هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • صوته
  • يوم خرجت من دمشق
  • المظهرة بالملابس
  • صورتي و خواطر
  • نعمة الإحساس 
  • المعادله لازم تكون واضحه في الأذهان
  • هل قلة الأدب من حسن الخلق ؟
  • وماذا لو جاء معتذرًا؟
  • رواية الهودو - الفصل العاشر
  • رواية الهودو - الفصل التاسع
  • هياكل النجوم -1
  • ما أنا إلا جزء من الكون يسبح
  • مقايضة لا مرئية - قصة قصيرة 
  • يا آسري
  • شخص من عالمي 
  • المخ ... هو المطبخ
  • ثروة المعلم الحقيقية
  • خليليات: رحم الله الاستاذ الدكتور محمود أبو الفتوح
  • الوزيرة والحجاب و العالم الجليل
  • تغريد الكروان: اعرف نفسك أولًا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شاهين
  5. ظل الجناح الأسود 

في قاع وادٍ سحيق، ووسط خضرة غامقة، كانت تقع قرية هادئة على ضفاف نهر كبير . عاش أهلها حياة بسيطة سعيدة، يزرعون الأرض ويحصدون ثمارها، يربون الماشية ويستمتعون بجمال الطبيعة.

 

وذات يوم، حلّ ضيف ثقيل على القرية. غراب أسود ضخم، بِعَينَين صفراوتين لامعتين، حطّ على أعلى شجرة في ساحة القرية. لم يسبق لأهل القرية أن رأوا غرابًا بهذا الحجم، فخيم عليهم شعور غريب بالخوف والرهبة.

 

ومنذ ذلك اليوم، بدأت الأمور تتغير في القرية. حلت لعنة غريبة على الأرض، فذبلت المزروعات وجفت ينابيع الماء. أصيب أهل القرية بأمراض غريبة، وبدأ الجوع يهدد حياتهم.

 

لم يلتفت أهل القرية للغراب الأسود بأنه سبب كل هذه المصائب فى بداية الأمر. لكن بعد مرور الوقت تأكدوا أنه نذير شؤم، وأن وجوده يجلب عليهم البلاء. اجتمعوا في ساحة القرية، وقرروا طرد الغراب من قريتهم، ولكن الخوف سيطر عليهم عندما تذكروا هيئته المخيفة.

 

ومع مرور الوقت، بدأت الأمور تتغيّر للأَسوأ. تفشت أمراضٍ غريبة لم يعرفوا لها علاجًا. جفت المزروعات تماما ، ونفقت الماشية، وعمّ الجوع والخوف أرجاء القرية. ازداد قلق أهل القرية مع ازدياد سوء الأحوال، وازداد يقينهم أنّ الغراب الأسود هو سبب مصائبهم.

 

اجتمع شيوخ القرية ووجهاؤها بأهل القرية وشبابها، أكدوا لهم أن ما يحدث لهم هو فقط غضب من الله وأن عليهم التحلى بالصبر والحكمة والإيمان ، ورددوا أدعية لطرد الشيطان ..

مرت الأيام ، الحال يزداد من سىء إلى أسوأ، بدأ الشباب يتحدثون ويتهامسون ، هل الغزوات والحروب وانتصارات الدول على العدو كانت بالأدعية فقط؟ 

 

قرر شباب القرية طرد الغراب من القرية. تسلّحوا بالعصي والحجارة، وتوجهوا إلى الشجرة حيث كان الغراب يجلس. حاصروه من كلّ جانب، وبدأوا بالصراخ عليه وإخافته.

 

هجم الغراب عليهم، حاصروه، لم يستسلموا ،جرح بعض المهاجمين لكن دون أن يتراجعوا..

رموه بالحجارة والعصي، وطاردوه حتى اختفى عن الأنظار. شعروا براحة غريبة بعد طرده، وكأن لعنة قد رفعت عنهم.

 

فى النهاية..

 

طار الغراب بعيدًا عن القرية، ولم يعد يظهر فيها أبدًا. ومع غيابه، بدأت الأمور تتحسن تدريجيًا. شفي المرضى، عادت المزروعات إلى النمو، وازدهرت الماشية. عاش أهل القرية بسعادة وراحة من جديد، متيقّنين أنّهم قد تخلصوا من نذير الشؤم.

 

ومنذ ذلك الحين، أصبح طرد الغراب الأسود تقليدًا سنويًا في القرية. في كلّ عام، يجتمع أهل القرية ويخرجون في مسيرةٍ صاخبة، يطردون فيها هيكلا خشبيا لغرابٍ أسود حتى لا يقترب أى غراب آخر من حدود قريتهم.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

664 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع