أسرجت فتيل أفكاري الذي ظل فترة دون أن يمنحني نورا في هذه العتمة التي ابتلعتني.
دارت بي الكثير من الأفكار وتركت نفسي لها حتى سمعت تكسير عظام الكثير والكثير من الكلمات التي تلاشت دون أن تبوح أو أن تتصدر المشهد.
محاولات فاشلة وصراع ترك خلفه جثث الحروف الممزقة هنا وهناك.
أجمعها أحيانا وأتركه؛ لتخبو شيئا فشيئا داخل أروقة عقلي.
والآن واعترافا مني بأن انقطاعي عن الكتابة ليس عيبا يكمن في الكلمات ولا حتى في الأفكار الكثيرة التي تراودني
وإنما هذا الصقيع الذي يقرض عقلي وتلك اللجة التي فقدت القدرة على السباحة فيها.
ربما أعود وربما أظل هكذا قشة قد ألقت نفسها في عمق الماء، ظنا منها أنها ستقوى على السباحة وعندما قصم الموج ظهرها. استلقت على وجهه يحركها حيث يشاء.