دعاني من عيونكِ ما دعاني
هما نهرانِ من عسلِ الجنانِ
وحولهما أغانٍ من صفاءٍ
تبارتْ في الغناءِ بلا لسانِ
إذا مرَّ الزمانُ بها استدارتْ
وأوقفتْ الدقائقَ والثواني
فلا تدري الخلودُ قد اصطفاها
أمْ اصطفتْ الخلودَ لكلِّ دانِ
تقولُ بها القصائدُ أيَّ شيءٍ
لتسرفَ في الفصاحةِ والبيانِ
فكمْ وقفَ الغزالُ بها خطيبًا
وتَوَّجَهُ الخطابُ علىٰ الحِسانِ
فمنْ بينِ العجائبِ كنتِ سهمًا
ولكنْ في ثيابِ الأُقحوانِ
ينالُ كما ينالُ الحُسنُ منهُ
ولا يُخطي الفؤادَ إذا رماني