قال لي طبيبي الهُمام إن هذا القلب الحنون وهذه العاطفة الجياشة وهذا الفهم العميق للنفوس وهذا الحب السابغ لكل المخلوقات إنما هي ترجمات لاضطراب في تركيب دمي ورثته عن الشريفة أمي والعزيز أبي، يجعل عقلي أكثر انشغالا وقلبي أكثر حساسية وروحي أكثر اتقادا..
ثم أملَى عليَّ قائمةً من العقاقير لتهدئة العقل وتسكين الروح وتبريد المشاعر.. فتفهمت فعله، وأحببت سعيه لمساعدتي..
ثم طفرت مني دمعتان زاهرتان وأنا أغادر مجلسه موقنة بألا دواء لي..
وكان أقصى رجائي ألا يرى دمعتيَّ فيؤلمه بكائي.