هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تناول الستيرويدات : بناء العضلات علي حساب .... ؟!!
  • الضعيف .. جذاب!؟
  • ماذا لو .. هربنا
  • بين كذبة أبريل وشم النسيم 
  • جوزائيات
  • أسرني هو
  • السم الزعاف والترياق
  • لون الأيام
  • نجاح الشيطان
  • التاريخ ظالم ومظلوم 
  • هنا غزة (1)
  • مشاعر غريبة
  • النجاح يصنع لك الاعداء!  
  • حالات نفسية
  • ابنة النهار
  •  بين الحضور والغياب
  • أماااه
  • أروقة الحيرة
  • حافّةُ اللّيْل
  • عائدون كالحجيج يسعَونَ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة فاطمة البسريني
  5. الغــــد

الموت ليس أصعب ما يصادفنا في الحياة ،

الأصعب من ذلك هو ما يموت فينا ، ونحن نحيا ونعيش 

فالناس كما الرسامين ، 

بعضهم يجعل من الشمس بقعة صفراء،

والبعض الآخر يجعل من البقعة الصفراء ذاتها شمسا لامعة. 

في لحظة ما تكون الكثير من الأشياء ممكنة الحدوث،

في اللحظة الموالية واحدة فقط هي التي تحدث وباقي الأشياء تصبح لا وجود لها. 

لكن عوالم أخرى تخلق ،حيث إمكانية أن كل تلك الأشياء المتبقية ستحدث وتصبح موجودة ، 

ونحن البشر لا يمكن أن نواسي أنفسنا لما يصيبنا من أحزان وأشجان ، 

نحن نتناساها ونتجاهلها فقط. 

ولكل ذلك فأيامنا ليست جميلة إلا لأننا ننتظر فيها الغد والأيام المقبلة.

منذ زمن قديم ، تركت التفكير في الغد ، لأنك لن تكون موجودا فيه .

كنت لا أقوم بشيء أبدا ، كانت رغبتي الأكيدة ألا أقوم بأي شيء مهما كان .

أترك الأيام تمر متشابهة لحد الملل القاتل ، 

 

لم أعد أجد أي شيء أقوم به بعدما تعرضت لغدرك بي وكانني غريبة عنك أو على الأصح عدوتك التي كان يجب عليك الانتقام منها .

وبعد ذلك بسنين عديدة ، لما بعد مواجهات شرسة بيني وبين نفسي ورغباتها التي غالبا ما تذوب داخلي بصورة درامية و التي رغم تمسكي القوي بها ،تمسح كل غد يمكن أن يأتي من أيامي ، فأتركها أخيرا تغادرني لأواجه تلك الأحاسيس اللئيمة بالفراغ ..

حينئذ أحس بتحسن أكبر وحينها فقط ، أقوم ببعض الأشياء كما الطفل الصغير ، ولكي أقوم بشيء كان يجب أن أقرأ بين السطور .

كثيرا ما تراودني أفكار في سجني هذا ، والذي لم ترعوي عن الزج بي فيه ، أنه حتى لقاءنا صدفة في مساء ذلك اليوم من أحد أشهر سبتمبر من السنوات الماضية كان قد تم بيننا في حياة سابقة ..

وأسخر من نفسي التي كانت في مراهقتي تمنيني بالغد ، ( عندما أصبح أكبر سنا ، أريد أن أكون مليئة بالحياة والحيوية ..) .

المشكل ليس في الحماس ، لكن الأهم هو ماذا تفعل عندما تشعر بذلك الحماس .. 

بعد ذلك ، عندما أتى الغد ، أتى على صورتك ، ومعك لم أكن خائفة من أن أكون على طبيعتي ، حتى عندما كنت أقول أو أقوم بأشياء غبية .. 

بالنسبة لي شخصان يحبان بعضهما ، فهما يتركان أطفالهما الذين يعيشون داخلهما يلعبون جميعا مع بعضهم البعض ، لعبة ( كل شيء ممكن ) .

وكنت متأكدة أنني حتى لو لم تكلمني عن شيء فأنا كنت أعرف ما تريده بالضبط ، لكن ما لم أنتبه له أن الأمر لم يكن متبادلا .. فأنت لم تكن منتبها لي ولا مهتما بما أريده،

ولكني كنت مغمضة العينين ، لم أفتحهما إلا عندما تجسدت لا مبالاتك بي وتخليت عني وأنت تقتلني بكلماتك إلى ذلك الشرطي عندما سألك : 

ـــ كيف حصل الحادث ؟ 

أجبت بكل هدوء وبصوت رزين ومتأكد من كلماتك التي كانت بمثابة خناجر تغرسها في صدري : 

ــ اسأل زوجتي سيدي العميد ، فلم أكن أنا من يقوم بسواقة السيارة .. 

انعقد لساني من الفزع والدهشة ، لم أستطع التفوه بأية كلمة ، بل سمرت مكاني بخليط من المشاعر .

ما غفلت عنه لسنوات تجلى واضحا أمامي ، أنك تضحي بي لأنك جبان .. 

لم أعد مهتمة بالحادث ووقائعه ولم أبال ما إذا كان ذلك الشرطي سيقودني إلى السجن ، بل إن كل شيء توقف بالسبة لي ، كل ما يدور بذهني هو سؤال واحد : 

ــ كيف ؟ ــــ كيف ؟ متى كنت جبانا إلى هذا الحد ؟

لم أنبس بكلمة ، وافقت على كل ما تم سرده علي من طرف ذلك الشرطي دون أن يرف لي جفن ..

وبعد أن أفقت من المفاجأة والدهشة ، أحسست براحة لم أعهدها من قبل .. شعرت وكأن ثقلا كبيرا ينزاح عني شيئا فشيئا .

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2237 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع