آخر الموثقات

  • صوته
  • يوم خرجت من دمشق
  • المظهرة بالملابس
  • صورتي و خواطر
  • نعمة الإحساس 
  • المعادله لازم تكون واضحه في الأذهان
  • هل قلة الأدب من حسن الخلق ؟
  • وماذا لو جاء معتذرًا؟
  • رواية الهودو - الفصل العاشر
  • رواية الهودو - الفصل التاسع
  • هياكل النجوم -1
  • ما أنا إلا جزء من الكون يسبح
  • مقايضة لا مرئية - قصة قصيرة 
  • يا آسري
  • شخص من عالمي 
  • المخ ... هو المطبخ
  • ثروة المعلم الحقيقية
  • خليليات: رحم الله الاستاذ الدكتور محمود أبو الفتوح
  • الوزيرة والحجاب و العالم الجليل
  • تغريد الكروان: اعرف نفسك أولًا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. فيولين (رواية) الجزء السادس

الفصل الثالث والعشرين

❞ ????❞ ????❞

عصفور الجنة،زهر الفل،الياسمين،الورد البلدى !

باقات زهور مصطفه على الصفين بداخل جناح مكتب ليلى بالجريدة،وم ان دلفت حتى تبسم زملاؤها فى وجهها وهم يلقوا عليها تحية الصباح ،تلقِ نظرات عشوائيه على باقات الزهور الكثيرة هذه وصولا الى مكتبها ..تعجبت!

فمدت اناملها فى كل باقه ترى البطاقه وما تحوى داخلها ،يا ترى تخص من؟

"صباح الخير يابرنسس..صباح يليق ب سموك"

فرغ فاه ليلى واخذت تنظر حولها تتلفت يمينا ويسارا ،وتأخذ البطاقات واحده تلو الاخرى من كل باقه وكلهم مسطور بهم هكذا

"الورد له حق يغير منك عشان لما يشوفك هيتكسف من جمالك"

"برنسس ليلو، يارب يكون الورد عجبك"

وفوجئت بهذه الباقات ايضا التى تملأ مكتبها لآخره،ابتسمت وتعجبت من جنون هذا المختل!

يا الله من اين لها به ؟وبعد دقائق سمعته يتحدث عبر مكبر صوتى عالى فنظرت من النافذه وايضا معظم زملائها خرجوا إثر صوته يشاهدون هذا المشهد العجيب واذ به مؤيد يقف على سيارة اجرة للنقل تحمل زهور لآخرها معبئه كلها وبصياح يقول

-ليلووو،ماى برنسس انا آسف قدام الناس كلها ..آسف ليكِ سامحينى كنت غبي وضايقتك اوى عارف

بس انتِ قلبك كبير  وابيض واناااا بحباااااك ياليلو

ليلى كعادتها غارقه فى شربة ماء تتلفت يمينا ويسارا لزملائها الذين رأوا معها هذا المشهد الغرامى الجميل الذى يفطر القلوب فرحاً وحباً ،صنع مؤيد بكلتا يديه حركه معهوه للاعتذار تبس ثغرها اخيرا وتنهدت ماذا عساها ان تفعل حيال هذا المعتوه ..بنقرة واحده يستطيع قلب كيانها رأسا على عقب .

-لازم اعمل كل دا عشان تسامحينى

ارتشفت رشفه من كوب العصير امامها واردفت

-انت مجنون، وانا معرفش انت عاوز ايه بعد اللى حصل

-انا بحبك ياليلو ، وبعدين ساعات بغباء بتصرف معاكى لكن دا حب والله

نظرت له  بأعين لامعه ويشوبها الاستفهام

-انت عفويتك دى بتضايقنى وبتحسسنى انى ...

وضع يده على فمها وقال

-متكمليش،اقطعى الصفحه القديمه كلها بكل اللى فيها ونبدء من جديد

على صفحه جديدة مؤيد وليلى بخط ايدك وبالقوانين اللى عاوزاها

تنهدت ليلى ورفرفت ب اهدابها عدة وانفرجت شفتيها للحديث فقطاعها مؤيد دون ان تتحدث هى

-متتكلميش ،متقوليش حاجه انتِ موافقه عشان انا مش هعرف اعيش من غيرك ياليلى ومش هينفع اخسرك تحت اى بند

-ايه يعنى امر واقع موافقتى واننا نكمل سوا على معاهداتك الغريبة دى واللى مالهاش نهاية تعرفنى هنعمل ايه

-وليه متقوليش ان لما بعدتى عرفت قيمتك وحصل المستحيل انى اغير مبادئى وافكر ناحيتك بطريقه جديده ،طريقة تخلينى أمن بدعوتك انتِ

تبسمت ليلى وأحست ب ارتياح ،الجدير بالذكر ان ليلى لم تشعر ناحية مؤيد بعاطفه حب كل مافى الامر بعض من الانجذاب وشعور التعلق به جنونه والتصاقه بها وتمسكه جعلها تشعر بعدم استطاعة فقدانه او البعد عنه..

-ودلوقتى ...اللى تطلبه اميرتى معاهدة صُلح موافق عليه

اؤمرى،اطلبي ،اتمنى

تبسمت ببلاهة طفله واردفت

-مفيش فدماغى حاجه دلوقت

هنا قام مؤيد واخرج من جيبه علبه بها خاتم جميل الشكل وركع على قدمه امام جميع من بالمكان ،شهقت ليلى وكتمت فمها بيدها فقال

-لو ست الكل تسمح ...وقلبها العطوف يأذن

فتح العلبه واخرج الخاتم وقال بصوت جهور

-تتجوزينى يابرنسس!

دق قلبها عشرات الدقات فى الثانيه! حلم ام حقيقه ماترى؟ مؤيد يدعوها للزواج به ...مؤيد الذى لا يعترف بعالم المتزوجين اطلاقا ...لايحب رابطه العنق بل يدعم فك الازرار طيله الوقت

مؤيد خرج عن دعوته ل دعوتها ..مؤيد الآن يطلب يدها وعلى ليلى القبول ..او الرفض مع المفاجأة فى كلتا الحالتين!

????❞ ????❞ ????❞

"انا من زمان كدا ،من زمان عامله جامدة عاملة محدش هامننى مفيش حاجه بتأثر فيا

بس الحقيقة غير كدا خالص"

نظر آسر لمقلتى حنين بتمعن ،يريد ان يسمعها اكثر ويفهمها اكثر ويشعر بها اكثر واكثر

-انا مش كدا خالص ،انا بنت وبحس وعندى مشاعرى وعندى قلبي وعندى احساسي ك بنت

بس كان لازم ابان قوية ..لازم لو ضعفى بان هتكسر زى ليلى او يتهدر حقى زى بلقيس

لازم ابقى ناشفه اقف فزور اللى مضايقنى واجيب اجله، اقف بالعرض للى يخنقنى ميعرفش يبلعنى

لازم محدش ياخد معايا حق ولاباطل عشان حقى ميروحش ..مبقاش مستسلمه وطيبه لدرجه ان يتداس عليا زى ماما !

اندهش آسر مماصرحت به الآن ولكنه اثر الصمت حتى تبوح بكل مافى داخلها

-ايوا يا آسر ،السبب انى ابقى عامله كدا قصادكم هى ماما ..الست المستكينه الضعيفه اللى راضيه طول الوقت

خللت بابا يمسح شخصيتها ويلغيها تماما ،بقت حته سجادة بيدوس عليها براحته وهى راضيه

انا اه بحب بابا جدا ،بس ضعف ماما خلانى ابغضه ..ابغض اللى عمله معاها ،خلانى عرفت ان الست لما بتكون ست بجد بيتهدر حقها ..يبقى طالما اتخلقت بنت مش هعيش وانا بنت وهغير قدرى

-بس ياحنين انتِ كدا نهيتى وقضيتى على نعمه ربنا ادهالك ،انوثتك تتعاملى بيها تاخدى الحلو منها رقتك وجمالك حرام تدفنيهم عشان تعيشى دور مش دورك

هتف بها آسر فقالت باعين لاول مرة يراها آسر هكذا،دامعه وحزينه ومنكسرة

-لا ..كدا احسن ،انا كدا حاسه بقيمتى محدش يقدر يتحكم فيا ولايدوس عليا..انا اتولدت فمجتمع بيحترم الراجل ويديله كل الحقوق وبياخد وينكر من الست كل الحقوق

لاول مرة امسك آسر ايدى حنين بحنو ،واردف يقول لها بحب جديد على مسامع حنين

-ويعنى كويس رداء الرجاله اللى انتِ لابساه دا ،علاقتك انتهت بزوجك وبقا اسمك فاشله قدام الناس وحملتى لقب مطلقه

-يلعن ابو الناس ثم كمان محدش كان هينفعنى لو بقيت ست بحق بقا واتهان ويتداس عليا ،انا كدا بعمل اللى عاوزاه نفذت طلب بابا ،،لالا نفذت امر بابا وعرفته ان فالاخر اللى انا عاوزاه هو اللى هيمشى مش هو

-عنيدة اوى

تبسمت حنين ورفعت انفها بكبرياء كعهدها واردفت

-عنادى دا بيخبي جرح وكسرة وغباء وضعف كبير ، ستارة قويه وغامقه تدارى كل اللى وراها وتخبيه عن عيون اى حد ..

صمتت للحظات واستطردت

-حنين كلها كلاكيع ومشاكل وتعب نفسي، ومعرفش ليه قولتلك انت بالذات

خليتك تشوف الجانب اللى محدش شافه او عرفه دا ولاحد حتى هيشوف

و كنت ذا ترف ما كنت رافضة حبي

لكن عسر فقر الحال مأساتي

عانيت عانيت لا حزني أبوح به

ولست تدرين شيئاً عن معاناتي

لا يريد ان يراها هكذا لايريد ان تكون بكم هذا الضعف امامه ،حاول ان يقوم على اضحاكها كعادته عندما يتجاذبون المحادثات سويا وتبدء المشادات الهزليه ،بينما حالها الآن غير م اعتاد ابدا

استجمع قواه واردف لها

الواحد لو جاب مَشاكله وفردهم قدامه، ورمى دي على جنب ودي ماليش دعوى بيها ودي مسيرهم يفهموا ودي -هنحاول بكره فيها ودي بركة إنهم غاروا، هيروق

ضحكت حنين فقام هو ب احتضانها برفق جعلها تشعر بالامان وبصدق ما اختارت ليكون امين على سرها،احست بالامان الكامل واستنشقت رائحه عطره النفاذه وجفلت عيناها لتذوب بهذا الاحساس الجميل ..

ترفرف باهدابها واستفاقت من نومها،قامت على عجل تنظر للساعة بجانبها واذ بشقيقها يضع عطره ويتحضر للخروج فراته حنين واعطته سبابا كما اعتادت

-انت يازفت انت ايه مدخلك هنا عشان تلبس

-ايييه ،خارج وجوه اللمبه محروقه قولت البس قدام مرايتك ،انتِ هتقرفينا عشان رجعتى لنا تانى

قذفته ب-المنبه-بجانبها وصاحت به

-طب غور بقا يالا ،صحتنى من احلى نومه

خرج شقيقها لتنبش بشعرها بعشوائيه وتفرك عيناها وتتمتم الى نفسها

-انا بقيت احلم بيك ي آسر !يانهار ابيض انا داخله ع دور مناخوليا ولا ايه ..شكل كلامك بجد يا ابراهيم يا سردينه بيه

❞ ????❞ ????❞

(حاليا)

"قد حالفنى الحظ سيدتى ،وانتى بالفعل قد اختزلتى كل البشر على هيئتى وحدى

ولكنى اخاف عليكِ قلبك...كما اخاف عليكِ  قلبي

فالجريح ليس باستطاعه ان يضمد جريح آخر...ولكنى سأحاول يا .."فراولاية".

قرأتها ليلى عدة مرات جملته ، احست بكل حرف فيها يقولون ان المرأة تعشق باذنيها وهاهو يزن كتب لها من الكلمات مايثبت حبه لها الغير مصرح حتى الآن ، حتى هى لم تصل الى مرحله العشق ولكنها احست نحوه مالم تشعر به تجاه احد ولم يستبق إليه احد.

ولكن مايؤخذ فالاعتبار كلماته هذه التى تعنى الكثير ،فماذا حقا يعنى بجريح يضمد جريح آخر ،ماذا بك يايزن ؟

ماهو جُرحك اذا! اخذت دفترها وعلى الفور مقصدها مكانه حيث دلفت اليه لتقول ب اهتمام

-كنت تقصد ايه بالكلمه دى

نظر لها يزن برصانته حيث انتهى من فحص حالة اخرى امامه بالمشفى ،واردف بصوته الهادئ

-اخيرا رضيتى عنى يا فراولايه

-هتراوغ زى عادتك يايزن

-انا مش مراوغ

-طيب خلص شغلك وانا مستنياك...عند الشجرة بتاعتى

وهناك كانت جلستهم وعلى كرسى الاعتراف يجلس يزن..

- يزن ،انا عاوزاك تتكلم بقا ،انا حاسه انى معرفكش انت واحد غريب عنى بعد كل الوقت والقرب اللى بينا دا

ليه مش عايز تريحنى

تنهد يزن لينظر امامه فالفضاء فتلمع رماديتيه ،يكاد يتراقص امامه مارد خطيئته الذى لم يحقق له امنيته بل سحقها!

-عاوزة تعرفى ايه

-اتكلم عن كل اللى معرفوش يايزن وانا هسمعك ،يعنى...اهلك والدك ...

قاطعها وهو على نظرته امامه

-بابا متوفى من زمان ، فاكرة اما قولتلك انى شبهك فحجات كتير

-يعنى محروم من باباك زيي ،بس عندك مامتك مش كدا ربنا يخليهالك اهو ف دى بقا انت مش شبهى

اختلجت عضله فكه ليبتسم رغما عنه ابتسامه مصطنعة فاستطردت هى

-طيب بتقصد ب ايه بالجريح ،يزن ..انت تعتبر اعترفت لى فالنوت بتاعتى

لامس كفها برفق كأنه يلمس قلبها واردف

-ليلى انا اكبر مجروح ومصدوم ومحروم فالدنيا ، وعشان كدا مبقتش قادر اعطى ولا حتى بعافر

اللى بيننا علاقه بحترمها وبقدرها ،اتنين غرباء فبلد غريبه كانوا ونس كانوا اهل لبعض فوقت انعدمت فيه وجود سند ...لكن مش هينفع نكون اكتر من كدا

اخذ صدرها يعلو ويهبط ،يزن يرفض حبها يرفض ان تصرح هى به ، ينفى وجود اى مشاعر داخله تجاهها

يريدها ان تقنن علاقتهم على انها مريضه وطبيب يتابعها فقط ،كل ما يجمعهم الاصول العربيه والصداقه فقط..

قامت من مجلسها تلملم بقاياها دون ان توضح له انكسارها واردفت

-اكيد احنا كدا يايزن لان انا كمان معنديش طاقه ولاقلب يستحمل وجود حد تانى فيه ولا دخول شخص لحياتى ..عن اذنك هطلع اوضتى

كلماتها وخزت قلبه واغرورقت عيناه ولكنه نظر بعيدا بينما هى كانت تعض شفتيها وهى ترفرف ب اهدابها تحبس شهقات بكائها بالكاد حتى تصل بعيدا ..وتنفجر فنوبتها لتفرغ ماتبقى بداخلها من انهيار..

????❞ ????❞ ????❞

متارجح جسدها بين الفردوس والجحيم ،بسوادها كانت تطعم طفليها شاردة وتنظر ناحية الغرفة تود لو ان يكون بالداخل حتى لو كان نائما ..ياليت الامنيات سهل تحقيقها هكذا

حملت بلقيس صغارها ،وهبطت لاسفل استقبلتها والدة زوجها بحفاوة وحملت طفل من صغارها ،جلست بلقيس بعينان ذابلتان لتقول

-انا عاوزة اقعد هنا ،مش عارفه اكون فوق وجلال مش فالشقه

-وماله يابنتى ،بيتك ومكانك

خرجت ميريهان ممسكه هاتفها وجلست بجانب بلقيس تتحدث اليها ناظره للهاتف

-ايه يابيلا مالك

لم تردف بلقيس بينما لوت ام جلال شفتيها ناظره لزوجه ابنها الصغير هذه المدلله ، ومن ثم قالت

-بلقيس هتقعد تحت هنا اعصابها مش مستحمله القاعدة فوق

امسكت بطبق -شيبس-واكلت منه ميريهان وقالت

-واحنا نروح فين

اردفت بلقيس بوهن روح

-معلش ياميرا اقعدوا انتو فوق ،فتره بس عشان مش عارفه اتاقلم

-لما ييجى نادر نقوله بقا

هنا امسكت ام جلال ذراع ميريهان وحدثتها جانبا

-انت عاوزة ايه بالظبط ،مالكيش دعوة ومتتحشريش فاللى مالكيش فيه

-فيه ايه ياطنط هو انا اتكلمت

-بلقيس البيت دا كله بتاعها ، يعنى لو جالها عريس وحبت تتجوز هتكرشنا كلنا منه وانتى معانا يا حبيبتى ف اسكتى كدا لان محدش مستحمل

اردفت ميريهان بالامبالاه

-ايه دا مقالش يعنى نادر الكلام دا قبل كدا،ثم يجيلها عريس ازاى دى حتى لسه فالعدة

يعنى لسه قدامنا وقت

صنعت ام جلال فعله بيدها كأنها -تفرد خمسه اصابع امام عيناها-واردفت

-بوريه منك يا مرات ابنى بوررييه

تركتها وانصرفت فتعجبت ميريهان اثر دخول نادر للمنزل ،سلم على الجميع وأردف الى بلقيس

-نعمه،عامله ايه دلوقت؟

-تعبانه اوى يانادر ،حتى الشغل مش قادره انزله ولاعارفه اتعامل مع حد

-لا انتى قويه يابيلا فيه ايه ، انا عارف انه صعب بس لازم تتخطى عشان نعيش

كلنا بنحاول قدر الامكان نتخطى عشان نقدر نكمل

-انا هقعد تحت مؤقتا ،مش عارفه خالص يجيلى نوم فوق

ربت الى يدها وقال بحنو اخ

-بيتك يانعمه ،المهم راحتك ...خلاص هطلع انا وميرا فوق

سمعته ميريهان فاقبلت بعدما بدلت ملابسها ووضعت بعض مساحيق التجميل ،وجلست جانبه

-هو صحيح البيت بتاع بيلا

نظرت بلقيس لها مستفهمه عفويتها هذه فقال نادر

-اه

-وليه مقولتش ،وهو صحيح ممكن تمشينا منه بعد موت ابيه جلال لو اتجوزت

تعجبت بلقيس من قول هذه الحمقاء فامسك نادر ذراعها ليقول لها متحدث بعيدا عن بلقيس

-انتى ايه مبتفهميش ،ايه اللى بتقوليه دا

-وانا مالى طنط هى اللى قالت،انت ازاى محكتليش وانها كمان هتمشينا طب هنروح فين

اندفع نادر واغلق فمها بقوة وقال وصوته مرتفع نسبيا

-بس بقا انا زهقت مسمعش ولا كلمه منك تانى

ترك يده فمطت شفتيها ،فنظر لها نظره كليه واردف

-ثم متعمليش كدا فنفسك وهى موجوده حافظى على مشاعرها شويه

-يعنى هو انا كنت موتت ابيه جلال ،ثم انا لسه مكملتش سنه عروسه ،الله!

دفعها داخل غرفتهم ،فاقبلت والدة جلال نحوه بعدما وضعت صحن من المقرمشات لاطفال بلقيس وابتسمت لها تهون عليها

-عاوزاك فكلمه يانادر

دلفت الى غرفتها واغلقت الباب وبلقيس بالخارج شارده

-خير يا امى

-اسمعنى كويس عشان اللى هقوله دا فيه مصلحتك ومصلحه اخوك الله يرحمه وولاده ومراته ومصلحتنا كلنا

ضيق نادر عيناه ،فهو لم يستوعب شيئا

-انا عارفه انه مش وقته بس الظروف حكمت يا حبيبي اه، اللى برة تبقى ارمله اخوك ام ولاده العيانين

هنسيبها كدا

-م احنا معاها اهو يا امى هو احنا قصرنا فحاجه

-لا يانادر ...احنا كدا مش معاها ومقصرين ...هنسيب لحم اخوك يانادر

ممكن بلقيس تتجوز واحد يكهربهم ولايموتهم لو عرف انهم تعبانين

هنسيبها تغرق فعلاجهم ومشاكلهم وحدها وهما اسمهم على اسم جلال!

لا يا نادر احنا مشوفناش منها حاجه وحشه حق الله ..

-انا مش فاهم حاجه

ابتلعت ريقها واشارت له نحو حقيبه ادويتها وقالت

-ناولنى الدوا والميه

احضر لها نادر كوب الماء وقرص الدواء باهتمام،ونظر لها يريدها ان تتبع حديثها

-انا حاسه ان ايامى بقت خلاص بعد اخوك،عاوزة اتطمن على ولاده يانادر

-هما موجودين وانا مش هسيبهم

-مش هتسيبهم بصفتك عمهم شئ...ومش هتسيبهم بصفتك محل ابوهم شئ تانى

هنا اتسعت حدقتى نادر ...احقا ماسمع من والدته ،اردف مستفهما لعلها تخلف ظنه

-انتى تقصدى ايه يا امى

-ارمله اخوك تتم عدتها ...وتطلبها للجواز

نظر لها نادر نظرة فارغه ومن ثم هب واقفا ليقول بصوت عالى نسبيا ليس بعهده ان يحدث والدته هكذا

-اللى بتطلبيه يا امى مستحيل ...مستحيل طبعا

تركها وانصرف واغلق الباب يقرعه مدويه هزت كل من بالبيت وقتها ..

❞ ????❞ ????❞

حلوى الشيكولاته ،يقوم ابراهيم بتوزيعها على زملاءه بوجه فرح ومبتسم وفرحه تتسع الدنيا

-خطب!

قالتها حنين بتعجب بينما استطردت لها زميلتها باقى الاخبار

-اه خطب بنت قريبته كدا وفرحان اوى ويبقول انها كانت عالضيق وفالفرح هيعزم الناس كلها

زمتت شفتيها وغرست قلمها بشعرها وجلست الى مقعدها تقلب فى وريقاتها بلامبالاه للحديث

-يتجوز ولايتحرق ماليش دعوة

-شكله كيد فيكى يابت ياحنين

-يا امى انا اللى رميته بلا كيد ،يتحرق اساسا ابراهيم دا مبيحركش صباعى الصغير

تعجبت صديقتها منها وذهبت ناحيه مكتبها ،بينما امسكت حنين هاتفها لتتصل ب ليلى

-شكله شهر الخطوبه ،انتى اتخطبتى لسى مؤمؤ وابراهيم خطب

اتاها صوت ليلى متعجبا من الناحيه الاخرى ، تقول ضاحكه

-يخرب عقلك خلتينى اضحك بهستريا فالشارع وانا سايقه ،وانتى بتقوليلى الخبر كدا عادى

-ياستى يكش يولع هو وعروسته وانا مالى

-حرام عليكِ انت خسرتى ابراهيم والله

-بقولك ايه هتحرقى دمى هقفل فوشك السكه انا بقولك اهو

عليت ضحكات ليلى يختلط به سعالها الذى اصبح مستحدث عليها ،أخذت تسعل من شدة الضحك ثم اغلقت المكالمة ومن ثم انتظرت الإشارة للفتح

فاستندت برأسها الى عجله القياده وهى تسعل بعدما فتحت لتتناول منديلا وفتحت الاشاره ولكنها لم تتحرك بسيارتها اخذوا يعطونها -كلاكس-للانتباه حتى توجه نحوها ضابط المرور ليجدها مغشى عليها ،اتصل بالاسعاف وتم نقلها الى مشفى معروفه وخاصه ..وعلى الفور تم عمل اللازم لها ليتعرف عليها هناك احد الأطباء ب انها زوجه نزار ادريس ليهاتفه فورا

وفى اقل من ساعة كان نزار امامها وهى تفتح عيناها يغرق يداها قبلات وهو دامع لتقول ليلى بصوت متهدج

-نزار ! انا فين؟

????❞ ????❞ ????❞????❞ ????❞ ????❞

#فيولين ???? 2019

}عهد الثالوث} روايتى رقم 14

الفصل الرابع والعشرين

❞ ????❞ ????❞

لا تشتاقها أكثر ...أحذرك!

قد يقتلك إشتياقك لها'فهى كحلم وردى يتلاشى مع أولى الصحواتكما يذيب شعاع الشمسأثواب الليل

فلا تشتاق حلم انت تعلم انك حتما ستفيق منه عاجلا ام آجل!!

"تليف رئوى"

تلك هى الكلمه المدوية التى وقعت على مسامع نزار حينما اخبروه بأن زوجته بالمشفى مغشى عليها فى سيارتها اثناء قيادتها ..

سيل من الدموع كاد يفتك وجنتيه حينها، ماسبب هذا المرض ومتى هاجمها وكيف لهم ان يحكمون مسبقا عليه ،فمن الجائز ان يكون مجرد فحص خاطئ وانه عرض مرضى بسيط وسيزول بفعل الدواء العلاجى ..

خائف! ولمَ الخوف يانزار ؟ ان تكون انت احد اسباب هجوم مرض كهذا اليها..مافعلته بها تتحمل هى ثماره وحدها حتى الآن ..يا الله

الا لعنه الله على من صب ذنوبه فوق قلب اتدعى عشقه ..بل هلاكه.

بعدما افاقت ليلى ...حاول نزار السيطرة على نفسه اكثر لم يتفوه بشئ ...رحل عنها فور علمه بأن ذويها قادمون وزوجها المستقبلى مؤيد ..

-تليف فالرئة، هو مرض لحد دلوقت احنا بنسميه فالطب المهاجم بلا اسباب ..ساعات بيبقى سببه وراثى

ساعات ضعف المناعه واوقات بسبب مضاد حيوى اتاخد غلط

نظر اربعتهم الى بعضهم البعض،اغرورقت عينا بلقيس بالدموع بينما تماسكت حنين وهى تنظر نحو مؤيد وأسر الذى تفوه بالاتى

-انتو متأكدين من اللى بيتقال دا ؟ يعنى الاشعه بينت دا ...طيب مانكشف عند دكتور كبير او نعملها اى حاجه

اردف الطبيب بثقه ليقول له

-اتفضل مفيش مانع تتأكد من مصدر طبي تانى

تركهم وانصرف بينما تمتم مؤيد بصوت يكاد ان يكون مسموع

-ممكن شيل الرحم يكون اثر،بيقول ضعف مناعه وشيل الرحم بيعمل ضعف مناعه قوى

-انت تسكت بوشك النحس  خلينا نتأكد الاول البنت فعلا عيانه وبتموت ولا ايه

صاحت حنين فى وجه مؤيد ،بينما كان هو يستعد لقذف السباب فى وجهها فهمت بلقيس لتقول بخفوت وحزن

-وممكن وراثه من عمو مراد! انا معرفش اذا كان عنده تليف رئه ولالا بس هوومات بسبب مرض فالصدر

-يعنى ليلى ممكن تموت؟!

قالها آسر ب مزيد من الأسى ، ففرت احدى دمعات بلقيس الى وجنتيها ليقول مؤيد

-انا مش هسيبها هعرضها على كذا دكتور واخصائى كبير...جايز كل دا نتايج فحص غلط اصلا

نظرت له حنين ب استياء وتحدثت

-تعرف الغلط فين؟ وجودك هنا والله من يوم ماشوفناك مشوفناش خير ابدا

-انتى هتبطلى قلة ادب ولا تحبي تشوفى منى وش مش حلو

-ايه هتضرب يا كابتن ،هلم عليك المستشفى ماهو دا اللى ناقص انا عارفه هى جابتك لينا من انهى داهيه بسماجتك دى وشنبك اللى عامل زى جدون العجله

ظلا على هذا كمعتادهم سويا كلما تلاقت عيناهم ،ف انهت بلقيس الجدال كالعادة بان لابد وفى اسرع وقت الاطمئنان الى حال ليلى والتأكد من صحه ماقال الطبيب..

????❞ ????❞ ????❞

"الوقت الحالى"

"كلنا حلوين جدا ونتحب ومرغوب فينا ، اكيد مش من كل الناس لان كل واحد عنده الـtype بتاعه لكن فيه كتير متوافق معانا ،يبقى السؤال هل بعد انبهار البدايات ولمعان العيون والفراشات اللى بتطير على قلوبنا والموسيقى اللى فى الباك جراوند لما تعرفونا بجد .. هتفضلو بتحبونا ؟

ولا كل حاجة هتطفي والفراشات تموت وهنبقى ناس عاديه جداً بشكل يخليكو عايزين تهربو وتمشو تدوروا على لمعان عند حد تاني ؟

ياتري لما تعرفينى على حقيقتى وتعرفى اللي مريت بيه وظروفى ومشاكلى وافتحلك صندوق اسرارى واخرجلك منه حاجات محدش يعرفها ، اخرج مخاوفى  اللي ممكن تكون مش منطقية ، هل هلاقيكى بتطمنينى ؟ ولا هتهربى بعيد... ولا هتفضلى ياليلى فى حضنى ! لما تشوفى عيوبى وتلمسيها .. هتتفهمى ؟

محدش بيفضل يلمع للأبد ياليلى.. وكل ما هتقربي كل ما بتبدأى تشوفينى انسان مش ملاك عليه هالة ومبهر .. كل ما بنقرب لبعضكل ما بنشوف اننا مش ملايكة وبتتشال من عليهم هاله التقديس ، بس وقتها انتِاللي بتختارى تؤمن بيه وقت مبفقد ايمانى فى نفسى  ..يزن مكاوى"

كانت هذه كلماته بورقة قد تركها لها فوق منضده بجانب فراشها داخل غرفتها الخاصه فى المشفى،استفاقت من غفلتها ...قرأتها عدة مرات ،استوعبت كل كلمه ..معذرة! كل حرف ..كل ماكان يود يزن قوله وهربت منه الكلمات ليسطرها لها،،تفهمت...احست ..شعرت...هبطت ببطئ من فراشها وهى تسحب أنبوب الاكسجين برفق الذى يغذى رئتيها كى تستطيع التنفس ..نحو الخزانه ارتدت ثياب اخرى جعلتها تشرق عن انطفاءها فى الايام السابقه بعد ان اخبرها يزن انها مجرد مريضه لديه لا اكثر..

بعد كلماته هذه تأكدت انها تشعر شعور صحيح نحوه وشعوره هو ايضا نفسه ولكنه خائف البوح او حتى الاشاره!

-خايف من ايه يايزن!

هتفت بها بصوتها الحانى ،رفع بصره لها ب اعين تترقق داخلها الالم ..همست ثانيه بصوتها شديد الرقة

الذى يفعل فعلته على مسامعه فيجعل قلبه مستعد للذوبان بها كقطعه شيكولاته فى طقس حار

-انا فهمت..وحفهم ومش عاوزة اكون بعيد ..ومش حهرب منك يايزن

صمتت لثوانِ فترجل هو ليقف امامها فاستطردت بهدوء بنبره تنبعث منها رائحه العشق

-هفضل فحضنك يايزن

وبدون مقدمات جذب ذراعها اليه ليلصقها ب احضانه بشدة،اشتد عناقه على جسدها الضعيف المتعب المريض..ولكنها ماشعرت الا بالامان التى كادت تتمزق بحثا عنه كل هذا العمر ..ماشعرت بتعب حتى وان كسرت ضلوعها ،شعرت بانها تتنفس اخيرا بحريه بدون هذا الانبوب سجينها..

اما عنه ،فقد انهمرت دموعه على كتفيها تبلل آخر خصلات شعرها وثيابها،سمعت شهقاته

ياويلى! كل هذه احمال فوق صدرك يا حبيبي ...ماذا بك؟ س اسمعك واتفهم امرك ...لن اتركك ابدا ، اقترب منها في هدوء، و أخذ يديها بين يديه، و بقبلة لجبينها استطاع أن يمحو في لحظة كل ما قد كان..

ثم رفع وجهها الملائكي إليه قائلا :

أنا أضعف من أنى أكمل الطريق وحدي.. متسبنيش!! متسبنيش حتى لو طلعت فعينك وحش

????❞ ????❞ ????❞

"الوقت السابق"

جلست بجانبه ميريهان بكامل حلتها وزينتها ،اثر شرود نادر العميق ونظره صوب نقطه فالفضاء

تنحنحت فلم ينتبه، فتأبطت ذراعه كالعاده وامالت ب رأسها على كتفه وهمست بدلال

-بيبي...سرحان ف ايه ؟

انتبه نادر ونظر لها وابتسم ومسح على شعرها بحنان فاستطردت هى

-بيبي هو انا كدا اتأخرت فالحمل ؟

عقد نادر حاجبيه واردف لها

-ميريهان كل حاجه بتيجى براحتها وب ارادة الله ،بطلى تفكير تيجى

-اصل انا عامله سيف لصور كتير بيبيهات وكابشن لموقف حمل وفيديوهات بيبهات وكل دا مستنيه ومفيش حاجه بتحصل ،دا غير علاج البرود اللى عندى حاسه انه بطل يجيب نتيجة

نفث نادر بفروغ صبر  وامسك يديها برفق ونظر لها

-حبيبتى ،هو مفيش فحياتنا غير السوشيال،كان هيبقى عندى احسن لو تقوليلى نفسي ابقى ام حابه يكون عندى بيبي منك مش عاوزة حمل عشان نبقى اون لاين ..

صمتت ف استطردت هو

-انتى عارفه انا بحبك ولالا؟ انا عارف انك انتى كمان بتحبينى واوى

بس انا مش شايف من الحب دا الا السوشيال واللايف والجروبات ،انا مش شايف اننا مرة اتكلمنا سوا نشوف مستقبلنا هنعمل فيه ايه ،نخطط للى جاى سوا ،أسألك عن حالك وتسالينى عن حالى

نظر لمقلتيها وهى تمط شفتيها ،احس بخيبه امل ولكنه اكمل

-فاهمانى يا حبيبتى ؟

-يانادورتى،كل اللى بتقوله دا زى كلام الكبار وبيشيل الهم،مانعيش سننا وبعدين السوشيال بتشارك ناس متعرفهاش حياتك ويهتموا بيها حاجه كدا فيها شغف

زفر بغير فائدة ، فاستطردت هى

-هى ليه طنط كل شويه تاخدك على جمب ؟ وتتكلموا واول م اجى تسكت او تنزل تحت ،بتقولك حاجه عنى صح؟بتقولك انى متدلعه ولازقه الفون ف ايدى ومبعملش شغل البيت ولا اكل زى ماهى دايما تقوللى

قام نادر من جلسته نادر وتحدث وهو يبدل ثيابه

-لاياميرا مش بتقولى حاجه عنك

-اومال بتسكت ليه لما بدخل

نظر اليها وأراد تغيير الحديث فقال بنبره اهتمام

-انا نازل ،هجيب الدوا لماما كانت قالتلى عليه وشويه حجات للبيت عاوزة حاجه

اخذت تفكر وهى تنبش برأسها ثم قالت

-اه يابيبي ،لو هتبعد عن هنا عند محل الميكاب هاتلى كونتور وردى وتونر وهايلايتر وسكراب

نظر لها عاقدا حاجبيه بطريقه هزليه واردف

-ايه دول ياحبيبتى،اللهم ان كان هذا سحر ف ابطله

تضاحكت عاليا بقهقهتها المعهوده فلكزها ضاحكا وهبط الدرج يرتدى باقى ثيابه ف رأى بلقيس تدلف من الباب حامله طفليها وتتنفس بصعوبه ،فهم يحملهم منها حتى دلفت وساعدها وسألها بتعجب

-كنتى فين فالوقت دا

-فمتابعه الولاد ...اتصرفت بمبلغ وودتهم

هتف بغضب

-لوحدك!!

للحظات تملك بلقيس الخوف من نبرة نادر الجديده هذه،فتمالك هو نفسه واردف بنبره اهدأ نسبيا

-بلقيس ليه بتتصرفى وكأن مفيش حد هنا معاكِ،كلم مرة قولتلك انا معاكى ولازم اشيلهم لانى عمهم خصوصا دلوقت وكمان رايحه لوحدك ومش بتسمعى الا صوتك

نظرت بلقيس له حزينه مشدوهه واردفت بخفوت

-انت بتزعق لى يانادر؟

-انا خايف عليكى يانعمة

-جلال عمره م زعقلى طول ماهو عايش ،وبعد مامات جاى انت تزعقلى

-عشان جلال عمره ماهيحس بيكِ ادى

ماذا قال؟كيف يجروء على اتهام زوجها الراحل ب ان اهتمامه بها لم يكن ابدا بمستوى اهتمامه هو!

هو فقط تعتبره اخ لها وكفى..كيف له كل هذا الصياح والصوت العالى والعنف ..

-نادر ممكن تمشى ...مش عارفه استحمل اكتر ومش حابه اسمع منك كلمه زيادة

نظر لها رجاء وقال ب اهتمام

-انا اسف يا نعمه بس انا بخاف عليكم انتى والولاد ، بقيتوا تهمونى اضعاف الاول

بحس انى الوحيد المسؤل عنكم وكأنكم وصيه جلال اخويا ليا ،ارجوكِ متزعليش منى

نظرت لحدقتيه بعمق وتحدثت باخر انفاس لديها وكأنها عائده من طريق شاق

-مبقتش مرتاحه ...تعبت يا نادر جدا ،فكل حاجه

ارتمت بجسدها على الاريكه وهو على وقفته امامها وقال بحنوه الدائم

-سلامتك من التعب يانعمه ، بدعيلك فكل وقت يبعد عنك التعب دا ويبدلك براحه وتعيشى فشئ من اسمك،فنعمة يانعمة

تركها وانصرف الى حيث وجهته ..وتركها بهم ايامها غارقه كالعادة..

????❞ ????❞ ????❞

"يعنى ليلى هتموت؟"

نظرت حنين نحو آسر ببطئ لتهم بالرد عليه

-ان شاء الله فيه حل ،احنا مش هنسيبها كدا

-خلاص اتاكدنا،خلاص هى فمراحل صعبه من المرض كمان ...طيب ليه وايشمعنا هى

نظرت له حنين لتقول بنبرة هادئه ليست كمعتادها معه او مع غيره

-انت بتحبها اوى كدا يا آسر؟

ذهب نحو آلة الجيتار خاصته ،وامسكها وقال بحزن

-اختى اللى مش من دمى ولا اسمى، اول حاجه تشدنى ل يعنى ايه انثى تتحب ..الاول كنت بحبها وخلاص

وبعدين تدريجيا بقيت اشوفها بتروح منى ومش شيفانى غير اخ ،بدأت اتعود على نظرتها دى ليا وعودت قلبي عالنظره دى كمان لحد مابقيت اشوف ليلى اختى وبس،بس دا مش معنى انى ابطل احبها واهتم وافضل جنبها...طب هى ازاى بعد كل اللى شيفاه دا كمان تموت بمرض زى كدا

هى دى نهاية ليلى!!لا اكيد دا كابوس

اخبئ وجهه بكلتا يديه ، وحنين على نظرتها ومن ثم قالت

-انت جدع اوى ياض ورجوله،ليها حق متفرطش فمعرفتها بيك ابدا

لو كان عندها اخ بحق وحقيق مكانش هيبقى سند ليها ادك

رفع وجهه ببطئ وهمس بخفوت

-ياريت ب ايدى اى حاجه اديهالها من عمرى حتى ...ياريت واقف عاجز وسايب روحها تروح

احرقت كلماته الاخيرة قلب حنين،ظلت كما هى بلا حراك تنظر له وهى ينعى نفسه وينعى قلبه فقدان قريب لاكثر شخص ارتبطت بها روحه دون سابق انذار..

????❞ ????❞ ????❞

احببتـك ڪطفله تعلقت بــدميتها ، وعشقتـك بـجنون مــراهقه كأول عشقــها ،ثــم ادمنتـك كامرأة ناضــجه ..

كانت ليلى بفعل متابعات الاطباء استعادت بعض من حيويتها عن الايام السابقه ،ولكن سرعان ماتجاوزت هى لاتحب معامله المرضى ولا الارشادات التى تقدم لهم،تحب ان تعيش كما خلقت دون الالتزام بعقاقير او قائمه ادويه وتحذيرات،خرجت عن شرنقتها مع رفيقاتها بلقيس وحنين ب احد المطاعم يتناولون طعامهم

ويتحدثون يساعدونها عالتجاوز ايضا فهذا له نسبة فالشفاء كبيرة .

-اقعدى انتى اطلبي فبطاطس بطاطس لحد مابقيتى عاملة زى الفيل الصغنن

قالتها حنين الى بلقيس فضحكت وطرقتها بكفها لتقول

-اتهدى وكلى وانتى ساكته يابايخه

-بعشق الاكل هنا

-كلى يالول براحتك انتى الوحيده فينا اللى تاكلى تتشفطى

صمتوا يتناولون واستطرت بلقيس الحديث ثانية

-كنتى فين بقا يالولو امبارح،عدينا عليكى فالبيت مش لاقيناكى

ابتلعت ليلى وارتشفت من كوب المياة الغازيه وقالت

-كنت مع مؤيد ،المجنون ودانى بلد انا وهو منعرفهاش وخرجنا وهزرنا وضحكنا وروحنا الفجر

نظرت حنين ب استياء اثر استماعها اسمه وقالت

-مؤيد دا شايل دماغه وحاطط مكانها لمبه ليد،انسان غير مبالى عايش كدا ببركه النبي

ضحكت بلقيس فهمت ليلى بالرد عليها

-نفسي اعرف ليه بتكرهيه،كنتِ بتقولى انه لعبي ومش بتاع جد اهو خطبنى وهنتجوز وبيسعدنى جدا

فين مشكلتك بقا؟

ابتلعت حنين بعض من اصابع البطاطا المقليه وقالت فى امتعاض

-هووكدا بشوفه بفتكر كائن الجمبري اللى عايم فبحر الغدر ،اتم ورخم زيه

اثناء تحدثهم اعلن هاتف ليلى عن مكالمه فنظرت لتجده مؤيد

-ايوا يا مؤيد...اه انا فمطعم.....انت عرفت منين؟

اخذت تتلفت نحو النافذه لتجده واقفا بسيارته بالخارج مبتسم يلوح لها فهتفت ليلى بفرحه طفلة

-مؤيد!! طب انا هسيبكم يابنات مؤيد اهو مستنينى

ذهبت وهى تقبلهم فالهواء دون انتظار رد منهم،مبتسمه بلقيس ومستاءه حنين حتى قالت

-عاوزة اعرف عامللها ايه دكر الشمعه دا مجننها بيه كدا

اردفت بلقيس وهى تتابع ليلى بالنظر وهى تستقبل مؤيد بحفاوة بالخارج

-سيبيها...انا عمرى ماشوفتها مبسوطه كدا ولاحتى مع نزار

-طب افتكرى حاجه عدله خلينا ناكل بنفس..

????❞ ????❞ ????❞

بحفلة ل عيد ميلاد احد صديقات مؤيد السابقه،كانا مدعوان هما لها كليهما مؤيد وليلى

فقد اشترى لها فستان فضى اللون وارتدى هو بذله بها رابطه عنق نفس اللون حتى التفتت اليهم الانظار وتتبعتهم اثر دخولهم للحفل ، رقص معها كأنه لايرى غيرها بكونه ..فراشته واميرته بين يديه

كان يتحدث اليها لامعة عسليتاه وتظهر بوضوح غمازاتيه المغروزتان الاهيا بوجنتيه ..

-البرنسس تؤمر ب ايه تانى؟تحلم ب ايه كمان ...عاوزة تفرح ازاى وانا شوبيك لبيك

تبسمت ليلى وهى تتبع نظرات من حولها وقالت بخجل

-انت مفيش حاجه الا وعملتهالى يا مؤيد...هطلب ايه منك تانى انت عملت كل حاجه

-ولسه فيه كمان وانا تحت امرك فيه

أثرت الصمت مبتسمه فرحه تتحرك ب ارتياح متناسيه مرضها الذى هاجمها مؤخرا،متناسيه ماقاله الاطباء هى تعيش لحظتها الان مع ذلك الفارس ،فارس احلامها المنتظره الذى يصنع بيده معجزات القدر كى يصنع لها ضحكه رقيقه على شفتيها ...يبرهن لها حبه على طريقتها هى..

امتدت ساعات الحفل للخامسه صباحا ، اقلها الى منزلها وصعد معها منهمكين متعبين جدا ..كانت تجرعت بسبب الحاحه بعض الكحول فى الحفل فجعلها تنام كالمرة السابقه، حملها لفراشها

وهم بالانصراف فقالت بصوت متعب متهدج

-ادينى الدوا ،حاسه انى تعبانه

سعلت كثيرا ف احضر الماء واعطاها دواءها وجلس جانبها يحمل رأسها على صدره ، نامت بهدوء كالاطفال على صوت نبضات قلبه

خلع قميصه برفق ونوى البقاء معها هذه الليله نظرا لسوء حالها ..اصبحا الاثنين بنفس الفراش ملتصقين ببعضهم البعض...امال بوجهه على شفتيها قبلها كثيرا قبلات اشتياق ومن ثم جذب الغطاء وو...

????❞ ????❞ ????

#فيولين ???? 2019

}عهد الثالوث} روايتى رقم 14

الفصل الخامس والعشرون

❞ ????❞ ????❞

وهم بالانصراف فقالت بصوت متعب متهدج

-ادينى الدوا ،حاسه انى تعبانه

سعلت كثيرا ف احضر الماء واعطاها دواءها وجلس جانبها يحمل رأسها على صدره ، نامت بهدوء كالاطفال على صوت نبضات قلبه

خلع قميصه برفق ونوى البقاء معها هذه الليله نظرا لسوء حالها ..اصبحا الاثنين بنفس الفراش ملتصقين ببعضهم البعض...امال بوجهه على شفتيها قبلها كثيرا قبلات اشتياق ومن ثم جذب الغطاء وغط معها فى سبات عميق..

❞ ????❞ ?

"الوقت الحالى"

نظر اليها وهى شاردة هكذا،ياتُرى فيما تفكر؟!

فيما تنوى القول له..هل بالفعل ستدافع عن ماقال

ستدافع عن مابقى بداخلها حق له وحده يخصه!

تريد ان تحدثه عن العدل ،

هذا القاسى الذى يطلب منها العدل الان ..هل من العدل ان تعيش كُل هذا بقلب يملكه وحده بينما هو لايعلم اى شئ عنه!

هل من العدل ان يكون قريب من روحها حد الوريد ، وابعد من سابع ارض عن قدميها !!

من فيهم مطالب بأن يحكم بالعدل فى حكايته التى تخصه من الآخر...

رفعت عينيها له التى اجفلتهما قليلاً للتو كى تريحها من عشق نظرتها اليه التى ادمنتها دوماً...تنحنحت

نظرت له وهربت بمقلتيها عن النظر صوب نظراته ...عن التركيز بواحتيه الرماديتين اللتين يزداد اشتعالهم كلما تحدثت منهم تلك النظرات لها !

رفرفت باهدابها عدة مرات ..حركتها المعهودة ،واخيرا حررت لسانها لتهب فى ردها عليه قائله..

_‏اسمعنى..احنا إتفقنا نفضفض لبعض،متفقناش نتعلق ببعض متفقناش تسكن تفاصيلي متفقناش تكون مهم فى يومي أوي كده، متفقناش توحشني بعد أول كام دقيقه سكات متفقناش أفتكرك فى عز إنشغالي متفقناش لما أمشى فى الشارع أدور عليك وسطهم، متفقناش تورطني فى حبك بالشكل ده.....متفقناش تبعد وتقولى كده هيكون احسن

كده مش هيكون احسن والله !

نظر لها يزن يحاول تهدئتها ب عيناه مصوبتان على وجهها واردف

-ليلى بعد كل اللى سمعتيه منى ولسه مصممه على رأيك ؟!

-ايوا يا يزن ..انا عمرى م اتمسكت بحاجه فحياتى زى مانا متمسكه بوجودك فحياتى كدا ..مفيش شخص دخل حياتى الا وكنت عامله حسابي انه هيمشى هيمشى مش جديد

اختيار سكه وجعى معروفه ليهم وبيدوسوا عليها بجدارة،لكن انت !

لا يايزن ..حتى بعد كل اللى قولته دا متفقناش انى احبك وتسيبنى بسبب افكار فدماغك

اردف لها يزن برصانته المعهودة لها

-فيه ناس ،كنت عندهم اغلى من حياتهم نفسها ..وبسبب اللى قولته ليكِ اتخلوا عنى

انا مش هصبر على انك تتخلى عنى انتِ كمان عشان مش هتستحملى الوضع

هنا اندفعت ليلى به بصياح غير معهود لها

-لا بقا ،مش بقرارك ...مش ب امرك ،انا طول الوقت ساكته ومستسلمه لاى حاجه وكل حاجه بتحصل فحياتى

لكن عندك انت ونويت استقوى على شخصيتى اللى كرهتها دى،شخصية العروسه الخشب

انت كل شويه بحال معايا ..كل دقيقه بقرار ...ليلى متسبنيش..ليلى مينفعش نكمل ودا لمصلحتك

ليلى انتِ مجرد مريضه ..ليلى انتى كل حاجه بالنسبة لى ،ليلى ابعدى ليلى قربي

انا بقا خدت القرار بدالك يايزن ..هكمل وياك عارف ليه عشان انت بتحبنى وانا كمان بحبك اكتر منك وعمرى م حبيت ولا حسيت بحد غيرك

وعمرى م اتمسكت ب اى حاجه مطرح ماتيجى الريح انا معاها ،لكن انهارده والساعة دى هتمسك بيك اكتر وهنكون سوا مش غصب عن قرارك لكن برضاك

-انا عارف ان دا الرد المتوقع منك ...عشان انتِ جدعة ياليلى وكويسة وبنت ناس وو

-ينفع متقولش اى تانيه ..انا هكمل عشان بحبك وبس ومش مستعدة انى افتقدك فحياتى الا لما أموت..لكن مش عشان كل اللى انت قولته دا

مفيش اى حاجه يايزن تخلينى اكمل عشان بنت ناس وجدعة ،دا مش منطق المنطق انى بعشقك وهنكمل سوا باى وضع باى شكل ليك انا قابله ومبسوطة واسعد واحدة فالدنيا

نظر لها يزن يمشطها بعيناه، اعاشقه هى ام مضحيه ؟

بلى دقات قلبه حسمت عشقها الذى يتطاير ليصل له مصوب هدفه بنقطه مركزه ،هل أخطأ فى حساباته الاولى وكان رضا الله له بفرصه ثانيه مع هذه الفيولين ؟

فيولين هى حقا ..لديها اوتارها الدقيقه الرقيقه التى لا تسمح باصدار اى نغمه منها سوى من يعرف جيدا العزف عليها بإتقان ..آلة سهلة ممتنعه وليلى كذلك

فهو لم يدرك انه الاوحد الذى عزف الاوتار بشكل صحيح ليصدر عنها صوتا مستجيب له يناديه ..يجذبه عشقا ويهيم به غراما..انتبه من شروده فور سماع صوتها الحانى تنهى الجدال الناشب

-يزن ...انت قولت انى اتحسنت كتير وانى قريب هنزل مصر ..هننزل سوا

وهنكمل حياتنا سوا ،ودقيقه كمان جايه فحياتى مش هتيجى الا وانت فيها ومعايا ..

❞ ????❞ ?

"الوقت السابق"

كان هتاف صوت حنين يصل لخارج أرجاء منزل ليلى، صياحها كاد ان يُمزق ليلى اكثر من حالها السئ وماعليه الآن،اقتربت ليلى بضعف وتعب من حنين وهى تردف بانفاس متقطعه

-انا متعبتش حد يا حنين،بسيطه جدا ان ميبقاش لحد منكم دعوة بيا،وارتاحوا

زفرت بحدة حنين وقالت وهى تشتعل

-مش عشان انتى محتاجه للامان وبتدورى عليه تعملى كل ده، ومينفعش حد مننا يسيبك ويقول ماليش دعوة

حتى لو هتقوليها مش هنسيبك ياليلى

وضعت ليلى كف يدها على صدرها بينما تتنفس بصعوبه وقالت

-انا مأذتش حد منكم ب افعالى ،مش انتى قولتيها زمان ..كل واحد حر

-لا بتأذى نفسك وفالحته دى بالذات انتى مش حره ،ازاى عايشة مع سى مؤيد بالطول والعرض على اساس مخطوبين ويبات معاكى كمان فالشقه وكذا مرة وتقوليلى محصلش بينا حاجه وبيحافظ عليا والجو دا مياكلش،الواد دا بيستعبط ولازم تتفسخ الخطوبة دى لان الحوار مش تمام وهتعملى دا ياليلى من غير نقاش

بالكاد استطاعت ليلى ان تجلس الى اقرب مقعد وانفاسها متهدجه لتردف الى حنين

-وانتى مين بيتحكم فيكى يا حنين ؟عشان عاوزة تفرضى سيطرتك عليا

-انا مبتصرفش غلط ومسؤله عن تصرفاتى وواعيه للى بعمله

لمعت فيروزتى ليلى بالدموع وتبسمت بسخرية لما سمعت من حنين فقالت

-عارفه انتى ليه مش بتتخبطى زيي يا حنين؟ عشان عمتو فضلت جنبك ومسابتكيش ابدا لحد ماربنا اختارها

وعشان عمو محتضنك وواخدك صاحبته ،حتى اخواتك رغم انهم شباب بس لكن اسمك بينهم ووسطهم ومعاهم ،عمرك م حسيتى انك تايهه عمرك م حسيتى انك لوحدك بتدورى على سند على امان على اى حد تترمى فحضنه تشتكيله تفرحى معاه يقولك ايه صح وايه غلط

حسيتى بانك وحدك وانتى عيانه حتى كوبايه ميه مش عارفه تجيبيها؟ حسيتى بانك حتى مش قادرة تشتكى للحيطان حتى!هتموتى على ايد تطبطب وحضن يواسى

اب ميت وام فضلت نفسها عليكى،حسيتى بكل ده يا حنين؟ تعرفى يعنى ايه تبقى مهزوزه ومكسورة ووحيدة !

باندفاع أردفت حنين بها،لم يرق قلبها لمَ تفوهت ليلى...بل عقلها المحدث لها وطبيعتها الغليظة الطبع جعلتها

تردف بدون سابق تفكير

-ده ميدكيش حق تهببى كل ده فنفسك!ميدكيش حق تكونى لعبة فايد ده وده كل شوية

-انا لعبة يا حنين

-ايوا،ولعبة رخيصة اى حد ياخدها واى حد يلعب بيها حتى غلاف يغلفها ولا علبه تحميها مفيش

مفيش مخ تفكرى مفيش عقل تميزى ،بيبقى الواحد منهم عيوبه قصاد عينك تدب زى الرصاص

وبتفضلى وبتكملى،كانك مبسوطه بدور الماريونيت عروسة بخيوط مالكها يحرك فيها يمين وشمال وهى

مستسلمه ان شالله حتى يرميها فالنار

حزنت ليلى لما قالت حنين،هبطت دمعاتها بغزارة وكأنها سيول من المطر ورددت بخفوت وانكسار

-رخيصة وماريونيت!

إذ بغفله فوجئت ليلى بسعله قوية اخذت تسعل بشدة،فهرولت ناحيتها حنين واحتضنتها وهى تصرخ

-ليلى...ليلااااه

سعلة تلو الاخرى وتتلوى ليلى من شدة الالم،سرعان تناولت حنين هاتفها ل تتصل ب بلقيس وم ان ردت لم تتفوه الا بكلمه واحده بصياح عالِ

-الحقينى يابلقيييس!

❞ ????❞ ?

-انتى ناوية تبيعى البيت ...عشان تساعدى ليلى؟!

لم يسعها بلقيس الرد،حتى فوجئوا ب دق جرس الباب، همت السيدة ام جلال لفتح الباب

فوجدت سيدة ذات قوام معتدل، تضع الكثير من مساحيق التجميل ولكنها ترتدى وشاحها على رأسها،عيناها لهما نظره   تتحدث عن شئ غريب ،فغر فاه ام جلال واردفت بخوف وهى تنظر للداخل وتنظر الى هذه السيدة

-انتى جايه ليه ؟ عاوزة ايه عشان خاطرى امشى

دفعت السيدة بيدها ام جلال ودلفت للداخل وهى تقول بنبرة حادة

-انا عاوزة اقابل بلقيس

-ليه يابنتى،ابوس ايدك امشى

ظللت ام جلال ترتجى هذه السيدة بإلحاح شديد،حتى خرجت لها بلقيس وهى تشخص النظر اليها

-مين حضرتك

-مش فاكرة انك شوفتينى قبل كده يا مدام بلقيس

امعنت بلقيس النظر بها ،واومأت برأسها ايجابا ودعتها للجلوس وبدأت الجلسة!

اخذت تنظر السيدة فى ارجاء المنزل وانفرجت شفتيها عن الحديث ، ليترجل نادر على اعتباب باب المنزل يتعجب من هذه السيدة فينضم لجلستهم ..حتى اردفت السيدة

-انتى شوفتينى فالعزا ،عند المقابر يا مدام بلقيس

تحدثت بلقيس بنفاذ صبر بينما كانت تفرك ام جلال فى كلتا يديها

- ياريت حضرتك تدخلى فالموضوع ع طول ،معنديش وقت لانى كنت خارجه

ابتسمت السيدة بسخرية لتظهر ندبه بجانب فمها تخفيها بفعل المساحيق ،واردفت الى بلقيس

-انا حسناء ،كنت صديقة زوجك وعميله مهمه عنده وكنت بسهل امور كتير فشغله وفقضاياه ..وبصراحه هو كان رومانسى جدا ..وقع ف حبي من اول نظرة وصرف عليا كل اللى معاه ...كان يكفيه بس انى اطلب وهو ينفذ

فاكرة قرض البنك !

بلقيس تحدق بها غير مصدقه مما تقول هذه البغيضه بينما هى استطردت بثبات

-قرض البنك والفيلم اللى عمله عليكم ،كان متسدد ...هو بس خد فلوسك عشان يجبلى فيلا الساحل اللى كان نفسى فيه

هبت واقفه بلقيس ف اندفع نادر بالسيدة قبل ان تتحدث بلقيس

-انتى بتخرفى ياست انتى ،اتفضلى اطلعى برة

بثقه وضعت ساق على الاخرى وتحدثت اليهم

-للاسف يا نادر،انتو اللى هتخرجوا ..جلال كان هيموت ونتجوز وانا ماطلت كتير ولما لينت كان شرطى الوحيد

يكتبلى كمان البيت دا ، لما حضرتك عملت له توكيل انت ووالدتك عشان بلقيس هو استغله وكتبه ب اسمى

ووالدتك كانت عارفه بعلاقته بيا...كانت ياحرام نفسها ف بيبي سليم بدل اللى خلفتهم بيلا !

احست بلقيس بالاهانه زادت عن حدها فصفعتها صفعه مدوية لتقول بصوت جهورى كادت احبالها الصوتية تنفجر

-انتى ست كدابه ، الورق معايا ان البيت بتاعى وجلال عمره م يخونى ولا يكره ولاده لانهم عيانين

حدقت بها المرأة نظرة توعد وفتحت حقيبتها لتريها نسخه من عقد سليم ب اسمها لبيع المنزل،وان الذى تملكه بلقيس شئ ليس له وجود قانونى من الاساس...مزيف!

-اقروا النسخه كويس واتاكدوا منها كمان ،ويومين وعاوزاكم تفضوا البيت عشان هاخده واهده ..ستايله قديم موت

وضعت نظارتها الشمسيه على عيناها وخرجت حتى دلفت ميريهان على صوت الصياح،واذ ب بلقيس تصيح ب اعلى ما فيها

-جلال بيخدعنى!جلال كان بيخووونى ...جلال اخد كل اللى حيلتى وكمان ضمن لى حقى فالهوا

رمانى فالشارع انا وولاده ...شوفت يانادر اخوك عمل ايه فيا

شوفت الظلم حسبي الله ونعم الوكيل ...ربنا يصطفل فحسابه فيك ياجلااال

اخذت تصيح ومن ثم لملمت ام جلال ذيولها لتتراجع قبل ان ينهالوا عليها هى الاخرى بينما كان نادر مشغول بتهدئه بلقيس التى كادت تجن فتفوهت ميريهان بهدوء

-هو فيه ايه يانادر ! ماله ابيه جلال مش خلاص مات هيحصل منه ايه تانى وهو ميت اصلا!

لم يسعه النظر اليها نادر كان يقوم بتهدئه بلقيس التى شعثت شعرها وهى تصيح وتتخبط،حلما ام كابوس

بلى شئ واقعى وحدث وماعليهم غير تنفيذ الامر القائم امامهم...جميعهم مسيرهم قارعه الطريق المجهوله بسبب جلال ...لم يحمل هما وهو على قيد الحياة عاش غير مبالى وترك الدنيا ليتحمل غيره نتيجة افعاله واذاه الغير محسوب.

????❞ ?

بشرفه غرفتها ،كانت تقف حنين تفكر فيما حدث مؤخرا لهم ..

بلقيس فى حالة لايرثى لها بعدما علموا بما فعل جلال من الاعيب ورطتهم جميعا ،وليلى التى تتحضر للسفر الى لندن كى تتابع شفاءها الميئوس منه لانها فى مراحل مرضها الاخيرة ،اما عنها هى ..

فهى وحيدة ،تجرعت من كأس قد شرب منه غيرها من قبل،مرار الوجع ..وجع الحب من طرف واحد ..حبها ل آسر الذى انطفئ كثيرا بعد كل مامر به الجميع اخيرا وماسمع عن افعال ليلى جعلت منه غير متعاطف معها بل مشفق عليها وعلى سذاجتها التى تجعل ناس ك هؤلاء يتلاعبون بها كما يريدون دون اى ردة فعل منها.

قلبه جريح من ليلى ،وقلب حنين ينزف لأجله فى صمت وهل سيظل صامتا ؟والى متى ؟

ياااه ..ويكأنها نغزات الشيطان بقلب مؤمن لن يترك نافله الا وصلّاها!

هل هكذا كنت تشعر يا ابراهيم ؟ اما الحب الا وادى ويل نمشى به لنهاية خاسرة او رابحه فعلى كل حال هو طريق الوجع الذى نتحمله برضا..

دلف اليها والدها واردف لها ف انتبهت من شرودها

-ايه ؟ بتحسى اوى كدا

نظرت له حنين نظرة مستنكره ف استطرد هو

-حاسه بوجع بلقيس ولا ليلى؟ ولا بوجع ابوكِ اللى شايفك كدا قصاده بعد مابيتك اتخرب وكل اللى حواليكِ حياتهم ماشيه وانتِ على عنادك ،الوراثه اللى ورثتيها منى

-حياة مين اللى ماشيه يابابا ، حياة بلقيس اللى هدها عالاخر جوزها قبل الموت وبعده..جوزها اهو مش حد غريب..ولا ليلى اللى بتتلعب من ايد ل ايد نزار ومؤيد كل واحد فيهم بهدلها ع كيفه وهى راضيه

حياة مين ،اى راجل بيتوجد فحياة ست بيخربها مش بيمشيها ...بيتى اللى اتخرب وانفصالى دا حصل بسبب حضرتك

-خليكى مهذبة وانتى بتكلمينى سامعه

-انا مهذبه يابابا ولازم اكون كدا، بس لازم حضرتك تسمعنى انا مكنتش السبب فطلاقى مكنتش السبب اصلا ف اى حاجه من الاول انت قررت وصممت وانت عارف انى مش عاوزة ،بس زى م اتعودت مع ماما بقا معايا وانا نفذت ،متجيش بقا فالنتايج العكسيه تقول انى وحشه ،لان ان انتو بتعملوا عمايل مع الواحد تخرجوا اسوء مافيه وبعدها تقولوا ان هو اللى وحش

هز والدها رأسه بخيبة امل ل يقول

-معنى ذلك هتفضلى كدا

ارتسمت دمعه بعيناها ولكنها تأبي الهبوط ، بقوة اردفت

-ياريتنى فضلت كدا ولا كان قلبي اتحرك واتمنى ...بابا انا اوحش حد فالدنيا

ارجوك متظلمش حد تانى معايا ،،ارجوك سيبنى

الجواز مش حل ..الجواز نهاية !

تركته وانصرفت تحاول تمسح دمعه فرت رغما عنها ،قلب والدها احس بها ابنته العنيدة المكابرة تعشق!

تعشق دون الشعور بعشقها وهذا مايجعل جروحها لا تلتئم  ولا عزاء  لدائن يدفع دينه القديم ويتجرع من نفس الكأس يوما.

❞ ????❞ ?

طرقتين على باب الشقه ،كانت ليلى تستعد للرحيل الى المطار حيث ينتظرها آسر وحنين ومؤيد بالاسفل

لتجد الطارق الحارس يخبرها ب ان اسر وحنين منتظرين بالاسفل وحمل منها الحقائب وهبط بهم واذ يعلن هاتفها قدوم رساله بعدما تعجبت من عدم وجود مؤيد معهم ليصطحبها الى المطار

فتحتها ليلى لتجد مسطور بها هكذا

"ليلو...انا اسف يا حبيبتى ،مش هقدر استحمل حد بيسيبنى تانى بعد م حبيته

مش هقدر اكمل فحدوته عارف نهايتها ،انا حاولت بس والله اكتر من كدا وكأنى بزق فالصخر

متزعليش منى لانى هفضل احبك حتى وانتِ بعيد ..دا اخر اللى بينا ودلوقت ان فطريقى لبلد غير مصر خالص

الحياة فالبلد دى هتبقى وحشه من غيرك وانا لازم اتعود ع غيابك قبل م تسيينى فجأة!

صريح...اه لان لازم تعرفى ان ع اد جمالك ف انتِ طيبة اوى ..وطيبتك بوظت كل جميل فشخصيتك

الوداع ي ليلو..الوداع يابرنسيس!"

اجهشت فالبكاء بمرارة حتى صعدا آسر وحنين ليتفقداها ...ليجدوها بحالها هذا ممسكه بالهاتف ،قرأ الاثنين ماهو متوقع ولكن ما الفائدة لابد من الاسراع ميعاد رحلتها اوشك على الإقلاع ،قاموا بتهدئتها بقدر الامكان كى تلتحق برحلتها ،اغلقت حنين كل شئ بالمنزل وخلعت من اصبع ليلى خاتم مؤيد ليتركوه على المنضده ويغلقون الباب خلفهم ..

وبعدما تم توديعها بصاله المغادرة،تبكى وهم يبكون امامها ..لتذهب نحو الطائرة وتختفى عن انظارهم بالتدريج حتى يترجلا هم بكل أسى خائفين على هريرتهم فى الاغتراب والمرض

انصرفا عند بوابة المطار ليكون من بعيد تتبعهم مقلتى نزار يراقب اخر خطوات ليلى متخفيا ،يطمئن مثله كمثلهم،يستودعها الله الذى لا تضيع ودائعه ابدا..

❞ ????❞????❞ ????❞ ????❞

#فيولين ???? 2019

}عهد الثالوث} روايتى رقم 14

الفصل السادس والعشرين

❞ ????

مفتاح يوضع بمكانه المخصص لفتح الباب،فتفتح باب الشقة التى قام بتأجيرها نادر بعدما تم طردهم من منزلهم،مصطحب زوجته ميريهان وولدته وبلقيس واولاد اخيه الراحل..

-ايه دا دى صغيرة علينا كلنا اووف

نطقت بها ميريهان ودلفت الى اقرب غرفه تنفث غضبا،بينما شعرت بلقيس ب انها هى الشخص الغير مرغوب به،فبعدما انفجار قنبله جلال لم تتفوه مع والدته ب اى كلمه ولا ميريهان ولاتعرف حتى ماهو وضعها الآن،قطع تفكيرها الطويل نادر بقوله

-نعمة،الاوضه الكبيرة اللى عاليمين بتاعتك انتى وولادك انا جهزتها كلها علشانكم

نظرت له ب امتنان ولم تتفوه ،ساعدت طفليها للدلوف او الاختباء خلف جدران هذه الغرفة ..بينما استطرد نادر الى والدته قائلا

-امى،معلش هى اوضها 3بس انا جهزتلك اللى ف اخر الطرقه ليكى يارب تعجبك

تركته وانصرفت امه دون رد ،تنهد هو وبدوره دلف لغرفته مع زوجته ليجدها على اخرها تحترق غضبا

-مالك؟

-مالى ايه؟ هى بلقيس ليه مراحتش لاهلها اسوان او اى حته او حتى تاجر شقه لوحدها اوف ايه الخنقه دى

مش كفاية هناك كانت مامتك كاتمه ع نفسي لوحدها بقت بلقيس كمان وولادها

نظر لها نادر عاقد حاجبيه وجلس جانبها

-وهى بلقيس دى مش كانت مخليانا موجودين فبيتها عادى حتى بعد م اخويا مات،ولابعد اللى حصل نتخلى عنها

-معرفش بقا،اهو مطلعش بيتها ووجودها هنا مالوش اساس هى خلاص اللى رابطنا بيها مات

-وولاد اخويا العيانين اللى مالهمش الا انا

-عندهم مامتهم واهلها وهى بتشتغل على فكره

-طب اقفلى بوقك مش حابب اسمع كلمه كمان عشان متشوفيش رد فعل منى مش حلو

قبل ان تهم ميريهان بالرد ،دلفت اليهم والدته دون استئذان وعلامات الضيق على وجهها

-بص بقولك ايه الوضع كده مش مريح...انت بهدوء تكلم ارمله اخوك انها تروح عند اهلها احسن انت هتشيل حمل مين ولا مين لوحدك

فرغ فاه نادر اذ فجأة انقلبت الاية واصبحت والدته تبغضها وتدعوه لطردها بعدما الحت الفترة السابقه عليه ان يتزوجها نظرا لوجود اولاد اخيه معها وكل هذه الكلمات التى ظهرت على حقيقتها الان انها كانت مجرد ثوب جميل يغطى نية لا يعلمها الا الله

-انت بتبص لى كدا؟ هتشيل انت كل دا ليه ..مش ملزم اصلا

-قوليله ياطنط عشان كان عاوز يتخانق معايا

-ياااه يا امى،دلوقتى اقول لبلقيس بالراحه تمشى بولاد جلال اللى كنتِ خايفه عليهم ومهتمه لامرهم

ولاد جلال اللى كنتِ ممكن يحصلك حاجه لو سابتنا بلقيس واتجوزت راجل يأذيهم

اومال كل كلام الفتره اللى فاتت فين

-كلام...طنط هو فيه ايه ؟

باندفاع قامت ام جلال لترد التهم عن نفسها

-اه يا حبيبي كانت الظروف تحكم لكن دلوقت لا

-عشان البيت يا امى مش كدا

ردت مسرعه ميريهان تريد ان تعرف الذى يجول حولها

-انا مش فاهمه حاجه،ممكن حد يفهمنى

نظرت لها ام جلال ب استياء،ليس وقتك ايتها الحمقاء ف استطرد نادر

-تعرفى بقا يا امى ان فكرتك عششت فدماغى وجه وقت تنفيذها

اتسعت حدقه عيناها لا تصدق،تفوهت بغير استيعاب

-انت بتقول ايه ..مستحيل

ب انفعال تحدث نادر وكانت لاول مرة ليست من عادته

-دلوقت بقا مستحيل يا امى! ياااه احنا بنشترى الناس عشان اللى معاهم ولو غير كدا نبيعهم يعنى؟! اد ايه احنا وحشين كدا

هنا طرقت بلقيس الباب ودلفت على استحياء وعيناها تملؤها الدموع لتقول

-انا متشكره يانادر على انك فكرت فيا انا والولاد ..بس انا مش عايزة اكون عبئ

يومين وهروح لاهلى بيهم وو

هنا اقترب منها مندفعا ليقول بثبات

-لا مش هتمشى يابلقيس عشان دا مكانك زى ماهو مكاننا كلنا

-انا ماليش حق هنا ف اى حاجه يانادر

-ولما كنا موجودين فبيتك كلنا طول الفتره دى بعد موت جلال كان لينا حق!

-واهو مطلعش بيتها..خلصونا بقا عشان زهقت من المسرحية السخيفه دى

نطقت بها ميريهان ب اندفاعها كالعادة دون ان تفكر قبل ان تتفوه ،ف اندفع بها نادر غاضبا لاول مرة ليدفعها فتقع على فراشها ويتحدث بصوت نبرته عاليه

-انتِ لو محترمتيش نفسك هفوقك لروحك يا ميريهان سامعة ولالا

-عاوز تضربنى يانادر عشان بلقيس

-ياجماعة انا مكنتش عايزة كل دا يحصل بسببي

همت بالانصراف ف اردفت والدة جلال بصياح الى بلقيس

-والله ياريت تحسى وتفارقينا بقا ،اللى رابطنا بيكِ خلاص مات

رجعت فى خطواتها بلقيس وواجهت والدة جلال لاول مرة

-اومال فين معاملتك الكويسه اللى فاتت يا طنط،ولا عشان البيت راح وكنتِ عارفه ان جلال بيخوننى وعاوزاه كمان يتجوز..ياشيخه منك لله وابنك عمرى م هسامحه

-تسامحى ولا لا امشى وفارقينا

همت تنصرف بلقيس وهى تهرول تمسح دمعاتها،ف امسك نادر بيدها متشبثا بقوة وقال بثبات دون ان يهتز

-مش هتمشى...ومش هسيبكم ودا مكانك

-سيبنى يانادر الله يخليك

-بلقيس انا عاوز اتجوزك ...وانهارده قبل بكرة ،قولتى ايه

لم يسمع منها ردا ،بل سمع صياح والدته تصرخ وسقوط ميريهان مغشى عليها فى وقتها!

????❞

"اتفضلى يا حنين"

رفعت عيناها من على دفتر اوراقها لتجد حقيبه بلاستيكيه يقدمها ابراهيم لها ، وناظرا اليها

-ايه دا يا ابراهيم

-المبلغ اللى ساعدتينى بيه ،انا جمعتهولك ..وعمرى م هنسى موقفك دا بخلاف اى حاجه تانى

ابتسمت حنين وتناولت المبلغ واردفت بهدوء غير معهود لها

-انا عاوزة اطلب طلب منك يا ابراهيم

-اتفضلى

-تسامحنى

نظر لها ب امعان ،هل حنين التى تفوهت بهذه الكلمه ام شخص آخر!

حنين تطلب السماح ..ومن مَن؟منه هو

-انتى بتقولى ايه

-بقولك سامحنى ...على اى حاجه وكل حاجه عملتها وياك

صمت ابراهيم ف استطردت هى

-هتسامحينى ولا هتوقف تاخدنى صورة!

ضحك ابراهيم على طريقتها المعهودة هذه ف القاء الكلمات الثقيله دون وعى ف اردف هو

-مسامحك ياحنين اساسا من الاول كان غلطى انا لان عارف انك محبتنيش

-مانا سمعت انك مزقطط فجوازتك اهو متعمليش فيها شهيد

قهقه ابراهيم عاليا ومن ثم ابتسم لها وتركها وانصرف ، اتى الى خاطرها آسر ...آسر قلبها الوحيد والاول وايضا الاخير...فكرت فى اى حيلة تتصل به لتحدثه بشأنها فطرقت ببالها فكرة وضغطت زر الاتصال

-الو...ازيك ياض مش باين ليه ،لا انت ولا بيلا وليلى برنلها وببعتلها مسجات مش بترد

غطستوا كلكم فين الله يخرب بيوتكم

اتاها صوته قلق عبر الهاتف ،نبرته غير مطمئنه بالمرة

-معلش ياحنين انا فالبلد،اختى هتعمل عمليه قلب مفتوح وبحاول اجمع لها مبلغ

احست ب شكه فى قلبها وعلى الفور تحدثت

-فين بلدكم بالظبط ياض ادينى العنوان

-ليه يعنى

-اخلص مش هطلعلك بطاقه ادينى العنوان بسرعه

اعطاها العنوان كاملا واغلقت الهاتف وهمت بالرحيل ناظره الى مالها ل تتمتم بسخريتها المعهودة

-محلوف عليكم متقعدوش معايا،يلا استعنا بالله

????❞

-انتى ازاى تعملى كدا ،حد اذنلك تعملى كدا

نظرت له حنين نظره ممتعضه وقالت بوقاحتها المعروفه بعدما نبشت لتخلع القلم وتتحدث به

-تعرف تسكت ولا متعلمتهاش فالمدارس

-اسكت ايه المبلغ بتاعك دا كبير عليا ،هسدده امتى واساسا بتورطينى ليه

-يعنى دا ردك يا كبير الحلاليف،اولا بقا انا عملت كدا عشان فعل خير مش عشانك ثانيا ابقى رده براحتك بالتقسيط يالذيذ

-يبقى كدا بعد 20سنه

-،30،20براحتها بس ابقى قولى قبلها عشان اظبط نفسي واتصور معاهم عشان مبيلحقوش يقعدوا معايا

-يعنى ايه؟

-لامتاخدش فبالك

رن هاتفها ف اخذته جانبا لتجيب اتصال والدها وتعلمه بمكانها وانها حاليا فى مهمة ضرورية قد تستغرق منها بعض الوقت وتحتم عليها التأخير،فى هذه اللحظة كان ينظر لها آسر من الخلف نظرات جديده على عهده معها

فتاة تعادل الالف رجل هى،قوتها تجعل بلده ب أكملها تقف على ساعد وساق..جدية موجوده بالشدائد دوما

حقيقية غير مزيفة،افعالها تعنى الكثير من حنانها واهتمامها ولكن هذه هة ترجمتها ليست كلمات...انها حنين

وهى حنين ايضا بلا شك.

ظل على نظرته مطولا حتى انتهت من اتصالها ورجعت اليه لتجده حاله هكذا ،ف قالت بنبرة ساخرة

-ايه ياعم لوتفى مالك ...

انتبه اسر فطرق كفا ب كف وقال

-عاوزة ايه يابت

-بته اما تبتك،ولا يا آسر انا جعانه بلدكم دى مفيهاش مطاعم او انت تحس على دم اهلك وتعزمنى

دا انا ضيفتك ياراجل

ابتسم آسر وهز رأسه لكلماتها النووية كالعاده واستاذن يطمئن لحالهم بالداخل واصطحبها وترجلا خارجا يتناولا طعامهم سويا..

????❞

"تملى فقلبي ياحبيبى وانا غايب بعيد عنك،تملى ولا انت دارى بي وانا اللى قريب منك ..انا بشكى اليك منك

ياا حبيبى"

استمعنا الان الى محمد فوزى تملى فقلبي...مدت اصابعها ف أطفأت المذياع وهى شاردة..هذه الاغنيه تذكرها حقا بما مضى.

وهل مامضى من العشق يُنسى؟!

تنهدت ب حنين بالغبالغ عمقه بقلبها ف تيقظت من شرودها على صوت زوجها يناديها

-ريفا..مالك يا حبيبتى بنده عليكِ مش سمعانى

التفتت ريفا الى زوجها محمد وابتسمت وقامت بمد ذراعيه حول خصره واردفت

-معلش يا حبيبى كنت بشرب قهوتي وسرحانه شويه

نظر لها ب حب واردف الاخر

-سرحانه ف ايه بقا

-اغنية لمحمد فوزى كانت عالراديو ..بحبها اوى فكرتنى بحجات كتير

عبس وجه زوجها نسبيا ف لاحظت هى وارادت تصحيح م صرحت به الان

-ياحبيبى افتكرت وانا صغيرة وبيتنا القديم ،انت كنت فاكر ايه

عانقته وربتت برفق على ظهره ،بينما اتى مسرعا طفله زين من غرفته يصرخ

التهيا فيه ودلفوا به الى غرفته ليجدوا ان هناك حشرة العنكبوت صغيرة تقترب من العابه المتناثرة ارضا ..رآها الصغير وفزع

حملته ريفا تضحك بينما قام والده بقتل ذاك العنكبوت الذى حطم وقت لهو الصغير واخافه ومن ثم قام الاب بتقبيله واردف

-مش عاوزك تخاف يا زين ..خليك زى بابا كدا شجاع وقوى

ضحك الصغير ف استطرد والده

-وزى ماما قوى ومش بتخاف من اى حاجه

ابتسمت ريفا مجامله واخذته لخارج الغرفه وتبعها زوجها..

????❞

"الوقت الحالى"

اهداها الله حلما ورديا منغما بالسعاده معه،ف ارادت اكماله وعدم التخلى مهما حدث واى ان كانت النتيجه.

استجابة شفاء ليلى بدت واضحه ،ظهر ذلك فى فحوصها الاخيرة ..حتى هى استعادت بعض من حيويتها المهدرة سابقا وبعض من جمالها الذى ضاع بين شحوب المرض آكل للروح!

-اصبح واضحا ياسيدى الطبيب التقدم الملحوظ فى حالة السيدة ليلى مراد

ابتسم يزن ل زميله الطبيب واردف اليه

-هى تحاول ب اقصى مافى جهدها ان تنتصر على ذلك المرض اللعين ،ونحن على علم ب ان ارادة المريض ونفسيته المتحسنه عامل كبير مساعد للشفاء

اومأ الآخر رأسه ايجابا لما صرح به يزن الآن ،اعطاه الاشعه الاخيرة الخاصه بفحص ليلى ل رئتيها وانصرف..اخذها ودلف اليها فى غرفتها ليجدها تتحدث الى بلقيس عبر برنامج تواصل مكالمه صوت وصورة ف انتظر حتى تنتهى

-لا مش مصدقه ...ربنا يتملك على خير يابيلااا فرحتينى

-انا نفسي مكنتش مصدقه والله لحد دلوقتى

-ربنا مش بينسى حد صبر يابيلا ، مش قولتلك

على هذا الوضع حتى انتهت والتفتت ل تجده امامها ،ابتسمت ب فرح ف اقترب هو ليقول برصانته

-واضح انك خدتيها تحدى مع نفسك انك تنتصرى على مرضك وتنزلى مصر

هنا امسكت بكف يده بقوة وقالت بثبات

-هننزل سوا ..سوا يايزن هو دا اللى مخلينى قويه وعاوزة اعدى مرحلتى دى بقا ..عشانك

نظر لمقلتيها وقال فى حنان

-عشانى!

وضعت يده مستقر قلبها ،ف اقشعر بدنه اثر هذه الفعله المفاجئه الحانيه واردفت بصوت رقيق عذب

يفعمه العشق كليا

-هنكمل سوا ومش هسيبك ،حتى لو حصللك ايه هكمل معاك زى م كملت انت هنا معايا وفضلت جنبي

انت آخر حروبي يا يزن..ومش هطلع منها خسرانه ولا هعلن الراية البيضا مهما كان ايه النتايج!

-طب هينفع كدا!

قالها وثغره مبتسم جعلها تومئ ب استفهام ماذا يقصد ،ف استطرد ووجهه يتحدث هياما وواحتيه الرماديتين يعكسان بداخلهم وجهها الملائكى ..وانفاسه هابطه وصاعده تعلنها لها الآن..انفرجت شفتيه اخيرا

-هينفع تخلينى مش بس اتعلق بيكِ..ولا ادمنك...تخلينى اكمل روحى بروحك غصب عنى وادوب من الولَع بيكِ كدا طول عمرى!!

فرحت فيروزيتاها ...لمعت ب اشراق م حدث منذ عهد طويل ،رفرفت حولها فراشات تراها وحدها ..بدت رؤية الاشياء باللون الوردى تصارعت دقات قلبها خلف بعضهم وكأنهم يتسابقون من سيدق دقة مدويه اسرع من الاخرى

امال ب وجهه عليها وقال ب انفاس تحمل غراما

-بحبك يا فراولاية

ومن ثم قبلها قبله طويله وهى على عناقها له واشتدت مسكته هو عليها برسالته ووصيته الاولى والوحيدة زالاخيرة لها ..لاتتركينى

اما عنها فاغمضت عيناها ترتشف رحيق ،ذائبه فى دنياه تترجم إحساسها له ،لاتضلنى عنك يايزن ف انت هادِ طريقى الوحيد ..يانبراس عمرى واخيراً اصبحت لى ♥

????❞ ????❞????❞????

"سابقا"

قد تتعثر قدميك قدراً بشئ ما وانت ماضٍ فى طريقك لاتحتسب لامر الخطوة القادمه حتى!ولكن احيانا العثرات تصبح بدايات نراها فى ظاهرها شر وفى باطنها الخير الكثير..

بعد الجدال الذى نشب والمعركه الكلامية الحادثه بين نادر ووالدته وميريهان وبلقيس حول بقاء بيلا بالمنزل هى و اولادها او الرحيل، تمت مفاجئتهم جميعا بعرض الزواج الذى قدمه نادر الى بلقيس وكان بمثابه صاعق كهربائى تم صعقها به على حين غرة !

وكان رد الفعل انها قامت بالاتصال ب ليلى تعرض عليها انها تريد الاقامه بمنزلها مؤقتا حتى تجد منزل للايجار آخر تنتقل إليه هى واولادها ،اعطتها ليلى الموافقه وعلى الفور اتنقلت الى هناك .

-نادر!

هتفت بلقيس بها مشدوهه اثر رؤيته يقف امام الباب وفى عينيه نظرة رجاء

-ممكن ادخل يا نعمة؟

كيف يحمل بين طيات حديثه نغمة الاستعطاف التى لان لها قلبها فى ثوان،لا تحتمل ابدا بلقيس رفض طلب له ،انه نادر اخا وصديقا ...لم تستطع ان تبقيه كثيرا هكذا ،اومأت ب رأسها إيجابا ف دلف وم ان رأوه اولاد اخيه الراحل حتى هرولوا إليه باحضانه اتسعت لكليهما وقبلهما شوقا وفرحا وحملهما وجلس على الاريكة ونظر الى بلقيس ليبدأ حديثه ..

-سيبتى البيت ليه يانعمه؟ وسيبتيه وانا فالشغل عشان مقدرش امنعك مش كدا

جلست نعمه وعيناها تحمل قهرا مما وجدت ب اخر عهدها مع والدة زوجها وما صدمت به من اخيه ايضا قبل رحيله ومن بعد مارحل ..

-كدا اريح يانادر

-كدا اريح لمين ؟

-لينا كلنا ، لمامتك ..لميريهان وليا ولولادى

-بس مش اريح ليا يا نعمه

هنا علت نبرة صوتها نسبيا وتحدثت بقوتها المعهودة

-اوعى تكون فاكر انك او اى حد هيحل محل جلال،اه كان مش مسؤل ...رامى الحمل عليا..خاننى

ضيع حقى وحق ولاده ..بس لا انت يا نادر ولا اى حد هدخله حياتى تانى

انا هعيش ليهم هما وعشانهم وبس ..وكفايه بقا علينا كلنا لحد كدا

نظر لها بثبات وتحدث بجدية هو الآخر

-نعمه انا عرضت عليكى الجواز مش لغرض الجواز،انا عاوز احميكى واحمى ولاد اخويا اللى شايلين اسم ابويا واخويا مهما حصل ..عاوز افضل جنبكم ويكون دا حقى،يعنى ميجيش حد يقولى ملكش دخل بيهم

ابقى قاعد معرفش حصل لكم ايه وبيحصل معاكم ايه

عرضته عليكى وهتفضلى اختى  اللى بحبها وبعزها وبحترمها ،هتفضلى مرات اخويا جلال ومش هلمسك عشان هتفضلى بتاعته ،مش عاوزك فراغه عين ..عاوز اكون وياكم وانا عندى حق

مش قابل كلام امى ليكى ولا ميريهان مراتى

اتسعت حدقه عينيها وقالت بسخرية

-ميريهان مراتك! فكرت دا هيجرحها اد ايه؟ فكرت فعذابها ،انا مستحيل اعذب حد حتى لو كان مش بيحبنى

ومستحيل ارجع واعيش مع مامتك تانى اللى كانت عارفه كل حاجه وبتقسي جلال عليا وعلى ولاده اللى حته منه وبعد كل حاجه ولاخر حاجه حصلت منها ..مستحيل اوافق

زفر بحرارة ونظر لمقلتيها ب امعان بالغ اثره فى نظرته لها

-مش هعرف اسيبكم

-انت عمهم وهتفضل عمهم ...وانا عمرى م هقطعهم منكم

-طب وانتى؟!

لحظة!! هل تحرك فؤادها من مكانه حقا! هل هناك شخصا فى هذا الكون يرق قلبه لحالها ...تهمه ماهى ،يهمه الواقع عليها سواء ضرر او خير ؟

تتعجبي يا بلقيس الآن،منذ هذا اليوم الذى تواجدى فيه بين هذه العائله حينما تزوجتِ جلال ونادر يهتم لاجلك فى كل كبيرة وصغيرة بحياتك ..ولكنك الآن ترى هذا الاهتمام بوضوح ...الحائل الذى جعل رؤيتك ضبابا قد ازيل اخيرا ..هى ترى بوضوح..بوضوح جدا الآن!

-انا بعرف اكفى نفسي كويس يا نادر ،متشغلش بالك بيا انما ولاد اخوك فمن حقك تدخل فكل اللى يخصهم وعمرى م هتكلم فالموضوع دا طول عمرى

نهض نادر من جلسته منزعجا ،وهم بالانصراف وهو يقول

-وانتى مع جلال،مكنتش بحس انك ف امان الا لما اتطمن عليكِ...انما دلوقت بعد الخطر مابقى اضعاف

عليكِ انا مستحيل اسيبك لوحدك...مشكلتك يانعمه انك متعرفيش ان همّك على رقبتى من همّ ولاد جلال والجزأ لا يتجزأ ..وزى عمرى م هسيبهم يبقى عمرى م هسيبك

وبرضو ليكِ وقت تفكرى فيه وانا مش هعمل اللى يرضيكى ..

قبل الطفلين ورحل بعدما ترك مبلغ صغيرا ب ايديهم لم تلتفت اليه بلقيس كانت متعجبه من هذه القوة التى يتحدث بها نادر امامها وكأنها هى و اولادها حق مفقود له ويجب ان يسترد كله ..

????❞

تمهل حتى تغرق كليا فى خضم الاحداث ،ف عند الوهلة الاولى تراهما قريبين لايفصلهما سوى أميال..والحقيقه انهما فالبعد متقدمان ب الآلاف السنين العضال..

"ايه دا انت هنا؟ جاى ليه ياض"

التفت آسر الى صوتها فهو الآن متواجد ب المحطةالفضائية التى تعمل بها وبديهيا يراها امامه الان بعدما سمع صوتها ونبرتها الساخره كالعادة..

-جعفر،، ازيك انا ياستى جاى فشغل

-وبعدين ف اشغالك دى مش هنخلص من خلقتك دى بقا

رمقها نظره هكذا دون ان يرد لها سبابها ، ارادت هى ان يطول حديثهما ولايقف الى هنا ف اردفت

-قولى اختك عامله ايه

يقوم بفحص الكاميرا الخاصه بعمله بينما يهم بالرد عليها

-كويسة والله ...متعرفيش يابت يا نينو انتى طلعتى جدعه ازاى..جعفر جعفر حقيقي يعنى

والله ب اللى عملتيه دا خرمتى خرم صغنن حقير كدا ليكِ جوايا بعد عمايلك السودة اللى فاتت كلها

اذنيها لم تستقبل ولا حرف آخر منه بعدما سمعت كلمة "نينو"منه احقا يدللها! هل هى اول مرة ام انه دللها بداخله وداعبها ك قطه صغيرة متمردة تريد من يروضها ويقص لها مخالبها ويلزمها الصمت والامان فى احضانه هادئه..

-مالك يابت ساكته ليه

انتبهت حنين،لا يا حنين لا يغرقك عشقه هكذا افيقى من فضلك ، عدلت من وضع نظارتها على انفها وتحدثت بجديه ساخره كالعادة

-مالى يا سى نظمى ،مستنيه حضرتك تكمل تسليك البلاعات اللى طلقته عليا دا

-جاتك القرف ،طب وسعى

تركته وانصرفت الى حيث ما كانت ماضيه،ف اوقفها بقوله

-بت ياحنين هو انتى عملتى كدا معايا ليه،موقف بصراحه ميطلعش من راجل ابن راجل

توقفت وابتسمت وهى تدير له ظهرها ثم التفتت اليه وهى تلوى شفتيها وتلوح امامه بقلمها

-يابنى هى نغمه ،فعل خير ثم تعالا هنا انت مش فمرة اتضربت واتعلم عليك عشانى ...ومرة داستك البت ليلى بعربيتها ومرة دخلت القسم بسبب بلقيس ،اشطا تسديد حق انت اتبهدلت معانا شهادة لله

اقترب منها وهو يتحدث بينما تتسلل رائحه عطره لانفها فتجعلها تبتسم دون ان تدرى

-ربنا يرزقك بنعمه التفكير قبل الكلام ،فيه حد يقول كدا لحد انتو اخواتى ودى مواقف لازم اتحرك فيها انتى عبيطه

-خلاص يا شاروخان حلوين الحبه دول يلا على شغلك عشان مش ناقصه صداع

-تعرفى يابت ياجعفر انتى،على اد اللسان المترين وهيئة مخبرين القسم دى والتجعير اللى ميدلش على انه صوت انثى خالص..الا انك حقيقى مفيش زيك ومش هشوف زيك فجدعنتك ووقفتك مش بس عشان موقفك معايا انا بتكلم فالعموم ..انتِ معدنك حلو ولسه الحلو اللى فيكِ كله مطلعش بس مسيرة فيوم يطلع

مش كدا؟

نظرت له تحاول التماسك ،قد سمعت من قبل كلمات الحب والغزل على لسان ابراهيم ولكن صخر قلبها لم يشعر الا بتلك الكلمات اللطيفه التى قيلت مجاملة من هذا الأسر! كل كلمه..بلى! كل حرف اخذ موقعه بقلبها واستقر ..تغلبت على نفسها وقلبها وتماثلت القوة واصطنعت له ابتسامه ساخرة وتركته مترجله الى مكتبها وقبل ان تدلف إليه توقفت على بابه واردفت متحدثه إليه

-طفحت ياض! انا هبعت على اوردر اكل هجبلك كله و غور على شغلك مش ناقصاك

دلفت بالداخل دون ان يرد ،ف ابتسم ...ملعونه حقا ولكنها لعنه مذاقها لذيذ ..لذيذ للغاية !

????❞

"حالياً"

-حبيتها اد ايه ؟

تنهد يزن اثر سماعه هذا السؤال من ليلى ،هو يعلم ان من يوم علم ليلى بقصته ب اكملها وانه اول سؤال سيخطر ببالها ..كان مستعد لحب استطلاعها واستقبله بصبره المعهود عليها

-تقدرى تقولى محبتهاش ..انا بس كنت هى وهى كانت انا

ابتلعت ليلى ريقها بصعوبه بينما تتابع حديثه بشغف حتى تعلم تماما مايكن داخله لهذه الحبيبة السابقه وهل هى تفوقها ام لا

-انا وهى ف ظروف غريبة اتربينا سوا ،كنا اخوات واصحاب وعشاق وحبايب واب وبنته وام وابنها كنا كل شئ كنا محور مش عدم ..كنا جسدين ماشيين بروح واحده لحد آخر وقت هى قررت نبقى روحين خلاص

-ولما سابتك حصل ايه؟

-مسمحتش لوجعى منها يكسرنى ،بقيت انا واكتر من الاول ويمكن هى متخيلتش اصلا اللى انا فيه دلوقت

ابتسمت ليلى،يتكلم بقوة عن ماسبق كانه بالفعل محاه بحبه لها ، كأنها بالفعل مجرد ذكرى يرويها كقصه عابره لأحد اصدقاءه وليست له هو ..نظرت له نظره متعمقه داخل واحتيه اللتان يشتعلا نارا تحرق كل من اراد الاقتراب منهما ..اردفت ب انوثتها الطاغيه وفيروزيتاها تتلألأن امام ناظريه

-انت عمرك م تبقى مكسور،وعمرك م تكون عبئ وعار لحد ..اللى بيبعد عنك يايزن خسارته كبيرة واللى تلاقى قلب زى قلبك وتبيعه تبقى حاجده عشان مقدرتش النعمه

ابتسم يزن لاطراء ليلى عليه ، تلك ثمرة الفراوله لديه الخجول حقا تنطلق منها هذة الكلمات ..العشق اعطاها القوة العشق اكسبها صلابه عن ماقبل، فهى قوية به لا بغيره ..

-انتى بجد متأكدة من قرارك ياليلى ..انا مهدد ب

وضعت يدها على شفتيه لتبقيه صامتا واومات ب رأسها ايجابا ،وتحدثت بعفوية طفلة الخمس اعوام بعدما رفرفت ب اهدابها عدة

-انت طبيبي...عالجت قلبي وعالجتنى من مرض كان بياكل روحى ،حتى لو وصلت ايه هفضل جنبك هفضل فخورة بانك عملت معجزة فيا وكان ربنا مخليك سبب انى الاقى شفايا على ايدك  قلبي وروحى وكل مافيا رجعت احسن من الاول

انا اللى بطلبك للجواز يايزن ،هننزل مصر وهنتجوز ونعمل عيله جميله بحلم بيها ،انا اخيرا لاقيت الامان فقربك ومستحيل اسيبك مهما حصل ..

-مش هتتعبي فقرارك دا

اومأت نفيا ف ابتسم واستطرد سؤالا آخر

-هتفضلى لسن الخمسين والستين جمبي

-ولل مية يايزن ،،يمد فعمرى واكونلك يارب

اقترب منها ف احست بدفئ انفاسه يقترب منها كمعتاده ،دفئا يبدل برودة م يحيط بهم ..امسك بيدها وقبلها واردف مصوب عيناه على مقلتيها ...او قلبها الاثنين سواسية

-طول م انتِ جنبي يا فراولاية هكون احسن حد فالدنيا مش عشان انتِ السند والحافز وبس انتانتِ وجودك فحد ذاته بيقوينى ..يحرم عليا حُضن اى حد فالدنيا الا حضن ليلى وربنا مايكتب عليا اكون اب الا لولادك،يحرم حضنك ياليلى على اى حد من ولاد آدم الا انا لانه ملكى ومحدش هيجرب دفاه غيرى ومتفكريش الا انك تستنى اليوم دا معايا وبس

فرغ فاه ليلى واردفت بتعجب له

-بتقول تكون اب لولادى ازاى وانا...

-نكفل يتيم ناخد ثوابه ، يعوضك امومتك وابقا انا ابوه

-هتتحمل ميجيش ولاد من صلبك بسببي!

-انتى بنتى...وانتى صلبي

-ومتحمل تعبي كل شوية لو هاجمنى المرض على فجأة

-وهكونلك ايه غير دوا ...يا دوا روحى

عناقهما المفاجئ كان صدفه قام بها كل واحد منهم للاخر فى نفس الثانية ...لهفه ...شوق..ولع..غرام!

اى ان كان مسمى م بداخلهم ،واخيرا وجدوا انفسهم سويا ببعضهما البعض ..

????❞

"سابقا"

مخلوقهم الهش يقتات على الاحساس والعاطفه،يجلس وحيدا فى غربته واذ هم يفكرون بحاله ...يفكرون بعهد قد امضوه قديما ..

بمنزل ليلى حيث تقطن بلقيس مع اولادها فيها فى فترة بحثها عن منزل لها وحدها مناسب ، كانت حنين تقوم بزيارتها علما منها بما حدث لها ..تطمئن لحالها وتعرف اخبارها ويتحدثون الى ليلى عبر مواقع التواصل الاجتماعى..

-ايه! نادر مين العيل دا اللى يتجوزك

-حنين بلاش رد فعلك المبالغ فيه دا واسمعى بهدوء

-هدوء هجيبه منين وانتو عالم مستفزة فقلب بعض كدا ، دا بيستعبط مش كفايه اللى اخوه عمله وكمان هو

-انا عامة قفلت الدنيا عليه ،مش هدخل راجل فحياتى تانى وهعيش لولادى

-قال يعنى الاولانى كان راجل

-ماعلينا ..عامة كنت عارفه ان نادر مش قصده جواز بمعنى جواز ع اد ماهو

ضيقت حنين لها عيناها واردفت تتحدث ب شك

-هو انتى بتفكرى ولا ايه

اندفعت بلقيس بالرد وقالت

-لا طبعا ،انا بس بحكيلك عن اللى حصل وقولتلك من البداية الموضوع منتهى بالنسبة لى

صمتا الاثنين ليتذكرا ليلى ثانية،فتتحدث بلقيس

-يارب تكون كويسة ليلى هناك ومحدش يضايقها ولا ياذيها

ردت عليها حنين شاردة تتذكر حال ليلى قبل سفرها

-لو تشوفيها قبل م تمشى بعد عملة الزفت مؤيد ،انا بقيت اخاف عليها اكتر من الاول ..حاسه ان خالى مراد تعبنا بالعهد اللى اخده معانا دا

نظرت ليلى لصورة فوتوغرافيه معلقه بمنزل ليلى لوالدها مراد ،،واردفت

-كان عارف ان خالتى ممكن تسيبها بعد م يموت ، امنى انا وانتِ عليها رغم اننا كنا أطفال..كان عارف انها اضعف من بيت العنكبوت ،يارب نكون انا وانتِ اد العهد للاخر لحد م نشوفها كويسة ومرتاحه وسعيده مع اللى يستاهلها

التوت شفتى حنين لتنبش عن القلم ب رأسها وتضعه ب جيب بنطالها وتقول متهكمه

-ياستى يارب يشفيها ده املنا الاول والاخير ولو ان لو عليا نفسى اكون معاها هناك بس م باليد حيلة ،ربنا هيشفيها باذن الله ويرجعها لينا بالف سلامه

تنهدت بلقيس بقولها ناظرة الى السماء

-يارب

????❞

"الاستاذه سنية البدراوى محامى بمحكمه الاسرة"

فى مكتب ل سيدة تعمل بمجال المحاماه  لها وزنها ، كانت ميريهان وصديقاتها جالسات امامها تعرض ميريهان مشكلتها عليها اثناء علو شهقاتها وكفكفه دمعاتها

-حضرتك انتِ مش فاهمه ده اذانى اوى ودمرنى جدا ، ده نسى كل الحب وكل اللى بيننا ونسى بعمل عشانه ايه ورايح يتجوز ارمله اخوه ،انا عاوزة اخلعه وبتعويض جامد منه عشان ضررى النفسى دا

عدلت المحاميه وضع نظارتها على انفها وشبكت اصابعها امامها وقالت

-لو هنخلعه يبقى مفيش تعويض،بالعكس انتِ بتتنازلى عن كل حقوقك

نظرت ميريهان لصديقاتها بعدما عضت على شفتيها لم يكن بحسبانها المجنون م سمعت ..ف تدخلت احدى صديقاتها

-طيب احنا عاوزين نخرب ييته ده بهدل كرامتها وعاوز يتجوز القرشانه دى عليها

-يبقى نرفع قضايا ..قضية نفقه وحق متعه وقايمه نبهدله ونسويه عالجنبين شويه وبعدها نرفع طلاق يكون استوى خالص ويطلق ع طول

-هو دا الكلام!

تفوهت بها احداهن فنظرت لهن المحاميه شذرا فصمتت ..

-متشكرة حضرتك ،قومى بكل الاجراءات وانا معاكى

ترجلوا جميعهم خارجا وامسكت ميريهان هاتفها وفتحت البث المباشر على الانترنت واردفت

-انا ياجماعه عاوزاكم تقفوا جنبي ، انا فحالة نفسيه وحشه جدا بسبب جوزى وحبيب عمرى انا لسه كنت عند المحاميه وعملت كل الإجراءات ...انا لازم اخد حقى منه بعد ظلمه ليا وانا متاكدة انه كان بيخوننى معاها القرشانه الارمله الطروب خطافه الرجاله ..هطلع لكم لايف تانى قريب جدا استنوا اخبارى ومن هنا لحد اللايف الجديد هسيبكم مع فيديو صوت وصورة ليا انا ونادر ف اكتر وقت كنت بعمل كل اللى عليا عشان ارضيه وفالاخر جه عليا وعلى حبنا..انا صورته من غير مايعرف وكأنى كنت حاسه انى فيوم هدوق كاس العذاب منه بالشكل دا ..وعاوزة اقولكم متتخدعوش فاللى بتشوفوه قصاد عيونكم ستورى ولايف وصور الحقيقه ابشع بكتير زى احمد سعد ماعمل مع سمية الخشاب بعد م امنته على حياتها وعمرها كان دا جزاءها ،وكان دا جزائى اسيبكم مع الفيديو..

قامت برفع مقطع مصور لها محادثه فى منزلها السابق مع نادر زوجها "اكدوا عليا الميعاد على فكرة كلمونى واتصلوا بيا

-ليه كل ده يا ميريهان؟

-عشان مش قادرة اسعدك....

????❞ ????❞ ????❞ ????❞

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

598 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع