لأول مرة أقف عاجزة هكذا عن وصف شعوري.. كَوني كاتبة أتلاعب بالحروف حيث أشاء، وأغزل مِنها نصوصًا تصف الجميع.. ها أنا الآن أقف ملكومة أمام بشاعة شعوري.
أحِسُ إحساسًا مُفجِعًا..
عُمري ألف عامٍ مِن سأمٍ وألمٍ،
الفَقد مُلتاع يا عزيزتي ينبثقُ في جوارحي كُلها، يُثقب عِظامي المُهترئة وأعماقي المُحتلة بالألم في ليلٍ خالٍ مِن الرَّحمة، يَسوقني الألم حيثُ لا أدري، ويُسامِرني وجع لَعين فـأعوي كالذئاب الجريحة، أغفو وأصحىٰ.. يومًا بعد يوم ولَم أعتَد غياب أو فَقد، أخبرتني أُمِّي ذات مَرَّة حينما أتيتها أبكي وأستبثها حُزني علىٰ فَقد دُميتي أنَّ بمرور الوقت نعتاد غياب الأشياء وفقدانها، يوم وآخر، سنة وأُخرىٰ مَرُّوا ولا يزال الفَقد ينصُب لي فِخاخه بِدهاءٍ يصطاد أشخاصًا وأشياء رغمًا عنِّي وما زِلت أنتظر الاعتياد كما أخبرتني أُمِّي لكنَّه لم يَحدُث، ولا جديد إذًا.. كُلّ ما يحدُث فقط هو تآكُلي وأنا أقف مَسلوبة الإرادة تُبتَر أجزاءً مِنِّي في هيئة أشخاص وأشياء أحببتُها أمام عَيني.. جُلَّ ما أفعله هو سرد آلامي نصوصًا يتشاركها الجميع، فـأنا كنت وما زلت وسأظل حروفًا منسوجة من وجع.. محفوفة بِالفقدِ أبدًا.