هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لا يجوز الجمع بين الصلاتين في السفر!
  • بالمختصر..
  • العرض في البطن و المرض في العين و إيقاف الدواء فيه العون!! 
  • أنت مهرجاني
  •  إلا منك أنت 
  • مكسورة في صمت
  • لست بريئة
  • أوجاع معلم على المعاش 
  • تغريد الكروان: ذاتك .. هدهدها
  • الندم لا يغير الماضي
  •  النقد علم وفن
  • الإنسانية والموت عنوان يرادف "الحياة" - ليندة كامل - دراسة نقدية 
  • شعر مستعار
  • الكاحول و صراع الحيتان
  • العاشق يرى لا يسمع
  • إحذر و تيقن
  • ستجبرون...٤
  • حسنًا.. إنها الجمعة..
  • لا تحزني يا عين..
  • حبل الذكريات
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د مني قابل
  5. يؤلمني ديسمبر

يؤلمني ديسمبر،

لا أغني له، ولا أعلّق الأحلام على كتفه كما تفعلون.

كل ديسمبر موت،

مثله كمثل كل النهايات – قاسية، هوجاء و جارحة، كأنها سكين في يد طفل.

منذ طفولتي، وأنا أخشى النهايات،

أرهب اكتمال الأشياء، ففيه دوماً نذير النقصان.

 

أكره آخر قطعة في لوح الشوكولاتة،

وأطراف اللقاء حين تبدأ بالانطفاء.

يؤلمني غياب جدتي، حتى حين تعدني بزيارة قريبة،

وأخاف لحظة ينتهي فيها حضن أبي،

كأن انتهاء العناق إعلانٌ عن فراقٍ محتوم.

أكره وداع أصدقائي بعد العام الدراسي،

ورحيل الأعياد حين تتعرّى البيوت من بهجتها.

أكره شموعي، حين أطفئها في يوم ميلادي،

وتتركني وحيدةً في ظلمة الفرح.

 

"تمّت" – كلمةٌ تشبه باباً يُغلق في وجه القلب،

كأن الكتاب يسحب نفسه ببطء،

وأنا أمد يدي لأمسك الحكاية،

لكنه ينسل من بين أصابعي كالرمل.

 

تعلمت البكاء أول مرة في نهاية حفل،

كنت أميرةً، وحين خلعوا عني تاجي،

بكيت كأنني فقدت مملكتي.

رأيت وجهي في المرآة بلون أحمر،

فظنت برائتي أن الحزن ينزف ألواناً لا يراها غيري.

منذ ذلك اليوم، وأنا أحتضن كل ما أحب،

أحيطه بذراعي كطفل خائف،

علّني أؤمنه من لصوص النهايات.

أمنح حناني بلا حساب،

وكأن العطاء ضمانٌ لخلود الأشياء.

 

النهايات دميمة...

كوجهٍ يطل عليك في آخر الحلم.

مباغتةٌ كلص يخرج فجأة من ظل الطريق،

لئيمةٌ كذئب راقصته ثم افترس يدك،

وخائنة كبحرٍ احتضنك ثم انقلب موجه عليك.

لا تكتفي النهايات بوجع واحد،

النهايات ولود، تلد وجعاً بعد آخر،

كأنها شجرةٌ مسمومة تثمر ألماً لا ينضب.

 

بعض النهايات تطفئ وهجك،

وبعضها يزرع فيك طرقاً لا تعرفها.

 

الموت... النهاية الأصدق،

الأكثر وضوحاً وإنصافاً،

لكنه أهون من الفراق،

ذلك الفراق الذي يتركه لي ديسمبر كل عام.

 

لا أحب وداعاً طويلاً،

لماذا كل ديسمبر؟

على العام أن يرحل في صمت، كما أفعل.

فروحي ترتعد من نهاية كل شيء:

الرحلة، الضحكة، الصحبة، الرواية، الورقة.

أخاف نهاية كلماتي هذه، والظلمة التي ستغلفني بعدها

لكنني ألتمس لها عذراً واحداً:

قد يتبعها غدا صباح يتنفس.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1528 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع