ليس لدَى جماعة العظماء هذه غنيمةً لأندسَّ بينهم، ولا جماعة البسطاء تلك أقل حظا إذا فارقتُهم.. لطالما صاحبتُ البسطاء فكنت بينهم الزعيمة والنديمة، ولكم ولَجتُ ممالك العظماء وأنا الملكة العظيمة..
لا تأخذ الجماعات مني شيئا ولا تمنحني شيئا.. فإن نفسي تفيض بما يروي جميع المقامات، وروحي أذكى من أن تنتظر شرحا من مجنون أو صاحب عبقريات.. مقاماتي من عين قلبي تبصر، وشروحي من نصوص روحي تُبعث..
وقد طال بي المقام بين أولئك وهؤلاء حتى علم كل صاحب طلب أنني أول مخطوطة تُرسَل طلبا، وآخر ختم يُمهَر به صك الإيجاب، فصارت كل المقامات تتشكل لتناسب مجلسي، وكل الشروحات تسعى لتترجم ما استشكل من نصوصي.. نصوصي الجَليَّات.
وعلى ذلك..
فلا يتعجب من سطوع نوري قلب مظلم.. مهما أظلم
ولا يستنكر جلاء خطوتي تائه.. وإن احترف الشتات.