ليلة مُظلِمة بِداخل غُرفتي، ورَغبة مُلِحة تَدفعني لأن أتجرد مِن نَفسي القديمة، وأجيء بفتاة جديدة تحمِل مشاعِر جديدة.
فعلتُ جريمة شنعاء.. قتلتُ نَفسي، حَرقت جميع مشاعِري البريئة، ووقفتُ ثابتة في مضجعي أُشاهِد شَبحي يتلوىٰ ألمًا، شارفتُ علىٰ البُكاء لوهلة، وقبل أن تسقط أول دَمعة مِن عيناي عُدتُ لأتذكَر.. عَشر ليالٍ كنتُ بِهم وحدي، احتلتني بِهم غَيمة سوداء قَلبَت حياتي رأسًا علىٰ عَقِب، فَعادت الدموع إلىٰ وِكرها في جفوني جامدة.
بزغ النهار وخَرجتُ مِن غُرفَتي.. غريب..!
لم يلحظ أحد أنَّ شيئًا تغير بي، أنا كما أنا.. أميرة بملامحها الطفولية الصغيرة، لم يشُك أحد أنَّني تجردتُ مِن ذاتي ليلة أمس،
للحقيقة دُهِشتُ كثيرًا، لم يشعُر أحد بتصدع ملامحي مِن صقيع اللامُبالاة الّتي بدأت في مُمارستها حديثًا.
يوم تِلو الآخر.. بدأت تُلاحِظ أمي تغيري، ازددتُ هدوءً فوق هدوئي، بدأت اللامُبالاة تنطلق في تصرفاتي مرة تِلو الأخرىٰ.
أسبوع وآخر بدأت صديقتي تَشعُر بتغيير مُفاجئ، لم تَعُد رَغبتي في التواصل معها كما السابق.
شهر والآخر بدأ قِطار رَتيب مِن الغُربة يَركُض بي بلا نهاية في سهوب مِن اللامُبالاة دونما أيّ محطة تُوقفني.. حقيقةً تفاجئتُ مِن نَفسي كثيرًا، لم أكُن هكذا مِن قَبل.
يوم تِلو الآخر وأصبحتُ مُعتادة، شخصية جديدة يُرافقها شعور جديد أو رُبّما عادة جديدة أُمارسها.
لا بأس.. كُلُّ شيء يبدو غريبًا في أوله إلىٰ أن نعتاد عليه يا عزيزي..!