آخر الموثقات

  • صوته
  • يوم خرجت من دمشق
  • المظهرة بالملابس
  • صورتي و خواطر
  • نعمة الإحساس 
  • المعادله لازم تكون واضحه في الأذهان
  • هل قلة الأدب من حسن الخلق ؟
  • وماذا لو جاء معتذرًا؟
  • رواية الهودو - الفصل العاشر
  • رواية الهودو - الفصل التاسع
  • هياكل النجوم -1
  • ما أنا إلا جزء من الكون يسبح
  • مقايضة لا مرئية - قصة قصيرة 
  • يا آسري
  • شخص من عالمي 
  • المخ ... هو المطبخ
  • ثروة المعلم الحقيقية
  • خليليات: رحم الله الاستاذ الدكتور محمود أبو الفتوح
  • الوزيرة والحجاب و العالم الجليل
  • تغريد الكروان: اعرف نفسك أولًا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة دينا عاصم
  5. التين الشوكي.. تهذيب و اصلاح

التين الشوكي يا اخوانا...المواصلات تهذيب وتاديب وإصلاح ... حين احببت سواق الميكروباص.

عندما كنت في قناة أون تي في كان هناك باص يقلني من و الى بيتي من مصر الجديدة إلى مدينة السادس من أكتوبر حيث مقر عملي.

 وكنت كثيرا ما افوت الوقت واركب المترو وكنت اعتبر المترو فرصة ذهبية للقراءة أو الكتابة أو تامل كل طبقات وشرائح المجتمع وكتبت سلسلة مقالات بعنوان مترو لاقت استحسانا الناس بفضل الله.

.المهم مرة باظت سيارتي واضطررت إن أركنها لدى السيد الميكانيكي ليقوم بلزوم ما يلزم لتصليحها وقلت لنفسي بركة ترتاحي من القيادة مرتين يوميا كل تلك المسافة وتعودي لتلتحمي بقوى الشعب العامل..الحقيقة كلمة تلتحمي دي تنطبق تماما على ما يحدث لي في المترو وبما اني لا احبذ الالتحام بتلك الكمية المهولة من اللحم البشري. 

لذا قررت أن أركب الميكروباص ولأني احب ان اقرأ في الطريق أو اكلم بابا وماما لأصبح عليهم وبعدها ربما يتصل صديق يعرف اني أثناء العمل لا اتلقى المكالمات..

من أجل ذلك اختار المقعدين الشاغرين بجانب السائق الذي يسعد كثيرا بحجز مقعدين (للأبله) ايوة انا الابله بتفخيم اللام والباء والألف...

وربما وجدني السائق ساهمة أو اقرا فيقرر أن يفرفشني بأغاني مهرجانات فأستسمحه بصوت خفيض متوسل ان يخفض صوت الراديو ويستجيب وهو يتعجب من العالم اللي معندهاش دم...تيجي تفرفشهم يقفشوا..

وربما اعجب بي سائق الميكروباص وقرر أن يشاركني مشكلته مع حبيبته عبر الموبايل فيظل يحدثها وهو ينظر لي ليشهدني على مخها الصغير...وغيرتها الحمقاء..

.ثم يبدا في شرح كيف ان قلبه الضعيف لا يحتمل زعلها ووووو.. ومحسوبتكم تكره الحديث مع اي سائق لأي نوع مواصلة كراهية التحريم.

لذا وفي مثل تلك الحالات امثل انا دور البكماء الصماء واشخص ببصري عبر الشباك أو في الزجاج الامامي للسيارة كأني مريضة توحد قررت اعتزال الناس ونظراتهم واتمتم يارب سلم يارب سلم فيضطر هو أن يتلهي ويسكت.

في احدى الليالي التي تأخرت فيها في عملي وقفت على الطريق الدائري مع زميلتي ماري والتي عادة ما ادللها واغني لها ماري يا ماري يا بسكوت ماري..

.وبما اني لا أتناول اي اكل بعد السادسة مساء إلا نادرا جدا . فقد وقفنا بالصدفة بجانب عربة تين شوكي ننتظر الباص...

طبعا مقاومتي انهارت امام التين الشوكي..سالت ماري تاكلي تين..قالت لا مبحبوش اوي...سكت قليلا وادرت وجهي اتجاه الطريق ولكني لم استطع كبح جماح رغبتي الشديدة في التهام ما تيسر من التين الشوكي..اقتربت من البائع وقلت له هامسة حتى لا تسمع ماري..عاوزة طبق ب٢٥ جنيه.....فيه حوالي عشرون حبة تين شوكي.. .لكن ماري سمعتني والتفتت لي ذاهلة قائلة 

..دينا تاكل تين شوكي في الشارع؟؟ دينا لا تاكل ليلا اصلا..؟؟

.يوووه يا ماري....انا ضعيفة امام ما احب ..ومن احب..ارتحت؟؟؟؟ ناولني الرجل الطبق والشهادة لله حاولت اصبر حتى اروح للبيت واكل براحتي لكني نظرت للطبق وحبات التين تتلألأ بين الاصفر والاورانج والاحمر...وعينكم ما تشوف إلا النور..فضضت الغطاء الشفاف وناولت ماري واحدة ثم بدأت التهم الواحدة تلو الأخرى في مشهد سيريالي عشوائي يثبت أن بداخل كل منا همجية عشوائية شعبية مهما حاول طرحها قد تفاجئه في اي وقت ويظهر على حقيقته زي بهيجة بنت صلطح بابا بالظبط...

كانت ماري تنظر لي بتأمل وعلى وجهها ابتسامة حلوة مثلها ولسان حالها بيقول..مين دي؟؟؟ وجاء الباص وانا مشغولة بالتلذذ بالتين الشوكي فجذبتني ماري برفق وساعدتني في طلوع الباص حيث إن يدي مشغولة بطبق التين وجلست منهمكة فوجدتها تلوح لي من خارج الباص فاشرت لها برأسي سريعا وعدت للحب الكبير..لطبق التين..

.نظر لي السائق باستغراب فمددت يدي اناوله واحدة وقلبي بيتقطع وانا أدعو يارب يقول لي لا...لكنه تناولها بنهم فمددت يدي بالثانية فتناولها وهو يبتسم لي....فالثالثة فالرابعة..

يخرب بيتك لم يتبق بالطبق إلا ثلاثة..قلت لنفسي واحدة أخرى وساطلب منه يوقف الميكروباص وانزل لاكل التين كله لوحدي...

مددت يدي فتناولها وقال..بس كده دي اخر واحدة..انت كلي بقى...اكلت آخر اثنتين بدموع عيني...وما إن نزلت من الباص حتى فوجئت بعربة تين شوكي فاشتريت منها طبقا آخر للبيت. اكتشفت ان ضعفي امام ما أحب قد يوردني موارد التهلكة وان عشقي للتين الشوكي انا والسواق جعلنا متفاهمين بالنظرات وجمع بين السما والأرض..والشرق والغرب...فبعد ان كنت لا اطيق الكلام مع سائق الميكروباص..أصبحت اشاركه العشاء....صحيح الكيف بيذل :)

دينا عاصم 

 

مدينة 6 أكتوبر 2019

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

565 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع