آخر الموثقات

  • صوته
  • يوم خرجت من دمشق
  • المظهرة بالملابس
  • صورتي و خواطر
  • نعمة الإحساس 
  • المعادله لازم تكون واضحه في الأذهان
  • هل قلة الأدب من حسن الخلق ؟
  • وماذا لو جاء معتذرًا؟
  • رواية الهودو - الفصل العاشر
  • رواية الهودو - الفصل التاسع
  • هياكل النجوم -1
  • ما أنا إلا جزء من الكون يسبح
  • مقايضة لا مرئية - قصة قصيرة 
  • يا آسري
  • شخص من عالمي 
  • المخ ... هو المطبخ
  • ثروة المعلم الحقيقية
  • خليليات: رحم الله الاستاذ الدكتور محمود أبو الفتوح
  • الوزيرة والحجاب و العالم الجليل
  • تغريد الكروان: اعرف نفسك أولًا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. العشق..وقليل منه يَكفى .. الفصل العاشر

الفصل العاشر 

 

            «مَحطة حَياة»

                          

ب مطبخ قصر الاميرة ،كانت تقف نشوان تصنع قالب الكيك ..رائحته الذكية كانت تتسلل إليهم داخل غرفه كل واحدة منهم.

تراقبها داخل الموقد ،واضعه طفلتها ماريا اعلى المنضدة ف ولجت اليهم أميرة

_الله الله يا شيف نشوان ،ايه الروايح الل تفتح النفس دى 

ابتسمت نشوان والتفتت إليها  مردفه

 

_انا قررت الليلة اعمل كيكة بيتى  واعمل شاى ،واعزمكم عليه ونقعد فالجنينة ..ايه رأيك!

اتسعت حدقه اميرة اندهاشا وحملت ماريا وهمت بالرحيل من المطبخ قائله

_فكرة عظيمه جدا خصوصاً ان قفلت الرواية الل بقراها حاليا وكنت عاوزة اجدد مود ، انا هاخد ماريا ومستنياكِ بسرعه 

 

انصرفت اميرة ، كان قالب الكيك على وشك النضوج ..جلست نشوان امامه 

رائحته ذكرتها بشئ ما ...شئ بعيد من الماضى

*عودة الى الماضى*

 

_بتعملى كيكه؟

نظرت نشوان خلفها تجده مجدى زوجها يربت على ظهرها بحنو ف اردفت إليه

_انهاردة عيد ميلادك يا مجدى ، صحيح محناش بتوع اعياد ميلاد ولا ادها بس حبيت افرحك ..جبت التزويق بتاعها وهعملها زى النت 

 

جلس مجدى على المقعد برفق يظهر على وجهه التعب واردف

_وانا هاكل ازاى ومعدتى ؟

 

شعرت نشوان بالحزن لاجله وربتت على يده وقالت وهى جالسه تحت قدميه 

_كُل على ادك وهتاخد الدوا ، نفسي ناخد دقيقتين حلوين سوا زى الناس ..نفسي اكون انا وانت وماريا سوا ومقفول علينا باب بعيش زى اى ست وجوزها وبنتها ،معلش حلم بسيط واستحملنى فيه 

 

حاول مجدى الابتسام واردف إليها

_م انتِ عارفه يا نشوان ، كان نفسي اخدلك بيت لوحدك انتِ وبنتنا ، نعيش زى كل الناس 

بس اديكِ شايفه ، انا عيان ومريض وربنا كتب عليا كدا ، وعايشين من معاش ابويا الل يدوب مكفينا انا وانتِ والبت وامى واخويا اكل وشرب 

 

_طب انزل اشتغل يامجدى ،عالاقل اعرف اجيبلك الدوا اما يخلص !

 

عبس وجه مجدى واردف بضيق

_شغل لاء يا نشوان ،مش هسيبك تتلطشى وسط الل يسوى وميسواش عشانى ..برة الناس غابة ومايصدقوا يلاقوا واحدة بيبقوا عاوزين ينهشوا لحمها وكل واحد عاوز يخطف الل يقدر يخطفه 

 

_انا ست بعرف ربنا يا مجدى وهحافظ على نفسى،يامجدى انا بتقطع وانت تعبان طول الليل والدوا خلصان ومش لاقيين نجيبه !

_شغل لاء يا نشوان ، لمّا اموت ابقى اعملي الل عاوزاه ..ساعتها هيبقى حِملى انزاح من عليكِ وهتبقى انتِ وبنتك حُرين !!

 

عادت من ذكرياتها بعدما مسحت دمعه منسابه على وجنتها وهى تردد بخفوت

_الف رحمه ونور عليك يامجدى 

رن هاتفها ل ترى اسم مهدى ، تمتمت بالاستغفار وهمت بالاجابة على الاتصال 

_السلام عليكم ايوا يامهدى نعم 

 

اخرج مهدى السيجارة المشتعله من فمه ونفث دخانها بالهواء واردف

_مالك يامرات اخويا مش طايقه نفسك ليه وانتِ بتردى

_اخلص يامهدى عاوز ايه ؟

_مرتاحه عندك بعد ماعملتى الل كيفك عاوزه يابنت خالى؟

 

التوت شفتى نشوان وزفرت صبراً منه واردفت

_ بقولك ايه هتستفزنى هقفل ف وشك ولو كترت هعمل رقمك حظر قولت ايه بقا

 

ضحك مهدى ب سخرية واردف اليها 

_تعمليها يا نشوان ،،،ولا اقولك يا نوشا زى م كنت بقولك واحنا صغيرين ...فاكرة !

فاكرة اما كنت اسرق الحلويات والشيبسي من دكان عم صابر عشان اجبهملك ؟ كان يعرف ويمسكنى يدينى علقه فالشارع قدامك وقدام كل الناس ..بس بالنسبة لى كان كل دا مش مهم ..المهم انى افرحك ، طب فاكره اما كنتِ شاطره فالمدرسة وعملوا حفلة عشان الاوائل ومكانش عندك فستان تلبسيه وعيطتِ وامى وابويا مكانش معاهم فلوس يشترولك ومجدى اخويا قالك روحى بمريلة المدرسة عادى ...بس انا محبتش اشوفك بتعيطِ يانشوان ...سرقتلك فستان من المشغل ولبستيه وفرحتِ كان اول مرة تحضنينى فيها وتبوسينى فخدى ، يومها كنا اطفال ،بس انا قلبي رقص لما عملتِ كدا

يومين واتعرف انى سرقته وابويا حرقنى فجسمى بالنار وانتِ وقفتِ بعيط برضو تشوفينى وانا بتحرق بالنار عشانك كنتِ بتعيط وبس وبتقولى لابويا حرام ياعمى كفاية ، عارفه دموعك كانت بتطفى وجعى ومكنتش حاسس المهم انى فرحتك وموقفتش مكانى مبعملش حاجه ! المهم عندى هى نوشا 

 

تنهدت نشوان ومسحت على وجهها بصبر واردفت

_ايه لزمه تفكرنى ب كل دا دلوقت؟ انا مرات اخوك يا مهدى وهفضل مراته وهيفضل قلبي مقفول عليه وله 

 

هز مهدى رأسه بسخرية قائلا

_مطلبتش منك حاجه يامرات اخويا ،انا بس عاوزك تفتكرى انى مش شيطان ولا اتولدت ابليس وانتو ملايكه 

كل الل كنت عاوزه منك رضا وبس ،وحتى دى استكترتيها عليا 

 

_مهدى انا هقفل المكالمة السخيفه دى ،سلملى على عمتى وطمنها عليا ،سلام

 

اغلقت نشوان المهاتفه ، هى بالفعل تذكرت ماقاله ...تذكرت ! لا والله محفور بداخلها اكثر مما ذكر حتى !

ولكن هو مخلوق ليكون قطبها العكسى ...لا يتجاذبان ابدا ابدا ولا يجمعهما طريق واحد.

رن هاتفها وكانت هذه المرة اميرة تتعجلها ،فحملت الكيك وقطعته فى اطباق وصنية الشاى والاكواب وخرجت اليهم..

 

بعدما وضعتهم على المنضدة بالحديقة ،دلفت ثانية تدعو الفتيات للانضمام إليهم طرقت باب غرفه نورهان ف خرجت إليها

_ايوة يا نشوان

_انا عاملة كيك مربي وشاى ،وكنت عاوزاكم نقعد كلنا فالجنينة مع اميرة نتكلم اكتر سوا 

ابتسمت نورهان ب رقة واردفت

_طيب هقفل اللاب عشان كنت بشتغل وجايه 

 

انصرفت نشوان وطرقت الباب ل روان ،عدة مرات ولم تجيب ف كانت نورهان خلفها واردفت وهى تترجل الى الخارج

_ممكن تكون خرجت 

 

اومأت نشوان ب رأسها وذهبت ناحية غرفه هدير وطرقت ففتحت هدير مرتدية ملابس تناسب سهره وتضع مساحيق التجميل على وجهها ومصففه شعرها علامه على استعدادها للخروج ف اخبرتها نشوان بما اخبرت به نورهان من قبل ف قالت هدير

 

_كيكه وشاى ايه ،انا خارجه هو احنا هنعملها قاعدة بقا واصحاب وبتاع 

 

تعجبت نشوان ف اردفت إليها

_ياستى دى دعوة عادية مش عاوزة تيجى براحتك

_بصّى اميرة هبلة ولا الباقيين دول على نياتهم مش مشكلتى ، انا بس مبحبش حبتين الصعبنيات ونتصاحب والجو بتاعك من ساعة م جيتى والعياط والشحتفه ،جو تمثيل اوفر بصراحه

 

شعرت نشوان بالضيق من حديث هدير ف اردفت اليها بقوتها المعتادة

_جو تمثيل وشحتفه!! ليه يعنى دورت على اوضه اوضه منكم قولتلكم تبرعوا لاجلى ولاجل بنتى ، اسمعى انا هنا ساكنه زيي زيك وبدفع نفس الل بتدفعيه ..فمش حضرتك احسن منى عشان تعملى نفسك بتفهمى 

انتِ مبتفهميش للاسف وكمان خدى عليهم انك بمى ادمه وقحه وانك مش صريحه لاء انتِ شخص فظ

وانا فعلا غلطانه انى خبطت عليكِ وكنت عاوزة اتعرف ، بكره وبعده حضرتك هتتمنى تصبحى عليا وانا ارد بس ومش هرد عارفه ليه ؟ مش عشان هبقا مليونيرة بكرة الضهر لا عشان شايفه نفسى اكبر واحسن بفضل الله لان ربنا خلقنى كدا وعززنى ،،ف متشوفيش نفسك ي سكر اكتر من كدا لاتقعى على جدور رقبتك! 

تركتها نشوان بعدما القت فى وجهها هذه الكلمات ،بينما كانت هدير فاغره بفاهها ومن ثم نفضت رأسها وتمتمت الى نفسها 

_انا رايح لصالوحتى مين دى عشان تعطر مزاجى ...بتاعت الشوال

 

انضمت نشوان الى نورهان واميرة وطفلتها ماريا عابسة بوجهها ف اردفت اميرة إليها

_مالك ؟ 

_البنى ادمه الل اسمها هدير دى بجد بنى ادمه قليلة الادب 

 

اهتمت نورهان واردفت 

_ليه بس فيه ايه

_مفيش قولتلها زى م قولتلك ردت ب رد قليل الادب حسستنى انى بخبط عاوزة منها حسنه 

 

رفعت نورهان حاجيبها ، ف اردفت اميرة بهدوئها المعهود وهى تداعب الصغيرة فى احضانها 

_معلش هدير دبش ف كلامها بس متقصدش ،يمكن انتِ بس حساسه شوية 

 

اثناء حديثهم خرجت هدير من دون ان تلقى السلام إليهم وفتحت البوابة الحديدية وانصرفت بعدما ركبت سيارة أجرة استدعتها تليفونيا ،ف اردفت نورهان

_اهي ياستى معبرتش حد مننا ،سيبك خليكِ فنفسك وفالكيكه الرهيبة الل انتِ عاملاها دى ريحتها روعه 

 

فرحت نشوان بجبر خاطرها عن طريق نورهان ،ف همت بوضع قطعه كيك الى نورهان واميرة وتحضير كوبان من الشاى ووضعته امامهما ،تناولاها وقد بدا على وجههما الرضا بالطعم الذكى والرائحه التى تسللت الى القلب اولا ..اردفت نورهان 

_تسلم ايدك ،انتِ شيف محترفه بقا هخليكِ تعلمينى قبل م اتجوز لاحسن انا مبعرفش اسلق بيض حتى 

 

قالتها وهى تضحك ف اردفت أميرة إليهم

_على فكره ولا انا ، ولوحدى قررت اتعلم مرضتش اجيب خدامه ولا اكل كل يوم دليفرى 

بجيب وصفات من النت ومرة تبوظ ومرة تتحرق ،دلوقت الله عليا بعمل بيض تركى بالجبنة الموتزريلا رهيييب

 

ضحكا الاثنين على ماقالت اميرة ، نظرت نورهان الى ماريا واردفت الي نشوان وهى تداعب ماريا وتلامس خصلات شعرها الصغيرة

 

_بنوتك مش شبههك خالص يا نشوان؟

 

ابتسمت نشوان وقالت وهى تتنهد بحنين

_شبه باباها الله يرحمه 

رددا الاثنين معا

_الله يرحمه 

 

_هاللللووووز جااايز ، ايه تا ايه تا ايه تا ، قاعدة وكيك وشاى اووووه يالوووز وليلة حمادة زوحليقة !

 

نظرت ثلاثتهم الى الشقية روان ،بعدما القت كلماتها على مسامعهم وانضمت الى جلستهم اللطيفه فى الهواء الطلق ،وضعت قطعه كيك ب فمها واردفت

 

_انتو جبتوا اوردر الكيك دا منين ،دا محل جامد حمادة 

ضحكت نشوان واميرة ف اردفت نورهان إليها تطرقها فى رأسها 

_نشوان الل عاملاها يا مُتخلفه ..

_وااااو يا انوش جامدة حمادة ،ازاى تكونى بتعملى كيك حلو كدا وجوزك يموت كان لازم يبقا قاعد يتمتع بالجمال دا 

 

نظر كلا من اميرة ونورهان إليها بضيق ففهمت انها قامت بخلط الامور ببعضها بطريقه وقحه ف اعتذرت عما بدا منها

_سورى يا انوش ، بقولكم ايه هدخل اغير وجايالكم ...هى هدير فين منضمتش للجمع السعيد ليه ؟

_هدير خرجت من شوية

_الدوووجه اكيد الرندفو بتاع المُز بتاعها ،طب بقولكم ايه انا هدخل وراجعه لكم ولا واحدة تسيب مكانها هنقعد نحكى بقا عالمززز والرانفوهات والجواز والخطوبات ،عاوزين نبظ ذكريات كدا نبظظ زى لما بندوس على كيكه انوش بتبظظ مربي 

تشاو مؤقت 

 

تركتهم فضحكن ثلاثتهم على عفوية روان الجميلة ، لديها من الكلمات ما يداعب القلب وينسيه همه 

ولديها من الروح ما يجعل للمكان سحر طفولى لا يوجد به شائبه .

بالفعل بدلت ثيابها واحضرت اكياس الشيبس وزجاجات المياة الغازية وبدأت السهرة ،وجود الأرواح الطيبةفي محطات حياتك رزق من الله،، لولاه مَ مال إليك قلب ولا أحسن لك عابرٌ أو قريب.

 

#نور_إسماعيل

____

_تطلبِ ايه ؟ بصى هطلبلك زيي

 

رفعت هدير شفتها العلوية واردفت 

_ومطلبش انا ليه مشلولة 

تعجب صالح من طريقتها امام النادل ف اردف

_انا عارف هنا بيعملوا اصناف حلوة ،انتِ اكيد اول مرة تدخلى هنا ..انا هطلبلك

 

نظرت اليه هدير بزمجرة واردفت الى النادل 

_انا عاوزة شوربة سى فود وعصير بورتئان 

ابتسمت فى وجه صالح ب سخافه ،فبادلها صالح نفس الابتسامه السخيفه واردف الى النادل 

_اوك زى م الانسة طلبت ،وانا عاوز ستيك مشوى وطبق محشى مشكل صغير وعصير ليمون 

 

انصرف النادل بعدما دون طلباتهم ،ف اردف صالح الى هدير

_بس ايه الشياكه والحلاوة دى ،لاء بصراحه كلفتِ روحك لكن الصرف باين حقيقي يعنى 

 

رفعت هدير احدى حاجبيها واردفت 

_الصرف باين !! ليه قبل كدا كنت بلبس خيش ؟ ماتحترم نفسك

_اتلمى عشان مفتحش دماغك بطبق الباتون ساليه الل قصادى دا ،وطى صوتك 

_متهددنيش ياض انا محدش بيوقف قصادى 

 

تأفف صالح وطرق كفاً ب كف واردف بعدما زفر فى وجهها ممتعضاً

_انا مش عارف اتخبطت فنفوخى ليه وعزمتك عالعشا والخروج 

 

امالت هدير بجذعها على المنضدة امام وجهه واردفت ب ثقه 

_عشان عاجباك وجدا كمان 

_عاجبانى اه لكن مش جدا ،متبقيش اوفر دا انتِ هدير حلبسه حتى 

_هدير حَلبسه ! يعنى ايه 

 

رجع صالح بظهره على المقعد ،واردف وعلى وجهه الضحكه الساخرة مرتسمه 

_ناس شافوكِ ف وقت فات تروحى تشترى كوبايتين حمص شام وتخلى الراجل يعبيهم ف كيس وتروحى تتعشى بيهم ...اما عرفت متت من الضحك يااااه 

 

نظرت له هدير تكز على اسنانها ف اكمل صالح 

_انا اعرف ناس معفنه كتير ،بس جلدة بالشكل دا لاء بصراحه اول مرة اقابل 

وعليكِ رسم ، انتو متعرفوش انا ساكنه فين ،انا باكل فين 

بلبس منين ..وانتِ كنتِ ساكنه ف لوكاندة مشروع تربية دواجن وكنتِ بتنامى مع الفراخ 

 

القى كلماته فى وجهها وضحك كثيرا بصوت عالى ، لاول مرة تشعر هدير بالضيق من شخص ما يسخر منها 

ربما لان هذا الشخص قريب من قلبها كثيرا ف جُرحه منه اعمق ، هبت هدير واقفه من مكانها واردفت اليه بمنتهى الجدية 

 

_مش هسألك عرفت منين لانى دا اسلوب رخيص ان فيه حد يتلصص على حياة بالشكل دا ، انا بس هقولك مش رجولة ابدا النمرة الل انت عملتها دى عشان تثبت انك كسرت مناخيرى 

انا محدش يكسرنى ...ولو مثلا عشان قلبي وياك فملعون ابو قلبى اطلعه وادهسه بالجزمه ولا ان واحد زيك مستهتر فاكر انه عنتر زمانه ،رمى ابنه ومراته وداير على حل شعره يفتكر انه كسب بونط بقا وعلّم عليا 

انا بقا هعرفك ف الل جاى زى م كنت بشوفك هوا معدى جمبي رغم ان قلبي ميال لك للاسف ، هشوفك بعد كدا تراب وقلبي مش معاك !

 

تناولت حقيبتها وهمت بالانصراف ومن ثم تراجعت ف اردفت

_واه بخيله ومعفنه وبحسبها بالورقه والقلم ودا شرف ليا انى معملتش حاجه غلط ولا مستهترة بحافظ على كل قرش عشان متعرضش تانى للخذلان وللمهانه من ناس واطية زيك تتحكم فيا!

 

كتصبب النيران كانت كلماتها فى وجهه ، اعتقد صالح انه سيحصل على نقطه لصالحه فى كسر غرورها ونتف ريشها المنفوش ولكن الحقيقة انها كشفت حقيقته الرخيصة امام نفسه وهو من خسر لست هى!

 

____

لم يكن ألكلام فقط الذي يتعرض لسوء الفهم ،ف احيانا الصمت أيضا يُفهم خطأ!

بعد السهرة الطويلة التى مضاها زين وعيسي معاً، سرد قصص بالماضى او سرد الماضى كُله 

ماضى متعلق ب ذهن زين مترسخ بعقله ،يرافقه طيلة الوقت حتى وان تغلب على تذكره ...حينما سمع عيسي منه كل ما قصّه عليه زين ،عَلم لماذا هو هكذا الآن! 

كان يعتقد ان من هم بالطبقات العُليا لايحمل احداً منهم عبئ او هم يوماً، لم يكن المال سبباً للسعادة 

هناك معانى كثيرة نفقدها حتى وان كان بحوزتنا مال الدنيا ومايعادله!

صوت فتح باب المنزل وولوج زين ، وضع المفتاح بمكانه المخصص ف خرج عيسي خارج المطبخ متهللة اساريره مرحبا ب زين

 

_ابو الزنازين ،زوووز قلبي ...حمدلله عالسلامه حبيب ماما 

 

تعجب زين من طريقه عيسي الحديثه هذه ، استطرد عيسي قائلا

_ثوانى واحلى غدا يتحضر ،انا عاملك حته مفاجأة !

_فيه ايه ياعيسي مالك ! 

_مالى ايه بس ،انا قررت اكون مصدر البهجه فحياتك من هنا ورايح حتى لو طولت اجيب لبس البلياتشو والميكياج بتاعه واعملهولك هنا فقلب الشقة 

 

ابتسم زين واقترب نحو عيسي

_عيسوى ،مش عشان الل حكيتهولك تعمل فيها ماما الحنينة وتدلع فيا ،طريقه صايصه ومايصه ومبحبهاش

حكيت وخلاص وانسي مش هنقعد بقا نصلح ف اخطاء الماضى وتدلعنى وتهشتكنى 

 

قذف عيسي بالملعقه الخشبيه التى كان ممسك بها ، واردف بطريقه مضحكه

_تصدق ياض انا غلطان ، يلا غير واخلص عاملك بطه محشيه ومحشى بتنجان انهاردة ..يالا عشان تطفح 

مرضى كدا يابا ! 

 

غمز زين باصبعه فى جانب جذع عيسى برقه وضحك وهو يردف

_يوغتى عامله محشى وبطه يابطه ! ياناس ست بيت ممتازة ياناس 

 

ضحك عيسي بشدة وهو يتحرك من امام زين يحاول ان يفلت منه وهو يقول

_بس يا زين بغير يا اخى 

_بتركب الهوا ،طب تعالا بقا 

 

اخذ زين يغمز عيسي فجنبات جسده يميناً ويساراً وضحكات عيسي عالية ويحاول الهرب من أمامه، وبعد وقت احضرا سويا الطعام وتناولاه ...كان يُشهد الى عيسي فى تحضيره وكأنه سيدة منزل بالفعل 

حملا الاطباق سويا ،قام زين بغسل الاطباق وتحضير كوبان من الشاى 

وجلسا ب الشرفه كعادتهما يتحدثا..

 

_واد ياعيسي ملكش فشغل المكاتب وكدا صح

_لا بيقفلنى الجو دا ، والبس بدلة وكرافته وادخل اقول صباح الخير يا نينه 

 

ضحك زين بشدة واردف اليه بعدما ارتشف من كوب الشاى المظبوط رشفه 

_يا نينة ايه احنا هنعين عماد حمدى ، عاوزين حد ضمن فريق تسويق الكتروني للشركه والموظف دا مرة واحدة قدم استقالته لاسباب خاصه ومش عارفين نحل المشكلة وبسرعه 

 

_مممم لا معاك ربنا ، اعملوا اعلان كذا حد ييجى فمينيت 

_يابنى محتاجين ضرورى اليومين دول ،مفيش وقت ..م تفكر يا عيسوى حتى نبقا سوا 

_لا فكك منى ،انا بحب اكون طاير كدا وجو الاغانى والكاميرا تنادينى بيلبق لى ،لكن المكاتب دا بيوجعلى الطحال 

 

صمتا برهه وتذكر عيسي شيئاً فقال 

_زين فيه شروط للشوغلانه دى ؟

_شوغلانه!!  ع حسب انا الل هوافق عليه ..

_اشطا جدا ، بص بقا انا عندى حد بس بنت ينفع ؟

_ينفع 

_ملتزمه وكدا مش بتاعت هئ مئ

 

ضيق زين عيناه واردف 

_مين دى يا عيسى؟

 

تلعثم عيسي واردف محاولا الثبات 

_بنت كانت بتشتغل فمكان كنت عملتله اعلان ، ومشيت عشان لبسها ملتزم ومحجبه 

تقريبا البنات لازم تقلع عشان تنفع ! 

 

تعجب زين ف اكمل عيسي بتلقائية كى لايشعر شئ من حديثه

_صعب عليا حالها ،واضح انها جد وبتشتغل ب امانه وظروفها الصعبه ف قولت يمكن تنفع عندك 

 

ارتشف زين آخر ماتبقى من كوب الشاى واردف وهو يبتلع وتتحرك تفاحه ادم برقبته 

_ماشى كلمها تيجى بكرة تعمل انترفيو 

 

التوت شفتى عيسي وتمتم بضيق

_هو انا عارفلها حاجه ولا تليفون ولا عنوان 

_بتقول حاجه ياعيسى؟! 

_مفيش يا زوز ، محطتش عالشاى سودانى ليه ؟

 

تعجب زين منه واردف بطريقه مضحكه 

_افتكرت وانت قربت تقرقش الكوبايه بسنانك اصلا اختراعك العجيب دا 

_لا والله دا حاجه عظمه انت بس الل مش عارف قيمته 

_ومش عاوز اعرف ياعيسوى ،انا هقوم انام 

_وانا نازل ،هتوحشنى يابو الزنازين 

_امشى ياض 

 

قهقه عيسي على ردود زين عليه التى اصبحت مشابهه لطريقته هو وبدء ينسى عيسي زين القديم الصامت الساكن العابس ،اما عن مايجول فباله الآن...كيف السبيل الى نشوان ؟ ومَن يدله؟!

___

_على فكرة انتِ ندلة جدآ 

 

انتبهت روان على انبثاق رسالة قادمه إليها على_الماسنجر_ من فارس خطيب توأمتها 

ف ردت عليه على الفور

_انا ! ليه يا انشتا 

على الناحية الأخرى ابتسم فارس على عفويتها هذه وبدء ان يكتب ثم ضغط الارسال

_عشان مبتسأليش ..وكنتِ بتردى الاول على كل معجبينك دلوقت ايه الل على على بقا

 

ضحكت روان بشدة وكتبت

_لا والله يا انشتا ،انا برد على كل الناس

_يبقى مش بتشوفى الكومنتس بتوعى ،خصوصا على صورك الحلوة الل عالانستا 

_اووووه هولى شييت ، سووورى انا لازم اخد بالى من كومنتاتك يا انشتا دا انت الحب كله 

 

عقد فارس حاجبيه وكتب لها 

_الحب كله ازاى؟

_يعنى انت الحب كله بتاع نورى ،وطالما حب نورى ونورى دى توأمتى يبقى الحب كله بتاع العيلة كلها

حب جامد جاحد آخر حماده زوحليقه

_تعرفى يا روان انى بحب خفة دمك اوى ؟!

_ بيجاااااد !!!اووووه ماااى جااااد انشتااااا ، دى حاجه فرحتنى موت انت بتقول عليا دمى خفيف

_انتِ كلك عسل أصلا،انا معرفش ليه نورهان مطلعتش شبهك مع انكم توأم

_فرق جينات سيدى الرئيس 

 

ظلا على محادثتهم سويا هكذا ،بينما كانت نورهان تجلس فى محل باب الورد مع اميرة وتتحدث معها بشئ ما

_معرفش ،حسيت انى عاوزة آجى اشوف الورد وريحته ...اجدد طاقه 

اشوفك واحكِ معاكِ !

 

ابتسمت اميرة وقامت ب اهدائها زهرة التوليب الرقيقه واردفت

_الورد للورد ،دى منى ليكِ 

_ميرسي يا اميرة ، انتِ رقيقه اوى بجد بنت ناس 

_انتِ الل قمر يانور ، احكيلى بقا ...شكل عندك كلام كتييير عاوزة تقوليه 

 

نظرت نورهان بتمعن الى أعين اميرة العميقه واردفت 

_انتِ ازاى جميلة اوى كدا ؟!

_نوور ،يالا اقعدى واحكيلى وبلاش كلام مزوق عاوزين ندخل فالمفيد ...مالك ؟!

 

تنهدت نورهان وشمت عبير الزهرة التى اهدتها لها اميرة ورفعت وجهها اليها واردفت

_هو مش انا كنت هموت وفارس يحس حتى ب اعجابي له ؟

_اها ،والحمدلله اتخطبتوا وبتجهزوا لعشكم الصغير

 

رفرفت نورهان ب اهدابها ونظرت نحو اميرة وقالت ب ثقه

_انا مش عاوزة اكمل !!

#نور_إسماعيل

_____

_هو انتو لسه طالبين حد بيعرف طباعه وورد واكسيل؟! 

نظر صاحب المكتب لها واردف 

_احنا لحد امبارح كُنا محتاجين ،بس الوظيفه جاتلها بنت الصبح والله يابنتى 

 

عضت نشوان على شفتها السفلى بحسرة واردفت 

_مفيش مشكلة،انا بس شوفت الاعلان ف جيت اسأل 

_محدش شاله الاعلان لسه

 

مزق الرجل الورقة المطلوب بها فتاة للعمل واردف الى نشوان

_حصل خير يابنتى 

 

تركته نشوان وظلت تنظر هنا وهناك ،تتابع الاماكن المطلوب فيها اشخاص للعمل ب وظائف خاليه ع حسب م اخبرتها نورهان وروان حينما وقعت عينيهما على هذه الاعلانات اثناء سيرهم كل يوم .

اما عن عيسي فقد لمحها ، هى ! هى رفيقه احلامه الليلية حتى يغط فى سبات عميق..

نشوان! فتمتم محدثاً نفسه

_هى ،اه والله هى نشوان ...عندك حق يا واد يا زين ادعى ربنا فصلاة المغرب بالذات تلاقها مجابه

دا انت شيخ يخرب عقلك هبقا اعملك مقام 

 

اقترب منها قليلا وتحدث الى نفسه ثانية

_بتدورى على شغل ! يارب والله م شوفت بنات كدا دى تقعد فالجنه فوق الل يقعدها فالارض معانا 

انا هناديها واقولها ع شغل زين مفيش فرصة احسن من كدا

واذ بها صوت يقطع سيرها بمفردها تفكر كالعادة 

_لو سمحتِ

توقفت نشوان ف كررعيسى عليها مناداته 

_استاذة نشوان ممكن لحظة 

التفتت نشوان اليه وهى تعدل من هيئه الوشاح على رأسها وتِدخله بجانب وجنتيها وتعدل من اول جبهتها،حركاتها المتلعثمة ، اراد عيسي ان تتوقف عن توترها هذا ف تحدث

_إيه..إيه فيه إيه ل دا كُله

اردفت عيسي بعبوس وجهها

_عاوز ايه حضرتك 

_اناعيسي العشماوى انتِ مش فاكرانى ؟

 

لاحظ بداية توترها ف تابع حديثه 

_انا والله ماعاوز حاجه ،هو بس انا سمعت انك بتسألِ عن شُغل وعرفت انك سيبتى الشغل فالشركه، وانا اعرف مكان عاوز حد للشُغل فقولت افيدك ..مِش اكتر ولا أقل

هدأت نشوان من روعها قليلاً 

_هو ممكن ترفعِ نظرك ناحيتى،اصل انا حاسس انك مش شيفانى أساساً

_ممكن حضرتك تقول عالمفيد طبيعة الشغل وعنوانه وخلاص من غير م اشوفك ولا تشوفنى

_طب ومتعصبه ليه

_لا إله إلا الله

_ياستى مالك بس

_يا استاذ مش ملاحظ اننا فالشارع وحضرتك واقف وبتقرب وكدا ميصحش 

رجع عيسي عدة خطوات للخلف ،واردف وهو يتفحص خجلها الجميل

_ياستى انا مُستعد ارجع شارع ب حاله ،او اتكلم معاكِ من بلد وانتِ فبلد تانية بس تسمعينِ

او حتى متسمعنيش بس نبص فوق لنفس السما وكأننا قصاد بعض حتى لو بينا 100كيلو

 

اردفت نشوان بنفاذ صبر

_عن اذن حضرتك ممكن 

اقترب عيسي خطوة وراجع نفسه ف رجع ثانية  واردف لها 

_والله ما قصدى اى شئ وحش ،انتِ بس الل مستعجلة

_انا شايفه ان حضرتك موقفنى عالفاضى فالشارع ومقولتش لحد دلوقت شئ مفيد

ابتسم عيسي وصمت وهو يراها تتحدث أمامه ويراقب تعبيراتها وانفعلاتها ، انزعجت نشوان  من صمته 

_واضح فعلاً ان حضرتك مش قصدك شئ وحش،عن لذنك

تركته نشوان منزعجه وانصرفت ، ف الحق بها ووقف امامها قائلا

 

_خلاص متأسف ، الشركه ياستى اسمها (...) فى شارع(..) واتفضلى رقم التليفون دا 

 

امسكت نشوان هاتفها تدون عليه ومن ثم قال عيسي

_دا رقم واحد اسمه زين خليل دا صاحبي هاروحى الشركه الصبح وتكلميه وهو هيعمل اللازم وربنا يوفقك 

_متشكرة لحضرتك ،بعد اذنك

هرولت بعيداً كأنها تهم باللحاق بشئ ما ،اما عن عيسي فكان ينظر نحوها مبتسماً وبداخله يتحدث انه لم يكن ينوي يوماً بالوقوع فِ حُبها،إنما كان شغفاً ف إكتشافها ولكنه كُلما اكتشف شيئاً زاد حُبه وتعلقه بِها ،يسحره صوتها ُ ..خجلها،حُبها لتلك الالون القاتمه ف ملابسها وكأن جميعها حقاً تَليق بها! ، بساطه روحها ، طريقه تحدثها ،ذاك الكيان الذى تبنيه لِ نفسها عازلاً عن العالم ..آليس ذالك كافياً لوقوع العالم ف عينه وتبقى هى!".. 

 

***

 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

664 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع