دوماً كان للطبخ باعٌ كبير في وجوه الحياة
بدايةً من السياسة التي إذا ما أريدَّ وصف الفساد بها قيل "طبخوها سوا"،
إلى الحياة الطبية التي تجد مكونات المطبخ هي ركيزتها
محلول الملح يخفف ألم الأسنان، البن يوقف النزف، الخل مطهر.
تعلمنا الطهو، طهونا كل شيء،
لكن مَن منا أدرك أنه الآخر يُطهى؟!
وأن الحياة طباخٌ محترف يدرك أن ألذ الطعام ما يطهى على نارٍ هادئةٍ حتى يذوب في عصارته؟!
في القِدر وضعت الكبد لأطهوه للمرة الأولى،
ظننته كاللحم، كلما تركته على النار نضج و تفتت..
صدمني التضاد!
كلما زاد طهوها صارت أكثر غلظة،
صعبة المضغ،
والقلب كذلك.
كلما حاولت الدنيا طهوه صار قاسياً،
لا تؤثر به أنيابها..
أتساءل لمَ اهترأ قلبي على نار غيابك؟!