دعني أجمع أحداث أعوام مضت بيننا، أُخبرك عن صديقتي التي جُنت، والأخرى التي هاجرت للأفق، وتلك التي أنجبت عشر فتيات ومازال السعي حتى يأتيها غلام، نأمل فيه خيرًا إن حضر ..
اهٍ يحيى... اشتقت إلى الثرثرة، وإلى حديثك بسرعته المضحكة، كأنك لو تمهلت ستفوت تفاصيل هامة..
ذاكرتي هناك بتوقيت لهفك وأنت تصيح فاتحًا الأبواب بحثًا متقصيًا عطري،
"ورد ..ورد ..تعالي أفض جعبة الهموم والأسرار والنميمة على راحتيك"
يحيى ..
الصمت لسنوات أحكم إغلاق شفاهنا، منذ تركنا الفراق يتحكم بنا، نبتلع الحديث مع طعام لا مذاق له ...
حتى الجُبن مع الفلفل الحار لم يعد يحرق فمي، أيمكن لأنه مخدر بآخر أحبك قلتها لك ؟!
يحيي ...
بالأمس جاءت طفلة صغيرة تسألني فجأة من قلب سخرية الحياة
"أستاذتي ورد اسم يحيى ما معناه؟"
رأيت لسان الحياة كأفعى تغيظني لا أعلم لِمَ، أنا لم أقل يوما أنني نسيت، لتظن الحياة أنها تذكرني، وكيف أنسى الروح لروحي، طفلي الذي يجوب وديان الوهم .
نظرت للصغيرة وأخبرتها معنى يحيى هو الحياة نعم ما أنت إلا حياة كاملة، ولادة وموت، شغف وكآبة، ضجيج و صمت، خير و شر، طفل مشاغب و عجوز لا يقبل المزاح، عظيم وقور، ومختل يرقص على حافة سور بأعلى بناية شاهقة ....
يحيى ..
لم أتمنى يومًا أن تجن بي حبًا فحبي لك يكفينا معًا، تمنيت فقط لو تكن يحيى فقط الذي تتجه دومًا بوصلته بعد التيه نحو ورد ....
ورد تريد المزيد منك هل يمكن أن تعبر سنوات وتعود إلي ؟!
هل يمكن أن تقابلني بمقهى، نتبادل كل أنواع الحديث لكن نغفل الحديث عنهما، عن ورد و يحيى هل يمكن؟!!