هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لا يجوز الجمع بين الصلاتين في السفر!
  • بالمختصر..
  • العرض في البطن و المرض في العين و إيقاف الدواء فيه العون!! 
  • أنت مهرجاني
  •  إلا منك أنت 
  • مكسورة في صمت
  • لست بريئة
  • أوجاع معلم على المعاش 
  • تغريد الكروان: ذاتك .. هدهدها
  • الندم لا يغير الماضي
  •  النقد علم وفن
  • الإنسانية والموت عنوان يرادف "الحياة" - ليندة كامل - دراسة نقدية 
  • شعر مستعار
  • الكاحول و صراع الحيتان
  • العاشق يرى لا يسمع
  • إحذر و تيقن
  • ستجبرون...٤
  • حسنًا.. إنها الجمعة..
  • لا تحزني يا عين..
  • حبل الذكريات
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مروة القباني
  5. خلقتني من نار وخلقته من طين

1.

   الجزء الأول: مملكة الروز ماري

داخل حديقة مملكة الروز ماري وأمام الحكيم العجوز جلس الأميران الصغيران سليم وكريم في متعة ومرح منتظرين حكاية الرجل الطيب والتي يقوم بإخراجها من جعبته السحرية، تلك الحكايات التي لا تنتهي، والتي يتلذَّذُ الشجاعان بالاستماع إليها لتأخذهما نحو أماكن بعيدة المدى، إلى بلاد لم يشاهدوها من قبل إلا من خلال كلمات رسمها حولهما ليتخيلاها كما لم تكن من قبل.

هذه المرة أختار لهما الرجل الطيب حكاية بدء الله سبحانه وتعالى خلق الكون وسيدنا آدم بعد الحديث الذي دار بينهم فترة ما بعد الظهيرة.

كان الأمير الصغير سليم ينظر حوله بشغف وهو يتسلَّقُ شجرة التفاح العملاقة: ليقطف القليل من الثمار للاستمتاع بالهواء البارد.

قبل أن يعاود الجلوس في المنتصف ويسأله العم محمد: ترى كيف بدأ خلق الله تعالى للكون، ولماذا أنزلنا الله تعالى إلى الأرض، عم محمد ما الذي جعلنا نهبط من الجنة إذا بدأ خلق أبونا داخلها؟!

ابتسم له العجوز بهدوء، وهو يُنقِّلُ بصره بين الشابين، مدَّ يديه نحوهما معانقاً لهما وهو يشيرُ إليهما عن ضيق الوقت قائلاً:

2.

سنتحدث في الأمر إن شاء الله تعالى، لكن للأسف لن يكون لدينا وقت لرواية الحكاية، سآتي إليكما غداً إن شاء الله تعالى، لأروي لكما الحكاية.

الجزء الثاني: بداية الحكاية

وفي اليوم التالي كان الأميران الصغيران ينتظران سماع الحكاية بشوق كبير.

أمسك الرجل الكتاب القديم بغلافه الأسود الكثيف نُسِجَت حروفه باللون الذهبي، كانت صفحاته البيضاء الساطعة تتلألأ داخل الفضاء وفي أوسطها بوابة عبور نحو عالم الحكايات.

أشار إليهما بأصبعه الطويل للانكباب نحو تلك البوابة، و بصوته المعروف، وبلكنته القصصية والممتلئة بالأنغام أدخلهما نحو عالم خفي لا يراه أحد سواهما.

خلق الله تعالى الكون في ستة أيام ثم استوى على العرش فجعل السموات السبعة بعضها فوق بعض، وعلى كل بوابة منها ملائكة تحرسها، يزين السماء الأولى الكواكب والنجوم وفيها تقع الحياة الدنيا ومجرَّة مجموعتنا الشمسية ألا وهي مجرَّة درب التبانة، وقد تم اختيار الكوكب الثالث في ترتيب الكواكب حول الشمس موطن للحياة والخلق، فكان اسمه كوكب الأرض هيأه الله سبحانه وتعالى ليحمل جميع الدواب التي أنشأها، وقد سُمِّيت دابَّة لكونها تدبُّ على الأرض وتمشي فوقها.

وكانت سُنَّة الله تعالى بعد خلق الجان و عيشهم على سطحها إلى ما شاء الله، هو خلق أبو البشرية سيدنا آدم عليه السلام.

تقول إحدى الروايات أنه قبض قبضة بيده اليمين وكلتا يديه يمين جل جلاله، فأخذ التراب من على وجه الأرض بأكملها،

أما الروايات الأخرى بكونه أرسل الملائكة تجلب له حفنة تراب من كل مكان على وجه الأرض.

حتى سوَّاهُ بيده وجعله صلصال كالفخار، وهو الجسد المجوف ثم نفخ فيه الروح، فعطس وحمد الله ليردُّ عليه الله سبحانه وتعالى بالرحمة والغفران.

الجزء الثالث: آدم في السماء

كان سيدنا آدم عليه السلام يعيش مع الملائكة داخل الجنة يأكل من ثمارها وقطوفها الدانية، يصلي لله تعالى برفقتهم ويعلمه الله تعالى الحكمة والموعظة الحسنى، لكن شعوره بالوحدة وحاجته الفطرية إلى شريك له داخل الجنة هي سنة الله في الخلق، وقد أنامه ليخرج له من بين أضلعه وتحديداً من جانب القلب، شريكته في الحياة الدنيا والآخرة، ليتكئ عليها وتعطف عليه ويلجأ إليها فتكن مسكنه، وتلامس شغاف قلبه التي خلقت منه وإليه تعود، ألا وهي أمنا حواء عليها السلام.

أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم بالمرور من أمام جماعة من الملائكة وبأن يقول لهم: السلام عليكم.

وبالفعل نهض سيدنا آدم وقام بما أمره ربِّه، ليردُّوا عليه : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.

عاد سيدنا آدم إليه وأخبره بما حدث وهو يعلم كل شيء سبحانه، ليخبره: هذه تحيتك وتحية أبنائك.

علَّم الله سبحانه وتعالى لآدم من جميع العلوم التي شاء، حتى جاء أمر الله سبحانه وتعالى بالسجود لآدم فسجدت الملائكة إلا أن إبليس أبى و استكبر عن أمر ربه، وكان يومئذ باسمه عزازيل واحد من الجن لكنَّه كثير العبادة حتى كان أقرب إلى الله من أبناء جنسه، أما عن غروره الذي جعله يعلو ويتجبر حتى لا يرى شيء أفضل منه فهما من جعلانه يطرد من رحمة ربه ويشأ الله أن يجعل آدم وزوجته يعيشان في الجنة إلى ما شاء أن يكون، قبل أن يتذوقا من الشجرة التي نهاهما عنها، وقد كان إبليس مطرود منها إلا أنه دخل في ثوب الأفعى ليوسوس لهما بكونها شجرة الخلد والحكمة، فيعصيا ربهما، وحينما وقعت تلك الحادثة جاء الله سبحانه وتعالى فأخذ آدم يركض في أنحاء الجنة حياءً من الله سبحانه وتعالى إلى أن أمسكته شجرة من ناصيته لتوقفه.

فقال له الله تعالى: لماذا تهرب مني يا آدم؟!

ردَّ عليه سيدنا آدم بطاعة: حياءً منك يا رب.

 وقد اعترف بذنبه ومعصيته هو وزوجه، وأخذ يستغفر لربه عنه ليتوب سيدنا آدم إليه، لتأتي حكمة الله تعالى ويهبط كلا الفريقين نحو الحياة الدنيا ألا وهي الحياة على وجه.

الجزء الرابع: وجودنا على الأرض

أهبط الله سيدنا آدم وزوجته كل في مكان، حتى شدَّ عليه فراق محبوبته وبدأ رحلة بحثه عنها في جميع أنحاء الأرض إلى أن عثر عليها.

وقد أرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا جبريل عليه السلام ليعلمه الحياة على وجهها وكيفية صنع لباسهما له ولزوجه، مع كيفية الزراعة ورعاية الحيوانات ليقوِّم شأنهما على وجهها

أخبر الله سيدنا آدم عليه السلام وزوجه بكونها الحياة الدنيا فيها تموتون ومنها تبعثون، أما عن عدوهما فهو إبليس و قبيله الذي يرونه من مكان غير بعيد لكنهما لا يرونه.

عاش سيدنا آدم عليه السلام ألف سنة لا ينقص منها شيئاً، حتى جاءه ملك الموت وقبض روحه، ثم قامت الملائكة تغسيله وتحنيطه وبتكفينه ثم الصلاة عليه و مواراة جسده في التراب ليقولوا لأبنائه: يا ابن آدم هذه سنتكم في الموت، وهكذا تدفنون أمواتكم.

- وماذا عن قابيل و هابيل يا عم ما الذي جعل الكره يتسلَّلُ إلى قلب قابيل فيقوم بقتل هابيل؟!

سأل كريم الصغير وهو يشير بيديه نحو صفحات القصة التالية وهو يشير لكونهما أشقاء أكمل باستغراب شديد: ألم تقل لنا يا عمنا أن الأشقاء يساعدون بعضهم البعض، ألم يكن من الواجب أن يرعى شقيقه ويحبُّه؟!

أمسك العم محمد وجه كريم بيده وتلمس وجنتيه يداعبهما قبل أن يجيبه:

- كانت سنة الله في الكون أن يكون لكل من قابيل وهابيل ،توأم فتاة شابة وقد قيل بأن شقيقة قابيل أجمل بكثير من أخت هابيل، لكن قضاء الله سبحانه وتعالى أن يأخذ كل واحد منهما شقيقة الآخر لتكن زوجته، لكن قابيل آثر أن تكون شقيقته زوجة له على أن يعطيها لأخيه، لما رأى أنه أحقُّ بها له وأجدى أن تُخلق له، ومن هنا بدأ الصراع على الحياة و زينتها.

وقد كان كل منهما يقوم بالتقرب بقرابين إلى الله سبحانه وتعالى.

كان قابيل عاملاً بالأرض أما هابيل فكان راعياً للغنم، وفي يوم قررا أن يعبدا الله فقدما قرابين.

القصة في القرآن تقول أن كلاًّ من قابيل وهابيل قدَ قدما قرابين إلى الله سبحانه، فتقبل الله قربان هابيل؛ لصدقه وإخلاصه، ولم يتقبل قربان قابيل؛ لسوء نيته، وعدم تقواه، فقال قابيل -على سبيل الحسد- لأخيه هابيل: {لأقتلنك}، بسبب قبول قربانك، ورفض قبول قرباني، فكان رد هابيل على أخيه: {إنما يتقبل الله من المتقين}،

3.

فكان ردُّ هابيل لأخيه قابيل ردًّا فيه نصح وإرشاد؛ حيث بيَّن له الوسيلة التي تجعل صدقته مقبولة عند الله.

أما الحكاية التي تقول بكونه قتل أخيه لأجل حُبِّه شقيقته فهي من الإسرائيليات لا نقوم بتصديقها أو تكذيبها.

- إذاً نحن أبناء من يا ترى قابيل أم هابيل، القاتل أم المقتول؟!

كان صوت سليم الذي خرج بعد مدة من الزمن وقبل أن يقوم الرجل العجوز بطي صفحات الكتاب نحو القصة التالية.

- حسناً يا بني نحن لسنا بأولاد أي منهما، فهما لم يُنجبا، فبعد أن قتل قابيل أخوه هابيل، أخذ الندم في قلبه وحمله على ظهره يجوب الأرض باحثاً عن معرفة ما الذي يتوجب عليه فعله بجثة أخيه، إلى أن أرسل الله سبحانه وتعالى غرابان يقتتلان ويدفن الغراب جثة أخيه في التراب، وقد كان هذا من رحمة الله بهما، ففعل قابيل بأخيه ما فعل الغراب.

وقد أرسل الله ملائكة فعذبته في الدنيا قبل الآخرة والله أعلم، ولقابيل ذنب عن كل روح تقتل بغير نفس أو بغير حق، إلى يوم القيامة.

- لماذا يا عمنا؟!

4.

سأل كريم وهو يحكُّ رأسه مستفسراً عن السبب.

- قابيل هو من سن القتل على وجه هذه الأرض، ومن سنَّ سُنَّة للخلق فله جزاء من فعله سواء كانت خيراً أم شرَّاً.

نظر الشابين الصغيران إلى بعضهما البعض باندهاش وقد رسمت نظراتهما إلى تذكر شيء مهم، قبل أن يقولان معاً.

- ألهذا السبب قالت لنا والدتنا أن نُحسِّن تصرفاتنا كي لا يفعل الناس مثلنا فنأخذ السيئات، وأننا قدوة لأخوتنا الصغار.

- نعم يا ولديَّ، نحن قدوة لأخوتنا الصغار، والناس من حولنا لذلك علينا دائماً التعامل بلطف كما نُحبُّ أن يتعامل معنا من حولنا بِحبٍّ واحترام.

5.

 

---

تأليف: مروة القباني.

فكرة: سليم وكريم الشعار

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1810 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع