كانت هذه القصة من اولى ما كتبت اثناء كونى طبيب تدريب و تم نشرها فى مجلة تخرج دفعتى ....كانت محاولة ان اصف شعور معاناة الطبيب الشاب ان ذاك , اسمحوا لى ان اعرضها عليكم كما كتبتها فى ذلك الوقت !! "طبيب .....رغم انفـــــك " كان المشهد رهيبا بحق ...... شيوخ تئن ..... اطفال تصرخ .....أشلاء ...و دماء ..!!!! و ..... استيقظ من نومه مفزوعأ!!! نظر فى كل ما حوله فى جولة سريعة ........ وجد غرفة متهالكة الاثاث ..... كان ملقيا على ظهر على سرير , اكل عليه الدهر و شرب ...... ما هذه الملابس !!! انه يرتدى بدلة زرقاء غامقة اللون ...... ما هذا !!؟ اهى بدلة السجن ...نعم انها كذلك ......... اذن انا فى السجن .....و لكن لماذا .....اى جرم ارتكبته ؟؟! هب واقفا ......جال بصره بالغرفة ...الى ان استقرالى اسفر ذاك السرير المعدنى المتهالك ........ شعر برعب شديد ......... كانت هناك عيون صغيرة ترقبه بتدقيق ......... اووف انه فأر ......... بل فأران .......... هاااااااااا انهــــا بلد فيـــــــــــران تحت السرير!!!!! نعم ...الامر منطقى .......... بدلة زرقاء ....... فئران .......... اذن هو اكيد فى السجن ....و لكن لماذا ........... بل من هو اصلا !!!؟ حاول ان يعصر ذاكرته لكنه لم يصل الى شىء و فجأة .......دوت سرينة تلك السيارة .......... ارتعد من الخوف ........... قال لنفسه اكيد دى سيارة الشرطة , و بها المأمور ......زجاء لينفذوا فيه حكم الاعــــــــدام .......... إعــــــــدام ,,,,,,,, لماذ سجنت اصلا .......... فينفذوا فى حكم الاعدام !!!!؟ اسرع نحو تلك النافذة الصغيرة , نظر بصعوبة من خلال الزجاج المعتم نظرا لتراكم الاوساخ عليه .......... انها سيارة اسعاف ........ اذن هى سيارة الاسعاف التى حضرت لتأخذ جثته بعد حكم الاعدام !!!! اى إعـــــــــدام و لماذا !!!! نهر نفسه قائلا : ان عاوز تخلص و خلاص !!!!! و بينما هو ينظر من النافذة , انتفض لسماعه طرقات على الباب مثل هزيم الرعد ......... تردد هنيهة .....ثم تقدم نحو الباب ...... فتح المتراس فى بطأ و بصعوبة نظرا لتراكم الصدأ عليه ........ خطر بباله هكذا يكون باب السجون ....... و لكن اى سجن يكون بابه مغلق من الداخل .........!!!؟ تشجع و سحب الباب بغتة , فوجد فى وجهه فتاة فى بداية العشرينات من العمر ......... زيها الابيض يدل انها ............. اه .....من ملائكة الرحمة , و لكن صوتها و اسلوبها الفظ عكس ذلك تماما ........... لم تطل حملقته بها طويلا , حيث قطعتها كلمات الفتاة قائلة : الدكتور باسم بيقولك ...خلصت تجهيز التذاكر عشان المرور !!!؟ مرور.......اى مرور .......... اهو فى قسم مرور سيارات ........دكتور ..... لم يطل تشتت ذهنة طويلا , فاذا بذاك الباسم يقف امامه عابسا و على وجهه غضب اهل الارض جميعا ........ كان اكبر منه بسنوات قليلة ......... و اذا بصوته يخترق طبلة اذنية قائلا : انت نايم لحد دلوقتى يا افندى , و مجهزتش التذاكر عشان نمر ........... قدامك ربع ساعة و الا هكتب فيك مذكرة ........ تفضل !!!! سحب احمد قدميه فى فزع و تعجب الى حيث اشار ذاك الدكتور ......... و عندما دخل المكان .......... وجد به مشهدا شبيها بكابوس الامس ........ المرضى يصطفون على اسرتهم ....... ربما كل مريضين على سرير واحد .........و ......... و هنا صرخ عقله قائلا : بس ............... افتكرت ........... انت دكتور !!! اخذ يجهز لعمل اليوم برغم انه لم ينام الا ساعتين ليس اكثر منذ الفجر .....و عقله يصرخ مذكرا اياه ........... انت طبيب ........... طبيب ....... رغــــــــم أنـــــــــفــــــك !!!!! مع تحياتى لسائر زملائى المساجين ........ اقصد الاطباء
طبيب تدريب / احمد مختار حامد ابودهب 2005 - 2006