آخر الموثقات

  • صوته
  • يوم خرجت من دمشق
  • المظهرة بالملابس
  • صورتي و خواطر
  • نعمة الإحساس 
  • المعادله لازم تكون واضحه في الأذهان
  • هل قلة الأدب من حسن الخلق ؟
  • وماذا لو جاء معتذرًا؟
  • رواية الهودو - الفصل العاشر
  • رواية الهودو - الفصل التاسع
  • هياكل النجوم -1
  • ما أنا إلا جزء من الكون يسبح
  • مقايضة لا مرئية - قصة قصيرة 
  • يا آسري
  • شخص من عالمي 
  • المخ ... هو المطبخ
  • ثروة المعلم الحقيقية
  • خليليات: رحم الله الاستاذ الدكتور محمود أبو الفتوح
  • الوزيرة والحجاب و العالم الجليل
  • تغريد الكروان: اعرف نفسك أولًا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. العشق..وقليل منه يَكفى الفصل 16

الفصل السادس عشر 

 

 

                «ضمادات بشرية»

_هاى ....غيرى صورتك دى لانها مش لايقه عليكِ ،حطى واحدة تانية أجمل بجمالك

 

كانت هذه رسالة من عيسي الى نورهان على _الواتساب_ اثناء ثواجدها بمحاضرة تلقيها الى طلابها ، رأت اشعارها من الخارج وما لبثت ان انتهت حتى فتحتها ف ابتسمت وكتبت 

_المفروض اننا متكلمناش قبل كدا غير فالخطوبة ، وداخل بعشم اوى اغير الصورة وبتقول رأيك كمان

 

ضغطت ارسال وثوان واتاها رده ، ملصقات ضاحكه ومن ثم كتب

_ايوة بتكلم بعشم ،مش انا العشماوى ! وبعدين مش لازم نكون اتكلمنا اد جريدتين ورا بعض عشان اقولك ان الصورة مش لايقه ...يكفى احس انها مش لايقه حتى لو دى اول مرة نتكلم فيها واتس !

 

ترجلت نورهان ناحية مكتبها وفى طريقها تلاقت عيناها ب اعين طالباتها وهم يتهامسون عليها ويتغامزون ولكنها لم تهتم ب امرهم ...ارادت التركيز مع محادثة عيسي الآن 

ولجت الى مكتبها وطلبت كوب_الكابتشينو_ وشطيرة جبن ف محاضرتها كانت فالصباح الباكر وذهبت مسرعه الى الجامعه من دون تناول إفطارها ..

فكرت فيمَ عليها الرد ...ف سطرت فى رسالة

_وانت شايف انها مش لايقه ليه ؟ 

_يااااه كل دا عشان تردى ،دنا نمت منك 

 

ضحكت بشدة وارسلت ملصقات مضحكه ف كتب هو

_عشان ياستى باصه بعيد وشاردة وعيونك حزينه ...اه انعكاس الشمس حلو على لون عيونك بس برضو

انا مخرج وبفهم فالزوايا والبروفايلات 

_ماشى يا استاذ عيسي يا مخرج ..هعمل بنصيحتك 

_معطلك عن حاجه بكلامى معاكِ؟

 

تنحنحت نورهان واتى فطورها ، ارادت ان تغلق المحادثة قبل الاسترسال اكثر من ذلك ولكن بطريقة ذوقيه فكتبت

_لاء بس انا كنت بفطر ،كان عندى سيكسن الصبح بدرى 

_شكلك بخيلة..طب حتى اعزمى 

 

ضحكت نورهان ، تريد ان تغلق محادثته ولكن هو من يفتح الموضوعات فى كل مرة .

_اتفضل

_هتفطرى ايه

_سندوتشات جبنه تركى وكابتشينو

_جبنه تركى ...انتو من اسكندرية صح

_اها 

_هما هناك يقولوا عالجبنه الرومى تركى ،انا بحب اسكندرية والاسكندرانية اوى

_من ذوقك الطيب 

 

صمتا الاثنين ف كتب عيسي

_طيب اسيبك تفطرى وابقى غيرى صورتك 

_ماشى

_انا مش متطفل والله ،ولتانى وتالت مرة انا مش بعاكس ..بس بجد الحزن متخلقش عشانك 

يلاا سلام ،صباحك فل 

اغلقت نورهان المحادثة واخذت تفكر ب امر الدقائق التى مرت فى صورة كلمات عادية من شخص لاتعرفه دخل حياتها بطريق الصدفه!

بعض الأرواح ضمادات بشرية..بسمتهم ، وجودهم ، تفاؤلهم ،تفهمهم ، تراحمهم ،

تضيف إلى حياتنا الأمل ... حتى لو ان لم يتم ولا يحين اللقاء بعد..،

 

___

ممسكه اميرة بهاتفها تتصفح _الفيس بوك_ وآخر الاخبار حتى انبثقت رسالة من تطبيق_الماسنجر_لاحدى صديقاتها القدامى تعاتبها على عدم السؤال والزيارة من وقت م تركت منزل والدها والمكان ب اكملة

بين سؤال وجواب ،اطمأنت اميرة الى حال صديقتها وحال باقى صديقاتها عندما سمعت اخبارهن منها ، اما عن اميرة فهى اخبرتها بالقليل عنها ...لاتريد خلط ماضيها ب حاضرها الآن

هى تعمل بنصيحه قلبها وعقلها فى آن واحد ، من دون ان تزعج احداً او يقتحمها احد لاتود فى وجوده ثانية فالجزء الثانى من حياتها التى اختارتها.

 

دلف الى المحل بعض الفتيات يتضاحكن من الواضح انهم اصدقاء ،يريدون شراء باقة زهور وبعض الهدايا الفضية ..فقد تعاونت اميرة مؤخرا مع فتاة تصنع الفضة وتشكلها بيدها صنع يدوى وتقوم بييعها أيضاً بالمحل 

فالفتيات يعشقون هذا والفتيان تفضل ماتفضله الفتيات فى شراءه ك هدايا لهن !

اختارن جميعا الباقه والهدايا لاحداهن بمناسبة عيد مولدها ، صنعت لهم اميرة الصندوق الذهبي كما تسميه وهو الذى يحمل صور تلتقط وتخرج ورقية فى نفس الوقت بالتعاون مع فتاة اخرى حديثة التخرج وتعمل على ابراز موهبتها فالتصوير وان تعمل أيضاً ..

 

صممت الصندق اميرة وجهزت الباقة والحِليات الفضية وخرجن الفتيات اصوات ضحكاتهم تملأ ارجاء المكان وهذا ما كانت توده أميرة !

 

على آنية صنع القهوة ، صنعت اميرة قهوتها بحرفية معروفه عنها وسكبتها بهدء فى فنجانها وحينها دارت اغنية فيروز "سألتك حبيبي ل وين رايحين" فجلست تحتسى قهوتها ممسكه بالهاتف تتصفح خاصية للفيس بوك الا وهى ذكريات حدثت فى هذا اليوم 

قرأت عدة منشورات فالسنه الماضية والتى قبلها وقبلها ،حتى وصلت الى منشور صورة تجمعها ب زين 

خارج عيادة ل طبيب معروف تضحك وتخرج لسانها خارج فمها وهو يقوم ب احتضانها ومدون فوقها 

"للذكرى ...انت اقوى إنسان فالدنيا ،انت الزين يا زين!"

 

رفعت اميرة وجهها عن الهاتف ورجعت بذاكرتها الى هذا اليوم . 

*عودة إلى الماضى*

بعد وقع الكشف علي زين من قبل الطبيب ،كانت تنتظره اميرة على مقعد امام مكتب الطبيب

خائفه تريد معرفه مابه ..ولكنها تتغلب على حدة توترها كى لاتقلقه اكثر فكانت ترسم الثبات امامه وفى جوفها قلبها يدق ك بندول ساعه لا يقف!

 

اعتدل زين يغلق ازار قميصه ومن ثم نهض وتحرك ناحية مكتب الطبيب ، تنهد الطبيب واردف

_زين بك ، مفيش عندك اى حاجه بجد 

 

كانت الابتسامه فى طريقها الى ثغر اميرة ولكن قاطعها زين بقلق

_اومال الحالة الل بتجينى ليه ؟ايه سببها

_بانيك اتآك ، بنسميها فالطب توتر وصعوبة فالنفس بسبب حدث قديم بيفضل معلق فاللاوعى 

ولم بيتكرر بيحصل النوبة الل بتحصلك دى ... لكن انت كويس جدا 

لامست اميرة كف يده بحنو واردفت الى الطبيب

_يعنى هو مش بيعانى من نفس الل كان عمو خليل الله يرحمه بيعانى منه

 

نظر الطبيب الى ورق التحاليل والاشعات الذى أمامه واردف بثقه 

_التحاليل والاشعات على المخ وغيرها بيقولوا ان زين بك كويس جدا وبصحه احسن منى ، هو بس متأثر بحالة والده مش اكتر لكن هو مش بيعانى من اى نوع من انواع المرض

 

ابتسمت اميرة اليه فبادلها هو بالابتسامه ، تابع الطبيب واردف الى زين 

_مش حابب اشوفك هنا تانى ،اتغلب عالبانيك دى انت مش فيك اى حاجه 

 

نهضا الاثنين ..وترجلا نحو الخارج ف قام الطبيب بمناداة زين بمفرده ف انتظرت اميرة بالخارج لاتعرف ما الذى اخبر الطبيب به زين 

ولكن خرج زين مبتسماً او يحاول الابتسام ، قام بلف ذراعه على كتفيها واردف مداعبا اياها

_انتِ امتى تطولى ،مش عارف احضنك 

 

ابتسمت اميرة واردفت

_على فكرة بقا ،البنات القصيرة دول قمرات ...البنات الطويلة هبلة عالفاضى 

 

امال زين ب رأسه على رأسها وهم فى طريقهم الى سيارة زين واردف مبتسما

_على فكرة انتِ بقا، انا دايب فيكِ دوووب سواء قصيرة طويلة تخينه رفيعه ، التراب الل بتمشى عليه دوايا وعلاجى 

 

كانت انفاسه تدغدغ حواسها بالقرب من اذنها نظرت اليه نظرتها الطفولية ،تلك النظرة التى تعشقها 

فقالت برقتها المعهودة

_دواك وعلاجك انا،يعنى مفيش دكاترة تانى خلاص!

 

حاول زين الابتسام مع ايماءه رأسه بالايجاب ، فقامت اميرة برفع هاتفها امامهما واردفت بطفولية 

_طب يالا سيلفى نفتكر اليوم دا ان خلاص كدا ،زين زى الفل والل فدماغه اوهام وبس 

كان يرتديا نظارتهما الشمسية ،والعجيب ان الاثنين كانا يرتديا نفس اللون _الاوف وايت _فى انعكاس الشمس

وملامحهم التى تشبه كثيرا لبعضهم البعض ،وكأن وقتها التقطت اميرة صورة تجمع بين جمال الشمس والقمر فى آن واحد غير مسبوق من قبل!

 

#نور_إسماعيل

___

_عاوزة افهم يعنى ،انت ميّة ولا هوا ولا نت؟

 

اردف صالح ممتعضا من حديث هدير عبر الهاتف 

_لاء

_يبقا غور فحته بعيد عنى متقرفنيش مدام مش هتعمل الل عاوزاه 

 

نهض صالح من مكانه ممسكاً بقلمه واخذ يدون على ورقة بالحائط وهو يحدثها 

_ياهدير اسمعى قبل م أفقد اعصابي واديكِ بالبونية ف وشك اول م اشوفك

_متقدرش تعملها ،هكون لبستك انا بحته روسية فدماغك تجبلك ارتجاج

_اصبرى بس بدبش اهلك دا الله يخربيت لسانك الل عاوز قطعه ملاقتيش حد يربيكِ 

_عاوز ايه يا خايب الرجا

 

زفر صالح طويلاً واردف 

_هبقا بضحك عليكِ لوقولتلك ماشى نتجوز ،واخد متعتى منك وفالاخر اقلبك زى عربية الترمس القديمه 

لأن انا مش بتاع جواز 

_وانا جو الصحوبية دا مش بتاعى برضو 

_طب عاوزين حل وسط

 

تأففت هدير واردفت

_حلّوا وسطك يابعيد ،بقولك ايه فكك منى لا نتجوز ولا نتصاحب انا مبسوطه كدا وانا لوحدى 

وانت خليك بتاع صحوبية وجو دوج ابن دوج وتخرج مع دى وتسافر مع دى براحتك 

 

سطر صالح على الورق امامه على الحائط كلمه "اكبر غبية فالعالم وبحبها" واردف اليها

_مينفعش يا غباء القرية

_ليه يا زفت ايامى

_عشان اتنيلت على عين اهلى ودى محصلتش فالتاريخ ...وحبيتك !

 

تركت هدير الهاتف من يدها واخذت ترقص بشدة فى غرفتها وعلى الجهة الاخرى صالح ينادى

_الو...الووو،انتِ يابت يا جزمة فينك ..الوووو

 

تناولت هدير الهاتف ب انفاس متقطعه وهى تلهث واردفت

_ايوة عايز ايه

_هو انا واقف قدام كُشك عاوز ايه ؟! اخلصى وشوفيلنا حل يارب تموتى 

_مانا لو متت هتتعذب عشان حبتنى ولم تقم ب إسعادى 

 

عض صالح على شفته السفلى بنفاذ صبر واردف

_ايه إسعادك يا إسعاد يونس ؟

_نتجوز !

_يييي،م ي بنت الحلال ممكن اتجوزك شهرين واقلبك

_وليه تقلبنى جاتك قلب معدتك ، ماهو ممكن نكمل طالما بتحبنى 

_ماشى بحبك ،بس انا مش بتاع جواز ومسؤلية وعيال وبيت ...الجو دا مش بتاعى 

 

اخذت هدير تنبش فى شعرها ب اصابعها تفكر واردفت

_عارف المصيبة،ان انا كمان مبحبش كبت الحرية زيك كدا ومبحبش جو المسؤلية ومبحبش الاطفال مش هعرف اربي حد 

 

اردف صالح لها ساخراً

_ايوة طبعا كفاية انك مش متربية

_اتلم عشان مش اوريك المش متريية دى ممكن تعمل فيك ايه 

 

صمتا الاثنين، ف اردف صالح 

_بصى ، انا شكلى فعلا مبقتش عارف استغنى عنك ودى شكلها دعوة حد عليا الل هو روح الهى تقع فبلاعه معفنه ماتعرف تطلع منها ..ف معلش يعنى رجاء نفكر فحل وسط عشان نعرف بعد كدا نتعامل سوا 

 

ابتسمت هدير وهى تصنع بيدها علامه الانتصار وتردد بخفوت "Yes,Yes"

_ممم طب طير ونبقا نفكر على رواق بقا بعدين ...سلام ياصالحوتشى 

_ارزززع! ايوا بقا ياقلب صالوحتشك يالاهوى عالدلع ياناس

 

امسكت هدير بطرف خصلة من خصلات شعرها الاماميه واردفت

_حلوة يا صاصا

_عثثثل يا عيون صاصا

 

انقلب وجهها وكشفت عن انيابها واردفت

_طب يلا غور كفاية عليك كدا ،سلام

 

امتعض وجه صالح واردف

_سلام يابومه ! 

 

اغلقت الهاتف ودلفت الى غرفه روان ف وجدتها تقوم بتحضير حقيبة ملابسها ومعها ماريا ابنة نشوان تجلس على فراشها وتلعب ب العابها 

_ايه دا انتِ مسافرة يا رونى ؟

 

كانت تضع روات ملابسها واجابت هدير فى عجلة من امرها

_ممم ،مسافرة السُخنه يومين مع بيبي

 

التوت شفتى هدير واردفت لها 

_بيبي ! بيبي مين ؟

_فارس ي هدير 

_ااااه فارس ، ومالك مستعجلة كدا ليه 

_احنا ماشيين بليل ..بس لسه ورايا حجات كتير جدا معملتهاش 

 

عقدت هدير ذراعيها امام صدرها واردفت

_ومسافرة وحدك معاه يا روان ، مينفعش ي ام راس بخاخه

_يوووه هتدينى درس فالادب زى نور ، فيها ايه يعنى 

 

امسكت هدير روان من ذراعها وتحدثت معها بحدة

_ايه الل فيها ايه ، طبعا مينفعش انتِ متخلفه

_متخافوش مش هيغتصبنى ، متخلنيش احس انك انتٌ كمان غيرانه منى ي ديدى

 

تشدقت هدير بشفتيها واردفت

_اغير ! اغير منك ايه يا عبيطه انتِ ...ولانورهان هتغير ليه هى بتنصحك

_نورهان غيرانه عشان فارس بيحبنى انا ولقى نفسه معايا مش معاها وزعلانه اننا مبسوطين سوا

لكن وهى معاه كانت كتلة كآبه لحد م جابتله مرض نفسى

 

هزت هدير رأسها يميناً ويساراً وهى تضرب كفها ب كف متعجبه منها واردفت

_انتِ الل عاوزة مستشفى امراض عقليه بحالها 

 

نظرت هدير ناحية ماريا واردفت

_ايه الل مقعد البنت دى هنا؟ هى مش بتروح حضانه ومامتها فالشغل؟

 

جلست روان تداعب ماريا وهى مبتسمه

_انا بعشق البنوتة دى موووت ، قولت لنشوان خليها معايا انهاردة نلعب سوا عشان مش خارجه لحد م نسافر بليل 

_ممم طب للل جابلك ياختى يخلى لك 

 

قالتها بسخرية ،بينما رن هاتها ب رقم غريب ف اردفت

_الرقم دا كل شوية يرن ...

ضغطت زر الاستجابة

_ايوة...ايوة انا هدير مين 

 

على الجهة الاخرى 

_ايوة ياهدير ، انا عمتك زينات 

 

التوت شفتى هدير واردفت 

_نعم ياعمتى ،جبتى رقمى منين وعاوزة ايه

_يابت بلاش قلة ادبك دى انتِ لسه زى م انتِ كدا لسانك مترين ومتبرى منك 

 

تأففت هدير وترجلت للخارج واغلقت باي غرفه روان وهى تتحدث

_يوووه ادخلى فالموضوع ع طول ياعمتى عاوزين ايه ،وحبتى الرقم منين 

_ولاد الحلال جابوه بعد م طلعت عنينا ..وبعدين بكلمك اتطمن عليكِ يابنت مريم ايه متصلش !

 

جلست فى الشرفه وانعكس ضوء الشمس على ملابسها واردفت بالمبالاه

_لا متتصليش ياعمتى ،انا اصلا ماليش صلة بيكم ولا ليكم صلة بيا من زمان ...ايه الجديد 

_يابت بيجرى فعروقك ميه ! معقول محنتيش لحد مننا تشوفيه ولا يشوفك ،ياساتر على جحودك طالعة لابوكِ

 

نهضت هدير من مكانها فى حركه متوترة واردفت بشئ من التعصب

_ اخرتها ايه اسطوانتك دى ،لاء محنتش لان ببساطه انتو مش اهلى ولا تصلحوا تكونوا اهل لحد ،الخلاصة عاوزين مصلحه اكيد عشان كدا بتتصلوا صح 

 

_ولا مصلحه ولا حاجه ،احنا سمعنا ان بقالك فترة شغاله فحاجه كبيرة وحالك انصلح جبنا رقمك وقولنا نتطمن يابنت فؤاد لكن اقول ايه العرق دساس

 

_والله فؤاد الل بتشتميه دا ياعمتى يبقا اخوكِ ولو هو واطى زى م بتشتمى وانا طالعاله اكيد انتِ هتكونِ نفس الدم ولا احنا فصيلة وانتِ فصيلة

 

ياساتر على لسانك الل زى المبرد ، يابت حتى كلمه وحشتينى ياعمتى ماقولتيها دنا الل ربيتك

_كانت تربية زفت وحصدت نتيجتها ياعمتى ازواج وافراد،ف ابعدوا عنى كدا بالمعروف ومتسألوش عنى تانى 

والخط هغيره واعتبروا هدير ماتت زى امها ...وراحت مع الل راحوا ،سلام !

 

اغلقت الهاتف وهى تتأفف وتصب لعناتها عليهم ، من اين اتوا برقم هاتفها ؟فقد مر الكثير على تركها إياهم ..ماذا يريدون منها ؟ نظرت إلى السماء بلا حيلة تريد تركها وشأنها فقط 

كانت تتزعم التجاوز والتناسى ...ولكن سريان دماء عروقها دماؤهم مهما حدث ..‏رفقاً بها أيتها الحياة

فليست كل محاولات العبور تعني التجاوز!

 

___

حدث نفسك فى خفوت ،واجلها سريرتك التى لاتحدث بها اى شخص أى أن كان ..بعض القرارات رضا للعقل وألم للقلب.

كان زين ب اجتماعه الاسبوعى بكل اقسام الشركه ،يتحدث مشيراً الى كل قسم ماذا عليه فعله استناداً إلى مهام جديدة فقد تم ب حمد الله تجاوز المحنة السابقه التى مرت على الشركه وكادت تهدم اساسيتها التى بُنيت منذ اعوام .

يشرح مستخدماً كلتا يديه ،اصابعه ويده متنفضه عروقه واوردته بها .. نظارته الطبيه على عينيه البراقتين 

ابتلاعه لريقه كل فتره وتحرك تفاحه ادم من مكانها صعوداً وهبوطاً..ابتسامته حينما يلقِ احدهم نكته وسط الاجتماع ك تخفيف حدة توتر الوقت ، نظرته الثاقبة حينما يقوم احدهم بطرح اقتراح لايعجبه..

 

كل هذا يدور ب رأس نشوان وهى معهم بالاجتماع ،تحاول ان تلهى نفسها عنه ولكنها لاتستطيع .. إلا أن وجه إليها سؤالا على حين غرة

_كدا تمام يا استاذة نشوان ؟

 

انتبهت ف اردفت بجدية قدر الإمكان

_اه طبعا يا مستر زين 

_طيب كدا اجتماعنا خلص، يالا على مكاتبكم 

 

نهض الجميع ونهضت نشوان ،فقام زين بمنادتها 

_استاذة نشوان ..دقيقة من فضلك 

 

توقفت نشوان بينما خرج الجميع ،اقتربت ناحية مكتبه ف اردف لها

_الشغل الايام دى مش عاجبنى فالقسم بتاعك ،محبتش اقول كدا قدامهم لان مرة حصلت منى عيطتِ ومحدش عرف يسكتك 

 

ابتسمت نشوان لدعابته ف اكمل زين 

_انا عاوز اعرف ايه الل مشتتك كدا ، حتى فالميتينج كنتِ سرحانه او مش مركزة 

فيه شئ يخصك موترك ؟ البنوتة كويسة؟

 

حاولت نشوان التماسك امامه ،قلبها ينتفض بشده .. لاول مرة بحياتها تشعر هذا الشعور 

_لاء مفيش حاجه ،ومتأسفه لتراجعى فالشغل الفترة دى ...مش هتتكرر حضرتك تانى 

 

اومأ زين ب رأسه متفهماً واشار لها

_ماشى ..تقدرى تتفضلى 

 

ترجلت نشوان الى مكتبها ، شاردة ...فى صوته فى شعوره بها حتى وان كانت الى ان مجرد احدى موظفات عمله لا اكثر ، انه الشخص الوحيد الذى عاملها ب لطف دون أن يريد شيئا منه مقابل ذلك !

شخص يُحسن معاملتها لوجه الله فقط, يقوم بتشجعيها ان قامت بشئ محمود ،ولا يقوم بتوبيخها امام احد ان تراجعت فى انجازاتها حرصاً على مشاعرها.

 

آآه ياقلبي ،بالله عليك تهدأ ... طريقاً خاطئ لاتسير به ارجوك ، استيقظِ يانشوان انتِ مجرد ارض عطشه لقطره ماء ..لاتصبحى فريسة ساهلة لمشاعرك المهترأة ،اصبرى وصابرى واحتسبي 

لعل جزاؤك عند الله اكبر..

___

_مين حاطط طاسه الزيت دى عالنار 

 

قالتها هدير بصوت عالِ إثر تناولها زجاجه المية تشرب منها من البراد الكهربائي ،ف اجابتها روان 

_انا هعمل بطاطس شيبس ل ماريا عشان جعانه 

_غباء غباء ماشاءالله عليكى يا دوجه انتِ، كنتِ طلبتى لها من برة لسه هتعملى 

 

_معرفش بقا اهو الل حصل

 

سمعت روان صوت هاتفها فقفزت فى مكانها وتركت ماريا على الارض وقالت

_فاااااارس بقا يا سكر بودرة حيااااااتى 

 

هرولت ناحية غرفتها واغلقت الباب ، التوت شفتى هدير وتمتمت ساخره

_فارس سكر بودرة!! بتحب فكحك العيد ...انا اروح اخد دش وانزل 

 

ذهبت كل واحدة منهم الى مقصدها وتركوا الصغيرة وحدها بالمطبخ !

 

___

_وبتحبي تسمعى لمين كمان ؟

 

ابتسمت نورهان وكتبت عبر رسائل الواتس اب 

_عايدة الايوبي ، كاظم الساهر ...كدا 

اتتها رسالة من عيسي على الفور مكتوب بها 

_ايه دا بس الناس العميقه دى ،لا احنا مش ادكم يا دكاترة احنا مخرجين بتوع فن وهشك بشك

 

ضحكت نورهان بشدة ، ف ارسل عيسي 

_انا بعشق تامر حسنى بشعر صدره وبابا غنوجه وفتحه قميصه 

_لاء تامر مبسمعلوش 

_طبيعى شخص بعمقك هيسمع كل مرة اشوفك فيها ببقا نفسى اا اا 

 

لم تستطيع نورهان ان تتماسك اكثر وهى فى المطعم بالخارج تنتظر وجبه غدائها وضحكت بشدة مما جعل ممن حولها ينظرون لها 

_حرام عليك متضحكنيش انا برة 

_يانهار ابيض ،انتِ مش فالجامعة؟

_لاء طبعا خلصت شغل ورايحه اتغدا ،متخيل بنتكلم بقالنا كام ساعه ؟

 

على الجهة الاخرى ابتسم عيسي واردف 

_مش عارف، بس محستش بالوقت ...اوعى اكون مضايقك 

 

ترددت نورهان قبل ان تكتب هذه الرسالة ومن ثم تشجعت وكتبت

_بصّ،من غير زعل ..انا عادة مبتكلمش كتير وات اب وفيس وكدا ،ماليش فالجو دا 

يمكن دى اول مرة اعملها فحياتى ...حتى اما كنت مخطوبة قبل كدا 

 

تعجب عيسي ورفع احدى حاجبيه وكتب

_انتِ كنتِ مخطوبة قبل كدا؟

_اه ..مرتين 

_عجيبه

_ايه العجيب ف كدا

_مين جوز الحمير دول ...معلش يعنى 

 

هنا غرقت نورهان فى نوبة ضحك مستمرة ، لم يسبق لها ان تضحك من قلبها هكذا 

حتى بعثت له رسالة صوتيه هذه المرة 

_بجد خليت شكلى وحش انا برة واول مرة اضحك الضحك الهيستيرى دا 

 

ابتسم عيسي بشدة حينما سمع صوتها ،واعاد التسجيل عدة مرات ومن ثم اردف لها مسجلاً رسالة صوتيه هذة المرة وقال

_ينفع احلف على مصحف انى مش بعاكس وكتاب الله ،صوتك فالريكورد حلو اوى اوى اوى 

 

سمعت نورهان صوته ، تكاد تصدقه انه لا يقوم بمغازلتها ...هى تعرف هذه الطريقة من بعض الشباب فقد اتعرضت لها كثيراً ولكن هذا ال عيسي...يتحدث صدقا من قلبه 

 

____

صوت صرخه طفلة ، خرجت هدير بمعطف الاستحمام تتساقط منها المياة وخرجت روان الى المطبخ 

ل يجدوا ماريا مطروحه أرضاً مغشى عليها والزيت الساخن منكب على احدى قدميها 

صرخت هدير

_يانهااااار اسوووود ،البت اتحرقت يخربيتك ع بيت فارس

 

ضمتها روان وهى تصرخ من الخوف والمفاجأة

_هعمل ايييه هقول لمامتها ايه 

_قومى انا هلبس اى حاجه ويالا هشغل عربيتى ونطلع ع مستشفى البت هتروح مننا منك لله دى امانه 

 

هرولت هدير ترتدى اى شئ بخزانتها غير منتبهه لاناقتها الآن،اما عن روان ف بملابس المنزل كانت تحتضن ماريا ، اتت بهاتفها تخبر نشوان 

 

_ الو...نشوان ،الحقينا

___

هبت نشوان واقفه من مجلسها قائلة بفزع 

_ايه ! بنتى !! بنتى !! 

 

هرولت ناحية الخارج والكل يسألها ما الذى جرى وهى لاتجيب حتى اوقفها زين الذى كان فى طريقه إلى مكتبه الرئيسي

 

_فيه ايه يانشوان

تنهمر دمعاتها وهى تخبره

_حضرتك اذنلى بنص يوم انهاردة ،بنتى هتروح منى 

 

ظهرت علامات الذعر على وجه زين واردف لها

_مالها بنتك 

_مفيش وقت حضرتك لازم الحقهم 

_طيب انا هوصلك 

 

هبط معها واستقلت معه سيارته تبكى وترتل من آيات القرآن ماتيسر على لسانها ينجى طفلتها ، كان ينظر لها مشفق لحالها كثيراً حتى وصلت إلى المشفى التى وصفتها لها روان 

هبطت وصعدت دون ان تقوم بشكره حتى ،كادت ان تتعثر عدة مرات من سيرها بعشوائية وخوف 

نظر ناحيتها بحزن وادار مقود السيارة يعود إلى العمل ثانية.

اما عنها فقد وجدت هدير وروان بالخارج،وصوت صرخات ماريا بالداخل يقومون باللازم معها ،ف انتابت نشوان حالة من الجنون

 

_بنتى ...صوت ماريا دا ، دا صوت مارياا 

قامت هدير ب احتضانها وكانت هذه لاول مرة يتلاقى الخطان المتوازيان، دفعتها ب احضانها دون التحدث والاثنان تتحدث دمعاتهمها ...اما عن روان فكانت تحتضن نفسها بعيداً تبكِ تعلم انها السبب ولكن ماذا عساها ان تفعل ،فقد قدر الله وماشاء فعل!

__

 

العشق..وقليل منه يَكفى

{مَلحمة الحُب والحرب}

#نور_إسماعيل

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

664 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع