اختارت عتمته
و استمرّت بغفران
توالي ظلامه
فأكمل بلا تردد
حطمها و أبكاها ،
تمسّكت
بنوادر رحمته
سطرت مجلدات
لتعذر سقطاته
استمرّ بلا شعور بذنب
أحرقها و أعماها ،
عادت من رمادها
آثرت العفو
و لكن تبقى الجروح
لا تنتهي بغير عتابه
و اعتذاره
أبى و آذاها ،
أفلتته
لتسير الطريق وحدها
و تكتفي بهذا القدر
من الظلام و الأذى
فحن قلبها
خوفا على أحزانه
صفعها بقسوته
أغرقها و ألقاها ،
كذب صدقها
كره حزنها
رسمها بسوء ظلامه
غير براءتها
و صنع بداخلها وحشا
لا يشبهها
رماها بالأحجار كلها
فخرب روحها
و عاداها ،
ثارت و ثأرت أخيرا
من فرط غضبها و ألمها
حطم مدينتها
بإصرار على الظلام
فوق رأسها
فلا هي نالت
شرف ثورتها
و لا استطاعت
استعادة سماحتها
و مقام في قلبها
رغم طغيان سوءه
لم يبدل يوما
عشقها و مرساها …