ألا إنَّ القصيدةَ كالجوادِ
فمالكَ والقصائدُ في العنادِ
ولستَ بكُفئها كي تمطتيها
فذاكَ الشيءُ صعبُ الانقيادِ
وإني لا أرىٰ فرسانَ فيها
فقد ألقتكَ من فوقِ المِدادِ
تَرَجَّلْ من سقوطكَ يا صغيري
ودعني لا تُنازعني جِيادي
أنا ابنُ النارِ يركضُ في خيالٍ
تلثَّمَ بالهلاكِ وبالسوادِ
إذا مالت به الدُنيا عليكم
يعودُ به الرمادُ إلى الرمادِ
بلادُ الشِّعرِ يا هذا بلادي
ولي فيها القوافلُ والشوادي
إذا أزعجتني أزعجت فخًّا
أصيدُ عليه من شاءَ اصطيادي
وما نالَ الذي قد ظنَّ خيرًا
سوىٰ إثمِ الظنونِ والاعتقادِ
حكايا السندبادِ تُرى ستفنىٰ
وقد أيقظتني في سندبادي
أينفدُ فيكمُ بحري وكلَّا
فما في البحرِ وهمٌ للنفادِ
أجيئكَ من قديمكَ في جديدٍ
أبيعُ به القديمَ على المَزادِ
أنا في غابةِ الأشعارِ فردًا
ولا تثبُ الأسودُ إلى انفرادي
ذبحتُ لها البنينَ كما تراها
تمرُّ مع البناتِ على الحيادِ
فلا تُلقي غزالكَ في هلاكي
فلن يُبلي غزالكَ في اضطهادي
وأنصبُ فيه جمهرةً ونادٍ
وأجعلُ منه فاكهةَ النوادي
أنا الطوفانُ قد أفلتموهُ
ويبلعُ في الحياةِ وفي الجمادِ