ما أنا إلا روح جَدة تعجن الحبَ للصغارِ، تخِيط الصُوف بأكمامٍ طويلة تقيهم البرد، تُبدل الأكواب الباردة بأخرى يتمطى على حوافها البخار...
أُقنعهم بكذبة حنونة أن النفخ على الجفن يشفي العين و قربي بعدها كفيل بالبقية ...
ما أنا إلا تلك العجوز التي هرِم عمر شعورها، فتساقطت أسنان صباه وبقيت جذور طيبة لا تهرم، قلبي ذاك العادل الشَّبِع الذي لا يجور، ينسى ويبتسم ويهز رأسه ببعض نصح أو صمت رؤوم ....
والجدة لا تتمسك بالراحلين، تلوح لهم بدعاء وقلب رحيم ....
تُقبل الجُرح فيبرأ والجبين فتذهب الحمى ..
هي الجدة ...أنا الجدة ..