آخر الموثقات

  • صوته
  • يوم خرجت من دمشق
  • المظهرة بالملابس
  • صورتي و خواطر
  • نعمة الإحساس 
  • المعادله لازم تكون واضحه في الأذهان
  • هل قلة الأدب من حسن الخلق ؟
  • وماذا لو جاء معتذرًا؟
  • رواية الهودو - الفصل العاشر
  • رواية الهودو - الفصل التاسع
  • هياكل النجوم -1
  • ما أنا إلا جزء من الكون يسبح
  • مقايضة لا مرئية - قصة قصيرة 
  • يا آسري
  • شخص من عالمي 
  • المخ ... هو المطبخ
  • ثروة المعلم الحقيقية
  • خليليات: رحم الله الاستاذ الدكتور محمود أبو الفتوح
  • الوزيرة والحجاب و العالم الجليل
  • تغريد الكروان: اعرف نفسك أولًا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة دينا عاصم
  5. خمر و نساء و شبرا و شيخ سيد و ابونواس

سمّعنا يا شيخ سيد - أبو نواس في الجنة ولا النار؟ - خمر ونساء وعفو من الله - بيتنا في شبرا

 --- 

الشيخ سيد النقشبندي كان صديقا لـ جدي لأمي "محمد عزالدين حنفي أبوجبل" الذي كان فنانا موهوبا في الرسم والنحت إلى جانب عمله كمدير مدرسة أو "ناظر" لمدرسة المحمدية الثانوية للبنين بعد تخرجه في مدرسة "كلية" الفنون التطبيقية.

كان رجلا شديد التقوى شديد الرقة شديد النورانية الروحية والعذوبة، ولذا فقد مات شابا في ريعان شبابه وكان قد تزوج وهو مازال طالبا بالكلية بعمر 17 عاما من جدتي و في أواخر أربعينيات القرن الماضي.

وكان بيت "عزالدين" وهو بيت الأسرة بشبرا عامرا بالأهل والأصدقاء والوجهاء والبسطاء وقِبلة لكل محتاج للدعم ماديا أو معنويا.

لا تنقطع فيه ليالي السمر والذكر على حد سواء.

ونعود للشيخ سيد الذي كان "يتسلطن" في تواشيحه وهو جالس في بيتنا بشبرا لدرجة غير مسبوقة وكانت جدتي تطلق عليه لقب "النخشبنجي" بتعطيش الجيم غالبا لأصولها التركية.

وكنت أحفظ له موشحا به بيتان ينجحان دوما في استثارة دموعي ما جعلني أبحث عمن كتبه ولما عرفت أنه ابو نواس تداعت الشجون والأفكار.

وتذكرت هؤلاء الذين يشغلون أنفسهم بالسؤال حول مصير فلان وعلان هل هو في الجنة أم في النار.

سؤال أحمق أعتبره تطاولا على الذات العلية وتألُها على الله عز وجل، مالك أنت بالناس، لماذ لا تركز في ورقتك يأ أخي؟ أتعلم أنه ليس عليك إصلاح أي شيء إلا نفسك؟

طيب اسمع الابتهال الجميل للشيخ سيد النقشبندي وهو الابتهال الذي يرعبني ويطمئنني في ذات الوقت، وأما رعبي فهو خوفي من الله وأموت من الرعب حرفيا، وأما اطمئناني فلتسمعوا القصة لتعرفوا سببه وتطمئنوا مثلي.

 ساق الله لي قصة تلك الأبيات التي ترنم بها الشيخ سيد وكأنه يطمئنني أو يطمئن كل من يخشى لقاءه بسبب كثرة ذنوبه..

وبالفعل حكاية الأبيات من أجمل الحكايات اللي قرأتها وجعلتني أبكي أكثر لما عرفتها وهي قصة صلاة الإمام الشافعي على الشاعر الشهير بالمجون " أبي نواس" لما توفي وذلك بعد أن كان رافضا أن يصلي عليه.

أبو نواس كتب العديد من أبيات الشعر الماجن منه بيتان تطاول فيهما على آيات القرآن الكريم وسخر منها، ولا أريد أن أكتبها لفرط حرمانيها بجد.

المهم أراد الخليفة هارون الرشيد أن يضرب عنقه بسبب تلك الأبيات فقال له أبو نواس يا أمير المؤمنين الشعراء يقولون ما لا يفعلون فعفا عنه، ولما مات رفض الإمام الشافعي أن يصلي عليه جراء هذه الأبيات.

ولكن لما جهزوه للغسل وجدوا في ملابسه هذه الأبيات:

 

يا رب إن عظُمت ذُنُوبي كَثرةً فلقد علمتُ بأن عفوك أعظم

 

إن كان لا يرجوك إلا مُحسِنٌ فبمن يلوذُ و يستَجِيرُ المُجرِمُ

 

أدعوك ربي كما أمرت تَضرُعاً فإذا رَدَدتُّ يدي فمن ذَا يَرحمُ

 

مالي إليك وسيلةٌ إلا الرَجَا و جَميلُ عَطفِكَ ثم إني مُسلِمُ 

 

فأخذوا الورقة وأسرعوا بها لبيت الإمام الشافعي، لما قرأها الإمام بكى بكاءً شديداً و قام للصلاة عليه، وأرى أنها رسالة إلهية جميلة لكل من عظمت ذنوبه بألا ييأس من روح الله..إنها البشرى...أيام كريمة وربك أكرم...أبشروا في أيام الله...عشر ذي الحجة وما أدراك بعشر ذي الحجة.

....

المصدر : البداية والنهاية لابن كثير

صباح الورد يا حبايبي

وفلسطين حرة من النهر للبحر.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

431 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع