لو كانت سوريا اليوم نظرية فلسفية لكانت نموذجاً تطبيقياً للمنهج السيكولاستيكي ...( كحالة نقد بناء لأنني ابنه هذه الأرض الطيبة).
ولو كانت نوتة موسيقية لأردت لها أن تكون موسيقا العوالم..( لأنها بلادي التي أحب )
إنَّ ما يحاول تشويه مشهد الشارع السوري العظيم اليوم هو تغييب العقل الخلّاق لصالح العقل السجالي.. السفسطة والدفاعات الإيديولوجية التي تعيد إنتاج الشقاق في الوعي والمجتمع..
هذا الشقاق الذي شكلته المنظومة السابقة طيلة عقود (والذي لم يأتِ من فراغ دون شك)
والجميع يدرك وإن لم يُفصِح بأنَّ ما ساعد النظام الديكتاتوري السابق على زرع عقلية الدائرة المغلقة هو وجود بوادر مجتمعية قابلةللقولبة والتقنين والمساجلات البيزنطية في البقعة الواحدة لأسباب عقائدية في غالبها..
والكل يتفق على أن (الغرب نقطة ضعفه المال والشرق نقطة ضعفه الدين)
لعل الوقت المهدور في برهنة المبرهن مسبقًا .. والشطط في رؤيةٍ طوباوية حالمة بعيدة عن الواقع ..رؤية ذات لون واحد ..وحقيقة أننا نخاف من تعددية الرؤى في مجتمعاتنا .. ولا أجد تبريراً واحداً لثقافة الإقصاء التي تسيطر على اللاوعي الجمعي منذ نشوء المجتمع المدني رغم كل ما حدث على مر التاريخ العربي.. من وجهة نظري لا تبرير لذلك خارج حدود الشخصنة والأدلجة ..
كل ما يتم رصده الآن هو تحصيل حاصل لمنظومة قمعية استبدادية ضيّقت على الفكر التنويري فجعلت منه فكرًا طوباوياً شططياً.. وشوّهت الفكر المعتدل لتجعل منه فكراً سفسطائياً مغالياً ..
النظام السابق عندما قرر أن يدمر الإنسان السوري.. كان الجسد آخر ما يعنيه. . لأن الدم حبر المجازر المشتهاة في العقلية السادية اللا إنسانية..
النظام الشيطاني السابق بدأ بتدمير الوعي والعقل .. ليكون الجسد في المعتقل الأكبر سوريا (عندما كانت رهينة للعائلة الدموية).. موتًا تحصيليًّا ..
والآن أمام كل ما جرى ويجري.. لايزال الوعي الجمعي يحتاج إلى إعادة هيكلة مدنية وتأهيل؛ ليخرج من دوائرة المغلقة التي تشرعن ما يساير رؤيته الطوباوية بعيدًا عم الواقع ..
لعل ما ينقذ سوريا حقاً هو
موسيقى العوالم