الفصل السابع عشر
«على رُقعة شطرنج»
جميل أن نختلف بلباقة ونعتذر بتواضع ونتخاصم ب بخل ونعاتب برفق ونفترق بود ونحيا بحب ،الأخلاق تكفيك أن تكون جميلاً ..
_هى كدا نامت !
قالتها هدير بعينان مهتمه تنظر الى الصغيرة ماريا نائمه هادئة ب احضان والدتها نشوان التى تلامس خصلات شعرها الصغيرة حزينه على م حدث لها
_المسكن قوى الل خدته ،نامت ياقلبي من كتر الصريخ والعياط ..يارب يشفيها ومشوفش فيها وحش
صمتا الاثنين ،ف اردفت هدير
_انتِ جاية من الشغل ع هنا ولحد دلوقتي اكيد مكلتيش حاجه
نهضت من مكانها ف اردفت نشوان لها بتساؤل
_مش مهم اى حاجه المهم ماريا، انتِ هتروحى ولا ايه؟!
_لاء طبعا مش هروح ،هروح اشتري كام بتاعة باتيه وعصير عشانك انتِ وماريا
هى اصلا كانت جعانه قبل الحوار الل حصل
همت هدير بالترجل للخارج ف اوقفتها نشوان تتحدث ب اعين ممتنه
_متشكرة ياهدير
ابتسمت هدير واردفت بردودها المعهودة
_بتشكرينى على ايه ، انا بشوف نفسي فبنتك يتيمه وحظها قليل وملطشة ماشاء الله
ربنا يجعل حظها احسن من حظى ...هجيب الحاجه ورجعالك
ترجلت هدير للخارج بينما كانت نشوان تقبل يد صغيرتها وتتمتم بخفوت
_شفاكِ الله وعفاكِ يانن عين ماما
خرجت هدير ل تجد روان تتحدث بالهاتف جانباً ،فيتضح لها من ردودها انها تتحدث الى فارس خطيبها
_لا يابيبي مش هنأجل حاجه ،هشوف بس نشوان هتبيت معاها ولا هيروحوا وهروح اخد شنطتى وجايلك ع طوووول
هنا اشتعل الغيظ ب هدير ب هدير ف امسكت روان من اطراف ملابسها لاعلى وقالت وهى تعض على شفتها السفلى ب اخر صبرها
_بيبك مين الل ريحاله ع طول ، تروحى ع جهنم بنفس السرعة ..
افلتت روان قبضه يد هدير واستدارت لها بعدما علقت مكالمه فارس واردفت لها
_ايييه يا هدير عاوزة ايه
_يعنى حرقتِ البت وجبتى الولية امها ع وشها وشكلهم هرفدوها وشتتِ شمل اسرة كاملة وهتسافرى برضو مع بوز الاخص بتاعك ياجلاب المصايب
_هعمل ايه بقعدتى يعنى! الدكاترة قاموا بالواجب خلاص والدنيا تمام ونشوان جمبها هقعد اعمل ايه
صنعت هدير حركه بقبضه يدها فى وجه روان واردفت حانقة
_اقسم بالله البوم بيفهم عنك ،غورى شوفى هتروحى مع بيبك فين يارب تتقلبوا بالعربية سوا فالصحراوى
تركتها ورحلت بينما اعادت روان المكالمه ثانية بعدم اكتراث لكل م قالته هدير لها واردفت بميوعه صوت الى فارس
_بيبي
_قلبه
_كنّا بنقول ايه ..
___
حقيبة يد نورهان توضع برفق على الفراش وتتحدث الى الهاتف عبسه الوجه
_يعنى ايه كلهم فالمستشفى ! انا اتخضيت اما جيت لاقيت البيت فاضى
كانت على الجهة الاخرى اميرة تقوم ب اخذ حساب مالى من شخص يقف امامها وتسند الهاتف الى اذنها وتردف
_هدير قالتلى ،قولتلها اخلص بس الاوردرات وهمشى اروحلهم ،مش عارفه انهاردة ليه الاوردرات كتير ومحدش عاوز يصبر
تنهدت نورهان ب حزن واردفت
_طب كلمتى نشوان اتطمنتِ على ماريا ؟
جلست اميرة الى اقرب مقعد وهى تدون شئ على الحاسوب
_اه كلمتها واتطمنت ،الحمدلله البنات لحقوها قبل من الحرق م يكون درجه تانيه او تالته
تاففت نورهان واردفت
_روان دى متخلفه ،،دى مبتعرفش تشيل مسؤلية نفسها ..رايحه تقول بقلب جامد لنشوان تسيب البنت الله يخربيتها
_اهو قدرها ، بتقولى هدير كلهم مش مبطلين عياط مع صراخ ماريا ...بجد وجعولى قلبي
_اكيد هدير ونشوان الل بيعيطوا ،لكن اختى حلوفه هى بس متاخده من الموقف
انا هسبقك ي اميرة ع هناك ماشى
_خلاص ماشى ...وانا مش هتأخر
___
على مقهى حديث الطراز كبير ومعلوم الاسم كان يجلس عيسي مع منتج سينمائي معروف فى الوسط الفني ،قد قام بمهاتفته
واعطاه ميعادا وبتوقيته بالدقيقه كان عيسي هناك..
_تشرب ايه يا استاذ عيسي
مبتسم عيسي وقلبه منشرحاً واردف
_متشكر ...ممكن شوية كدا
_خلاص ماشى ، تعالا ندخل فالموضوع ع طول ...اكيد استغربت منتج سيما زيي هيكلم مخرج كليبات واعلانات ليه ..مش كدا؟
ابتسم عيسي ابتسامته الجميلة واردف ب ثقه
_هو فالوسط الل احنا فيه دا انا مبستغربش حاجه ...انا مخرج وحضرتك منتج وبنقابل مطربين وممثلين وموديل اعلانات ...بيت كبير كله منفد ع بعضه ،وكلنا لينا عيش مع بعض
ابتسم المنتج وربت على كف يد عيسي
_شكلك غير شغلك الحلو ،الا انك واد مجدع ورجولة ... وكلامك عجبنى ..انا بقا ياسيدى هنتج فيلم قريب
جالى السيناريو بتاعه على طبق من فضة ، قريته واستمخيت ودخل نافوخى
ولاقيت مع السيناريو ترشيح انك انت الل تخرج الفيلم دا ...بالتحديد انت
تعجب عيسي ومازالت على وجهه الابتسامه ف اكمل المنتج
_قولتلهم مين عيسي العشماوى دا ، راحو مفرجينى على كام اعلان ليك ..وعلى كليب المطربة اسمها ايه دى
_ميران
_ايوووة ، قولت باااس عندكم حق ..شكله مخرج سلاطينى
تضاحك عيسي واردف
_يعنى ايه مخرج سلاطينى
_يعنى راجل صاحب مزاج فالشغل ، انا نفسى اتكيفت وانا بشوف شغلك ولما شوفت صورتك
قولت وليه عيسي العشماوى ،مايسمى نفسه عيسي ابو وحمه تسمع فالسوق اكتر
قال الرجل الأخيرة وطلق ضحكه ذات صوت عالِ فى الارجاء ، فنظر عيسي حوله واردف اليه بعدما عبس وجهه بعض الشئ
_لاء عيسي ابو وحمه لما اكون هفتح صالون حلاقة يا كبير ، لكن انا اسمى عيسي احمد العشماوى ..وبفتخر ب اسم ابويا ، وبفتخؤ برضو بشكل وحمتى الل مميز وشى عشان اتعرف بسرعه فالوسط واول م يتقال اسمى يتعرف انه ابو وش مميز مش ابو وحمه !
عاد المنتج الى الخلف يستند الى ظهر المقعد مع هوة رأس اى ان حديث عيسي قد اعجبه واردف اليه مبتسماً
_هو ايه حكايتك،شكلك فيلسوف مش مخرج بس ،كل كلامك فالجون كدا وكأنى قصادك بنلعب شطرنج
كل م انزل ليا حصان تقولى كش ملك ..
ابتسم عيسي واردف بحسم
_هنبدء امتى شغل !
_اصبر عليا ، نجمع فنانين العمل ونبدء يابطل ..
استند عيسي الى المقعد ووضع قدم على الاخرى بثقه واردف
_وهو كذلك ، ممكن دلوقت اطلب لاتيه فانيله
_ماشى يا عيسيوى لاتيه وانا هطلب عشا،اصل انا متغدتش من الصبح واهو تتعشى معايا
ويبقى عيش وملح
ضحك عيسي على عفوية هذا الرجل ، ونظر الى قائمه دردشه _الواتساب_ ينتظر منها رسالة
ولم تأت بعد ...ف اكتفى ب انه يخبرها بمدى فرحته ب أن ينظر الى صورتها فقط!
__
_يعنى هى كويسة ؟!
قلبها يدق بشدة فور سماع صوته ، انه الزين ..يسألها كيف هو حال طفلتها ،يسألها ب اهتمام ام انه لمجرد انها احد موظفيه وهذا حق الزمالة عليه؟
على اية حال لن تعرف معادن البشر في أيام الطمأنينة.. وحدها أيام الفزَع من ستخبرك..
اخفضت نشوان من صوتها وهى تجيب سؤاله حرصاً على ان لاتفيق صغيرتها
_الدكاترة طمنونا الحمدلله
_يعنى هتروحى انهاردة ؟
_بيقولوا اه ، بعد اذن حضرتك ينفع استأذن اليومين الجايين مش هينفع اسيبها مالهاش غيرى
_يابنتى هو دا وقت شغل ، خدى الاجازة الل عاوزاها ..المهم بنتك
ابتسمت نشوان ل حُسن رده الذى يشعرها ب ربته خفيفه على قلبها الحزين ، اردفت اليه على استحياء ك عادتها
_بشكر حضرتك جدا
_لو عاوزانى اجى اوصلك للبيت مفيش مانع
وضعت يدها على قلبها بعدما احمرت انفها ووجنتيها خجلاً وهى تحدث نفسها بخفوت "إهدأ..ارجوك إهدأ "
ابتلعت ريقها واخذت انفاسها تلهث كأنها قادمه من طريق طويل حبواً وقالت
_لا مش هينفع اتعب حضرتك واشكرك على عرضك دا ، انا هروح بمعرفتى
على الجهة الاخرى جلس الى اقرب مقعد وباصابعه يداعب اوراق الزهور الناميه على نافذته واردف
_انا مبعزمش يانشوان
_كترخيرك يامستر زين
_طب انتِ مش محتاجه حاجه ؟!
_ربنا يخليك ربنا معايا ومستورة
تنهد فصعد صدره وهبط واردف
_طيب ، لو احتجتِ اى حاجة رقمى معاكِ ..مع السلامه
_مع السلامة
صمتت تنظر الى الهاتف والى مدة المكالمة وتشرد بعيناها فالفضاء امامها مبتسمه
ومن ثم اردفت الى نفسها بعدما هزت رأسها كثيراً تنفض الفكرة عنها
_استغفر الله العظيم ...وبعدين فيكِ مفيش حاجه الراجل بيتعامل بذوق ،خليكِ زى م انتِ يانشوان اجمدى
___
_وشك حلو يا نووووور ،ردى بقا
قالها عيسى بصوت عالِ فى رسالة صوتيه الى نورهان وهو يدلف الى المنزل ، ف خرج زين من غرفته ينظر ناحيته واردف مداعبا اياه
_يانوووور،مين نور وتعالالى يا العوبان
قهقه عيسي وهو يضع حاسوبه على المنضدة واردف الى زين
_هاه!
_هاه ايه جاتك هوا ، نور مين وبصتك فالفون ليل نهار اما لحس نظرك وانا ساكت ومطنش وبقول بكره يحكى بكره يقول ...هتقول ولا ادخل اعمل شاى لنفسى واسلخ الناحية التانية من وشك بالمية
نهض عيسي من مكانه ودلف الى غرفته محدثاً زين
_بالراحه ياعم زين انت بقيت عنيف كدا ليه
_اصل بسألك وتقولى هاه ...هتتوه ياض
جلس عيسي وشرد ب وجه نورهان فى خياله واردف وعيناه لامعتان
_عارف الملايكه ...البسكويت ...الحجات المسكرة الخفيفه ،الدونتس عارف الدونتس
جلس زين بجانبه وصفعه خلف رقبته ساخراً واردف
_ايتوال يعنى ...بتحب محل ايتوال
_انا بحب انتاج ايتوال نفسه ياجدع
_طب احكى ع طول عشان بدأت اتخنق
_فاكر البت دينا مراجيح ...قصدى رونى زحاليق رونى حافظ
اومأ زين ب رأسه إيجاباً واردف اليه
_اه فاكرها رونى دريم بارك مالها
_فاكر فستانها ياض فالخطوبة
_عليها وع فستانها وع الديوث بتاعها الل حرق دمى يومها
_بس كانت طلقه البت ، فستان عبارة عن مايوه ..كانوا عملوه ع البحر احسن واوفر
امسك زين عيسي من ذراعه بنفاذ صبر واردف
_انت هتفضل تلاوع كتير ليه ،ايه الطرق الثعبانية دى مالى انا بفستان رونى ولا المايوه بتاعها
اخلص قولى مين نور لا إلا والله
اصتنع عيسي الخوف من زين وهو يضحك واردف
_خلاص خلاص ، بالراحه يا مليجى فيه ايه ...نور دى للاسف الشديد وللظواهر الكونية والمعجزات الل ربنا بيخلقهالنا كل يوم وانضماما للكوارث الكونية وتضامنا مع جمعية حقوق الانسان تبقا اختها والتوأم !
ابتسم زين واردف متعجباً
_اختها التوأم !! وزيها كدا
_لااااا ،بقولك بسكويته ...رقة واخلاق وادب ،هو واضح انهم عرفوا يربوا نورهان وجم عند روان كان عندهم مشوار
ضحك زين بشدة فاكمل عيسي وهو يبدل ملابسه
_الغريب ي اخى تتعامل مع دى وترجع تتعامل مع دى لو حلفوا لك على مصحف م تصدق انهم اخوات لاء وتوأم كمان
عقد زين ذراعيه امام صدره واردف
_عادى ...بتحصل ،المهم يعنى اتقابلتوا ازاى اللينك حصل ازاى
_فخطوبة مرجيحه هانم ، لاقيتها بتعيط وكدا كلمه فسؤال اتعرفنا ومن يومها يا معلم
واكاد اقسم لك ان مش شوفت رقة كدا ...وخدانى وشدانى كدا بشكل
غمز زين ب احدى عينيه واردف له
_زى البنت الل كانت قبلها كدا
تلعثم عيسي واردف
_لاء الل قبلها بنت ناس ومحترمه اه ، بس تحس عندها حلقة مفقودة انها تعض الل يقربلها كدا
_اصل انت كنت متعلق بيها اوى ياعيسى
_اعترف ياصاحبي انى كنت متعلق ومشغول كمان ، بنت غريبة من نوعها طريقتها ولبسها وكلامها
يعنى فريدة كدا مالهاش فالعوج ودوغرى ...شدنى اختلافها وسكوتها والغوامق بتاعتها والاسوار الل عاملاها حواليها ...اصل انا البنت الل تختلف عن غيرها وتحافظ ع نفسها دى تعجبنى اوى
لكن لما عرضت عليها الموضوع وموافقتش ،قولت خلاص محدش بياكل لقمه غصب عنه
واقتنعت ان لها اسبابها زى م انت قولتلى فمرة ، لكن نورهان ...
قالها وشرد ف دنى زين بجانب اذنه واردف له بدعابة
_ايواااا مالها نورهان
_لاء نورهان كدا عاوز اكلمها كتير ، عاوز اعرف يومها عاوز احكيلها يومى ..عاوز اتطمن عليها
عاوز اعرف مالها ،مهمه اوى عندى ومش حاسس انه مجرد اعجاب او ملى فراغ
انا وهى كبرنا عالعبط دا ،واكيد هى ياما قابلت وانا كمان ...
انطرح عيسي على ظهره على فراشه واكمل وهو يحدق بسقف غرفته مبتسماً
_تحس كدا فيه قلوب بتنده ع بعض ، بنفضل طِرش سنين لحد م تسمع الصوت من بعيد وتجرى عليه ، وانا مع نور ناسى نفسى وناسى الدنيا وناسى الناس
ارتمى زين بجانبه واستند الى ذراعه وحدق الآخر الى سقف غرفته أيضاً واردف
_احنا بقينا شُعرا
_احنا بنحب يا زين
_بتحب مرة واحدة !
_ايووة
_وايه خلاّك متأكد ياعيسوى
_قلبي بيجرى ع رسالتها يفتحها قبل ايدى ، بفضل مبحلق فصورتها بالساعات الل حطاها واتس ، مش مستعجل ع حاجه ولا بقولها نتقابل ولا نتكلم فون ولا اى هرى ، سايب قلبي وقلبها على راحتهم
راضى بفتافيتها الل محليين يومى ..خجلها وهى بتحاول تقفل الكلام وانا افتح فمواضيع بيلهلب قلبي على نار هاديه ..مش عاوز غير انى اكون جمبها ...جمبها وبس
صفق زين بكلتا يديه واطلق صفيرا واردف
_ياعيسي ياعشمااااوى ياجامد ،انا لو مكانها وسمعت الجملتين دول هطلب انا ايدك للجواز
ضحك عيسي ووضع ساق على الاخرى واردف
_انا قمر اه يا زوووز بس مش للدرجة دى
صوت قدوم رسالة على هاتف زين ، نظر له وهو فيده ف وجدها من نشوان مدون بها
_متشكرة لحضرتك انك امرتلى بالاجازة مدفوعه الراتب هما بلغونى فالشركه ،وكمان بلغونى بالمبلغ الل حضرتك امرت بيه عشانى ك تضامن منكم للى حصل لبنتى ...ربنا يعزك ومتقعش فكرب أبدا
ومشكور كل الل حضرتك عملته معايا ..معنديش اكتر من كلمه الشكر الل ممكن ارد بيها حق حضرتك
نظر زين الى الرسالة وابتسم ابتسامه جانبية وظل مصوب نظره على الرسالة برغم قراءته لها عدة مرات ف
لاحظ عيسي
_ايواااا ،م احنا كمان عندنا اسرار اهو
اخفى زين هاتفه بعيد عن نظر عيسي واردف بتلعثم حرك تفاحه ادم برقبته
_اسرار ايه ياعبيط انت
_عليا يا سرسوب الهوا ! بتفاحتك المش مستقرة دى ...جاتلك رساله وبحلقت وتحملقت واذبهليت ونسيت انت فين أساساً
دفع زين عيسي بصدره واردف
_ايييه كل الرغى دا ،اوام عملت قصة قصيرة فالثوانى دى
_اعترف وخلص الرسالة من مين،اميرة صح
نظر زين ناحية عيسي بعدما تقلقل قلبه بعدما تفوه عيسي ب اسمها واردف
_ايه الل خلّاك تقول كدا
_اصل بالبديهى كدا ، زين بتاع اميرة وقلب زين لاميرة وعقل زين لاميرة ولو فيه حاجه قالت عكس كدا
يبقا نقول عالحب يارحمن يارحيم ...عشان ببساطه ومن غير تعقيد بعد كل الل كان وحصل بينكم
وقصتكم تنتهى وانت تحب غيرها وهى تحب غيرك ، نقول عالدنيا سلانكتيه وكله فالكلتش مفيش حاجه اسمها حب !
سمعه زين حتى النهاية ونهض من مكانه مترجل نحو خارج غرفة عيسي وهو يردف
_بقولك ايه تعالا نخرج انا مخنوق
_مجاوبتش اميرة ولالاء ؟
التفت زين إليه واردف محاولا تغيير مجرى الحديث لشئ آخر
_بقولك ايه،وانت داخل بعتت لنور رسالة وشك حلو عليا ...ف ايييه بقا؟
ابتسم عيسي وتذكر واردف
_اسكت مش هعمل فيلم سيما قريب ، بكرة وبعده مش هتعرف تكلمنى يابن السلطان
قام زين بعناقه بحنو اخوى شديد واردف له وهو يربت على كتفيه
_الف الف مبروك يا حبيبي ، تستاهلها يا عيسوى والله تستاهلها
_يا زوووز يابن الاصول ..فرحتلى انا قولت هتجز على سنانك تحقد عليا
قهقه زين ف اكمل عيسي
_عارف يا بو الزنازين ...لما عرفت بموضوع الفيلم مع انه حلم حياتى اكبر واتشهر كدا
مفرحتش اد فرحتى بوجودها فحياتى ..وكأنها اخدت كل الفرحة لوحدها الطماعه ...,
ابتسم زين لمصطلحات عيسي العجيبة ، يتحدث بها من داخل مكنون قلبه ويبدو انه اصاب هذه المرة!
__
وبعد أيام ...
كان لقاء عاصف مرتب إليه من قبل الجهتين ، صالح وهدير
بشأن تهدئة الأوضاع والوصول إلى حل سلمي وسط يرضى جميع الجهات!
_اسمع بقا الفكرة دى وبصراحه دا آخر م وصلتله
استند صالح الى كف يده واردف وهو يلتوى بشفتيه
_قولى يا ام كلثوم قولى ،جلجلى جلجلى
_بص ،انا بخاف من الجواز جدا ولاغياه من حياتى اصلا ، ليه بقا
عشان انتو صنف كلب ولا يؤتمن ووحشين وانانيين وبتاخدونا لحم وبترمونا فرافيت
ومش بتوع بيوت ولا مسؤلية
اصطنع صالح تحيه بيده على رأسه واردف لها
_متشكرين يا متريية يا اصيلة ياللى لسانك عاوز جزّه
_ان شالله لسانك قبلى ،المهم ...بعد كل قرفى من الجواز دا وخوفى منه
وحضرتك طبعا متتوصاش عاوز تلعب وتهيص يومين وبس بلا مسؤلية ولا حتى اتباع حلال ولا حرام
ففكرت اننا نتجوز ...بس من غير شروط من غير قرف من غير خنقه
من غير بيت ،انت فبيتك وانا فبيتى عادى
مش هكتب عليك قايمه ولا مؤخر ولا كل دا ، هو بس هتكتب لى تعهد انك لا تخوننى ولا تطلقنى الا لما نتفق انا وانت والا فيها قضية للمحكمه
بكدا انا وانت متصاحبين زى م انت حابب ،خروج وفسح وبيات مانا مراتك ، وانا بعمل حاجه صح ومش خايفه منها قدام ربنا والناس
ابتسم صالح وتلفت يمينيا ويساراً واردف اليها ساخرا
_انتِ وانتِ صغيرة وقعت على دماغك ولا حاجه ،ايه الهبل الل بتقوليه دا
_فين الهبل يا فاقد الاهليه ف الل بقوله ، اولا هنتجوز عادى من غير فرح من غير معازيم ع سنه الله ورسوله وهنعرف كل الل حوالينا ...انت هتتصرف براحتك فيومك وانا كمان
ووقت م نخرج نخرج وقت م نسافر نسافر ، مفيش خنقه مفيش عيال توء توء مفيش مسؤلية ع حضرتك
ها قولت ايه ؟!
إنها ليست مجنونة اذاً!!ولكنها فى طريقها للجنون!! ستتخذ للجنون سبيلاً،أهكذا عقدت العزم وقفزت إلى ذهنها هذه الفكرة الملعونه؟!
تنظر هدير إليه منتظره ان تنفرج شفتا صالح عن الرد الذى تنتظره هى بفروغ صبر..وحينما رد هو كان هدوء اعصابه يطغى على الموقف ،ارتشف جزء من المشروب الذى امامه ونفث دخان سيجارته بعيداً وقال
_انتِ مجنونة صح،او بتعانى من مرض نفسي حاجه فالر ينج دا ؟!
_مجنونة او لاء ، ايه الل يمنع اننا ننفذ فكرتى دى ..قوللى ايه الل يمنع
اومأ صالح ب راسه متفهماً كم الهراء الذى تتفوه به ،ف اردفت هى
_ايه رأيك ؟ انا متأكده انك عاوز كدا واكتر منى كمان
حملق بمقلتيها الخضراوتان واردف
_عاوز ايه ياهدير !
_عاوز تملكنى ونتعامل فكل حاجه ايزى وكأنى صاحبتك ومراتك وكل الحجات ..وانا قريتك وحلتهالك بطريقتى الل ترضينى وترضى تربيتى وحبى ليك
هنا من دون سابق انذار، سحب صالح ساعدها وجرّها إلى الخارج مسرعاً بينما هى لاتفهم شيئاً قط تنظر حولها مذعورة ،الى اين ذاهب بها هذا المختل؟
خرج خارج المطعم بعيداً حتى وصل الى بقعة مظلمة الى حد ما ، والصق ب جسد هدير إلى الحائط وضم جسده إليها وطوق بذراعيه جسدها ف أصبحت محاصرة به من كل جهه ، هجم بشفتيه على شفتيها ورقبتها وشعرها فى نهم وبسرعه مع صوت أنينه البسيط الذى يدل على نشوته فى أحضانها،اما عنها فقدر المفاجأة عندها كان كافياً ان تتذوق من هذا المتعجرف وجه آخر كانت تتوق هى إلى معرفة.. طعمه اللذيذ وكثيراً شردت فى خيالها تبحث عنه وتتخيل معناه.
ب أسنانه ضغط على شفتها السفليه حتى ظنت انها سَ تُقطع من جرأة فعلته ،اصدرت تأوهاً فى لحظة ضعف قلبها وترجمها عقلها ...هذا هو ماكانت تريده بالفعل ولكن بشرع الله،،
_هو دا الل عاوزاه يا ست هدير ؟!
كانت تلتقط هدير انفاسها وتنظر إليه واردفت وهى تصوب عينيها الى عينيه
_مش دا وبس ،انا عاوزة اكتر بس يكون من حقى ومش سرقة بالشكل دا
اقترب منها حتى شعرت بلهيب انفاسه تحرقها
_قولى بقا أنى عاجبك ...واوى كمان ..مكانش له داعى نشفان ريقى كل المدة دى
_انت شايف انك احسن راجل فالدنيا مثلاً!!
_انا شايف كدا جدا ،عالاقل فعين نفسى وفعينك
_فعينى
هز رأسه إيجابا واكمل حديثه
_اها...لو مش ف عينك مش هتحاولى أبدا تنزلى من قصرك العالى وتقوليلى انك مش بس بتحبينى وعاجبك لاء وكمان تعرضِ عليّا العرض الذهبي دا ..مراتى وصاحبتى ولينا مطلق الحرية سوا بس قدام ربنا والناس
ابتسمت هدير ضاحكة ان خطتها وقرارها الاهوج قد لقى بعض الاستحسان منه وقريباً ستصل الى غايتها المنشودة ويخلو لها ساحه قلبه بلا منازع او شريك
_ايوة عاجبنى وبحبك ، بس انا مبقولش او بطلت اقول لانك متستاهلش...ولمّا قولت كان فيه فكرة تخلينى اقول انك بجد عاجبنى وانى عاوزاك اوى فالنقطه دى ...
امال بجذعه عليها علماً لفارق الطول بينهما وقال بحثيث صوت بالقرب من أذنها
_انهى نقطه ؟!
ابتسمت برقة غير مسبقه او معروفه عن هدير وقالت
_تكون جوزى وتبقا الوحيد الل لمس قلبي وفك عذريته و جسمى كمان
_فالنقطة دى وبس ؟!
رفعت هدير احد حاجبيها وقالت متعجبة منه
_هو انت هتفتح لى محضر!! موافق ماشى مش موافق كل حد مننا يروح لحاله ...ولو مش موافق هدفعك غالى عالبوسه الل بوستهالى دى من غير وجه حق
_ولو موافق؟
ابتسمت هدير وقالت بهدوء
_هتبقا جوزى بقا خلاص
ابتسم صالح وداعب انفه ب اصبعه علامه انتصار ،ف همت هى بسؤاله
_موافق ولا إيه؟!
_سيبينى افكر
_اعتقد أخدت وقت كفاية وكويس اوى ان سمحت بالمساحة دى
تركته ذاهبه نحو المطعم ل تحمل حقيبتها وتنصرف ف اوقفها هو بكلماته
_بصراحه لما خدت فكرة عن العرض بتاع معاليكِ..اقدر اقولك انى ...
التفتت هدير نحوه تتنتظر رد ،ف اجابها هو
_مممم لا مش هتسرع فالحكم لازم ادوق تانى
تركته وانصرفت مسرعه غاضبه بحذائها العالى الذى كان يصدر صوتاً وكأن الارض تتكسر تحت قدميها،اما عنه ف كان يضحك وهو يعقد ذراعيه امام صدره امامه الالاف الاميال ل تفهم أمر تلك الفتاة ذات الرأس اليابس.
#نور_إسماعيل
__
رُبما لم يرغب المرء في الحبّ بقدرِ رغبته في أن يفهمه أحدهم.
كتبتها نورهان على حالة تطبيق _الواتساب_لديها هذه الكلمات وتركت الهاتف جانباً تستمتع بالهواء الجميل النظيف بحديقة قصر الاميرة وتستمع الى صوت _عايدة الايوبى_ مرددة ب اغنيتها "على بالى على بالى حبيبي على بالى"
ودقائق وأتت إليها رساله من فارس عبر الواتساب فتحتها لتجد مكتوب بها
_ولاقيتِ الل فهمك يا نور؟
تعجبت من رسالته وهمت بعدم الرد وان تترك الهاتف ولكنها حسمت امرها انها ستجيبه وتردعه عن التدخل بحياتها فهو يخص شقيقتها فقط
_اعتقد مش مهم لك تعرف لاقيته او لاء
_كنت بسأل بس ،عاوز اتطمن عليكِ
_دكتور فارس ،يخصك روان واحوالها ...انما انا لاء
تركت هاتفها ف اقبلت اميرة نحوها وجلست وهى تردد
_الله الله على عايدة الايوبي والمزاج العالى
ابتسمت نورهان اليها محاولة ف لاحظتها أميرة واردفت
_مالك يا نينو ...شكلك متضايقه من حاجه
_مفيش بس فارس بعتلى مسج ضايقتنى
تأففت اميرة وقالت
_عاوز ايه سى فارس ،هو مش خلاص خطب روان وبيحبوا بعض وبيسافروا وبييحو سوا عاوز منك ايه
_بيرد قال عالاستورى الل نزلتها ، بيلطف حضرته
تعجبت أميرة وقالت
_ايه البنى آدم المهزوز دا ، ع فكره فارس فعلا مش عارف عاوز ايه
زفرت نورهان بحرارة وقالت
_ميخصنيش بقا هو خرّ بس يبعد عنى
_قولى لروان
التوت شفتى نورهان واردفت
_اقول لمين ،دى فاكرانى بغير منها ...وبتعمل الل عاوزاه فالاخر
اخرهم سفريتها معاه وبكل بجاحه تقولى روحت وجيت ومكلنيش يعنى
تحبي نكشف فعيادة نسا يا دكتورة نور!!
قهقهت اميرة وهى تخبئ فمها برقة واردفت
_روان دى مش طبيعيه بجد ، عفوية وخايفه دماغها دى توديها فحته مش حلوة
صمت الاثنين ومن ثم اردفت اميرة
_اما اشوف بقا الاستورى بتاعتك الل علق عليها دكتور فارس بيه
قرأتها اميرة وابتسمت واردفت الى نورهان بعذوبة صوتها المعتادة
_ياسيدى ياسيدى ،ايه بقا الكلام الحلو دا ..
ابتسمت نورهان بخجل ونظرت لاسفل وهى ترفع خصلة شعرها الناعمه التى انسدلت
ف تابعت اميرة
_وشكلنا حلو ومنور وبقينا مُشرقين وموضوع فارس مبقاش يؤرقنا ...يلا بسرعه عاوزة اعتراف دلوقت حالا
تنهدت نورهان وهى تنظر الى السماء وقد تلألأت النجوم اللامعه بعينيها واردفت برقة
_مش عارفه يا اميرة ، حاجه كدا جت صدفه ...خطفة مخدتش بالى حصلت ازاى ولا ليه
بس حسيتها طبطبه على قلبي كدا من ربنا ..حسيت زى م نكون كلنا بنلعب شطرنج
فيه حاجه بتخسرها قصاد حاجه بتكسبها من ناحية تانية ..ربنا مش بيسيب حد اتظلم ي اميرة
قالتها نورهان ولا ارادياً دارت عجلة الذكريات بعقل اميرة
*عودة الى الماضى*
صوت صراخ وتكسير وبكاء ونحيب ..ومن ثم هبطت اميرة من اعلى القصر الى الحديقة تبكِ وفجأة وجدت يد زين ممدودة إليها فرفعت عيناها تكفكف دمعاتها
واردفت اليه بحدة
_عاوز ايه !!
_قومى معايا
_مش هروح معاك ف حته يا زين وسيبنى فحالى
جلس بجانبها وهم بمسح دمعاتها ف باعدت وجهها عنه وقالت بتهدج صوت
_زين ممكن تمشى
_طب ياستى مش هتكلم خالص واعتبرينى مش موجود ..بس خلينى جنبك
نظرت اليه بحدة وترقرقت دمعه جديدة بعيناها
_جمبي!! تخليك جمبي...هو مش انت السبب فكل الل انا فيه
_لا مش انا
_لا انت ولو نسييت افكرك
_اميرة انتِ الل عملتِ كدا فينا ،انتِ الل عليكِ اللوم فالحكاية كلها
نهضت اميرة واقفه من مكانها تتحدث بقوة كالعادة
_انا مش ضعيفه يا زين ،وحقى هعرف اخده وربنا هيكون جمبي لانى مظلمتش حد
تركته وسارت امامه فقال لها
_ولا حتى انا
_انت ظلمت روحك
قالتها معطيه ظهرها له وانصرفت بعيداً يكتمل بكاء عيناها وتمزق قلبها ،اما عنه ف هناك أشخاص يُرافقونا ،و هناك أشخاص يُفاروقنا...
نفس الحروف للعبارتين، لكن وقعهما على الروح مُختلف!!!...
بقدر ما تزرع الأولى ربيعاً دافئاً ،يُؤنس وحدتنا، بقدر ما تجعل منه الثانية خريفاً بارداً ، ترتجف معه أغصاننا....
و هكذا يستمر مسلسل سقوط الأوراق من شجرة أحبتنا
...
___
ياصباح الفل ،انهاردة هشوف الفنانين وهوزع الادوار ادعيلى بقا
انزل عيسي الهاتف من على أذنه ودلف الى محل الزهور بعدما قرأ اسمه من على بعد "باب الورد" وتنحنح واردف قائلا
_لو سمحت ِ
استدارت اميرة وابتسمت له ابتسامه جميلة مشرقه
_تحت امرك!!
__