في بهو الكون الفسيح
وتوهة المسافات
قرب ما بينهم طريق
وسألِت المرايات:
سؤال واضح جريء
إيه قيمة الرحلة؟
والعجلة مش واحدة؟
والإيد ماهيش ساندة..
عقدة ضهر مكشوف
إيه جوهر الصحبة؟
والبعد في القعدة
مانع من الشّبكة..
بين ضلعها وفقرة.
تايهين ف موج الخوف؟
سِكْتِت تفكر ثواني
قادت إذاعة الأغاني
غنى النغم مع وردة:
"بتونس بيك وإنت معايا
وبلاقي في قربك دنيايا
لما تقرب.. أنا بتونس بيك
وأما بتبعد.. أنا بتونس بيك
وخيالك بيكون ويايا
وهواك في البعد..
في البعد بيحرسني
والشوق يناديلك جوايا
بتونس بيك...."
قبل ما تِكْمل الأغنية
ردّت بصوتها..هيا:
يا ست مرايا يا قوية
شوفي الجواب ف عنيا
تحلوّ..
كل ما أفكر فيه
وشفايفي بتضحك..
لما خيالي يناجيه
واسمع صوت عصافير
والغُنا يملا المشاوير
باسند له قامته بدعوة...
بتنوّر بس ليه!
بقرايتي لكل خطوة..
تدلني في خطاويه
والصبر والهوادة..
أكيد مش زهد فيه
ده حرص.. وخوف عليه
-والحيرة مش بتضايقك؟
ف حسه دليل لروحي
أسمعه.. يتلاشى خوفي..
وقلبي يطمن..
والحيرة لو تتمكن
باحاول أكتب غنوة..
أجرّأ فيها حروفي
توصف لي نور اتسكّن
ما بين قوّته وعنيه
تاريخ الكتابة: مايو 2020