يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم: يا ظالم فقد تودع منهم) (رواه أحمد بن حنبل في مسنده عن عبد الله بن عمرو) أي فقدوا أهلية الحياة كما قال الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، إن أكثر الفئات التي تتعرض للظلم هي الطبقة الفقيرة التي تنال القسط الأكبر منه في هذا الزمن على أيد ناس لا يعرفون الله حق المعرفة ولا يخشون عقابه في الدنيا والآخرة، بعد أن استباحوا لأنفسهم ظلم عبيده واستخدموا سلطاتهم وجبروت نفوذهم في حماية ظلمهم والقضاء على أي مظلوم يدافع عن نفسه أو يطالب بكف الظلم عنه بل ربما يصل بهم الحال إلى إيذاء أي إنسان يريد أن يقول كلمة صدق في وجوههم أو يشهد بشهادة حق ضدهم أمام قاضي أو عامة الناس، ألا يعلم الظالم أن الله حرم الظلم على عبادة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم (رواه مسلم)، إن الكثير من المظلومين لا يستطيعون أن يردوا على من ظلمهم خوفا من بطش نفوذهم في قطع أرزاقهم، ليضطروا إلى القبول بالأمر الواقع وبظلمهم والسكوت عنه، ولكن قلوبهم غاضبة لا ترضى بالظلم أبدا وفي نفس الوقت لا تملك إلا القول حسبي الله ونعم الوكيل.

أحمد محمد أحمد مليجي

نشر في صحيفة الرسالة التي تصدر عن جامعة الملك سعود