مما لا شك فيه أن للقرآن الكريم تأثير كبير في حياة المبدعين على اختلاف تصنيفاتهم. للقران الكريم تأثير خاص جدا معي ...
اثنا ء اجتياز دورة للتدقيق اللغوي بجامعة القاهرة منذ عدة سنوات نصحنا المحاضر بتتبع مواضع الهمزات والتاء المربوطة فيما نقرأ من آيات الله البينات.
نصحنا بقراءة القرآن كثيرًا كثيرًا ومراقبة الكلمات وطريقة كتابتها.
أفادني هذا الأمر كثيرًا.. خاصة في بعض الكلمات الذي أختلف علماء اللغة في حسم قواعدها اللغوية بشكل حازم.
مرت السنوات وقررت الالتحاق بالعمل الإذاعي، ليس كمعدة خلف المايك بل كمذيعة.
قررت التحرك بحرفية وإعداد نفسي بشكل احترافي وجاد وذلك عن طريق الالتحاق بدورة للتعليق الصوتي "فويس اوفر".
لأجد المحاضر ينصحنا بنفس النصيحة استمعوا" للشيخ محمد رفعت" و انتبهوا لمخارج ألفاظه وطريقة نطقه للكلمات و الحروف وحركاتها المتنوعة.
عدنا لنفس النقطة، نفس المرجع ،نفس المصدر، المصدر الأوحد الأقيم ألا وهو القران الكريم..!!
بحثت عن دورات أخرى للاستزادة خلال منصات الانترنت لأجد المحاضرين عرب أو أجانب ينصحون من يرغب في تعلم مهارات التعليق الصوتي أن يستمعون لآيات القران الكريم..
لك أن تتخيل مدى الفخر الذي شعرت به عندما وجدت أشخاص لا يجيدون العربية يستمعون للقران بصوت المعقيلي أو محمد رفعت..
منذ عدة أشهر التحقت بدورة لتعليم فن كتابة السيناريو .. أطل علينا المحاضر بطلته المميزة وكلما عصى عليه إيصال معلومة بها إيجاز وتكثيف ضرب لنا مثل بسورة يوسف واصفا أحداثها بحرف "الدبل يو w" صعودا وهبوطا.. استند أيضًا على القرآن في إيصال المعلومة.. بالتفكر قليلا نكتشف أن القران أساس ومحور كل الفنون بلا منازع وهذا مدعاة للفخر بالطبع..
عندما كنت طفلة كنت اسمع والدي غفر الله له يقرأ القرآن بصوت مرتفع كنت طفلة لا يتعدى عمري الست سنوات، كنت أحدق في سقف غرفتنا و أنصت لتلاوته متخذة من قدمه وسادة وهو يقرا بصوته العذب، لأجد دموعي تنهمر رغمًا عني ربت على يدي برفق وأنهى قراءته وتأملني قائلاً: عينا بكت من خشية الله..
لم استوعب ما قال ..إلا عندما كبرت وبت أتذكر هذا الموقف حقًا عيني بكت خشية الله قبل أن انضج واعي ما هي الحياة وما هي الشرور وتأثير الآخرين في نقاء سيريرتنا.
مرت الأيام والسنوات وكبرت وأنا لا أفارق المسجد أو المسبحة .. أرى علاقة وطيدة بيني وبينهما علاقة صداقة امتدت لسنوات طوال.
لم انقطع عن مصادقتهم إلا بضع سنوات وكان تحت وطأة عدة ضغوط فاقت احتمالي .. وجاءت الكورونا وأغلقت الأبواب في وجهي بل وجهونا جميعا بت اشتاق للسجود لرائحة الأرض وهي تحتضن رأسي المثقل بالهموم والمخاوف والظنون ، بت افتقد احتضان الأرض لرأسي بحُب السجود وحده يسحب همي وحزني في لحظة لقاء يتجدد يوميًا لمدة خمس مرات ..
لقاء يجمعني ببيوت الله على غير هدى فأي مكان أتواجد به ابحث عن المسجد به
تطورت العلاقة فأصبح لي ورد يومي .. تطور أكثر فأصبح لي قراءات محددة.. لعل هذا كله بفضل والدي وفضل القران الذي لم ينقطع عن بيتنا حتى وفاته..
لم يؤثر القران فقط في مسيرتي العملية والأدبية وإنما على جميع كل الأصعدة ..
فصلاة المغرب جمعتني بصديق عزيز وشخصية نادرة الوجود دون أن ندري ودون ترتيب.. هذا الصديق يشدد علي ألا أفوت فرضا ألا أتكاسل بل يهدد ويتوعد.. لم أكن اعلم أن هناك أشخاص على شاكلته تعينك على الطاعة والصلاة ..
وجمعتني الصدفة بصديقة تفصل بيننا الجغرافيا ويقف فرق التوقيت عائقا كبيرًا بيننا ..!
تحثني على الذكر والتسبيح كما وعدتني بإهدائي مسبحة خاصة بها كهدية قيمة ومميزة تعكس مدى اعتزازها بي وبرفقتي التي جمعها علاقتنا الروحانية من خلال السطور وعبر الفضاء الافتراضي هذا العالم الأزرق الكبير...
ما أجمل المتحابون في الله وما أروع أن تكون صدفة تعارفهم بيوت الله.. لعل هذا احد أهم أسباب تمسكي بهما رغم كل شيء.
يعد القران الكريم مرآة لحياتنا لمعاملاتنا فالحياة لا تقوم على الطاعات وأداء الفروض فقط ، بل تشمل حب كل ما يحبه الله ويحثنا عليه هو ورسوله الكريم والتابعين.
لا اخفي عليكم اعمد للبساطة في الكتابة ككاتبة وصحافية لكن هذا لا يمنع أن أستخدم بعض التراكيب والتشبيهات التي وردت في كتاب الله العزيز.
المصحف الشريف يعد مرجعًا دسمًا لأي كاتب.. أو ممن يعمل أو ينتوي العمل في المجال الإعلامي.