بسم الله الرحمن الرحيم
بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة والتسليم على افضل الرسل وخاتم المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
وبعد


خدمات مجانية

نسمع كثيرا هذه الكلمة إلى الحد الذي نظن معه أن الكثير من الأشياء بالمجان وهذا غير حقيقي
غير حقيقي بالمرة
(ياه ...ليس لهذه الدرجة....!!!)
لنتفق أولا على تعريف لمعنى كلمة مجاني
ما هي الخدمة المجانية؟
هي الخدمة التي تؤدى دون مقابل اى أن لا احد يدفع مقابل لهذه الخدمة سواء بشكل مباشر او غير مباشر
على المدى القريب أو البعيد فى اى وقت كان أو بأي شكل كان
هذا هو التعريف الذى أضعه(أنا عن نفسي) للخدمة المجانية
والخدمات المجانية تكون إما على مستوى المؤسسات أو الأفراد (بشكل فردى)
ولو نظرنا على مستوى المؤسسات لوجدنا أن معظمها (التي تقدم الخدمات المجانية)تكون هذه الخدمة منقوصة أو متواضعة ..حتى وان كانت كاملة فهي غالبا على سبيل الدعاية للمؤسسة أو الشركة المقدمة لخدمة
(بمعنى ان هناك مقابل منتظر في النهاية قد يكون اكبر بكثير من الخدمة المجانية المقدمة
وحتى على مستوى الأفراد فهناك من يقدم لك شيء مجاني صغير (باليمين) ليأخذه أضعافا مضاعفة (باليسار) كما يقولون
ودون أن تشعر
بدءا بزجاجة المياه الغازية (الحاجة الساقعه) التي شربتها في المعرض الفلاني للأثاث أو عند الصائغ العلانى
(بناع الذهب) والتي ستدفع ثمنها عشرات بل مئات الأضعاف (بعد ميئكلك الاونطة)
لتدفع المزيد وأنت سعيد
والنماذج كثيرة فمن يبالغ فى الكرم ممن لايعرفك وينتظر منك مصلحه له
على الأرجح سيدفعك ثمن هذا الكرم..!!!
يااااااااااااااااااااااااااااااه
ليه سوء الظن دة ...هوه الدنيا مفيهاش خير خالص؟
طبعا لأ ...
هناك الكثير ممن يقدمون خدمات مجانية للغير وبدون مقابل وفقط لوجه الله

سواء على مستوى الأفراد او المؤسسات
فأصحاب الفضل وصناع المعروف كثيرون والحمد لله وكلهم يفعلون هذا لوجهه تعالى
والمقابل لا يكون فقط ماديا بل قد يكون جهدا أو وقت بذل أو حتى راحة تمت التضحية بها في سبيل إسداء خدمة للغير
أو حتى ضغطا تحمله البعض (اى كان نوعه) فى سبيل تأدية خدمات لمن يحتاجها
وهو مقابل قد يكون اكبر من المال بكثير
المهم فى النهاية وطبقا (للتعريف) فالخدمة المجانية هي خدمة تؤدى دون مقابل فلا يدفع احد مقابل لهذة الخدمة (اى كان هذا المقابل سواء أكان مالا أم وقتا أم جهدا )
ولكن
لو تأملنا النموذج الأول(من يدفع باليمين ليجنى باليسار ففي النهاية يدفع الطرف الآخر (المحتاج في الحقيقة) مقابل لهذه الخدمة
وفى الحالة الثانية (من يؤديها لوجه الله تعالى) يدفع مؤدى الخدمة ثمن هذة الخدمة من ماله او وقته وجهده
اى انه دائما هناك طرف يدفع
فكيف تكون الخدمة مجانية؟
ألا يعنى هذا (طبقا للتعريف) انه لا يوجد شيء مجاني في الحياة أبدا ؟؟
فى الحقيقة لقد ظننت هذا فى البداية
فدائما ما يدفع شخصا ما الثمن (اى كانت طبيعته ومن هو الذي يدفع)
دائما هناك ثمن وهناك من يدفع
فلا مجان إذا.................................
إلا أنى اكتشفت فجأة هذه الحقيقة التي كانت تائهة عنى
وهى ان الحياة تعج بالخدمات المجانية
ما أكثر المجانية فى الحياة
ما أكثر ما لا يدفع احد له مقابل
نعم إن الخدمات المجانية في الحياة لا تحصى عددا
لا تتعجبوا
إنها نعم الله علينا
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِنْ تَعُدُّوانِعْمَةَاللَّهِ لَا تُحْصُوهَاإِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)النحل: 18(.
صدق الله العظيم
نعم الله علينا هي الخد مات المجانية الوحيدة التي لا يدفع احد ثمنها ولا تكلف احد شيئا
من منا دفع يوما مقابل لنعمة البصر أو مقابل لعمل الجهاز الهضمي بعد وجبة الغداء
أو إيجار عمل الرئتين أثناء التنفس أو.. أو... أو... أو...
إلى مالانهايه......................................... ....
وهى نعم اكبر من اى مال واى تقدير لعقل بشرى (هو نفسه نعمة كبرى)
وهذه النعم أو سنسميها مجازا خدمات طبقا لتعريفنا
لا ندفع نحن لها مقابل طبعا
ولا المولى عز وجل (وتقدست أسمائه ) تكلفه شيء
وفى حديث قدسى

عن أبي ذَرٍّ عن النبي صلى الله عليه وسلم فِيمَارَوَى عن اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قال: يا عِبَادِي إنيحَرَّمْتُ الظُّلْمَ على نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فلاتَظَالَمُوا، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلا من هَدَيْتُهُ فاستهدونيأَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلا من أَطْعَمْتُهُفاستطعموني أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إلا من كَسَوْتُهُفاستكسوني أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِوَالنَّهَارِ وأنا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جميعا فاستغفروني أَغْفِرْ لَكُمْ،يا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْتَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يا عِبَادِي لو أَنَّ أَوَّلَكُمْوَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا على أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍوَاحِدٍ مِنْكُمْ ما زَادَ ذلك في مُلْكِي شيئا، يا عِبَادِي لو أَنَّأَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا على أَفْجَرِقَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ما نَقَصَ ذلك من مُلْكِي شيئا، يا عِبَادِي لوأَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فيصَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُما نَقَصَ ذلك مِمَّا عِنْدِي إلا كما يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إذا أُدْخِلَالْبَحْرَ، يا عِبَادِي إنما هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّأُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ،وَمَنْ وَجَدَ غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ".

فهي فقط نعم الله من ينطبق عليها تعريفنا
خدمات مجانية
فإلى متى ننساها ونتذكر ما عداها
وننتظر الإحسان ممن لا يملك
ومن هو في أصله فقير بل مدين
مدين بالكثير والكثير من النعم والمنن
التي من الله بها عليه
وعلينا جميعا
فهل أدينا شكر كل تلك النعم ؟
..............................................
رجاء أخير أو سموه التماس
نويت والنية لله أن أصلى ركعتين شكر لله (هم اقل القليل) شكر له سبحانه وتعالى على كل نعمه على والتي لا تحصى عددا ..شكر و اعتذار على كل تقصير فى حقه وهو صاحب الفضل كله على وعلى عباده أجمعين واسأله أن تكون نيتى خالصة له لا يشوبها رياء اوسمعه
والتمس منكم جميعا أن تصلوا معي ولا تحرموني ولا تحرموا أنفسكم الأجر والثواب
والتمس منكم أيضا أن تنقلوا كلماتي المتواضعة أو ما تشاءون منها أو ترون انه يصلح لاى مكان كان
عسى أن تنفعني وتنفعكم (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم)
واعذروني لو أخطأت أو تجاوزت فلم اقصد أبدا هذا