أيها الغريب
كنت أمرُّ بين رسائلنا أتعرف ماذا وجدت يا فأرىَ الصغير؟؟
وجدت تلك الأيام التي كانت أحاديثنا على مدار اليوم، كنا بألف مقهى، وسبعمائة كتاب، ومئة قناة تليفزيونية، كنا نسترسل بكل الأزقة، تحكي لي مرًا مر بك، أطيب خاطرك فنَمُر، أحكي لك أمرًا غريبًا؛ فتوافينى برواية أشد غرابة لديك، ترسل لي ما يضحكني، فأرسل لك طائرات فرح، تنتابك غيبوبة الأفكار، وأطير أنا برأسك كحبة الفيل الأزرق، ننتقل بحكايا هنا وهناك، و حينما نتناول بعض النميمة، نهذي ونقرقر، أكمل لك الجمل قبل أناملك حتى ننتشي بعالم الأحرف، لا أظن برسائلنا يشبهنا أحد، حينما نتحدث نتجاوز المنطق ونجن بعشوائية وكذلك نتعقل ..أتذكر حينما كنا نغنى لسوما "بخاف عليك وبخاف تنساني "؟ كم كان هذا دافئًا ومغمورًا بالقرب، تشاركنا الألم ليالٍ وغمرنا الفرح لساعات، لم يكن حبًا يومًا كان بعض اطمئنان، كنت تلك التي تنزع كل وجوهك في حضرتها، هي من رأت الوحش وتقبلت دمامته، وتأملت في إقناعه أن هذا الوحش أفضل من تلك الوجوه المصطنعة لأنها يومًا ستبلى...لكن هيهات، سكن الوحش داخل روحي وعاثت الوجوه الأخرى تحصد في الضحايا ...عجبًا كم كانت جميلة رسائلنا، وأحزاننا وقفزات حروفنا كلما أصابك فرحُ .. أهي الأيام تغيرت؟؟ لا أظن ..هي فقط ..رسائل ومحيت ..ومعجزة قد طويت، وحقيقة غفت على غصن يومًا فتكسر.
مني أنا ..غريبة