هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لا يجوز الجمع بين الصلاتين في السفر!
  • بالمختصر..
  • العرض في البطن و المرض في العين و إيقاف الدواء فيه العون!! 
  • أنت مهرجاني
  •  إلا منك أنت 
  • مكسورة في صمت
  • لست بريئة
  • أوجاع معلم على المعاش 
  • تغريد الكروان: ذاتك .. هدهدها
  • الندم لا يغير الماضي
  •  النقد علم وفن
  • الإنسانية والموت عنوان يرادف "الحياة" - ليندة كامل - دراسة نقدية 
  • شعر مستعار
  • الكاحول و صراع الحيتان
  • العاشق يرى لا يسمع
  • إحذر و تيقن
  • ستجبرون...٤
  • حسنًا.. إنها الجمعة..
  • لا تحزني يا عين..
  • حبل الذكريات
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د أحمد أبو الدهب
  5. البطل المنسي ... بقلم الدكتور احمد مختار ابو الدهب

......وقف ذاك النقيب الهمام ، ممشوق القوام ، سمح القسمات بين رجاله من ابطال الصاعقة المصرية يشرح لهم في همة ونشاط و ابتسامة معتادة منه مع رجاله أحد الخطط والتكتيكات الهجومية ، .... و لكنه انتقل بهم فجأة أثناء شرحه الشيق الجذاب الي عصر اخر من عصور البطولات ، مستشهدا في شرحه و حديثه الى رجاله  ببطل و شهيد اخر ، قل ما من يعرف ابعاد وعمق بطولاته .... لقد أخذ هذا النقيب الشاب يرفع معنوياتهم بحديثه عن بطل مهيب و شهيد رهيب , لم يصارع احدا الا صرعه , و لم يبارز عدوا الا قتله  ......،  لم يكن وقتها بطلنا الراوي هذا قد رزق بمولوده الثالث الذي سماه علي نفس اسم ذاك البطل المنسي .... (علي ) !!!

لم يكن هذا النقيب الشاب - آن ذاك- سوى البطل الشهيد العقيد احمد منسي ..... ابو حمزة و عليا و .... علي ، الذي سمى ثالث و اصغر أبناءه علي اسم الشهيد و البطل علي بن ابي طالب (كرم الله وجهه)   ....علي الذي كان يوم ميلاده الثاني موافقا ليوم استشهاد ابيه فى معركته الخالده ....معركة البرث , .....و الذي لم يكن يعرف وقتما كان يحكي لرجاله عن بطل هذه السطور  ، أن نهايته البطولية العظيمة ستكون علي يد نفس سلسال ذاك الفكر البائس المشوه ، من خوارج كل عصر ،،،،،،الذين كانت بداية جرائمهم الكبرى بقتل ذاك البطل المنسي. ......علي بن أبى طالب !!!!!

لم يكن ذاك السرد التاريخي و الشرح القتالي  وليد اللحظة او الصدفة ، لكنه كان انتقالا حيا الي مشاهد بطولية و تخطيطا قتاليا جذب قلوب و انتباه أولائك المقاتلين الذين التفوا حول القائد  الشاب ,لقد كان اقتداء الشهيد منسي بذاك البطل المنسي ، الذي لا يعرفه الكثيرون, (على بن ابى طالب) مقاتلا من طراز فريد ، كان صاحب الرقم الاعلي في قتال الصناديد و في المواجهات الرهيبة التي يخشاها الكثيرون ، كان جريئا منذ كان صبيا صغيرا .....و هكذا كان منسي شبيها بقدوته منذ الصغر و الى النهاية ....صاحب رقم قياسي فى دحر اعداءه , و صبيا جريئا منذ الصغر   , فمن يقرأ بعضا مما كتب عن طفولة احمد منسي من ذكريات سيجد ذاك الطفل و الصبي الجرىء، الذي يسارع الي المواقف الصعبة التي يهابها أقرانه , فتارة يلهو بان  يقفز من اعلي مبني المدرسة الابتدائية علي كومة رمال مجاورة لها ، و تارة يجري قافزا علي جذع خشبي اعلي مجري مائي يعبره أقرانه و هم يرتعدون ......لقد  كانت هذه الجزئية  فطرية فيه ، ارهاصات بداية بطل صقلتها قراءاته عن  تاريخ الابطال العظماء ، و جاءت مشابهة لصفات ذاك البطل العظيم أو الصبي الجرىء .....علي بن ابي طالب !

(علي ) ..... الذي ولد في ( رجب 23 ق هـ / 17 مارس 599 م ) كان  صبيا جريئا منذ البداية ، و رغم كونه اصغر اخوته الا ان ذلك لم يجعل منه ابدا الصبي المدلل لاحد سادات قريش , بل جعل منه بطلا بدأت مواجهاته مبكرا , كانت اولاها بعدم اقتناعه بالسجود لصنم رغم كون الوثنية تحيط به في طفولته الاصنام تحاوطه فى كل مكان حتى فى جوف الكعبة وقتها و لكن عقله الراشد مبكرا جعلى يأبي ان يسجد لأى صنم , فكان ذاك التعقيب الكريم حين يذكر اسمه فيعقبه كلمة (كرم الله وجهه).....و اذا به يكون اول من يؤمن من الصبيان بدعوة النبي ( ) و يسبق جميع الصحابة وامم المسلمين فى ايمانه بسنوات , ايمان لم يجعله يغتر او يذهو قط على ايا ممن لحقوا به من جموع المسلمين  ,....  و تمضي المسيرة و يتقدم الفدائي (علي) و  ينام في فراش النبي (  )  ، ضمن خطة التمويه في الهجرة النبويه المباركة ، مستعدا أن يضحي بروحه ويستقبل طعنات أولائك المتربصين الموتورين شاهري السيوف المتعطشة  للدماء ، و هو يعرف ان مكة كلها ان ذاك تتأمر عليه و تريد  قتل الرسول ( )  و إخماد دعوته المباركة التي تتعارض مع خمرهم و سطوهم و سطوتهم و ظلمهم و  ملذاتهم !!!!!

 عندما يذكر اسم علي بن ابي طالب (كرم الله وجهه)  يتبادر لذهن الكثيرين ، الامام ، القاضي , العالم ، الشاعر , و الصحابي الزاهد  الكريم الذي يعطى المحتاج كل ما يملك عن طيب خاطر .....لكن قليلين من يعرفون علي المقاتل الرهيب و الفارس المغوار الذي كانت أعماله و بطولاته توازي فرسان الاساطير !!

ذاك الشاب ( ذو 23 عاما وقتها) الذي هاجر ماشيا من مكة الى المدينة مسافة 450 كم تقريبا  , حيث وصل وجهته تمزق قدميه الصخور المدببة و تكوي جراحه الرمال الملتهبة , و لكن شيئا من ذلك لم يضعف عزيمته .....عزيمة الابطال !!

إن من يقرأ في بعض من تفاصيل غزوات الرسول (  )  يجد أن المقاتل علي بن ابي طالب كان صاحب الرقم الاعلي عدة مرات في جندلة الأعداء و مواجهة الأشداء ، رغم أن الغزوات النبوية كمعارك قتالية لم تكن أبدا تهدف إلي القتل و سفك الدماء كما يشاع عنها ظلما و افتراءا او يظن عنها خطئا ,  لكنها كانت وسيلة اضطرارية لمواجهة مجتمع جاهلي متجبر لا يفهم الا لغة السيف و بسط القوة ..... أو خونة لا يصلح معهم إلا السيف علي الرقاب ....., فلو انهم قبلو دعوته منذ البداية و احكموا فيها العقول او حتى خلوا بينه و بين الناس و تركوا الخيار لمن شاء ان يؤمن , لما كانت تلك المعارك  و التى كان اجمالي تعداد قتلاها من الفريقين لا يزيد عن الف و ثلاثمائة (1300) فقط فى 27 معركة على مدي بضع و عشرون عاما ..... عدد لا يقارن ابدا بدموية كل المعارك فى تاريخ البشرية قديمها  و حديثها , فاين هي تلك الدموية التى يتهم بها ظلما , بينما هي كانت الضرورة لمواجهة الجبابرة الصناديد , لذا كانت تلك المعارك المباركة , و  وسط كل هذه المعارك كان للفارس و المقاتل الشاب (علي )  الرصيد الأكبر من المواجهات و المبارزات المنتصرة الساحقة !!

في غزوة الأحزاب – الخندق-  (5 هــ ) ، و حيث اجتمع الأحزاب علي الرسول و اصحابه في المدينة و كان الموقف عصبيا ....و  بين كل هذه الجحافل كان من بينهم فرسان معدودين يحسب لهم الف حساب، و علي رأس هؤلاء كان (عمرو بن ود ) .....فارس يعده العرب آن ذاك بالف فارس .... حين قفز الي الخندق و صرخ بصوته الجهوري ....هل من مباااارز !!!

و في مواجهة الموت المحتم ......لا عجب أن يتردد بعض الابطال ، و خاصة عندما يكون الخصم تقريبا هو الموت ذاته ، و لكن الشاب (علي) -  ذو الثمانية و عشرون عام ان ذاك -  لم يتردد رغم ان النبي اشفق عليه و حذره ان منافسه ذاك الخصم الرهيب الذي تعده العرب بالف رجل , لكن (علي) لم يتراجع ، بل قفز الي خصمه رادا عليه بابيات شعر حماسية ختمها بقوله:

اتاك مجيب صوتك غـيـر عاجز

ليقيم عــليــــك نـــائحة الجنائز

و يعرض المقاتل الشاب (علي) على الفارس الجبار (عمرو بن ود)  الاسلام اولا قبل ان يبدأ القتال , و لكن يستهزىء الجبار عمرو و يرفض ,....  ويبدأ القتال بضربة رهيبة من سيف عمرو البتار تقسم درع (علي) و تصيب رأسه فما يخاف الشاب و لا يتراجع , بل  يدور القتال ضاريا ، بين شاب قوي النفس و الجسد ، و مقاتلا صنديدا رهيب البنية و المهارة .....و يختفي الجسدان في قلب غبار معركتهما ، لا يظهر منها الا صوت و بريق صليل سيفيهما .....و فجأة يخمد الصوت ، و تعلو صيحة (علي) الله اكبر !!!

لقد صرع (علي) فارس العرب الاول و اضخم و اشد مقاتليها ، و ترفع أن يسلبه سيفه و درعه كعادات العرب آن ذاك حين يتغلب فارسا علي خصمه ، رغم ما كانت تمثله هذه الأسلاب من ثروة مادية و معنوية آن ذاك .....إلا أن فخر (علي) كان في انتصاره لا في اي مكاسب مادية .....بل لنصرة الحق و الخير ... فكيف لا يقتدي به بطل مثل احمد منسي !!!!

لم يكن (علي بن ابى طالب ) ابدا ذاك الفارس المتعطش للقتل او الفتك باعداءه لمجرد الفتك او الانتصار , بل كانت " اداب الفروسية " هى مفتاح شخصيته كما يصفه العقاد , لقد  كان مسارعا سباقا  لنصرة الحق و الخير  , لا لرغبته فى الانتصار , فها هو تارة  يتراجع عن قتل احد مبارزيه حين سقط ارضا و انكشفت عورته , فتركه يهرب و يستر نفسه حتى لا يقتل انسانا فى هذا الوضع , و تارة اخري يتراجع عن قتل احد مبارزيه من المشركين حين كاد ان يجهز عليه , فبصق عليه ذاك المشرك , فتركه علي لم يقتله , فتعجب اصحابه لماذا لم يقتله , فقال لهم انه حين كان سيقتله كان سيقتله من قبيل القتال و نصرة الحق , و لكن حين بصق عليه , اراد ان يقتله لغضب نفسه , فما اراد ان يكون قتله لاحد بدافع انتقام شخصي  .....ذاك البطل الذي علم ان الخوارج انشقوا عنه ليقاتلوه , فاشار عليه البعض ان يبادرهم بالقتال , فرفض قائلا : "لا اقاتلهم حتى يقاتلونني , و سيفعلون" ,,,

  حتى فى قتاله للفئة الباغية فئة معاوية و من معه , كان كارها لقتالهم و هو صاحب الحق و ارسل له علنا انه لا يريد قتاله  فى معركة "صفين" , لكن كيف للفئة الباغية الا تكون كذلك و تصر على قتاله , بل و يمنعون عنه و عن جيشه الماء  , و لكنه حين تغلب عليهم اذا به يفعل معهم غير ما صنعوا و يتركهم يشربون و هم من ارادوا ان يقتلوه و من معه عطشا !

لقد كان ذو مرؤة و كرم مع اعداءه قبل اصدقاءه و فى ذلك من المواقف الكثير  , فأى اخلاق كان عليها هذا المقاتل الشهم , و الفارس النبيل  , و كيف لا أن يتشرب منه من يقتدي به من نبله و اخلاقه , فيروي "منسي" عدوه الماء بيده حين يطلبه ذاك التكفيري و هو في انفاسه الاخيرة !!!

 و حين استعصى فتح حصن خيبر لأيام بعدما فُتح ما سبقه من حصون ، أخبرهم الرسول)) أن الفتح غدا علي يد رجل ليس بفرار سيعطيه الراية ، .... فكانت الراية لعلي ,و يهجم علي على الحصن قائدا هجوم الاسود ، و كان الفتح علي يديه كما حدث الرسول)( ، و روي أنه في تلك المعركة قد استخدم أحد الأبواب بالحصن كدرعا ، له حين فقد درعه ، ..... و بين الحقيقة و المبالغة في رواية اقتلاعه لباب الحصن في  معركة خيبر , فانه مشهد من الاف المشاهد البطولية التي لن تزيده الكثير لو صدقت , , و لن تقلل من شأنه لو لم تكن واقعية , ذاك المهاجم الكرار الذي كان  في عموم سجل تاريخه البطولي , بطلا استثنائيا !!!

ان من يراجع السجل القتالي للفارس علي ابن ابي طالب يجده أن له رصيدا من الانتصارات فى المواجهات المباشرة مع مقاتلين اشداء و فرسان و صناديد يمثل دوما جزءا كبيرا من عدد المقاتلين الصرعي في غزوة بدر من جيش المشركين ، و و مثلهم صناديد قتلوا علي يده في غزوة أحد ، و علي نفس النسق كان قتاله في  كل غزوات الرسول حيث شارك فى 26 غزوة من اصل 27 هى كل تعداد غزوات الرسول  ))  لم يغب عن معركة , الا غزوة تبوك التى امره الرسول فيها ان يكون قائما على المدينة فى غيابه , بكل هذه البطولة و الفداء ,لا عجب أن يكون مقاتلا صنديدا مثله ، قدوة للابطال , و لكل محبا للعلم مقبلا عليه زاهدا في متع الحياة و مكاسبها.

تاريخا عظيما من القتال و البطولات سطرها الامام (علي بن ابي طالب) (كرم الله وجهه)  في صدر التاريخ البطولي عامة و التاريخ الاسلامي خاصه , ذاك الشهيد و ابو الشهداء الحسن و الحسين رضي الله عنهما ، شخصية مثلت مزيج العالم و المقاتل و الشاعر و الامام و الفارس النبيل و الصديق الوفي ... ذاك البطل الذي غالى البعض فى بغضه و فى حبه و كلاهما  ظالما له في تفاصيل ليس هنا مكانها ..... لذا و على يد تلك الفئة الضالة التى سميت بالخوارج لخروجهم عليه و انشقاقهم عنه  , كانت بدايتها في عصره ، و كانت  نهايته شهيدا على يد غادر منهم  ...   و كما قتله ضالا كان يكبر حين قتل هذا الصحابي الجليل و الفارس النبيل .......  كانت نهاية منسي و رجاله و غيرهم من الابطال الشهداء علي يد امتداد نفس هذا الفكر الضال المكفر للناس المستبيح للدماء بدون وجه حق.

 ان اهمية استمرار  البطولات و امتداد القدوة ، جعل من الواجب علينا ان نروي جزءا يسيرا عن  قدوة و بطل قلما يتكرر بين صفحات التاريخ .......فلو لم يكن هناك القدوة البطولية بين الاجيال مثل  حمزة ...و عمر ...و خالد ...وعلي  غيرهم من ابطال في كل عصر , لما كان فى هذا العصر من بيننا  من  الابطال مثل رياض و الرفاعي و رامي و منسي .....و غيرهم الاف من الابطال  كانت قدوتهم في اخلاق مثل  ذاك الشهيد الزاهد و البطل المتواضع الكريم  , و الفارس النبيل الشجاع ....المقاتل (علي بن ابي طالب) ، لذا يجب ان تعرف الاجيال مثل اولائك الابطال , حتى تمتد البطولة و تستمر القدوة , و لا يكون بين صفحات تاريخنا  .......اي بطل منسي !!

د. احمد مختار ابودهب

15 نوفمبر 2020

المراجـــــع

  • عبقرية الامام علي – عباس محمود العقاد
  • غزوات الرسول ( ) - الامام محمد متولي الشعراوي
  • رجال حول الرسول () - خالدد محمد خالد
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1052 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع