" الصداقة هي الوردة الوحيدة التي لا أشواك فيها "
عندما مررتٌ أمام هذه العبارة ابتسمت بسخرية شديدة وأنا أحادتٌ نفسي قائلة ..
أما عنيّ ..
فلقد كانت الصداقة بالنسبة لي
هي تلك الوردة المؤلمة الوحيدة
التي أقصت آمالي وطموحاتي
بأشواكها المتفردة الصلدة العتيدة
فما اقتلعت شوكة إلا وأصابتني أخرى في لُب قلبي،
حتى صِرت أتجنب استنشاق شذى عبيرها في الطرقات،
اكتفيت ولا أريد المجازفة
اصبحت اكتم أنفاسي .. واصم جميع حواسي
لأنني أتقن جيدًا التفرقة بين رائحة الأمان ورائحة الخطر .
اغمض عيناي التي تميز بصدق
عين البريء عن عين كل ذي شر محتظر
أغلق قلبي البريء
حتى لا يقع فريسة همسات شياطين الشعر بالسحر
وإن وصفوا ذاك القلب بأنه قلبًا عنيدًا
قد قٌد من حجر
أو أنه قبسٌ من نار سعير سقر
هالك هو لا محالة
لا يبقي حبيبًا ولا يذر
سأقول ..
لا تنهشوا زورًا في قلب مٌحبٍ
بذل بسخاء ثم هرٌم وهٌزِم وانكدر
وبات وحيدًا يبكي الفراق مع القمر
حتى ذبل وانتحب من الحنين وانفطر
لا تلوموا الأيام أو تدّعوا ظلمًا أنها مشيئة القدر
أو ربما مس شيطانٍ نال منه وعليه انتصر
إنما هو كان من ظلم أفعال البشر
ذروا قلبي وحيدًا فريدًا بالنهار والسهر
جل ما يرجوه السلام
وأن يمر مرور العابرين
بكل حب ووِد منتظر
دعوا الأيام بنا تمضي
بلا ضرار أو ضرر