أعلم أنك لن ترى تلك الرسالة أيضًا
ويبدو أنني احترفت الكتابة لنفسي
وكيف لا؟
ونحن تباعد بيننا السنون والبلاد
وكيف أدنو إليك وأنا مقوضة الأقدام
مغلِّقة الأنفاس؟
حذرتني مرارًا من الوقوع في شرك العشق في عينيك
ورُزقتُ في غيابك دموعًا لم تهدأ إلا بعد حين
وضاعت من بين يدي احتمالات اللقاء
كل عام ٍ مر وأنت هنا
وأنت هناك
كانت تزداد التساؤلات
كما تزداد الشعرات البيضاء في رأسك ورأسي
كما تكتمل معالم الشيخوخة في قلبي
يتمدد الألم شيئًا فشيئًا إلى ظهري وأطرافي
فلا أقوى على الحراك
ولن أنكر أنني أقف أمامك اليوم
كطفلةٍ ألقت بجل ألعابها الجديدة
عندما عثرت على دميتها المحببة وهي تختبئ في لعبة الغميضة
ففغرت فاها
واتسعت عيناها
وتسمرتا فقط عليك
هذا فعلا ما قد حدث
واليوم
يمر الحدث ليس كغيره من الأحداث
وعلى هامش الحياة
ليس بالأمس أو اليوم
هو بين بين
كما هي الحياة
كما أنا دائمًا
مؤقتة هي الحياة
وأنا كرهت الوقت والدقات
كرهت الفائت أكثر من القادم
إن كان في العمر قادمٌ