قد جاء طيفُهُ ذات ليلةِ يدَّعي
ويطوفُ حولي حتى أرَّقَ مضجعي
ويُداعبُ الضوءَ الضعيفَ بغرفتي
ويُعيدُ حَوْمَهُ كَرَّتيْنِ بمخدعي
ويقولُ لي : إني أتيتُكِ مُغرماً
إيَّاكِ أنْ تتخوَّفي أو تفزعي
إني كتبتُ إليكِ شِعراً مُرهفاً
هيا استفيقي من منامكِ واسمعي:
إني زرعتُكِ في فؤادي زهرةً
أسقيكِ من نبضي ودمي فاينعي
إني غرستُكِ في شغافي صادقاً
نِعمَ المُقامُ لتطمئني فاقبعي
ما بين صمتي والحنينِ مشاعرٌ
أدمنتُها، أدمنتُ نارَ تلوُّعي
إني المُتيَّمُ في هواكِ فعاهدي
ولتوْعدي، وعلى شِفاهي وَقّعي
إنْ ضَلَّ منكِ طريقُنا فلْتنْصتي
من أينَها دقاتُ قلبي فاتبعي
ولتأْمني حِضني أنا يا زهرتي
ولتكتبي عنوانَ قلبِكِ موقعي
إنْ خنتُ يوماً عهدَنا أو لم أفي
هذي يميني من خلافٍ فاقطعي
لا تحسبيني كاذباً يا مهجتي
فأنا الوفا، كلُّ الرجولةِ منبعي
إني على عهدِ الرجالِ كشيمتي
ومنَ المُحالِ أخوضُ حُباً مُدَّعي ….
❤️
وسمعتُ منه قصائداً في سحرِها
ما فاقَ أشعارَ الهوى كالأصمعي
ولمستُ أخلاقَ الفوارِسِ كلها
قبسٌ تجلَّى في شفاةِ المُقْنعِ
ولزمتُ صمتي كالجمادِ وخافقي
يهتزُّ كالزلزالِ كاسرَ أضلعي
أحببتُ فيهِ كلَّ شيءٍ يا هوى
عبَّرتُ عن حبي بصادقِ أدمعي
ألقيتُ نفسي في ثنايا حِضنهِ
فأزالَ مِنّي كلَّ حزنٍ موجعِ
دعْ ما مضى يمضي كأنه لم يكنْ
إنَّا على العهدِ الصدوقِ المُمتعِ
#علا