آخر الموثقات

  • صوته
  • يوم خرجت من دمشق
  • المظهرة بالملابس
  • صورتي و خواطر
  • نعمة الإحساس 
  • المعادله لازم تكون واضحه في الأذهان
  • هل قلة الأدب من حسن الخلق ؟
  • وماذا لو جاء معتذرًا؟
  • رواية الهودو - الفصل العاشر
  • رواية الهودو - الفصل التاسع
  • هياكل النجوم -1
  • ما أنا إلا جزء من الكون يسبح
  • مقايضة لا مرئية - قصة قصيرة 
  • يا آسري
  • شخص من عالمي 
  • المخ ... هو المطبخ
  • ثروة المعلم الحقيقية
  • خليليات: رحم الله الاستاذ الدكتور محمود أبو الفتوح
  • الوزيرة والحجاب و العالم الجليل
  • تغريد الكروان: اعرف نفسك أولًا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد الشافعي
  5. توريث العلم فكرة ما أحوجنا إليها

إنَّ من المفاهيم التي اعتراها الفهم الخاطئ لدى كثير من الناس في هذه الفترة الراهنة هو مفهوم «الميراث»؛ إذ حَصرهُ الناسُ على ما يتركه لهم السابقون من متاع وضياع وأموال وبيوت وثروات فقط.
وهذه نظرة قاصرة، تفتقرُ للدقة والصواب الأتم؛ لأن الميراث لا يكون في الأموال فقط، بل هو كل ما تتوارثه الأجيال من سابقيها من الماديات والمعنويات.
أما الماديات فهي معروفة، كالأموال والأطيان والعقارات. وأما المعنويات فتشمل الأخلاق والعادات والعلم والثقافة والصلاح والإصلاح.
نعم، الميراث له أقسام شتى، منه: الميراث العلمي: وهو ما تركة لنا أجدادنا الأوائل من أفكار وكتب ومؤلفات وكلمات خالدات في ذاكرة التاريخ.
ومنه الميراث الحضاري الذي يتناول حضارتنا الإسلامية والعربية بمعالمها المختلفة وأحداثها المحفورة في الصدور والمحفوظة في السطور.
ومنه الميراث الأخلاقي وما توارثناه عن أجدادنا الأكابر والسلف الصالح من مبادئ عالية وقيم رفيعة وآداب جليلة.
ومنه الميراث الأخروي الباقي الخالد وهو الجنة، التي قال الله فيها: ﴿أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡوَ ٰ⁠رِثُونَ ٱلَّذِینَ یَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ﴾ [المؤمنون 11]
لكن للأسف الشديد، غفلنا عن هذه المعاني، وأصبحنا لا نهتم إلا بالأموال والأطيان التي يتركها لنا الآباء، ثم نتقاتل عليها تقاتل الوحوش في البرية، لأن هذا يريد أن يحظى بكل التركة، وذاك يريدُ أن يَحرم إخوته البنات من حقهم، وثالث يريد أن يأخذ أكثر مما شرعهُ الله له، وهذا يريد كذا وذاك يريد كذا، وتُشن الحروب المجنونة في الأسرة، فتتفكك أواصرها، وتسكن الضغائن والأحقاد صدورهم، وتسيطر الخصومة على حياتهم، وبذلك يخسروا كل شيء، فلا هم فازوا بالدنيا ولا الآخرة، بل خسروا الدارين وحُرِموا الحسنيين، ولو كانوا يعلمون الحقيقة من أن متاع الدنيا قليل والآخرة خير وأبقى وبأن هذه الحياة إلى زوال ولا باقٍ ولا نافع سوى العمل الصالح والسيرة الطيبة؛ لَما وقفوا هذا الموقف ضد بعضهم البعض.
ونخصُّ بالحديث من هذه الموروثات هنا «الميراث العلمي»؛ لأنه فكرة مهمة ما أحوجنا إليها في هذه المرحلة الراهنة، تنادي الأباء أن يحرصوا على العلم والمعرفة، وأن يقوموا بتوريثه لأولادهم، بدلًا من الضغاىن والعادات السيئة.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

615 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع