وأنتَ ملاذي...
يا رجلًا كانَ حُلمًا
عالِقًا بذاكرةِ الصبية،
تحلمُ بإمامٍ وَصفي،
ومُعلِّمٍ
تمشي على هديهِ أبيّة.
نَدُرَ الحبُّ في قبيلتي،
وجئتَ غيثًا من الوادي،
هبَّ كعاصفةٍ
على صفصافةٍ
لا تعرفُ سوى حلمٍ
على صفحةِ النهر.
شربتَ من مائها
حتى ارتوتْ روحُك،
ودلّلتَ بالغصنِ
جبينَك النّدِي...
ما معنى أن تَهُبَّ من الحُلم،
إلى واقعي...
بعدَ عُمرٍ من الوهمِ؟!
ما معنى أن تقفَ بيني
وبينَ تَهَرُّبي،
كمَلجأٍ
لا فرارَ منه و ألقيت السهمِ؟!
ما معنى أن تكونَ
تفصيلًا
لعنوانِ روايةٍ
لم تكتملْ أبدًا؟
ما معنى أن تتجذّرَ
بأعماقي،
فتُثمرَ بساتينَ دربي فرحًا؟
وسطَ ذهولِ القبيلة،
حملتَني خلفَ ظهرِك،
تركضُ عابرًا
فوقَ مُقَلٍ
خَرَجتْ من القهرِ....
كلُّ النساءِ
وقفنَ يتغامزنَ في نَهَم:
"لأوّلِ مرّةٍ،
نرى جبلًا يحملُ صفصافةً...
ويجري!"
بكلِّ حزنِكَ
وكآبةِ روحِك،
أضحكتَني في السر والجهرِ...
ومددتَ صَرحًا
من حياةٍ لنا،
وقلتَ هامسًا:
"تَمَرَّدي... تحرري يا صغيرتي وافلتي لجام المُهرِ "