بينما يختفي الضوء من عينيَّ، أجد نفسي أُمسك بحبل الذكريات علَّه يعيدني إلى أول يوم رأيتك فيه.
كنتَ حينها تحتضن قلبها بيدك، وابتسامتك تنير لها العالم، تتمسك بيدها كأنك تخشى أن تبتعد عنك.
لا أخفي عنك، في ذلك اليوم شعرت أني ضائعة، وتزلزلت روحي من الغيرة. نعم، فأنا بشر، فاقت نبضات قلبي كل شيء.
أردت أن أعيش هذه الحياة بكل تفاصيلها، فما الذي ينقصني حتى تنظر لي بذلك الاحتواء، كما نظرتَ لها؟
شعرت بالأرق والخوف من ذاتي، فلم ينتابني هذا الشعور من قبل، كنتُ الأنثى الواثقة، الحالمة، المتشبعة بالأمل رغم كل آلامي. ولكن حين رأيتك معها، أدركت أني أضعف مما تخيلت.
والآن، بعد أن تغيّر العالم ودار الكون، وحصلتُ على ما أردت—وهو أنت—أيقنت أني كنت مخطئة.
نعم، فالحياة ليست مجرد نظرة حب ممن نحب، ولا ضمة قلبك لفؤادي في الخفاء. تعلمت أني أحتاج لأكثر من ذلك.
أحتاج للنور، وأن يدرك العالم هذا الحب الخفي، العشق الذي طالما انتظرته.
ولأجل ذلك، تخليت عنك، لكن الحقيقة أني تخليت عن ذاتي.
فبعد رحيلك، لم أعد أنا، أصبحتُ الهامش الذي لا معنى له، والكلمات المخفية بين السطور.
أصبحت الغائبة رغم حضوري، ابتعدت كثيرًا عن أحلامي الحقيقية، ودفنت قلبي بين طيات الثرى.
ورغم كل شيء، أتخبط بين الحين والآخر، وأشعر بأنفاسك حولي، ألتفت فزعة، فلا أجد سوى سراب لأيام خوالي، اجتمعتُ بك واهمة نفسي أنك الحب الذي طالما انتظرته.
ولكن، مع أول خيانة منك، تلقيت أول صفعة. ودعني أخبرك... كانت القاضية.