يعيش كل منا أوقاته يسعد في بعضها ويحزن في بعض ، يأمن في بعضها ويخاف في بعض ، يسخط في بعضها ويرضى في بعض ، يتفائل في بعضها ويقنت في بعض ......
وفي كثير من الأوقات يجول بخاطره وينتابه شيء من التفكير ثم التفكير بعمق فيما يعتريه من مشكلات وهموم ، ينعم الله عليه بحل بعضها ولكنه يستمر في التفكير حتى يعيش بهموم التفكير
فيما نفكر ؟! وإلى أي مدى سنصل ؟! وما السبيل لكي نجعل من التفكير متعة ؟!!
فيما نفكر ؟!
نفكر في كثير من الاوقات او اغلبها في نواحي الحياة المختلفة كالعمل ثم الشقة ثم الزواج ثم الانجاب ثم مدرسة للابناء ثم الجامعة ثم وظيفة او عمل الابناء ثم تزويجهم ثم ... ثم ... وتنعاد ثم ... ثم ونفكر في العبادة ورضى الله قليل من الوقت.
إلى إي مدى سنصل ؟!
يأخذ كل منا ما كان من قضاء الله وقدره بعدما يقطع كل السبل للأخذ بالأسباب لتحقيق أهدافه التي يسعها إليها ولكن ما الحال عندما يولد طفل مريض أو معاق كيف يكون حال أسرته ؟ ، أو شاب اصيب في حادث ما شعوره واحساسه ؟! أو فتاة تاخر عليها الزواج ما عساها تفعل ؟! أو أسرة لها ولد عاق كيف حالها ؟! أو انك ترى قريب لك أو عزيز لديك في فراش المرض يتألم وانت عاجز أن تفعل له شيئا ! .
هي الابتلاءات نعيش فيها ونحيا بها ويأخذ منا التفكير والهموم الكثير والكثير !!
إلى اي مدى سنصل في الحالات السابقة او ما شابه ذلك ؟ او لو اننا كنا في رغد من العيش الى اي مدى سنصل من الرفاهية قصور او فيلات او سيارات او سفر وترحال ورحلات لكل البلاد ثم ماذا ؟ فكر قليلا لن نصل لكثير ما دمنا بعيدين عن الله !!
كيف يكون التفكير متعة ؟!
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:162)
نعم فالحياة كل الحياة لله المذاكرة لله والعمل لله والزواج لله والانجاب لله حتى متعة الجماع لله
ويكون التفكير متعة في جني الحسنات من تجديد النية قبل العمل بل فيما نفكر وفيما وضعناه من أهداف نخطو نحوها
فالطالب ينوي انه سيذاكر ليكون فرد ناجح في مجتمعه فيتمتع بجني الحسنات ، ومن يعمل أي كان وظيفته ينوي أنه يعف نفسه واسرته من سؤال الناس بالانفاق عليهم فيتمتع بجني الحسنات ، ومن يريد الزواج ينوي أن يعف نفسه وزوجته من الوقوع فيما حرم الله فيتمتع بجني الحسنات ،ومن أراد الانجاب ينوي إقامة بيت مسلم واسرة مسلمة تكون نواه لمجتمع صالح فيتمتع بجني الحسنات ، الام تعمل في بيت زوجها وتذاكر لابنائها تنوي العمل لله لتربية أبناء على أن يعيشوا ليعتلوا القمم ويقودوا الأمم فتتمتع بجني الحسنات وهكذا نفكر ونعمل ونتمتع بجني الحسنات من تجديد النية لنكون دوما في معية الله وندور في فلك واحد وهو رضى الله
وما كان من مشكلات ظننا انها لن تحل بعدما اخذنا بكل الاسباب علينا بالتفتيش عن شيء واحد هو حالنا مع الله ، فإن كنا في بعد عنه فنقترب ، في نسيان فنتذكر ، في معصية فنتوب ، ولنكون مع الله ولنحيا لله وفي معية الله ونصاحب من يقربونا لله ونحب من يحب الله ، ونتمتع بنعم الله علينا ونشكره لتزيد ، وليكون حالنا الدعاء لله نعم فإذا ما انقطعت بك الاسباب في مشكلتك فعليك بالدعاء فلا يرد القدر إلا الدعاء
عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمل إلا البر، وان الرجل ليحرم الرزق بالذنب يذنبه.
روان ابن حيان في صحيحة
وفي الختام اتركك لتتمتع بالتفكير في الله ولله تمتع بجني الحسنات بتجديد نيتك وتعدد النية ، وان بحثت عن الاطمئنان والسكينة والهدوء فليكن لسانك دوما ذاكرا لله وقلبك شاكرا لله ترضى بقضاء الله وتدعوا أن يقدر الله لك الخير حيث يكون
نداء الى من يقراء هذه السطور أن يدعوا الله لي أن اكون دوما في معية الله وأن يحسن الله ختامنا اجمعين