قد يبذل الإنسان جهدًا وفيرًا، ويسخر كل إمكانياته للحصول على شئ ما، فلا يألوا أي جهد في سبيل هذا ورغم كل ذلك لا يحصل عليه.
ربما ظاهر الأمر أن هذا ليس عادلاً وأنه كان يجب أن يصل لهدفه ويحصل على مبتغاه ما دام قدم كل ما يستطيعه من جهد في سبيل ذلك.
بينما لمن يتدبر الأمر بحكمة وعقلانية ربما يكون بهذا المنع قمة العدالة وجوهر الرحمة ومنتهاها.
قد يتعجب أحدكم مسنكرًا ومتسائلًا وكيف ذلك!؟
الإجابة هى أننا وبنظرتنا الآنية والقاصرة عن إدراك ما هو أبعد من مد أبصارنا أو تحت أقدامنا هو أمر لا شك مؤلم بل ويدعو للإحباط.
أما من يحسنون الظن بالله، يثقون بعدالته المطلقة ورحمته التي يغشى بها عباده، سيدركون أن نعم الله ليست قاصرة على المنح ولكن أيضًا هناك نعمة المنع، وما أدراك أن ما تريد الحصول عليه ظنًا منك أنه السعادة ليس إلا شر مستتر، وربما تعاسة تفوق قدرتك على الإحتمال، تتجاوز ذلك القدر من سعادة آنية غير مؤكدة.
ثق وكن على يقين أن مع كل منع وحجب خير مستتر، عقب كل ألم ووجع بشرى قريبة، ومع كل عسر يسران فلا تبتئس ولا تحزن وأحسن ظنك بمن وسعت رحمته كل شئ.
لذلك ودوماً كن مطمئنًا وثق بعدالة الخالق المطلقة..