آخر الموثقات

  • صوته
  • يوم خرجت من دمشق
  • المظهرة بالملابس
  • صورتي و خواطر
  • نعمة الإحساس 
  • المعادله لازم تكون واضحه في الأذهان
  • هل قلة الأدب من حسن الخلق ؟
  • وماذا لو جاء معتذرًا؟
  • رواية الهودو - الفصل العاشر
  • رواية الهودو - الفصل التاسع
  • هياكل النجوم -1
  • ما أنا إلا جزء من الكون يسبح
  • مقايضة لا مرئية - قصة قصيرة 
  • يا آسري
  • شخص من عالمي 
  • المخ ... هو المطبخ
  • ثروة المعلم الحقيقية
  • خليليات: رحم الله الاستاذ الدكتور محمود أبو الفتوح
  • الوزيرة والحجاب و العالم الجليل
  • تغريد الكروان: اعرف نفسك أولًا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مريم توركان
  5. أعيدوا إلينا كتاب القِيَم

حينما كُنتُ في الصفِّ الأوّلِ الابتدائي، كُنتُ أستمعُ لأخي الذي يكبُرني وهو يقرأ من كتابٍ يُسمّى (القِيَم والأخلاق)، ظللتُ هكذا حتّى حَدّثتني نفسي بمُشاهدةِ صورهِ وكذا غُلافه الجذّاب.

انتظرتُ حتّى ذهبَ أخي إلى بيتِ جدّي فأخرجتُ الكتاب من الحقيبة وأخذتُ أنظُر إليهِ؛ إلى الآن لم أنسى لون الغُلاف المُفعم بالتفاؤل، ولا رسوماتهِ الحيويّة الجميلة.

كانَ غُلافه عبارة عن ولدٍ _في مِثلِ عُمر الأطفال حينها_ يُمسكُ بيدهِ فسيلة ليزرعها، وبيدهِ الأُخرى الماء الذي سيرويها بهِ، وفي الخلفية شجرة خضراء رائعة وجميلة كُلّ الجمال.

لكم أذكُرُ فرحتي حينها بما رأتْ عيني من جمالٍ وما تذوقتهُ نفسي من أدبٍ.

العنوان (القِيَم والأخلاق)، والمُحتوى مليءٌ بما عُنونَ بهِ الكتاب، بل ويحثّ الأطفال على التمسك بالقيمِ وضبط سلوكياتهم.. حقًّا لقد كانتْ التربية حينها قبلَ التعليم!

كانتْ المدرسة تُساعد أولياء الأمور في تربيةِ النشء، بل لرُّبما تفوقت على تربيتهم ذاتها لأبنائهم؛ إذ كانَ حينها التعليم ليسَ كلامًا مسطورًا وحسب، بل هو تقويمٌ وتربيةٌ وإصلاح بالمعنى الحرفي لهذهِ الكلمات.

أمَّا في زماننا هذا فالقِيَم قد اندثرت والأخلاق قد فسدت، اللهمَّ إلَّا من البعض.

نَحنُ الآن أحوج ما نكون إلى القِيَمِ والأخلاق، فيا أيُّها المسؤولون لِمَ لا تُعيدونَ إلينا كتاب (القِيَمِ والأخلاق)؟؟؟

وأعِدكم بأنَّكم إنْ فعلتم كُفيتم الشرّ الطارئ على المجتمع، والمُتمثل في الإنحرافِ عن النهجِ الصحيح، والمُنسلخ كُلّ الإنسلاخ من أخلاقيّات مجتمعنا _عن البعضِ أتحدّث_ أعيدوا ما بدأتموهُ في زمنٍ غابرٍ من تربيةٍ للنشء وتقويمٍ للنهج، أعيدوا تفعيل عبارة (التربية قبلَ التعليم).

يا رعاكم اللَّه، هَبوا أنَّ طفلًا قد حانَ موعد التحاقهِ بالمدرسة، وهو لأُسرةٍ خَلوقة مازالت تتمتع بالقِيَمِ والأخلاق، التحقَ بالمدرسةِ وهو الخلوق المؤدب، فرأى أقرانهُ وقد فقدوا ما يتحلّى بهِ هو من صفات.. ماذا سيفعل حينها؟

بالطبعِ سيفقد تربيتهُ الحسنة يومًا بعدَ آخر، حتّى وإنْ تمسكَ بها في مُحيطِ أُسرتهِ لكنَّهُ سيكون مُضطرًا لمُخالفةِ ما نشأ عليهِ ليستطيعَ إكمال مسيرة طلب العِلم!

أمتخيّلونَ أنتم إلى أيّ حدٍّ قد وصلنا؟!

بهذهِ الطريقة يمرض الطفل نفسيًّا، ويظلّ في صراعٍ نفسيٍّ مُدّمر، كفيل أنْ يُخرجَ لنا أجيالًا مُشوّهة نفسيًا.

ماذا لو جعلنا الأساس هو التربية الحسنة والتنشئة الصحيحة، سيقول قائل:

هذا من شأن الأسرة ولا دخلَ للمدرسة بهِ، لكنَّني أقول:

وأيمُ اللَّهِ لو كانَ الأمر كذلك، فلتجعل المدرسة أطفالها بذاتِ القيم والأخلاق التي نشأ عليها الطفل في أُسرتهِ، وإلَّا فلا يصّح إلَّا الصحيح.

ما الفائدة العائدة على المُجتمع من تعليمٍ مسطورٍ في صفحاتٍ قد خلتْ منها القِيَمِ والأخلاق؟

إذا نظرنا إلى الكوارث التي طرأتْ على المُجتمع، لوجدنا أنَّ السببَ فيها هو وجود خللٍ بالأخلاق، أو قُلْ هو فقد الأخلاق لنكونَ أكثر وضوحًا.

ويظلّ السؤال الأهم هو:

ماذا يفعل وليُّ أمرٍ قد ربّى طفله على شيءٍ فوجدَ عكسه في أطفال المدرسة.. أيُحافظُ على طفلهِ وما نشأ عليهِ من أخلاقٍ، أم يدفعهُ لفقدها بدفعهِ لطلبِ العِلم؟!!! 

أعيدوا إلينا كتاب القِيَم أثابكم اللَّه.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

515 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع