أحب الأشياء الهادئة التي تنضج علي مهل ، كشروق الشمس في الصباح والقصائد الشعرية في المساء ، كالحب الذي يأتي في الصيف ، ووردة الليزانسيث التي تودعنا قبل أن ترحل ،كالرجل الذي أحببت ومازال يستعصي عليا فهمه ، كأنا بعد أن تهدأ ثورة المشاعر داخلي ، كأمي بعد ليلة بكاء طويلة ، كأبي بعد أن ينتهي من محاضراته اليومية عن التقوي وأهمية إتقان العمل ، كأختي بعد إفراغ طاقاتها السلبية ، كجدتي التي تعيش بعيدا عني وربما لن ألتقي بها مجددا إلا علي فراش الموت، كبلدتي القلبية التي أعشق زيارتها كلما سنحت لي الفرصة ، هناك في رشيد الرشيقة نهارا ، الدافئة ليلا ...تلك البلدة التي أحمل شموخ أهلها و عزتهم وانتقلت إلي جيناتهم برابطة القلب قبل الدم ،كأنا مجددا بعد أن أنهي حديثي القاسي مع نفسي ومحاولة ترتيبي من الداخل بأقل الخسائر الممكنة وبشكل أكثر رقة وجمالا، كحليتي التي لا أحب ارتدائها ربما لأنها لا تشبهني من الداخل ، كقصاصة الورق التي عثرت عليها اليوم في معطفي ورميتها خشية أن أحترق بك مجددا،كالقصيدة التي أحاول أن أبعثها إليك الآن وأخشي أن أخسرك بعدها أو أن أرتبط بك برابطة العشق إلي الأبد،كمعزوفة لبيتهوفن في موسم تساقط الثلوج، كعتاب مكتوب بنبرة الخوف أو القلق.