ليس لدي شيخ أتبع طريقته ولكن لدي عقل أتدبر به كما أمرنا الله لعله يرشدني للصواب .. ولا أبالي بأفكار من سلّم عقله لغيره يفعل به ما شاء فيردد أفكاره حِفظًا وليس تدبّرًا ..
أتساءل ؟! لماذا كل هذا الهجوم العنيف على الشيخ علي جمعة ؟!!و قلب الأمر تمامًا ليظهر الشيخ وكأنه يُحرِّف تفسير القرآن الكريم الذي وضّح بكل سلاسة علاقة الذكور والإناث وعلاقة الناس ببعضها في قوله تعالى : (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى و جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اللهِ أتقاكم)
في الآية الكريمة الكلام ليس مخصص لمسلم أو ذي ملة معينة أو لرجل أو لإمرأة بعمرٍ مُعيّن
الكلام واضح جدًا وموجه للناس جميعاً الذكور منهم والإناث و أوضح أن الحكمة من الخلق والتي نشأ منها الشعوب هو التعارف ..
لماذا التعارف؟ لأن التعارف سينتج عنه مَصالح بشرية من أعمال وتجارة وتبادل ثقافات أو زواج و نسب ،وبهذا تستمر الحياة..
وسبحانه وضع نهجًا لهذا التعارف و هو تقوى الله ..وتقوى الله هي اتباع ما أمرنا به من صدق وأمانة وتعاون على البر وغيرهم من أعمال الخير بما لا نتعدى فيه حدود الله المعروفة لدينا جميعًا ..
وأما الجهلاء من مهاجمي الشيخ علي جمعة يستشهدون بآيات ليس لها علاقة بما أجاب به الشيخ على سؤال الفتاة في العلاقة بين الذكور والإناث
و بدأوا في الاستشهاد بآيات تخص فقط المحصنين والمحصنات :
(محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان) والآية:(محصنات غير مسافحات ولا متخذاتِ أخدان)
والمقصود بالمحصنين والمحصنات أي المتزوجين والمتزوجات والآيات نهى فيها سبحانه وتعالى عن فعل الزنا أو اتخاذ عشيق في الخفاء خارج إطار الشرع كخيانة للزوج او الزوجة ..
فلماذا تم خلط الأمر بكل هذا الكم من الجهل أو ربما العمد لإشعال فتنة وإقامة حاجز من الخوف في التعامل مع الجنس الآخر فينشأ مجتمع عُنصري وربما شاذ فلا يجوز للإناث إلا التعامل مع الإناث ولا الذكور إلا التعامل مع الذكور ..
الأديان أُنزلت لتنظيم الحياة وليس لتحريم الحُب والحياة ..فتدبروا بأنفسكم وابحثوا عن الآيات المتشابهات وأسألوا أهل الثقة والعلم ،وابعدوا عن كتب التراث المدسوس بها أحاديث ضعيفة تتناقض مع القرآن،
فقط خذوا منها ما يتوافق ويتفق مع القرآن ..واستفتِ قلبك ولا تكن كمن على قلوبهم أكنة أن يفقهوه،
إياكَ أن تُسلم عقلك لأحد فينتهي بك الأمر كمتطرف أو شاذ أو كاره وناقم على الحياة والناس ،
إبحث وتدبر ..ستصل .