ما فعله الشيخ الدكتور مبروك عطية مؤخرًا شيء معيب مشين لا مرية في هذا، فالرجل قد صدم مشاعر العامة قبل أن يصدم مشاعر المتدينين.. أما طبقة الأزهريين فلها الله مما فعل صاحبهم، لقد أوقعهم في حرج كبير، وشوش على صورة العالم الأزهري الذي وضع في صورة رفيعة يحوطها الوقار والاكبار والتكريم بعيدة كل البعد عن الاسفاف والابتذال. 

يذكرني ما فعله الشيخ مبروك عطية ببرنامج هزلي كان يقدمه المطرب الشعبي الراحل شعبان عبد الرحيم، واستضاف في إحدى حلقاته الشيخ والداعية المعروف يوسف البدري.. لم يكن البدري يعرف بهذا السخف، ولم يمض بضع دقائق من الوقت حتى طلب البدري الانسحاب ولم ينسجم مع تفاهة المحتوى وهزلية اللقاء. 

ولكن المصيبة هنا أن الأمر انعكس مع عالم الدين والمفتي المقدر الدكتور مبروك عطية صاحب الوردة الشهيرة، الذي وضع نفسه في موقع المستضيف لأناس لا يصح أن يكونوا وضع المحاورة مع عالم. 

من قديم وأنا أستمع إلى لدكتور مبروك، ولكني أجد الرجل ذو نمط مختلف، فهو ظريف طريف يحب النكتة والدعابة، وكنت أحيانا أتحرج من فعله حينما يكثر منه لتتحول الحلقة إلى تهريج باسم الدين. 

وأمام ما كان يناقشه الرجل كنا نكظم غيظنا وكمدنا من تصرفاته، ونقول: لعل هذه الطريقة تكون مدخلا طيبا لبعض شرائح المجتمع. 

ولكن يبدو أن تأثير الشو والنجومية قد فتنت الشيخ مبروك، وجعلته يأتي بأفعال تنافي صنيع العلماء وتخدش جلال الأزهر الذي يحمل اسمه.. وقد فعلها من قبل من يدعونه مظهر شاهين، فانفلب من شيخ وخطيب مسجد، إلى إذاعي يستضيف صاحبات الصدور العارية.. ولكن شاهين ليس بحجم وقيمة مبروك عطية، فمبروك أكاديمي وعالم قدير ذو معرفة، يصعب على المرء أن يراه بهذا الهراء وبين هذه الطبقة.. لكننا نقول: إن سحر الشهرة والنجومية قد فتن الرجل وطغى عليه فاستجاب للشياطين التي زينت له هذا الحال المقلوب، لضرب مكانة الشيوخ في النفوس. 

الشيخ مبروك في نفسه يرى أنه لم يفعل شيئا حراما، ولكننا نقول له: ليس كل الموبقات يلزم فيها الحل والحرمة، فأنت خارج نطاق الحرام والحلال، أهنت جلال العلماء ومكانة المفتين، وأرجو أن تنظر لهيئتك بعد هذا الهراء الذي قدمته، كيف تكون صورتك بعد أن ترجع مرة أخرى تفتي الناس.؟

كيف يعقل لعالم دين يتكلم عن أئمة الإسلام العظام وينقل علمهم وفتواهم، ثم يتكلم اليوم مع حسن شاكوش وسعد الصغير وانتصار، ويقدم حلقات كلها عبث وهزل.؟ 

لعن الله الشو، فمرة يسوق عالما ليفتي بأقوال شاذة منكرة، ومرة أخرى يقدم لنا عالما ينسلخ من جلده ويرتمي في أحضان المنفلتين.