غذ السير على أي حال كنت!!
س/ أنا دائما عندي فتور في العبادة، وكلما تقربت إلى الله انتكس مرة أخرى، رغم أنني أحب ربي، وأرغب أن أتقرب منه، ماذا أفعل؟!
ج/ كلنا كذلك .. والإمام الشافعي رحمه الله كان يقول :
"سيروا إلى الله عرجى ومكاسير، ولا تنتظروا الصحة، فإن انتظار الصحة بطالة"
ومعنى هذا الكلام : إذا أحسست وأنت تمشي في هذه الحياة أن عبادتك مليئة بالعوائق ، وبعدم وجود روح في العبادة، أو هناك تقطع أو ملل من العبادة ، أو ثقل على النفس .. فعليك أن تبقى متمسكاً بأستار الاستمرار، حتى تنال الرحمة.
إذا سقطت في الطريق فقم وأكمل، وتأكد أن هذا من الجهاد الذي يقول الله فيه : ( والذين جاهَدُوا فِينا لنَهدِينهُم سُبلَنا )
فأكمل طريقك إلى الله حتى ولو زحفاً!!
مُقصر في الصلاة؟
صل رغم التقصير، لكن لا تقطعها واجتهد ما استطعت.
حجابك ليس كامل؟
استمري عليه، وحاولي تحسينه ، لكن لا تخلعيه.
تقرأ القرآن بشكل متقطع ؟
استمر على ما أنت عليه، وإياك أن تهجره.
وهكذا في كل العبادات، لا يكن تقصيرك سبب التوقف عن الخير، ولا تقطع حبالك مع الله.
يقول ابن القيم رحمه الله:
" لا يزال المرء يعاني من الطاعة، حتى يألفها ويحبها، فيقيض الله له ملائكة تؤزه إليها أزاً،توقظه من نومه إليها، ومن مجلسه إليها "
فإياك وترك سترة العبادة مهما كانت مرقعة.
واعلم أن ربنا جل وعلا لن يتركك أبداً، وسيعينك إذا رأى منك صدق الإِقبال عليه ، والإصرار على الطاعة.
وتذكر دائماً قول الله تعالى في الحديث القدسي:
(ومن تقَرَّب إليَّ شِبراً ، تقَرَّبتُ منْه ذِراعاً ، ومَنْ تقَرَّب مني ذِراعاً ، تقَرَّبت مِنْه باعاً ، ومن أَتاني يَمْشِي أتَيتُهُ هرْوَلَة)
فاستمسك بالعبادة ولو كنت مقصراً، و استعن بالله ولا تعجز، و لا تخلع عن نفسك سترة العبادة مهما اعتقدت أنها مرقعة!