آخر الموثقات

  • صوته
  • يوم خرجت من دمشق
  • المظهرة بالملابس
  • صورتي و خواطر
  • نعمة الإحساس 
  • المعادله لازم تكون واضحه في الأذهان
  • هل قلة الأدب من حسن الخلق ؟
  • وماذا لو جاء معتذرًا؟
  • رواية الهودو - الفصل العاشر
  • رواية الهودو - الفصل التاسع
  • هياكل النجوم -1
  • ما أنا إلا جزء من الكون يسبح
  • مقايضة لا مرئية - قصة قصيرة 
  • يا آسري
  • شخص من عالمي 
  • المخ ... هو المطبخ
  • ثروة المعلم الحقيقية
  • خليليات: رحم الله الاستاذ الدكتور محمود أبو الفتوح
  • الوزيرة والحجاب و العالم الجليل
  • تغريد الكروان: اعرف نفسك أولًا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة رشا السعدي
  5. غزل العقول (إنسان)
غزل العقول
إنسان♥♥
 
أصبح كل منهما يسكن فى عقل الآخر، وتشابكت روحيهما فى عناق أبدي كجذورأشجار منذ زمن عتيق، تعرف ما يفكر به قبل أن يبوح به، وتشعر بما يدور بداخله من صراعات وأحزان، تُدرك من حرفه أحزين أم سعيد؟ تراه أحيانًا طفًلا باكيًا دونما دموع بين ذراعيها يغسل همومه معها، أو مُشاكسًا يتنزه فى بستانها ويقتطف الزهور العطرة. منحها كل الحقوق وأعطاها كل الدلال.
فى أحد الأيام التقيا فى مطعم هادىء يطل على البحر، وكانت تحمل معها بعض المناقشات العلمية والأدبية، ليزدادا علمًا من بعضهما البعض، وعلى حين لحظة أخبرها ببعض الأمور التي تعترضه بكل أريحية، فثارت غيرتها واتهمته ببعض الكلمات الجارحة وشغفه للنساء، وأصبحت حمم البراكين تنطلق من عينيها، مما أثار غضبه، فألجمها بنظرة، وسألها متعجبًا:
ـ متى فقدتِ عقلك بهذه الطريقة؟ والله إن روحي المبتورة ليس لها أي رغبة فيما تتوهمين
انسالت دموعها حتى كادت تخنق أنفاسها لعلمها بأنه صادق، وحاولت الاعتذار بصوت متلعثم:
ـ لتعلم أنني إنسان، لست عقلًا فقط .. أنا عقل وروح .. قلب وجسد .. هذا الإنسان وجد راحته معك وأحلامه لديك .. لا أطلب منك شيئًا سوى أن تسامحني، وأنا كفيلة بنفسي .. أعدك أن أكون قوية وخاوية حتى لا أزعجك
ثم قامت من مقعدها، وخرجت مسرعة تجاه الشاطىء، فلحق بها، لم يمنحها فرصة الضعف والانكسار فأمسك بيدها:
ـ أنتِ كلك (بعقلك وروحك.. قلبك وجسدك، ومشاعرك على تنوعها من حب وغيرة وتهور وجنون ستكونى فى أمان معى وسأحتويكِ .. كانت تنقصنى هذه المصارحة يا طفلتي)
شعرت بنهر من السعادة يسرى داخل روحها الحزينة فضحكت بصوت خفيض، ثم استكمل مُبتسمًا:
ـ افعلى ما تريدين، وامرحي كما يحلو لك، ونادينى بأحب الصفات إلى قلبك ..هذا حق مصارحتك لي
احمر وجهها خجلًا فراقه ما رأى وابتسم مُجددًا:
ـ هيا افعلى ما يحلو لك يا طفلتي، وحينئذ ستشعري بالراحة والأمان، والفوضى التى فى روحك ستُرتب .. استخدمى كل الحقوق الممنوحة لكِ، وأنا أعدك بتقبله واحتضانه، وسعيد جدا به، وأعطيك الضوء الأخضر للانطلاق
وتشابكت أيديهما بقوة تُداعبهما نسمة هواء رقيقة
حوار لم ينتهى
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

566 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع