شتان بين التعامل مع الأشخاص بما تشوبهم من شوائب وبما تنطبع على أعمالهم من طباع ، فترى ممن تحبهم ما لم تكن تتوقعه على الاطلاق وبطريقة غير مرضية ، في وقت ليس بمعلوم فالناس يختلفون في طباعهم وشخصياتهم وأخلاقهم : فمنهم الطيب ، ومنهم الشرير، ومنهم المغرور ومنهم المتواضع، ومنهم الراضي ومنهم الساخط ، ومنهم الكريم ومنهم الشحيح ، ومنهم الغاضب ومنهم الهادئ ، ومنهم الظالم ومنهم المظلوم ، ومنهم متفتح الذهن ومنهم المنغلق على ذاته .....................كيف لك ان تتعامل أنت بشخصك أيا كنت وما تحمله من سمات ، وبين الشخصيات الأخرى بسماتها المختلفة معك ؟ !عليك أن تتعامل مع كلٍ بشخصه وبما يحمله من سمات بالحسنى وحسن الظن والتعقل ،وأن تترفع عن زلات الغير ؛ لأن لك زلات سيتم الترفع عنها والتغافل عنها شتان بين التعامل مع كل ما سبق وأن تتعامل مع رب الكون الرحيم القائل ورحمتي وسعت كل شيء ). نعم ،فرحمة الله وسعت العابد الشاكر لله والعاصي الكافر بأنعم الله ، رحمة الله وسعت الظالم والمظلوم ، رحمة الله وسعت المسلم والنصراني واليهودي ،رحمة الله وسعت من يعبد النار والبقر والعياذ بالله.نعم ، فالله رحيم بكل هؤلاء فالشمس تطلع عليك وعليه ، وأنت ترزق كما يُرزق ، وقد مهد الله لك وله ،وسبب لك أسباب عيشك أنت وغيرك ..نعم ،فالكل يعيش على أرض الله ويتمتع بأنعم الله برحمة من الله إذا كان الله رحيما بكل الناس فلماذا لا يتعامل بعضنا مع البعض الآخر بشيء من الرحمة واللين ، تغافل عن زلتي حتى تجد من يسامحك عما زللت أنت به ، تواضع إذا كنت ذا منصب ، واعلم أن من تواضع لله رفعه ؛فلا يغرنك منصب ، لا تظلم أحدا حتى لا يظلمك آخر ، حاول بالحوار الهادف أن تشرح ما يشغلك وما يضايقك إلى الشخص المناسب الذي سبب لك هذا الضيق حتى وإن كنت لا تحمل له ودا ، ولا تدعُ على من ظلمك إلا بالهداية وصلاح الحال حتى لا يظلم غيرك.تعبٌ ونصبٌ هي الحياة ، وتهون الحياة بما تحمله من تعب بساعة صفاء مع الله نعود فيها إلى الله برحمته ، نناجيه فيها بما يؤرقنا ، وما يشغلنا فما يشغلني لا يعنيك أنت ،وما يعنيك لا يشغلني ، فكل له ما يهمه ويشغله أنت تحتاج إلى مال ، وهو يحتاج إلى عمل ، وهي تحتاج إلى الزواج ، والأخرى تربية الابناء تنغص عليها يومها ، وهذا مشغول بمرضه ، وآخر مشغول بتعليم أبنائه وزواج بناته ........................فرحمة الله وسعت كل شيء ؛ فلندعه ونبتهل إليه ،ونتذلل بين يديه :كل بما يشغله ، وأدعو الله لي ولكم بصلاح الدنيا والدين وأن ينزع عنا الغل والبغضاء ، وأن يقدر لنا الخير حيث يكون ، اللهم آمين آمين