آخر الموثقات

  • صوته
  • يوم خرجت من دمشق
  • المظهرة بالملابس
  • صورتي و خواطر
  • نعمة الإحساس 
  • المعادله لازم تكون واضحه في الأذهان
  • هل قلة الأدب من حسن الخلق ؟
  • وماذا لو جاء معتذرًا؟
  • رواية الهودو - الفصل العاشر
  • رواية الهودو - الفصل التاسع
  • هياكل النجوم -1
  • ما أنا إلا جزء من الكون يسبح
  • مقايضة لا مرئية - قصة قصيرة 
  • يا آسري
  • شخص من عالمي 
  • المخ ... هو المطبخ
  • ثروة المعلم الحقيقية
  • خليليات: رحم الله الاستاذ الدكتور محمود أبو الفتوح
  • الوزيرة والحجاب و العالم الجليل
  • تغريد الكروان: اعرف نفسك أولًا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. في طي الكتمان - رواية - الجزء الخامس

فى طىّ الكِتمان. 

 

 

 

  ????قتل ناعم ????

 

الفصل(17) 

.. __________..

*منذ سنوات *

_بقولك إيه يا فتحيه، انا يابنتى الموضوع الل هفاتحك فيه دا صعب عليا اقوله 

بس نعمل إيه، انا عاوزة أجوزك سيد 

نظرت فتحية إلى والدة زوجها الراحل صفوت ب إندهاش، ف أكملت السيدة

_بعد ما مات صفوت على غفلة يابنتى والدنيا مبقتش مضمونه، احنا هنجوزك سيد أخوه عشان العيال وعشان الورث ميطلعش بره وعيالك يفضلوا فحضننا 

 

ترجلت زوجة شعبان حاملة اكواب الشاى الساخن، وضعتهم على المنضدة ومن ثم إنتبهت إلى حديثهم وتدخلت 

_هتجوزى فتحيه لسيد ياما؟! 

_أيوة 

_بس دا مفاتش على صفوت 6شهور

_عشان العيال والورث والبيت، والل اقوله يتسمع 

 

صمتت زوجة شعبان، ف إبتسمت فتحيه وتنهدت ب إنتصار.. 

.. __________.. 

و ها أنا ذا قد ربطت آخرُ ما أملك ..آخر ما يجعلني أشعر أن في داخلي روحٍ ..لم تكُنْ روحي بل كنتَ أنتَ كل ما أملك و آخرُ ما أملك ..

فى الصباح الباكر، إستلمت مريم جميع متعلقات زوجها الراحل حينما كان بالسجن، ومن بينهم خطاب كتبه لها خصيصاً بخط يده. 

تركت جميع المتعلقات فى جزء صغير بالخزانه واغلقتها، وفتحت درج آخر من ادراج الخزانه واخرجت البوم صور يجمعها هى وإسلام، صور الزفاف، صورها حينما وضعت اول مولود، صور تجمعهما بشهر العسل 

تنهدت وهى تلامس كل صورة وتتذكر، الذكرى تؤلمها.. وتعيدها إلى أيام كانت بها هى الخاسرة المخدوعة الوحيدة. 

*عودة إلى الماضى*

 

يقوم اسلام بحمل مريم فوق الصخرة ووضعها برفق مع قوله 

_ايوااا إثبتِ هنا 

ضحكت مريم بخفه ف أردف لها هو 

_مبسوطه يا مريم؟! 

_طبعاً، مش فشهر العسل 

أطرق إسلام كفاً ب كف وأردف 

_بس عشان فشهر العسل، مش عشان المسكين الل دفع دم قلبه فالفرح والهونى مون 

لدرجه قرب يرهن كليته 

 

ضحكت مريم بشدة لخفة ظله وقالت وقد لمعت عيناها وهى تتحدث

_لاء من الناحية دى اتطمن، انت عارف انا بحبك إزاى وعشان كدا وافقت اتجوزك

 

مال إسلام بجذعه إليها وقال بنبرة ناعمه وهو يلامس وجنتيها

_انتِ وافقتِ عشان انا ظابط ومُز وحليوه واول م شوفتينى وقعتِ ف حُبي وش

ضحكت مريم بقهقه ليميل بوجهه عليها يلامس شفتيها ب انفاسه وتذوب معه فى قبله دامت ل ثوان وبعدها إستفاقت لتردف

_الناس ي إسلام 

_ملعون ابو اى حد 

 

هرولت تفر منه هاربه وهو يردف لها اثناء هرولته خلفها

_يابت خدى هنا يخربيت حلاوتك 

 

عادت مريم من شرودها تمسح دمعه حارة هبطت على وجنتها، واردفت بخفوت 

_الله يسامحك ي إسلام.. مش هقول اكتر من كدا 

.. ___________.. 

تم القبض على السيدة التى قتلت إسلام، ف بعد التحقيقات تبين الأمر أنها كانت خلف تدبير عمليه هروبه اثناء تواجده بسيارة الترحيلات، وهى التى دبرت تواجده فى شقته الغير معروفه غير للبعض وهى منهم، فكانت تنتظره على أحر من الجمر كى تثأر لنفسها وسُمعتها. 

فهى واحده من سيدات المجتمع المرموقه والمعروفة، وزوجها واحد من اكبر رجال الدولة، وبعدما تم القبض على اسلام تبين ان لها مقطع مصور داخل أداة تخزين البيانات ومنذ ان علمت دبرت هذه الفعله كى تغلق باب الفضيحه، لم تعلم ان بغبائها قد فضحت نفسها علناً وأودت بنفس بشرية إلى الهلاك. 

 

اما عن قاسم، فهو بغرفته يتذكر أشياء وأشياء، ان حُب مريم كان دفيناً بداخله ولم يحركه سوى طلب إسلام إلى خطبتها، حينها فقط علم ان هذا م حرك النيران الخامدة بحبها 

*عودة إلى الماضى*

فى غرفة إسلام كانا الاثنان هو وقاسم يتقاسما اكل البسكويت والشاى إثر تحدثهم عن امر مهم جداً يهم كلاً منهم بطريقته 

_يعنى ايه حبيتها من اول نظرة، ولا يا اسلام انت بتستهبل

ضحك اسلام وقذف الوساده فى وجه قاسم ليردف ضاحكاً

_يابنى والحجات دى فيها إستهبال، انا فعلاً اكتشفت انى بحبها ومُغرم بيها

 

جلس قاسم بجانبه وضيق عيناه له 

_لاياشيخ، والبنات بقا الل بتعلقهم كل يوم اكتر ما بتشرب ميّه

_دى نقرة ودى نقرة، دول بنات للتسالى.. انما مريم للجواز 

 

إهتز قلب قاسم ونهض ينظر ناحية النافذه والشارع، ف اقترب اسلام من وقفته ليردف

_اتطمن على جارتك، انا هحطها فعينى يا اونكل قاسم متقلقش 

 

عاد قاسم من شروده على صوت قدس بهلع تناديه، فدلفت إلى غرفته مندفعه وهى تردف

_هانى عملها، الزبالة عملها يا قاسم ورفع الفيديو

 

نظر قاسم الى الهاتف، بالفعل الفيديو مرفوع على _اليوتيوب_وهناك الكثير من المشاهدات فى اقل من ساعه، وعنوان الفيديو"فضيحة مذيعه التريند الاولى قدس المدهون مع زوجها هانى خضير فى غرفة النوم" 

 

والكثير من التعليقات بالسباب والشتائم او بوصف جسد قدس وجمالها، او بوجهها الآخر الذى لأول مرة يروه 

وهناك من كتب ب أنها كانت كاذبه فيما إتدعته من إفتراءات على زوجها وانه سليم. 

 

نظر قاسم إليها ليهتف بحدة

_هجبلك حقك.. والله لاهجبهولك راكع، متقلقيش الل حصل دا ميضعفكيش

دا غباء منه وانا هخليه يدفع التمن، ثقِ فيا 

 

مسحت قدس عيناها وتركته ذاهبه إلى حيثما أتت تكتم شهقاتها وبكاؤها ولاتعلم الضربه القادمه ستأتى من أين إتجاه. 

#نورإسماعيل 

.. __________.. 

بمقهى مشهور، كان يجلس مارسيلينو برفقه ايهاب صديقه ومحمد جهاد يتحدثون حول موضوع إختفاء لينزى وأولاده، فبعد مرور بضعة أيام لم يجد لها أثر! 

_يعنى حسيت أخيراً بقيمة مراتك والعيال يا بكابوزا 

 

قالها محمد جهاد ساخراً وهو يداعب مارسيلينو فى بطنه ف أردف مارسيلينو وهو يبعد يد جهاد عنه قائلاً

_أولاً انا مبقتش بكابوزا يا فاندام زمانك، ثانياً انا عارف قيمتهم من غير مايختفوا، مش لازم جو الساسبنس دا يا لينزى يابنت سليمان 

 

اخرج ايهاب السيجارة من فمه مردفاً وهو يشير ب أصابعه إلى مارسيلينو

_لا يا سينو انت متعرفش لاقيمتها ولا قيمة ولادك، الست دى انت اتجوزتها عشان ترضى اهلك 

عملت الل ميتعملش عشان تحبها، وبرضو ديلك عِوج وكنت بتعرف بنات عليها، خلفت مرة واتنين وتلاته ودلوقت حامل، كان عندك بنت عندها كانسر ياسينو.. والحمدلله ربنا شفاها 

والولد بسم الله ماشاء الله عليه فالمدرسه وفالسباحه واخد ميداليه، عاوز ايه تانى ربنا مديك نعم اد كدا بس هو كدا البنى آدم، فطبيعى كان لازم تطفش وتديك درس يأدبك

 

نفث مارسيلينو غاضباً بعدما إحتسى رشفه من مشروبه وأردف

_ماشى انا معاك فكل الل قولته، بس لينزى مش ست، على أد جمالها وحلاوتها دى 

إلا أنها بتتفاهم بالشلاليت والبوكسات والبوانى، انا عايش مع مراتى تحت التهديد

انا مش عارف اشوفها الست الليدى القمر الل كل الناس شيفاها

 

قطع حديثه ثم نظر ناحية محمد جهاد وأردف

_أهو انا بشوفها زى أخينا ڤاندام كدا، مفيش فرق غير شنب 

مسح محمد جهاد على شنبه وأردف مداعباً مارسيلينو 

_ياسلام لو كمان ربتلك الشنب، انت هتتعلم الادب كمان وكمان

_تصدق وتآمن ب إيه يا شرقاوى

_ايه يا ضنايا

_إنت ربنا يساعد الاء عليك 

 

ضحك محمد جهاد بشدة ليهتف إيهاب مردفا

_مش وقت هزار احنا بنتكلم جد، انت قلت قبل م لينزى تمشى كانت مهدداك انها ترفع فالكنيسة دعوة طلاق

 

زمت مارسيلينو بشفتيه وأردف حانقاً

_ماهو اهلى واهلها قعدونا قعدة صُلح وهى لمت الموضوع، انا مش عارف ليه تانى يوم هف على بالها تعمل كدا معايا 

صفع محمد جهاد فخذ مارسيلينو وهو يقول

_بتربيك يا بكابوزا قلبي 

_يا اخى بطل سماجه بقيت اسمج من حسين الله يحرقك

 

ضحك محمد جهاد ليردف ايهاب قائلاً 

_انت لازم متسبش مكان الا وتدور عليها فيه، ولما تلاقيها تقدم كل فروض الولاء والطاعه عشان دا حقها عليك 

وانت الغلطان ياسينو 

_ماهو بصراحه انا محتاج ست يا ايهاب، عاوز ست فحياتى مش لاعبه كاراتيه

 

وضع ايهاب كوب الماء وأردف 

_قوللها، قولها الكلام دا وقول كل الل فقلبك وإبدؤا صفحه جديدة

 

تنهد مارسيلينو بحزن وأردف فى خفوت

_مش لما الاقيها بس الأول! 

.. _________.. 

*منذ سنوات*

_سيد... قوم ياسيد عشان تروح شغلك 

كانت فتحيه تنادى زوجها سيد ليستيقظ ويذهب إلى عمله، ولكن سيد لم يتحرك له ساكنًا! 

 

ظلّت فتحيه تحرك جسده يميناً ويساراً وهو كما هو لايتنفس ولا يستيقظ، وضعت أذنها على صدره ومن بعدها صرخت صرخه مدوية وهى تمزق ملابسها وبعدها تجمع كل اهل المنزل، والدته وشقيقه شعبان وزوجة شعبان واولادها.. صباح وحامد! 

فقد مات سيد نفس طريقه موت شقيقه صفوت، وهو نائم دون أن يشكو مسبقاً من تعب او مرض. 

.. __________.. 

صوت طرقات عاليه على باب منزل هانى، ليفتح هانى بجذعه العارى مرتدياً سروالاً فقط ليجد قاسم هو من يقف امام الباب

 

_ايه دا! هو انت يا ظابط الحراسات المتيم 

 

قام قاسم بخنقه ب إصبعين وأدخله عنوه إلى الداخل وهو يصرخ فى وجهه

_انا جايالك إنهاردة آخد روحك 

 

يحاول هانى التملص منه مع سعله بشدة نتيجه الاختناق، ف اردف قاسم

_قولتلك قبل كدا متختبرش صبرى وإتقِ شرى وانت مسمعتش الكلام 

أخرج قاسم مشرط صغير من جيب بنطاله ونغز به جانب جسد هانى وهو يقول له بنبرة تحذيريه

 

_تمسح دلوقت الفيديو الل رفعته واى نسخه له عندك وتنزل إعتذار لقدس على صفحتك، دا غير انك هتيجى معايا تبوس رجلها 

 

_يا إما؟ 

قالها هانى وهو بالكاد يلفظ أنفاسه من بين يدى قاسم، ليردف قاسم وهو يغرس المشرط فى مكان حساس بجسد هانى

 

_هندمك على أعز ماتملك 

_لالالالا، مينفعش.. بس دا حوار بينى وبينها طلع نفسك منه

_هتنفذ الل قولتلك عليه، ولا أنفذ أنا 

 

نظر هانى له نظرة مرتعبه وهز رأسه بالايجاب، وبالفعل قام بحذف الفيديو وكتب إعتذار رسمى على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي، وحذف بقية نسخ الفيديو التى يحتفظ بها وقبل ان يردف ب أى كلمه سحله قاسم ك حيوان مربوط من عنقه إلى قدس ورماه أمامها وهو يأمره

 

_إعتذر ياهانى يا بسكلته، يالااا

 

نظر لهما هانى وهو راكعاً على ركبتيه خائفاً بعدما قذف بجسده قاسم تحت أقدام قدس 

وابتلع ريقه ليردف

_أنا آسف يا قدس، انا بسكلته ياستى.. والله بسكلته، مبسوط كدا يا حضره الظابط؟ 

 

نظرت قدس نظرة ممزوجه بالإبتسام والنصر إلى قاسم وأردفت له

_أنا متشكرة يا قاسم.. متشكرة أوى 

إبتسم قاسم وأردف لها برصانته المعهوده

_قولتلك هجيبه راكع.. وقولتلك متخافيش 

 

دنت قدس منه على مرأى ومسمع هانى وهى تردف

_من دلوقت انا مش خايفه، بجد اشكرك ياقاسم 

_طب م نجيب اتنين ليمون

قالها هانى ليردف له قاسم وهو يبرز المشرط من جيب بنطاله

_انت تخرس.. ولاااا

_لاياعم الطيب احسن، من هنا ورايح ياقدس لو شوفتك فحته هلف من الشارع التانى 

سلامو عليكووو

 

ضحكا قاسم وقدس بشدة وبعدها نظرت قدس إلي قاسم نظره هو يعرفها وحده ويعلم معناها وحقيقتها جيداً. 

سألوا الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي ب لقاء ما، ماهو الغرام ف أجابهم 

" تبقى ع البَر لسه، وتقول يا ناس غريق"! 

 

.. __________.. 

 

إنتظروا الفصل القادم 

 

فى طىّ الكِتمان. 

 

 

 

  ????قتل ناعم ????

 

الفصل(18) 

.. __________..

 

دائما من كل رسالة هناك كلمة اعتراف نود حذفها، سطر لهفة نود اضافته.. تعبير نتمنى لو أنه لم يصل، أو يصل ولكن دون حروف! 

صباح إبنه فتحية كانت ضيفة قدس بالحلقه الجديدة، كانت تقص الحكاية ب أكملها منذ بدايتها وحتى النهاية. 

فبعد وفاة سيد، فوجئوا بوفاة السيدة المُسنة والدة سيد وصفوت بنفس الطريقه يقومون بإيقاظها ولكنها لم تستيقظ! 

لايوجد لعلامات فى جسدها او وجهها، نائمة تغفو فى سبات إلا مالا نهاية.. 

حتى أتى اليوم الذى سمعت فيه صباح والدتها تتحدث تليفونياً مع عشيقها انها ستقوم بقتل صباح ابنتها لأنها كانت تشكك بها ونظراتها وكلماتها كلها تحملها اللوم لوفاة والدها وعمها وجدتها.. 

ولم تكن صباح فقط من تشككت ب أمر فتحيه، ف زوجة شعبان ايضاً كانت تشتم شيئاً خاطئ قد حدث فى وفاة الثلاث بنفس الطريقه.. وقد عزمت فتحيه على قتل زوجة شعبان اولًا وبعدها التخلص من ابنتها وبعدها سترث هى كل شئ ويصبح كل شئ ملكها وملك عشيقها بعدما تتزوجه بشكل رسمى.. ولكن! 

_انتِ عرفتِ ان مامتك على علاقه بواحد ومتفقه معاه انها تقتلهم كلهم عشان تورث وتتجوزه 

أردفت بها قدس لتردف صباح مُجيبه

_اه

_وبعدين ي صباح، كملى

_مرات عمى امى حطتلها الزرنيخ فالميّه زى م عملت لأبويا ولعمى ولجدتى، بس مرات عمى مشربتش الميه كلها ولما عملوا تحاليل اتأكدوا من المادة دى ووقتها دكتورة الوحده الل كانت بتعمل تصريح الدفن هى الل بلغت عن أمى هى ومرات عمى شعبان.. 

 

تنهدت قدس وأردفت تتحدث بجدية كعهدها

_وجالك قلب تسلمى مامتك للسجن؟ 

اغرورقت عين صباح بالدموع وقالت وهى تكتم شهقاتها

_زى م حرمتنى من ابويا وكانت بتخونه، تستاهل 

_مش ندمانه للى عملتيه ي صباح

_لاء

_هتعرفى تتحملى مسؤلية اخوكِ حامد؟ 

_عمى شعبان ومراته موجودين وهياخدوا بالهم مننا مع ولادهم واحسن 

 

نظرت قدس إلى الكاميرا وقالت بثقتها المعهوده

_ولهنا بتنتهى الحلقه، مع وعد لضيفه جديدة بموضوع جديد شيق كالعادة 

و بحبرهن السرى.. إلى اللقاء 

.. _____________.. 

لست بخير ولن اكون..

 انا الجريح انا الغارق في ظلام لا فجر له انا الذي ماعاد يصدر له صوت ألم لا لزوال اثره بل لاعتياده انا من سقط منذ زمن وما عاد يرجو النهوض فقد امتلات بالخيبة و الخذلان.. نعم انا هذا بالضبط ولكن حسبكم مني ابتسامة استطيع رسمها جيدا علي شفتيّ وانا اقول ردا علي اسئلتكم.. انا بخير! 

فتحت مريم الباب لتجد قاسم أمامها، لم ترتسم البسمة على شفتيها كالعادة ولكنها رحبت به وأذنت له بالدخول، ولج إلى البيت فهرولت دينار الصغيرة عليه لتقفز فى احضانه، اما عن الصغير زين كان مبتسماً ويحمل الكرة بين ذراعيه، جلس قاسم واعطاهم الحلوى التى جلبها معه لهم. 

جلست مريم امامه بعدما امرت الخادمة ب صنع كوب من المشرزب البارد تقدمه ك تحيه إستقباله

_اهلًا بيك ياقاسم 

نظر قاسم بتمعن إلى عيناها كأنه يريد أن يخاطب روحها، يخاطب قلبها القاسِ.. أردف بنبرة هادئه

_هو انتِ مكنتيش عاوزة تشوفينى؟ 

_ليه بتقول كدا 

_مش عارف حاسس استقبالك ليا بارد مش زى كل مرة 

زفرت مريم زفره حاره وأردفت بحزن

_جوزى لسه ميت مفاتش عليه شهر، جوزى الل ف ايام قليله عرفت انه خاين ومش كويس وعمره م حبنى 

وكان بيخون صديق عمره، جوزى الل فوجئت بهروبه وقتله وان عنده شقه معرفش عنها حاجه زىي زى كل الناس! 

جوزى الل اكتشفت بعد عشرة كل السنين دى، انى معرفوش! 

وزع قاسم نظراته بين عيناها، وإقترب منها قليلاً فى جلسته مع محافظته على هدوءه

_وعشان كدا بقولك فوقى لنفسك وشوفى حواليكِ كويس، مش كل الناس وحشه مش كل الناس خاينه 

الل محبكيش مكانش يستاهلك، قلبك النضيف الحلو دا الف واحد يتمناه 

ومنهم واحد.. واحد انتِ كل حاجه له يا مريم، واحد كان غبي لما معرفش يتقدم خطوة عشان يفوز بيكِ

واحد كان أعمى اما سابك تروحى من ايده لإيد هو عارف انها مش هتكون جديرة بيكِ 

مريم.. أنا... 

كاد أن ينطقها، أن يهتف بها فقاطعته هى لتردف إليه بصرامه غير معتاده عليها

_قاسم انا مش فالحالة الل تخلينى أحس وأشعر وقلبي يتحرك.. إرجوك أعذرنى

 

دنى قاسم ناحية مجلسها أكثر، وأردف بحنو

_انا عاذرك ومستنيكِ يا مريم.. أنا والله العظيم متأكد إنى.. 

قاطعته قائله بعينان جامدتان

_إنك إيه؟ بتحبنى؟! 

تجمدت الكلمات على لسانه لتردف مريم تكمل حديثها

_م تكمل يا قاسم، بتحبنى من امتى؟ وليه؟ عشان حاسس ان رويدا واسلام ظلموك ف انت بترد نفس الظلم؟ 

ولا عشان ترد القلم ل إسلام الل اصلا مش معانا فالدنيا، ولا عشان إيه ياقاسم 

_عشان بحبك! والله العظيم بحبك ومن زمان.. لما طلب إسلام يتجوزك إتلجمت والل لجمنى أكتر هو فرحتك بيه كأنك كنتِ مستنياه، إتجوزت رويدا بعقلى وبس.. فكل مرة كنا نجيلكم هنا كنت ببقى طاير من الفرح عشان بس اشوفك، عشان هقعد معاكِ

انا ترجمت دلوقت ليه مكنتش مع رويدا بقلبي، مكنتش بهتم وكان اهم حاجه شغلى 

ومكنتش ببقى مبسوط غير لما اشوفك.. يا مريم ارجوكِ.... 

 

نهضت مريم واقفه وأردفت بصرامه وبعينان جامدتان

_ارجوك انت قدّر الل أنا فيه.. وشكراً لمجيتك وانك بتفتكر الولاد ماهو انت فمقام عمهم برضو 

 

شعر قاسم بالرفض المبدئى ولكنه لن يستسلم، هز رأسه لها وشرع فالرحيل وهم ب الانصراف وما ان اغلقت الباب خلفه، اسندت ظهرها إلى الباب ودموعها متحجره كما هى.. 

.. ____________.. 

فى جلسة مُجتمعين بها أهل مارسيلينو وأهل لينزى، يتحدثون حول إختفاء لينزى الذى طال هى وأولادها 

والجميع يقوم بتحميل مارسيلينو اللوم على غيابها وعلى فعلتها هذه.. 

_انت المسؤول أودامى انك تجبلى بنتى قصادى، كويسه وزى الفل انت سامع

نظر مارسلينو الى حماه نظره حانقه ليردف شقيق مارسيلينو الأكبر 

_احنا بنعمل كل جهدنا ومحدش مننا ياعمو سليمان سايب الموضوع، دى مرات اخونا وولاده 

_هى من الاول بتطفش ليه مش من عمايله! 

قالتها والدة لينزى بغضب ظاهر، لتجيبها والدة مارسيلينو 

_مارسيلينو خلاص حس بغلطه وهييقى مسؤول من هنا ورايح عن كل حاجه هيعملها مع لينزى.. بس انتو لو عارفين مكانها... 

 

لم تكمل والدة مارسيلينو حديثها فقاطعتها شقيقه لينزى هادره بها دون إلتفات لمواطن الذوق

_نعرف مكانها إزاى؟! انتو فاكرين اننا بنلعب وياكم؟ طبعا منعرفش وهنتجنن عليها، لأن لو حضراتكم فاكرين

ميلا ليها كشف دورى إسبوعى عشان موضوع الاستشفاء مابعد الكانسر وإحنا سألنا عند الدكتور وقال انه مشافهمش من آخر مرة جم فيها يعنى من شهر! 

 

نهضت من مكانها تترجل ناحية مارسيلينو وهى تتحدث بنبرات غاضبه يتخللها التحذير من كارثه

_شهر معرفش اختى وولادها فين ولا حصلهم إيه! عشان متجوزة راجل انانى اهم حاجه نفسه ونزواته وبس! 

_هو انتِ فاكره ان معنديش قلب، انا حياتى واقفه من يوم م غابت لينزى وولادى، اه اعترف ان كنت طايش ومش حاسس بالمسؤولية وراميها كلها عليها، انا كنت متعود على نعمه وجودهم لحد م بقيت احس ان وجودهم اساسى، مكنتش اعرف انها هتربينى عالهادى كدا 

 

نهض والد لينزى ب انزعاج ليردف إليهم 

_انا بلغت فالقسم عن اختفائها وبلغت عنك فالكنيسة والبابا تواضروس عاوز يشوفك، انا مش هقف اتفرج عليك وانت السبب ف ضياع بنتى 

 

هدر بها صارماً وخرج يتتبعه زوجته وإبنته، وفتح الباب ثم انصرف جميعهم.. 

اقترب شقيق مارسيلينو منه مع قوله له بهدوء

_لازم تدور عليها... لازم تبذل مجهود اكبر من انك حاطط ايدك ع خدك ي مارسيلينو 

دى مراتك وولادك.. فاهمنى! 

.. ____________.. 

*منذ سنوات*

شاب يظهر على هيئته عدم الهندمه، ملابسه رصّه وذقنه غير حليقه كان يمسك بذراع سيدة شابه ويهدر فى وجهها بصوتٍ عالِ

_انتِ بتقولى إيه عاوزة تسيبينى؟! يعنى إيه 

تلفتت عايدة حولها خوفاً من أن يسمعه صغارها الذين بالداخل نائمون، قالت له وهى تهتف بنبرات كفحيح الثعبان

_بقولك ايه، انا عاوزة احافظ على بيتى وعيالى

وضع صبرى يديه فى خصره مستهزءاً، وتحدث وهو يتراقص 

_دا من امتى ان شاء الله بقالنا سنه سوا، سنه انا داخل طالع براحتى عالبيت دا وجاية تقوليلى دلوقتِ بتحافظى ع بيتك وولادك! 

دفعته عايده إلى الخلف بدفعه من كف يدها فى صدره وهى تردف

_بقولك ايه، انا مش عاوزة أكمل فالقرف الل كنا فيه 

_وهو دخول الحمام زى خروجه ياعايودا؟ انا بقا هوريكِ عشان هتعرفى ان الله حق

 

هدر بكلماته وتركها ورحل من منزلها، ووقفت هى تقضم فى شفتيها ندماً وحسرة.. 

.. ___________.. 

كانت تسير قدس ب حديقة منزلها، حامله كوب من الشاى تحتسيه فى هدوء، بينما خطر ببالها قاسم ومكوثه فى غرفته لأيام طويله، اخرجت هاتفها وهاتفته ب ان يخرج ليحتسى معها الشاى.. 

_انت فيه حاجه مزعلاك؟ 

تنهد قاسم ورفع بصره إلى السماء وهو يريح ظهره للخلف وأردف دون النظر إليها 

_حجات مش حاجه.. حجات ي قدس

_طب م تحكيلى 

إبتسم قاسم وأردف لها ساخراً

_انتِ هتخلينى واحد من ضيوفك وللا إيه 

ضحكت قدس تخفى ثغرها بطرف إصبعها، وقالت له

_ياسيدى إعتبر نفسك ف حلقه ضيف والحلقة دى مش هتتذاع 

 

زفر قاسم زفره طويله واردف لها بملامح حزينه 

_انا مخنوق من الدنيا.. الدنيا كلها رفضانى، مُجبر على حجات اعملها ومُجبر على شعور مش بتاعى

ولازم انفذ وإلا روحى هتكون التمن 

_مش فاهمه حاجه 

نظر قاسم الى عين قدس مباشرة مع قوله 

_انا روحت وبُحت بمشاعرى ل مريم، وإترفضت يا قدس.. اترفضت بمشاعرى من مريم واترفضت بوجودى من رويدا! 

ودلوقت مُجبر ان انهى الحكاية مش نهاية كلاسيكية نهاية تانيه خالص انا مش راضى عنها 

 

ربتت قدس على كف يد قاسم قائله

_اصبر عليها، هى فحالة محدش يتمناها، وعمّاله تتعرض لمفاجئات ورا بعض ورا بعض

كان لازم رد فعلها يكون.. 

_يكون إيه؟ دى ملحقتش تسمعنى، ملحقتش تدى نفسها لفرصه ان كلب زى جوزها من زمان ديله نجس 

ميستاهلهاش وكنت عارف وكنت ساكت لما اخدها منى 

كلب كان ييخونها مع طوب الارض، هى ازاى حزينه عليه؟ هى ازاى قلبها بيحب واحد عذبها بالشكل دا؟! 

 

عقدت قدس حاجبيها وهى تستمع إليه وأردفت له اثناء هتافه

_انت كنت عارف؟ 

_عارف بكل وساخته

_حتى مع رويدا؟ 

توقفت الكلمات فى حلق قاسم ونظر لها نظره عميقه وبعدها هب ناهضاً مع قوله 

_انا رايح انام... شكراً عالشاى يا قدس 

 

تركها وحدها تنظر إلى حيث مضى، هل شكوكها فى محلها؟ ام انها مجرد شكوك 

.. ___________.. 

عقلى يريد التحرر من آلام الماضي....

لكن لِما أرى كل شئٕ حولي معكوسًا..

أأنا التي أسير رأسًا على عَقِب..

أم أن أفكاري حبيسة عقلي هي التي ترى العالم رأسًا على عقب؟ 

تقف مريم امام خزانتها، سحبت بيدها أشياء اسلام التى استلمتها من السجن، ووقع مظروف الخطاب على الأرض ف جثت على ركبتيها تتناوله ووقفت وهى تقلبه بين يديها يمينا ويساراً

.. ____________.. 

إنتظروا الفصل القادم

 

فى طىّ الكِتمان. 

 

 

 

  ????قتل ناعم ????

 

الفصل(19) 

(قبل الأخير) 

.. __________..

أأنا التي أسير رأسًا على عَقِب..

أم أن أفكاري حبيسة عقلي هي التي ترى العالم رأسًا على عقب؟ 

تقف مريم امام خزانتها، سحبت بيدها أشياء اسلام التى استلمتها من السجن، ووقع مظروف الخطاب على الأرض ف جثت على ركبتيها تتناوله ووقفت وهى تقلبه بين يديها يميناً ويساراً

جلست إلى اقرب مقعد، شرعت فى فتح الخطاب الذى كان عنوانه "يسلم إلى يد حبيبتى مريم" 

فتحت الظرف واخرجت الخطاب وما إن فتحته اذ أتاها طفلتها دينار مهرولة تبكِ

_ياماما قولى لزين يلاعبنى على البلايستيشن، بيلعب وسايبنى قاعده لوحدى

تركت مريم الخطاب وذهبت خلف طفلتها تُنهى الخلاف الذى نشب بينهم ونست امر الخطاب تماماً. 

.. ____________.. 

*منذ سنوات*

_عبيييىر ياعبيير انتِ فين 

صاحت عايدة بصوت عالِ تنادى على إبنتها الكبرى عبير، حتى سمعتها عبير ودلفت إليها فى المطبخ

وأردفت

_ايوة ي ماما

_انزلى جيبي الطلبات دى من السوبر ماركت 

_حاضر

 

خرجت عبير ممسكه بالورقه التى اعطتها والدتها إياها، وشرعت فى تبديل ملابسها حتى تستطيع النزول إلى الشارع كى تشترى ل والدتها ما تريد. 

بدلت عبير ثيابها وأردفت إلى والدتها انها ستهبط الآن إلى الشارع، سلمت عليها وانصرفت.. 

 

مرّ الوقت نصف ساعه، ساعه، ساعتان، ثلاث ساعات، عاد زوج عايدة من عمله متعب يريد أن يتناول طعامه كى يقيم صُلبه، ولكن شعر بغياب ابنته الكبرى عبير فسأل والدتها عنها فقالت له فى هدوء دون اكتراث

_بعتها تجيب طلبات

_بعتيها من امتى 

_يعنى من شوية، شوية وهتلاقيها طالعه متشغلش بالك كُل انت بس كُل

مرت الساعات، حتى شعر والدها بالقلق، بدل ثيابة وهبط يسأل محلات البقالة المجاورة عن إبنته 

وجميع من كان فى محلات البقاله اخبروه ب أنهم لم يروها اليوم مطلقاً، ذهب إلى أحدى البقالات وسألهم ان كان يستطيع ان يرى الكاميرات المعلقه بالخارج ان كانت رصدت حركه إبنته لأن القلق سيطر عليه وعلى انفعالاته. 

وبالفعل رآها فى احدى الكاميرات، توقف _تُكتُك_ لها وقد صافحت من بداخله وركبت معه وانطلق!! 

الغريب ان فى ظِل غيابها هذا لم تتحرك عايده ولم تقلق مثل والدها، ولم تسأل بالهاتف حتى كانت مشغولة فى احتياجات منزلها ومنهمكه. 

صعد والد عبير يكاد الجنون يفتك به يصرخ فى وجه زوجته قائلاً

_بنتك ياهانم ركبت توكتوك مع واحد تعرفه ومن ساعتها ملهاش اثر، انا هبلغ البوليس

وانتِ هتيجى معايا

وقتها، تذكرت عايده تهديد صبرى لها 

_إنتِ عاوزة تسيبينى دلوقت عشان بيتك وولادك؟! وكانوا فين وانتى بتحبينى وبتسلمينى نفسك كل يوم زالبئف جوزك مش هنا، انا بقا هعرفك الله حق.. وهندمك ياعايدة! 

قلبها تحرك من مكانه وذهبت مهرولة مع زوجتها الى حيث قسم الشرطه. 

 

#نورإسماعيل 

.. ____________.. 

فندق فاخر مُطل عالنيل، توقفت أمامه سيارة قُدس وهبطت منها قدس بردائها الأنيق كالعادة 

ودلفت إلى هناك، سألت عن رقم غُرفه وصعدت بالمصعد وترجلت إلى حيث وصلت إلى هناك 

وما ان طرقت الباب لتفتح لها لينزى! 

إبتسمت قدس ودلفت إلى الداخل بعدما تعانقا عناق إشتياق.، وما أن هدأت انفاس قدس لتبدء معركه عتاب قوية بينهما 

_إزاى كل دا ومتقوليليش انتِ فين، طيب مارسيلينو وبتربيه طب وأنا 

صاحبتك يالينزى واقربلك من أى حد

عضت لينزى على شفتيها وأردفت لها محاولة تهدئتها

_حقك عليا، بس انا خبيت على كل الناس.. حتى اهلى، لكن بصراحة لما قريت رسالتك بتاعت امبارح 

وحشتينى اوى وقلت مبدهاش بقا

 

تذكرت قدس شيئاً لتسألها عنه 

_لاء ثانية واحده، ازاى تختفى كل دا وفيه مواعيد لزيارة ميلا للدكتور بتاعها 

قالت لينزى بثقه

_طب ما احنا بنروح مفوتش زيارة

_هو بيقول مشافكيش من آخر مرة يعنى من شهر وشوية

_انا نبهت عليه وفهمته ان لازم اعمل كدا عشان بيتى قرب يتخرب 

المهم ياريت بعد كل دا يكون لينو افندى اتعدل 

 

ضحكت قدس وقالت لها بنبرات ضاحكه

_بصراحه بقا هو داخ السبع دوخات، وانا واهله واهلك مش مخلينه يتكلم مسويينه عالجنبين عشانك

بصراحه بقا هو اتربي

 

ضحكت لينزى بسخرية وأردفت وهى تنظر أمامها ف الفضاء 

_بيتهيألك، الل زى سينو دا لايمكن يتعلم، هترجع ريما لعادتها القديمه 

_بالعكس.. انا امبارح كلمته فون ولاقيت حاله زى الزفت حتى الشغل التارجت محققوش الشهر دا وحالته وحشه اوى، بقووله ياسينو لازم لما تلاقى لينزى تحضنها حضن تعرفها بيه اد ايه إشتاقت ليها 

رد وقالى بس هى تيجى وانا مش هخلى المستشفى تعرف تخيط فيها غرزة 

 

ضحكت قدس بقهقه مع قولها مُكمله

_جوزك دا مسخره 

تبسم ثغر لينزى وأردفت بنبرة فرحه

_يعنى انتِ شايفه انه اتعلم؟ 

أومأت قدس برأسها ايجاباً ف قالت لينزى فى دلال بعدما نامت على ساق قدس

_مانا بحبه اوى ومبقدرش على بُعده.. بس هو طهقنى بجد 

_اظن بصراحه من منظورى.. كدا كفاية وأرجعى 

_أرجع؟! 

أومأت قدس برأسها ثانية، فضحكا الاثنتين ولا ندرى ما المخطط القادم إذاً

.. ____________.. 

وقف قاسم امام المرآه يتأنق وكأنه مدعو لحفل ما، ربط رابطه عنقه وأرتدى جاكيت بذلته وخرج ووجهه متجهم وفى طريقه لمكان ما.. 

طوال الطريق يقود شارد الذهن يتذكر اشياء كثيرة لأول مرة تطرأ على ذهنه ذكريات تخص قدس، ضحكاتها، جرأتها، جمودها، ذكائها، إحتواءها، جمالها، جسارتها، مرأة بمعنى الكلمه! 

تنهد مع زفرة طويله شقت صدره من حرارتها، وأوجعته، وصل إلى حيث مقصده 

وعلى الباب، قام الحراس بتفتيشه.. ولم يجدوا معه اى سلاح ولا حتى سلاحه الخاص، فقاموا ب إدخاله 

وهما يحاوطوه، سار بردهه طويله إلى حيث ردهه اخرى وحراس آخرين ثم صعدوا به إلى طابق علوى وبعدها سارو بردهه اخرى حتى وصلوا الى غرفه فخمه الأثاث والشكل.. 

نهض رجلاً ستينى ذو شعر وشارب وذقن بيضاء، تبسم حين رآه وصافحه وأجلسه 

_إزيك ياقاسم 

_كويس.. عاوز تدخل فالموضوع قولتلى عاوزنى ليه

 

قالها قاسم بجديه وبوجه خشبي دون ان يرمش او يبتسم، تبسم الرجل وصفق بكلتا يديه ببطئ ونهض يضع مشروب كحلى فى كأسان ناول أحدهما إلى قاسم والآخر احتفظ به فى يده. 

جلس على مقعده الوثير وأردف بنبرات تتحدث ثقه 

_ومالك مستعجل ليه ياقاسم 

_مش مستعجل، بس مش فاهم بتقولى انك عاوزنى وانهاردة وف أمر مهم 

 

تبسم ثغر الرجل مع قوله وهو يداعب فمه ب السيجار

_هو انت حبتها ولا إيه؟ 

عقد قاسم حاجباه ليردف بثقه ومازال على جلسته ذات الظهر المصلوب 

_تقصد إيه 

_اصل حاسس كدا والله اعلم ان سيادة المقدم نسى الاتفاق 

 

زفر قاسم بحرارة وإلتفت إلى الجهة الاخرى، ف نهض الرجل وجلس مقابلاً له

_ماتجاوبنى.. حبتها

_لاء

_طب طالما لاء بتفكر ف إيه 

_الاتفاق مكانش دلوقت، ليه عاوز تخليه دلوقت 

_عشان آن الاوآن انى ارتاح من زن الدبان ي قاسم مخبيش عليك.. كل م بنطول ف مدة الاتفاق انا مش مرتاح 

 

نظر قاسم إلى كأسه الذى يحوى المشروب الكحلى ووضعه بعدم اكتراث على الطاولة التى امامه وعدل من هندامه وأردف

_بس انا شايف ان مفيش قلق من فتره كبيرة

_إنت عاوز تخلّ بالاتفاق؟! 

هتف الرجل بجملته وخرجت منه ضحكه قوية استفزت قاسم ليردف الرجل بعدها

_مش بقولك حبتها 

اقترب قاسم من وجهه وتحدث بطريقه محذره

_مسمحلكش تدخل فحياتى الشخصية، وعاوز اقولك انى مش خايف منك.. انا نجيت من الموت مرة 

ومبقتش اخاف خلاص 

 

نهض يعدل هندامه ويغلق زى الجاكيت وفى طريقه للرحيل ف اوقفته كلمات الرجل

_لو معملتش بالاتفاق ي قاسم.. هخليك تسلم على مراتك وابنك قريب، انا صبرى له حدود! 

توقف قاسم ل ثوان بعد كلماته هذه، وبعدها انصرف قاصداً سيارته يريد الخروج ب أى طريقه من هذا المكان 

.. ____________.. 

فى جلسة عتاب مابين حياة وقدس فى منزلها كان هذا الحديث الذى يدور بينهما

_وليه خبيتِ عليا ي حياة؟! 

تلعثمت حياة واردفت والدموع على حافه عيناها تريد الهبوط 

_خوفت تعرفى تقطعى عيشى، فبقيت بشوفهم واتطمن عليهم واديلهم فلوس محتاجينها وامشى

 

هزت قدس رأسها يميناً ويساراً متعجبه منها، لتردف فى رصانه اعتادتها

_مستحيل افرق شمل اخوات كانوا بيدوروا على بعض يا حياة، بالعكس انا كنت بدور اوقات وياكِ 

ف لما تلاقيهم احرمك منهم، هو دا كلام يعقل؟! 

_اهو الل ساعتها جه فخيالى ي مدام 

_طب روحى حضريلى فنجان قهوة 

 

ترجلت حياة إلى المطبخ، ليلج قاسم من باب الفيلا مرتدياً بذلته كما هو عائدا من الخارج 

يترنح فى مشيته ليجلس امام قدس ينظر إلى مقلتيها بعمق مبتسماً 

_تقبلى عزومتى على العشا؟! 

ضحكت قدس الضحكه التى تذيب دقات قلبه، وخفت ب اناملها الرقيقه فمها ل يكرر قاسم دعوته لها باسطاً كفه لها مع قوله

_تقبلى عزومتى على عالعشا؟! 

_وإيه المناسبة؟ 

_مش عارف.. بس حابب، ولو وافقتِ هبقى اسعد الناس 

 

هزت قدس رأسها بعدم فهم وقالت له بثقه

_بس الابدى منى بالعزومه دى هى مريم 

هز قاسم رأسه نفياً مع قوله لها وهو يحرك عينيه بين عيناها 

_لاء قاسم صفى الدين بيدعوكِ انتِ قدس المدهون على ان تكونى برفقته على وجبة العشاء وسماع موسيقى هادئة يتخللهم بعض الدردشه

 

مالت قدس برأسها ومازالت الابتسامه الرقيقه ترتسم على وجهها وتظهر جمال وجهها البرئ

_وافرض قدس المدهون مش فالمود 

_ولا تحملى هم.. هرجعك للمود وهصالحك عليه كمان 

ضحكت قدس فبسط كفه امامها وركع على ساق ونصف وانحنى لتضع قدس كف يدها على يده 

وتومئ مجيبه 

_استنانى اجهز 

 

وبالفعل فى طريقهم إلى افخم مطعم شهير يطل على ضفاف نهر النيل، يتناولون به اشهر الفنانين ورجال المجتمع وسيداتهم، دلفت قدس ترتدى ثوباً كحلى عارى الاكتاف ينحصر عند الخصر وطويل إلى قدمها 

فتح قاسم المقعد لها وجلست ومن ثم جلس هو أمامها يتأمل ثغرها ونعومتها ورقتها، اتى النادل ف ترك الخيار لها إلى الاخر تختار وجبتها ووجبته، انصرف النادل ف قام قاسم برفع كأس مشروبه لها ورفعت هى وتخبطاه ومن بعدها احتسيا شرابهما ومن ثم اردف قاسم 

_مش عارف ليه لاقيت نفسي عاوز اعزمك واتكلم معاكِ وآكل وياكِ وارقص معاكِ كمان 

 

ابتسمت قدس نصف بسمه مع قولها

_كل دا؟ عشان إيه بقا 

_صدقينى مش عارف، بس يمكن جوايا احساس عاوز اتغلب عليه 

 

صمت لثوان ثم تابع حديثه لها والشمعه فاصل بين أعينهما و الاضاءات جانبيه حالمه جعلت الاجواء رومانسية رغماً عنهما 

_آخر ليله قبل م مريم تتجوز، كنا خارجين انا وهى واهلى واهلها.. عاوز اقولك يمكن دا من اجمل ايام حياتى 

زى اليوم الل اتولد فيه باهر ابنى بالظبط 

كنت حاسس احساسى بتاع دلوقت، حاسس انى عاوز اودعها على طريقتى قبل م اسلام ياخدها منى 

بنضحك وبنتطط وبنركب مراجيح وبننط الشلالات، كنت بضحك وياها بصوت عالِ وناسى انها ايام وتتجوز 

كنت بحاول الم جرح قلبي ب اى حاجه، وبرضو الليلة الل قبل وفاة رويدا مراتى وابنى باهر 

بالصدفه كنا راجعين من اجازة فى لبنان، كنا سهرانين ومبسوطين، يمكن الليلة دى الوحيده الل سهرت فيها وياهم اضحك ونضرب بعض ونجرى ورا بعض، ليلة وحيده حسستنى بجو اسرة كنت مفتقده 

 

وبعدها.. كل شئ راح 

 

ذرف دمعه جانبيه دون ان يشعر ف هم ب مسحها بسرعه لتعبس قدس بوجهها مع قولها

_ايه ياقاسم انت بتفول عليا انى هختفى من حياتك زيهم وللا ايه 

انتبه قاسم ف ابتسم ابتسامه مصطنعه محاولاً لمدارة مايجرى بداخله 

واردف

_بالعكس، اجواء الليله فكرتنى مش اكتر، لكن انا هفضل حارسك الخاص ي قدس الل بيحميكِ من اى حاجه 

 

اثناء حديثهم جلس عازف البيانو على البيانو وبدء بعزف مقطوعه رقيقه رومانسية، نهض قاسم ليدعو قدس إلى الرقص معه وبعد ثوان وافقت هى ونهضت برفقته 

لف ذراع من ذراعيه حول خصرها، وامسك بيده الاخرى يدها ومع المعزوفه بدءا يتحركا ببطء وانسجام تام وكأنهما اتفقا معاً للتو، جذبوا انتباه كل الحاضرين من شدة تناغمهم.. 

فكان يقوم قاسم بابعادها ومن ثم جذبها اليه بكل انسيابيه، اما عن قدس كانت تتمايل بين ذراعيه ك اجمل فراشه.. 

لو كان هناك رسّام بالمكان لكان قام برسم لوحه تعبر عن جمالهم فى هذه اللحظة، اما عن قلبيهما فكانا كأنهما التحمت دقاتهم سويًا الآن ويتحدثان إلى بعضهم البعض قائلين 

مَن غيرُكَ يَؤنِس فُؤادِي في كُربَتِه؟

إنْ ضَاقتْ بيَّ الدُنَّيا واشتدَّت آهَاتِي

كنتَ لِي كتفٌ رَحِيم وللرَوحِ تِريَاقٌ

مَهمَا طَالتْ الأيَّام لنْ تَحِن رَوحِي إلَّاكَ

هَانَت الهمُوم بِرفقَتكَ بعدَ ثُقلِها

يَا منَ بِصُحبَتِه الفؤادُ بَهِيج!

.. ____________.. 

 

إنتظروا الفصل القادم 

 

فى طىّ الكِتمان. 

 

 

 

  ????قتل ناعم ????

 

الفصل(20) 

(الأخير) 

.. __________..

"وبعضُ الوعودِ كبعض الغُيُوم ، قويّ الرعودِ شحيحُ المطر".. أبو العتاهية. 

فى حلقة مميزة جدا استضافت قدس ضيفة جديدة تتحدث عن تجربتها الفريدة، تجربة عشيقه سرية تخون زوجها بالخفاء مع عامل السباكه وتدوم علاقتهم لمدة سنه كاملة ومن بعدها يؤنبها ضميرها ف تطلب من عشيقها ان ينفصلا وتعود هى لحياتها واولادها وزوجها. 

ولكن العشيق والذى يُدعى صبرى كان له رأى آخر، قرر الانتقام منها فى اعز ما تملك.. إبنتها! 

كانت عايدة تعتقد ان صبرى يقوم بتهديدها فقط حينما اخبرها ان رده على تركها له سيكون قاسيًا ولم تضع بحسبانها ما سيحدث وما تخطيطه البشع الذى يخطط له ذاك الشيطان.. 

 

بعينان اغرورقتهما الدموع كانت تسرد عايدة قصتها الموجعه امام كاميرات برنامج "بحبرهن السرى" فى استضافه تصغى لها الاذان وتشخص لها ابصار كل متابعى المذيعه مثيرة الجدا.. قدس المدهون. 

_عبير نزلت تجيب طلبات السوبر ماركت، غابت شوية قُلت يمكن صادفت وشافت حد من اصحابها ف وقفت تحكى او راحت حته بعيد تشترى حاجه.. مجاش فبالى ابدا الل حصل 

 

ركزت قدس بصرها على تعبيرات عايدة الجسدية وسألتها ب اقتحام

_إزاى يعنى؟! ازاى واحده متهدده من عشيقها انه هينتقم منها شر انتقام وفنفس الوقت البنت تنزل من البيت وتغيب متحطش فبالها انه ممكن يكون اخدها 

 

عضت عايدة على شفتها السفلى وقالت بنبرات تتحدث ندماً

_صبرى كان بيحب ولادى، ولما كان بييجى البيت كتير بحجه السباكه البايظه، كانت عبير واخواتها بيقعدوا وياه ويهزروا معاه، انا قلت هينتقم منى انا انه يقول لجوزى لكن مش يقتل بنتى 

 

_صبرى كان بيقيم معاكِ علاقه غير شرعيه ي عايدة وعشان كدا جوزك رفع عليكِ قضية زنا؟ 

هزت عايدة رأسها ايجاباً، ف سألتها قدس ثانية

_وكان فين ضميرك الل صحى فجأة، انا فغياب جوزك الراجل الشقيان الل بيحاول ميخليش فجهده جهد 

انك تعملى كدا وتطعنيه وتستبيحى عرضه، ليه ضميرك صحى فجأة ياعايدة؟ 

سقطت دمعة على حين غره من إحدى مقلتى عايدة وقالت وهى تروى حكايتها بنبرات يختلجها الأسى 

_ضميرى صحى عشان كل الل قولتيه حضرتك دا.. ولما حبيت اتوب عن السكه بنتى كانت هى التمن 

 

عادت قدس بظهرها وشبكت كلتا يديها ببعضهم البعض وقالت لها فى ثبات

_طب كملى الحكاية وبعدين 

_بعدين.. نزلت انا وجوزى نعمل محضر بعد م كاميرات المحلات جابت توكتوك وقف وسلمت عبير على الل جواه وركبته ومشى.. 

وانا قُلت فالتحقيقات ان دا صبرى السباك عشان وشه ظهر فالكاميرا.. 

ولما استدعوه، طلع كان قايل لعبير تعالى انا جايبلك تليفون جديد بس سايبه فمحل الموبايلات بتاع صاحبه عنتر اركبي هوديكِ لهناك 

وركبت معاه.. وهناك كان فيه مخزن مواد كيمائيه وحجات كده متخصص فيها صاحبه وكانوا متفقين على الخطه، اعتدوا على عبير هو وصاحبه وبعدها خنقوها وماتت وحطوا جثتها فمواد كيمائيه دوبت جثتها خالص مفضلش غير شوية عضم.. طلع فوق السطوح وولعوا فيه عشان ميبقاش فيه اثر للجريمه 

 

انتهت عايده من رواية قصتها وغرقت فى بكاء مرير،جعل معظم من يرى الحلقه من الجمهور يتعاطف معها والبعض الآخر يسبها بأقذع الكلمات لأنها كانت السبب فى هدم عائلة وموت طفلة وطعنة قلب زوج لم يفعل شيئاً سوى اخلاصه لبيته وزوجته. 

 

تركت قدس الضيفه لبكائها ولندمها الذى كان واضحاً عليها، وانهت الحلقه ونهضت بسرعه من مكانها إلى غرفتها الخاصه بالاستديو تستعد للرحيل إلى منزلها.. 

فى حين مراقبه قاسم لكل حركه منها على غير المعتاد منه.. وكأنها يلتقط لها صور بعقله يحتفظ بها للذكرى.. وللمرة الاخيرة! 

.. ____________.. 

جلست مريم فى غرفتها حزينه كعهدها الاخير، شاردة فى ملكوت المولى، حتى تذكرت أمر الخطاب! 

نهضت تبحث عنه هنا وهناك ولم تجده. 

آخر وقت رأته به كان فى يدها تشرع فى قراءته ولكنها تركته كى تفض النزاع بين أولادها وعندما عادت ثانية تناست امره حتى تذكرته الآن ولكن أين هو؟ 

ظلت تبحث هنا وهناك ولكن بلا جدوى، حتى قامت بمناداة الخادمة تسألها عنه لتجيب الاخيرة ب أنها قامت بتنظيف غرفتها بالكامل ككل يوم ولم تجد شيئاً. 

شعرت مريم بالاحباط، لانخفى سراً مريم لم تكترث لأمر ذاك الخطاب ولكنها كانت تريد أن تعرف ماذا يريد إسلام منها ومايريد ان يخبرها به وهو يقبع خلف اسوار السجن. 

إثر انشغالها ب أمر الخطاب وجدت ابنتها دينار تهرول إليها قائله 

_مامى مامى.. لاقيت اسمك مكتوب هنا عالورقة دى بصى

 

امسكت منها الورقه، انه الخطاب! 

تنفست الصعداء وتركت قبله على احدى وجنتيها وامرتها بالذهاب إلى غرفتها الآن.. 

جلست وفتحت الخطاب.. 

.. ____________.. 

ورفيق يحبك بصدق خير لك من مدينة بأكملها ..

دلف مارسيلينو بعد يوم عمل ككل يوم، غير مكترث ب أى شئ غير آبه لما حوله 

لم يصبح مارسيلينو كعهده منذ اختفاء لينزى واولاده، فبداية الأمر ظن انها لعبه وستعود ولكن الغياب طال 

واصبح الجميع يلقِ اللوم على كاهله. 

دلف بوجه شاحب ونفس تتحمل ذاتها بالكاد، حتى وجد لينزى امامه واولاده الاثنان كاراس وميلا! 

قذف بالحقيبة التى كان يحملها وتهللت اساريره ليعانق لينزى عناق كاد يكسر ضلوعها ومن بعدها قبلها كثيرآ فى وجهها وشعرها وعنقها.. كان يقبلها بلهفه عاشق عاد قلبه إلى احضانه ثانية. 

فرحت لينزى لمقابلته كثيراً وفرحت اكثر عندما مال بجسده السمين على الارض ليقبل اولاده ويحتضنهم بشدة مع قوله

_حرام عليكم... حرام عليكم كنتو فين ازاى تعملوا فيا كدا 

نظرت له لينزى نظرة مليئة بالود والحب والحنين وقالت له تؤنبه بهدوء

_يعنى وجودنا كان فارق يا مارسيلينو؟! 

نهض يحدث عيناها وقلبهاقائلاً

_طبعاً.. ايوة فالأول كنت واخد الموضوع هزار وبقول لينزى بتعمل فيا مقلب من مقالبها كالعادة

بس بعدين الغياب طول.. مش بتروحى الكنيسة ولا بتودى البنت لكشفها ولا الولد لتمارينه 

محدش يعرف عنك حاجه، خليت ايهاب بعلاقاته يسأل فالسفارات والمستشفيات والاقسام ومحدش لاقيكِ

انا نزلت خبر فالجرايد وعلى مواقع السوشيال ميديا ادور عليكم.. إزاى هُنت عليكِ تعملى كدا فيّا؟ 

 

امسكته لينزى من ياقه قميصه وتحدثت بدلال كانت تستخدمه اوقات فى عهد قديم معه، وقد اشتاق له هو كثيراً 

_كان لازم تعرف قيمتنا يالينو.. قيمتى وقيمة البيت والولاد، كان لازم تحس بوجودنا 

احنا مش مجرد كراسى من ضمن عفش البيت، كنت عاوزة احسسك هل هينفع البيت من غيرى انا والولاد ولا لاء؟ هتعرف تعيش وتكمل فالهلس الل رجعتله تانى؟ هتعرف تتخطى وجودنا وكأننا شيئاً لم يكن 

لما قولتلك هرفع دعوى فالكنيسة مكنتش بهدد.. بس لما فكرت قُلت هستخدم معاه كارت اخير ولو نفع خلاص

ولو منفعش.. يبقى الانفصال اقرب حل.. 

 

احاط مارسيلينو خصرها بذراعيه واردف لها بحب

_وإيه رجعك؟ 

_عشان لما قدس قالتلى انك بجد تعبان من غيرنا وبتدور زى المجنون، وانك خلاص عقلت وتعهدت قدام اهلى واهلك انك هتبطل تعمل الل بيضايقنى وتشيل معايا شوية.. قلت مبدهاش بقا يابت يالينزى

مانا بحبك يا بكابوزتى وقدرى هعمل إيه 

تبسم مارسيلينو ابتسامه عريضة ومن ثم تذكر... قدس كانت على عِلم بمكانها إذاً! 

_ايه دا فيه ايه، ثانية واحده عشان المشهد الغرامى دا مش هيشفع للست قدس انها كانت عارفه ومخبيه عليا 

وكانت بتستهبل وتقولى معرفش وتدينى محاضرات فالادب سيادتها

 

ضحكت لينزى لتقوم ب توصيل المعلومه له محاولة كتم ضحكاتها 

_يابنى افهم، قدس لسه عارفه من مفيش يدوب، انا عرفتها لما لاقتها هتتجنن عليا وخايفه يكون جرالى حاجه انا والولاد 

 

دنت منه اكثر لتتحدث قرب عينيه وشفتيه بدلال 

_بس اعترف وحشناك 

_والمسيح الحى كان فاضل تكه وامشى فالشارع زى المجنون ادور عليكم

_يعنى خلاص عقلت يالينو؟ 

_عقلت يا لينزتى

_مفيش بنات ولا ستات ولا عقل فاضى

_مفيش بس بشرط 

عقدت لينزى حاجبيها قائلة

_انا هبطل كل دا او بالفعل بطلته، بس قصاد كدا.. لينزى تكونلى ست بجد 

ست بسكوته زى م ربنا خلقها ف اجمل صورة، تكون صورة وفعل حلوة وجميلة

بلاش بوكسات وبوانى وعُلق.. انا جسمى نمّل والله 

 

ضحكت لينزى بقهقه لتغمره بعناق طول ومن ثم تنظر لعيناه بحب

_خلاص متفقين.. تعالا بقا احكيلى كنت بتعمل ايه فغيابنا ياشقى 

 

#نورإسماعيل 

.. ____________.. 

_زوجتى العزيزة مريم، انا عارف ان وقت م هتقرى الجواب دا هيكون اتحكم عليا واتدمر مستقبلى وعلاقتى بيكم والناس.. 

انا اسف يا مريم، مكنتش جدير بيكِ، عجبتنى البت الخجولة المتربية الل تعرف تصون بيتى واتجوزتك ونسيت انا اصونك، بس اقسملك من بعد موت رويدا انا مخونتكيش ولا حتى بالتفكير.. 

بس عاوز اقولك حاجه، انا ليا شقة فالشيخ زايد عنوانها.... الشقة دى هى الل كنت بروحها مع رويدا وغيرها وتم تصويرى هناك من غير علمى، اه يا مريم مكنتش اعرف انا مكنتش بصور الستات الل معايا دول ولا ببتزهم

كل الحكاية هلس ف هلس انا لا كنت بفضح حد ولا ببتز حد.. 

الشقه دى محدش كان يعرف عنها حاجه غير الستات دول وقاسم! 

قاسم الل كان ورا كل حاجه ي مريم، انا لما اتسجنت وربطت الخيوط ببعضها شكيت فيه عاارفه ليه؟ 

محدش هيزرعلى كاميرا تصورنى غيره، اصل مستحيل الستات الل كنت عرفهم هتصور حاجه تدينهم، زائد ان كنت بحس ان قاسم معجب بيكِ ومقالش لانى سبقت الاول وكان مستخصرك فيا لأنه عارف نزواتى من زمان.. 

قاسم متفاجئش ب علاقتى بمراته زى عملهم قصادك، انا دلوقت بس عقلى ربط الامور وعرفت انا اد ايه غبي 

قاسم صورنى وفوجئ ب ان مراته بتخونه معايا، كان عاوز يرمى دليل فالبيت عشان انا وانتِ نتطلق لانه انانى لكن لما راجع تصوير الكاميرات شاف مراته، مراته الل زقها عليا لما كان سيادته مش فاضى 

كان يقولها ف اى حاجه كلمى اسلام وشوفوا تروحوا فين او يعملك هو الحاجه الفلانيه، مكانش قصدى اخونه لكن هو سهلنا الطريق عشان يخلص منها ومنى بحجه انشغاله فشغله عنى وانى بعرف ارتب امورى عنه.. 

هقولك بقا صدمتك وسؤالك الفلاشه جت البيت ازاى طالما انا مش مصورهم، هقولك يا مريم 

ل

فيوم لاقيت زين بيقولى يابابى لاقيت البتاعه دى واقعه تحت كرسى الصالون، اخدت منه الفلاشه واستغربتها وفتحتها لاقيت البلاوى دى، وقتها من غبائى مش اكسرها 

خفتها ف دولاب الاولاد ورا البلايستيشن.. وعشان كدا انت لاقتيها بسهولة، يعنى قاسم صورنا وفمرة من مجياته رماها ع امل ان انت تلاقيها بس الحظ وقعت ف ايدى الاول قبلك وللغباء احتفظت بيها عشان كل دا يحصل وسيادته بعد عشرة العمر دى يبلغ عنى.. ويحرمنى منك بعدما رفعتى قضية طلاق ودى الل كان هو عاوزه. 

دلوقت قدامك الاختيار ي تسامحينى، يا تسيبينى زى م انت عاوزة.. 

هاخد الحكم وهطلع انسان جديد ي مريم بس ارجوك سامحى.. مكانش قصدى ووعد عليا هعوضك كل الل فات، وهيبقى الل جاى كله معاكِ من غير قاسم الخاين الانانى.. لانه هو الل خانى الاول ي مريم مش انا 

مستنى قرارك.. 

اسلام صبحي حبيبك.. 

 

تركت مريم الخطاب غير مستوعبه، ماهذا!! اقاسم كان خلف كل ماحدث؟ اكان يعلم بحقيقة علاقته بزوجته وهو من سهل الامر عليهما؟ هو من خطط لكل هذا فقط من اجل فوزه بها؟! 

وفوق كل هذا مات اسلام قتيلاً قبل ان يواجهه بحقيقته التى علمها وهو يقبع خلف سور السجن، تمزق قلب مريم إرباً.. تعرضت لصدمه لم تكن متوقعه، قاسم الذى كانت تشعر ي انه اكثر من شقيقاً لها. 

هل طالما كان له يد فى كل ماحدث، ان يكون له يد ايضاً فى موت زوجته رويدا ونجاته من الحادث ب اعجوبة؟!.. 

.. ____________.. 

وقفت قدس تعد بنفسها كوبان من النسكافيه كما تحب، ف طارت البومة المعهوده التى لم تراها منذ آخر حادث لها ووقفت على شباكها، ف انقبض قلبها! 

وضغطت على قلبها بشدة.. يا الله ما هذا الشعور الثقيل الذى هبط على قلبها فجأة؟ 

خرجت فى بهو منزلها وبيدها تمسك كوبان النسكافيه وجلست بجانب قاسم الذى شحب وجهه بعدما تلقى رسالة على هاتفه جعلته يقلبه على وجهه فور وصولها. 

_مالك؟ 

انتبه قاسم لها وتنهد بعمق ليردف 

_مفيش سلامتك 

_تعرف انى شوفت دلوقت البومه الل شوفتها يوم موت زياد ويوم الحادثة البشعه لما جه الل يضربنى بالنار جوا بيتى.. شوفتها انهاردة وانقبضت.. 

 

بلل قاسم شفتيه وتناول كوب النسكافيه دون التحدث ي اى كلمه، ف كررت قدس حديثها 

_انا انهاردة مستغرياك شوية، وبعدين جاتلك مسج قلبت كيانك.. هو فيه إيه 

 

على صمته ظل قاسم وجهه متجهماً، حتى اتى له اتصال هاتفى على هاتفه الآخر، نهض فزعاً من مكانه ليجيب خارج البهو، كانت تراقب قدس حركات جسده المنفعله وهو يتحدث.. 

ف امسكت هاتفه الاخر الموضوع جانباً، ولأول مرة تفعلها.. تتجسس على احدهم، فى اواخر عهده بدأت تشكك قدس به وان هناك امر غريب غير مفهوم وعلامه استفهام كبيرة حول قاسم. 

فتحت الهاتف سريعاً، وتفحصت الرسائل، لتجد رسالة من مريم وقد صورت خطاب زوجها وكتبت اسفل الصورة

_عرفت تلعبها صح وخلصت من رويدا واسلام عشان تفوز بيا بس دا مش هيحصل ي قاسم وزى م فضحت جوزى وهدمت بيتى، هفضحك وهعرف حقيقتك لكل الناس،حسبي الله ونعم الوكيل فيك انت حتى معملتش بالعيش والملح وعشان كدا ربنا انتقم منك ومات ابنك فحادثتك انت ومراتك 

كان لازم انت كمان تموت زى م سامح سليم كان عاوز، مش عشان انت كشفت ابنه فقضية فساد كبيرة وسلمته للعداله ينول جزائه.. لكن عشان انت تستحق الموت زى م سامح سليم دبرلك كدا 

وان شاء الله موتك هيبقى قريب ي ع ايده تانى ي ع ايد العدالة ياخاين.. 

 

اتسعت حدقه عين قدس ذهولاً، ماهذا؟! اكانت القضية الكبيرة التى فضحتها هى عبر التلفاز ومواقع السوشيال مييديا هى من كان يحقق بها قاسم وبالتالى دبر ذاك الرجل الفاسد الذى يعتبر احد رموز رجال الدولة الكبار حادثة قاسم واسرته لتتوفى زوجته وابنه على الفور ويبقى قاسم بغيبوبة لمدة سنه! 

 

اذاً، ما الذى يوقف سامح سليم عن الانتقام ثانية من قاسم بعد نجاته من الموت! هناك حلقة مفقوده؟! 

اتى قاسم ووجهه عابس للغايه لا تنفك عقدة حاجبيه، نظرت له قدس بتمعن قائلة

_هو انت الل كنت بتحقق فقضيه ابن سامح سليم؟! 

 

نظر لها متعجباً واردف

_عرفتِ منين؟ 

_جاوبنى

_انتِ فتحتِ رسالة مريم دلوقت؟! 

_قولى ايه علاقتك بيه وليه لحد دلوقت سابك بعد مانجيت من الموت، قاسم انا بشك فيك كل يوم شكى بيزيد ارجوك جاوبنى 

كدا فيه حلقه وصل بينى وبينك وهى سامح سليم، الراجل دا انا فضحته هو وابنه وهو بعت ناس تموتنى فقلب بيتى عشان اسكت.. جاوبنى ياقاسم

 

هدرت به بصوت عالِ ليجيب قاسم بنفاذ صبر

_ايوة اعرفه، سامح سليم بيهدد حياتى من ساعة م فوقت من غيبوبتى، مكنتش اعرف بالحادثه عالاقل كنت انقذت ابنى الل راح هدر.. بسبب الل حصل كنت سايب شغلى

لحد م اللواء اشرف الصناديلى قالى ان فيه هناك قوة عليا بتهدد حياتى، وطلع اللواء الكبير الى كلنا بنتعلم منه 

متواطئ مع الفاسد الوسخ سامح سليم.. 

نهض قاسم واخرج سلاحه من طيات جنباته وسحب الزناد ووجهه فى وجه قدس ليقول بوجه يملئه الشر

_سامح سليم الل امرنى ان اقتلك، عشان احافظ على روحى والا التمن هيكون حياتى! 

ذُهلت قدس مما سمعت وترى الآن، احقاً ستكون هكذا نهايتها؟ هل تم خداعها بهذا الشكل؟ قاسم حارسها هو قاتلها؟ بحركه قد تعملتها قدس جيدا فى لعب الچودو ركلت يد قاسم على حين غرة الممسكة بالسلاح 

بقذف السلاح بعيداً لتركل قدس قاسم ركله اخرى فى وجهه، ليقوم قاسم بالدفاع عن نفسها وسدد لها عدة لكمات فى وجهها لتسقط ارضاً، فيهرول قاسم ناحية السلاح وقبل ان يصل له تمسكه هى وتقوم بركله عدة ركلات فى انجاء جسده لينقض عليه ويقوم بتمزيق ملابسها ولكمها عده لكمات قوية جعلتها تنزف دماءاً غزيراً 

وبرغم ذلك عدلت قدس من نومتها بسرعه لتنقض هى عليه وبدفاع عن نفسها سددت له عدة لكمات ليطرحها هو ارضاً مرة اخرى ويكون يداهما متشابكتان تحاول الامساك بالسلاح.. امسكته قدس ليحاول قاسم افلاته منها ليمسكه هو حتى تتركله قدس ركله فى بطنه وتمسك السلاح مصوبه ناحيته وتطلق النار...!!! 

 

.. ____________.. 

*وبعد سنوات*

 عندما أخبرته عن مقدار سوء هذا العالم شعرتُ براحة غريبة تسرِي بداخلي لم أشهدها يومًا من قبل. 

كانت مواساته لها غير، فلم يقلل يومًا من حزنها بل كان يقدرهما دائمًا، ولم ينظر إليها وكأنها واحدةٌ من أولئك الذين يلجئون إلى لعب دور الضحايا كلما واجهتهم مشكلة ما،الكثير حولها كانوا يجعلونها تنظر للبوح وكأنه خطيئة، حتى جاء هو وغير كل شيء! 

تجلس قدس فى الاستديو، يقوم المخرج بتحريك الكاميرات ب اذنه، الاضاءات مستعدة.. 

ستاند باى 

هوا ي قدس

 

ابتسمت إلى الكاميرا بثقه كعهدها وقالت 

_ازيكم.. انا قدس المدهون فاكرينى؟! كانت قضيتى حديث الساعه من كام سنه، قتلت الحارس الشخصى ليا 

عشان كان عاوز يقتلنى، انا الل كنت بستضيف كل ست فبرنامجى القديم "بحبرهن السرى" 

واخليها تحكى تجربتها، انهاردة انا مذيعه وضيفه الحلقه وهحكى حكايتى بالكامل من اول جوازى بالمخرج هانى خضير لحد م اتحولت لقاتله والحكم عليا بالسجن! 

اهلا بيكم ف اولى حلقات، (قتل ناعم) 

 

انهت قدس الحلقه لتجد لينزى وزوجها مارسيلينو ينتظراها خارجاً

_هناكل فين احتفالاً بالحلقه التريند ي ست قدس 

ضحكت قدس لتردف

_اختاروا انتو انا مش فبالى حاجه، خللى لينو يختار 

اردف مارسيلينو ساخراً كعهده 

_هوديكم مطعم هيجبلكم تلبوك معوى بإذن الله 

 

ضحك جميعهم فتحرك مارسيلينو بالسيارة، لترى قدس البومه ترفرف بجناحيها عند نافذتها 

فينقبض قلبها ويبتسم ثغرها وهى ترى امامها صورة زياد ابنها طوال اليوم! 

 

إهداء/

 إلى التى تُحيكُ قلوب الناس مُتجاهله قلبها الدامي والذي يستمرُّ في النحيب في تلك الزاوية، هى التى تضمد جراح قلوب المنهكين، وتداوي أفئدة المجروحين، وقلبها بحاجة لدواء العالم لشفائه! 

إلى مروة شوقى (صفية) إهديكِ هذا العمل لك ول إبنك الذى ضم العمل إسمه، فلذة كبدك _زياد هانى _ رحمه الله عليه واسكنه فسيح جناته وجعل صبرك على مرضه وتحمل وجع قلبك فميزان حسناته.. 

 

وهكذا انتهى عهدى بكم قرائى الاعزاء سنلتقِ فى اعمال ورقية فقط قريباً، كنتم مع (فى طى الكتمان) 

*تمت بحمد الله *

 

2023

/نور إسماعيل 

.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1728 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع