آخر الموثقات

  • صوته
  • يوم خرجت من دمشق
  • المظهرة بالملابس
  • صورتي و خواطر
  • نعمة الإحساس 
  • المعادله لازم تكون واضحه في الأذهان
  • هل قلة الأدب من حسن الخلق ؟
  • وماذا لو جاء معتذرًا؟
  • رواية الهودو - الفصل العاشر
  • رواية الهودو - الفصل التاسع
  • هياكل النجوم -1
  • ما أنا إلا جزء من الكون يسبح
  • مقايضة لا مرئية - قصة قصيرة 
  • يا آسري
  • شخص من عالمي 
  • المخ ... هو المطبخ
  • ثروة المعلم الحقيقية
  • خليليات: رحم الله الاستاذ الدكتور محمود أبو الفتوح
  • الوزيرة والحجاب و العالم الجليل
  • تغريد الكروان: اعرف نفسك أولًا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد الشافعي
  5. الزلازل بين العلم والإيمان

الزلازل: ظاهرة كونية قديمة منذ أزل الوجود العمراني وربما قبله، وهي تحدث على فترات متباعدة، ولزال العلم الحديث في موقف الحيارى منها؛ ربما لأنها تحدث بشكل مفاجئ لثوان معدوات فقط، وقد تستمر لبضع دقائق على أكثر تقدير، ثم يفيق الناجون منها ليجدوا أنفسهم وسط الدمار والخراب...

في هذا المقال نتعرف على مفهوم الزلازل، وكيف أن القرآن الكريم أشار إليها في مواضع تستحق التدبر والدراسة، ثم نتعرف على ما قدمه علماء الحضارة الإسلامية منذ القرون الأولى بشأن هذه الظاهرة، تأليفًا وتعريفًا بأسبابها وأحداثها.... ثم ننظر لهذه الظاهرة الكونية بعين العلم الحديث وما وصلت إليه الآليات والطرائق العلمية الحديثة؛ لندرك عظمة سبحانه وتعالى، ونتعظ ونرتدع عما نقوم به ليل نهار من جرائم في حق الله والبشر.

 

أولًا- مفهوم الزلزال: 

الزلزال لغة: مصدر (زَلْزَلَ - زَلْزَلةً - زِلْزَالًا)، ومعناه: التحريك والاضطراب الشديد. 

ومثله الرج، يقال: رَجَّهُ يَرُجُّهُ رَجّاً، أي: حَرَّكَهُ وزَلْزَلَه فارْتَجَّ، ورَجْرَجَهُ فَتَرَجْرَجَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِذَا رُجَّتِ ٱلۡأَرۡضُ رَجࣰّا﴾ أي: حُرِّكَتْ حَرَكَةً شَدِيدَةً وزُلْزِلَتْ. والرج والرَجْرَجَةُ: الاضطراب.

كذلك الرجف، يقال: رجَفَ الشيءُ يَرْجُفُ رَجْفًا ورُجُوفًا ورَجَفَانًا ورَجِيفًا وأَرْجَفَ: خَفَقَ واضْطَرَبَ اضْطِراباً شَديدًا.

ولقد ورد ذكر الزلزال في القرآن الكريم باللفظ الصريح أربع مرات وهي: 

١- قوله تعالى: ﴿أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُوا۟ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا یَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِینَ خَلَوۡا۟ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَاۤءُ وَٱلضَّرَّاۤءُ وَزُلۡزِلُوا۟ حَتَّىٰ یَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَاۤ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِیب﴾ [البقرة ٢١٤]

٢- قوله تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَیۡءٌ عَظِیمࣱ﴾ [الحج ١]

وزلزال الدنيا هو صورة مصغرة لما سوف يحدث في آخر الزمان لحظة قيام الساعة.

٣- قوله تعالى: ﴿هُنَالِكَ ٱبۡتُلِیَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَزُلۡزِلُوا۟ زِلۡزَالࣰا شَدِیدࣰا﴾ [الأحزاب ١١]

ودلالة الآية أن الزلزال بلاء وامتحان من الله لخلقة؛ لكي يعودوا إليه.

٤- قوله تعالى: ﴿إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا﴾ [الزلزلة ١]

وابتداء السورة بـ «إذا» له أثرهُ البياني في هذا الموقف الذي يأتي بغتة إمعانًا في الترهيب، بينما تدل إضافة ضمير الأرض إلى الزلزال على أنه زلزالها الشديد الذي ليس بعده زلزال.

وجاءت الإشارة إليها أيضًا على سبيل التعريض بأسماء أخرى كالرجفة والرجة كما ذكرنا في المفهوم اللغوي.

ومن أوجه الإعجاز البياني في القرآن الكريم أن الله عَبَّر عن الزلزال في ثلاث مواضع - مما ذكرناها آنفًا - بصيغة الفعل الماضي المبني للمجهول «زُلۡزِلَتِ - زُلۡزِلُوا۟»، والماضي فيه تأكيد لحدوث الزلزال في المستقبل، وبناءهُ للمجهول جاء لتركيز الاهتمام في الحديث ذاته.

ولا شك أن الزلازل صيحة ربانية للناس، أن توبوا إلى ربكم وعودوا إلى رشدكم، وأنيبوا إلى خالقكم، قال تعالى: ﴿وَمَا نُرۡسِلُ بِٱلۡـَٔایَـٰتِ إِلَّا تَخۡوِیفࣰا﴾ وقال جل شأنه: ﴿فَأَخَذۡنَـٰهُم بِٱلۡبَأۡسَاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ لَعَلَّهُمۡ یَتَضَرَّعُونَ﴾ وقال عزت قدرته: ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِی ٱلنَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ﴾.....إلخ.

 

ولقد ظل الإنسان منذ قديم الزمان يبحث عن أسباب حدوث تلك الظاهرة المُرعبة؛ كي يتفادها، لكن كانت دائرة أفكاره وأسبابه ضيقةً ومغلقةً على أساطير وفلسفات هذيلة.

فرأى أحدهم أن هناك ثورًا يحملُ الأرضَ على أحـد قرنيه، فإذا ما تعب قام بنقلها من قرن إلى قرن، وأثناء النقل تحدث زلزلة الأرض واهتزازها!!!

ويعتقد فريق آخر أن الأرض محمولة فوق كتفي مارد عملاق، وكلما التفت أو تحرك ارتجت واهتزت.

وزعم آخر أن الأموات يحاولون أن يخرجوا إلى سطح الأرض؛ فتهتز  بسبب محاولاتهم.

وظلت هذه الأساطير متداولة، حتى أشرق نور الفهم والمعرفة على البشرية، ببزوغِ شمس الحضارة الإسلامية، وتلألؤِ علماءها في سماء الدنيا، بما ارتشفوه من روح الإسلام وتعاليمه، ومقومات البحث العلمي، ومنهج التفكير السليم في مختلف الظواهر الكونية، للتعرف على طبيعة سلوكها، والاهتداء إلى حكمة وجودها في ربط الإنسان بخالقه وبعالمه الذي يعيش فيه.

تحدث في الزلازل: ابن سينا، والكندي، والفارابي، وإخوان الصفا، والهمداني، وابن إياس، وللسيوطي مؤلفًا خاصًا عن الزلزال اسمه (كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة)، وغير ذلك....

وأكتفي بهذة المقدمة على أن نكمل في المقال التالي، نظرة علماء الإسلام أمثال ابن سينا لظاهرة الزلزال....وبالله التوفيق.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

645 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع