في الحقيقة تصورت في البداية أنها ممن يخطفون الأطفال ولذلك قلت لهبة : تعالي نمشي ورا الست دي لاتكون بتعمل فيلم تخطف به البنت .. وبالفعل
مشينا وراءها وما هي إلا ثواني ووجدنا الأم تتلقف إبنتها موبخة إياها بأنها غافلتها وابتعدت عنها .. ووجدت السيدة التي أساءنا الظن بها تربت على كتف الأم وتقول لها ربنا يحل مشكلتك ، وهنا اتجهت صديقتي لها لأن السيدة قالت مش فاهمين منها حاجة .. أنا نفسي أساعدها بس مش عارفة .. فقد كانت السيدة تحمل ملامح مواطني دول شرق آسيا وكانت كما عرفنا فيما بعد أنها من أندونسيا ، ووجدت صديقتي تحاول الحديث معها وتفهمتها برغم عربيتها الركيكة للغاية .. فالأستاذة هبة كما يعرف البعض تخصصها في التصحيح والتدقيق اللغوي ومجال عملها تعليم العربية لغير الناطقين بها ولهذا لم يكن الموضوع شاقا بالنسبة لها (ولهذا قلت أنه من ترتيب ورحمة العلي القدير سبحانه وتعالى).... المهم .. بعد حديث دار بينهما فهمنا أنها متزوجة من رجل مصري وأنجبت منه ثلاث فتيات وبعدها قرر طردها من منزله الذي بالصعيد والذي يعيش فيه مع والدته من غير ملابسها هي وبناتها ومن عير نقود أو حتى لقمة واحدة .. فاستقلت القطار إلى القاهرة في محاولة للحاق بدار للمغتربات الأندونيسيات وبالطبع لولا وجود صديقتي معي فلم يكن لي أن أعرف أماكن تلك الدور ولكنها بحكم عملها معهم تعرفهم وتحفظ أماكنهم عن ظهر قلب ولذلك لغيت مشواري وهي اعتذرت عن عملها وذهبنا لمدينة نصر .. وبعد رحلة بحث وصلنا للمكان وهذه هي صورته

وحاولنا أن نلحقها بالمكان ولكن برغم تعاطف المشرفة التي تحمل الجنسية المصرية معها إلا أنها لم تستطع قبولها وسط البنات طبقا للوائح والقوانين ، فهذه جمعية شريعة مجانية للطالبات فقط .. وكانت مشكلة بالنسبة لنا أنا وهبة ماذا سنفعل معها ولا يمكن أن نتركها بمفردها في الشارع بثلات فتيات وفي نفس الوقت لا نستطيع تحمل مسؤليتهن .. حتى سفارة دولتها كانت تقول لها بالإمكان أن يعيدوها هي لبلدتها ولكن من غير الفتيات لأنهن مصريات لأب مصري .. وآخر ما كان أن نفعله معها أن نحجز لها أسبوع مثلا في فندق من فنادق وسط البلد .. وكنت بالفعل بدأت في الإتصال بالفنادق لأحجز لها غرفة لولا أن تجلت رحمة الله تعالى مرة أخرى بأن جاءت طالبة ونحن نجلس في مدخل الدار (لأن هذا ما سمحت الإدارة به)وقالت للمشرفة أنا أعرف أخت لنا أندونيسية ممكن تستضيفها شهر أو شهرين حتى تتدبر أمورها وبالفعل كان حل مؤقت .. وتركناها بعد أن أخذنا رقم تليفون الطالبة صاحبة الإقتراح .... انتهى الموضوع
ولكن لي بعض الملاحظات والأسئلة والتي من أجلها كتبت هذا الموضوع لنطرحه للمناقشة
أولا .. ماذا حدث لنخوة الرجل الصعيدي _وأنا صعيدية_ليترك لحمه على حد قولهم يلقى هكذا في الشارع للذئاب تأكله .. كيف يلقى الله وهو ضيّع من يعول .
ثانيا .. إن لم تجد هذه السيدة من يعرف مكان إقامة الأندونسيات فأين كانت تذهب وأين دور الرعاية لمثل هذه الحالات_أنا لاأقصد من قولي هذا تفخيم دوري معاذ الله أودور صديقتي على الأخص لأنها وحدها هي صاحبة الفضل بعد الله سبحانه وتعالى إن كان هناك فضل_
هذه هي الأسئلة .. أما الملاحظات .. فقد لاحظت ..
أولا .. عندما تحدثنا معها عند المسجد قالت أن هناك سيدة ابتاعت لبناتها ملابس وأعزكم الله أحذية وطعام وعرائس وهنا الملاحظة أن السيدة فطنت لأهمية العروسة في مثل هذا الوقت بالنسبة للفتيات وأنها لاتقل أهمية عن الملبس والطعام .
ثانيا .. السيدة التي أساءنا الظن بها _وليسامحنا الله _ كان معها سبعة جنيهات أخرجت منهم خمسة أعطتهم للسيدة وأبقت معها جنيهان لتعود لمنزلها وأقسمت وهي غير ملزمة بالقسم أقسمت لو معها أكثر لأعطتها .. ما هذا الجمال الذي في الشعب المصري
إنني أطرح الموضوع للمناقشة بعد أن أرفق به الصور الخاصة به

الصورة السابقة للسيدة وهي تجلس في مدخل الدار والبنات يلهين في براءة
ولا يعلمن أن والدتهن في انتظار مأوى لهن
