسن التربية لا علاقة لها بفقر أو غنى، ولكن لها علاقة بالتربية والبذل.

أخيرا: العقوق من أمراض المجتمع، والتي يجب الانتباه لها، وأن توظف لها الطاقات المتنوعة، من دور العلماء في الدعوة وخطب الجمعة ودروس العلم، ومن الإذاعة والتلفزيون، ولعله قد يكون من المفيد أن يتبنى بعض الكتاب تأليف بعض الروايات عن هذه القضية، وأن تتحول هذه الروايات إلى مسلسلات وأفلام، حتى نستخدم الفن الهادف في علاج قضايانا، ولا شك أن الطرح الإعلامي من أبرز الوسائل تأثيرا في حياة الناس، خاصة في ظل العولمة التي نعيشها، والتأثيرات المتبادلة بين الحضارات من جراء ثورة الاتصالات.


--------------------------------



جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر الخليفة الولد وأنَّبه على عقوقه لأبيه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه ؟ فقال: بلى، أن ينتقي أمه، ويحسن اختيار اسمه، ويعلّمه الكتاب، فقال الولد: إنَّ أبي لم يفعل شيئاً من ذلك، فأُمي زنجية كانت لمجوسي، وقد سمَّاني جُعلاً"خنفساء"، ولم يعلّمني من الكتاب حرفاً، فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: لقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يُسيء إليك.

كان طلحة بن عبيد الله يسمِّي أولاده بأسماء الأنبياء، والزبير بن العوّام يسمِّي أولاده بأسماء الشهداء ( عبدالله ، جعفر، عبيدة، خالد، عروة ، مصعب ، عاصم ، حمزة ) فقال طلحة للزبير: ألا أعجب مما تصنع! أسمِّي ولدي بأسماء الأنبياء وتسمِّيهم بأسماء الشهداء ؟ فقال الزبير: أمّا أنا فإنِّي أرجو أن يكونوا من الشهداء، ولا ترجو لولدك أن يكونوا من الأنبياء.

معنى الزبير في اللغة :
الشديد من الرجال ، الداهية ، العنيد ، القوي ، العقل ، الحجارة ، الكتابة ، والكلام ، والمِزْبَر ( القلم ) .

فماذا يعني اسمك ؟ أو مُعرفك ؟ أو حتى كنيتك ؟

-------------------------------------------