أطاعَ من المنيِّةِ ما أطاعا
أرقُّ الناسِ أقساهمْ وداعا
لتبكِ -إن بكيتَ- علىٰ كريمٍ
ولا تبكِ المنازلَ والمتاعا
شبعتُ من الأمانِ علىٰ يديهِ
وطمأنتُ المَهالكَ والضَياعا
لماذا قد رحلتْ وأنتَ ظهري
إذا مدَّ الشقاءُ ليَ الذراعا
وما ذنبُ المُصابةِ في أبيها
ولا زالتْ تُقاسي به النزاعا
ففي كلِّ الجهاتِ أراكَ حيًّا
قد انطبعتْ بصورتكَ انطباعا
فلا تنسىٰ القلوبُ مواطنيها
ومن كانَ الجَميلُ لهُ طِباعا
تَبِعتَ مُحمَّدًا اسمًا وضوءً
كأنكَ قد قَبَستَ بذا شُعاعا
وأني قد دفنتُ اليوم نورًا
يُواريهِ الترابُ فما استطاعا
جزاكَ اللهُ بالفردوسِ عني وأورثكَ الهَنا فيهِ اتساعا